مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي/مقدمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله خالق النسم . ومنزل الحكم . والصلاة على أشرف العرب والعجم • النبي الأكرم . سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
( وبعد ) فهذا مجموع جليل وسفر نبيل جمعنا فيه جملة حسنة من رسائل فيلسوف الاسلام المجمع على تفضيله بين الأنام أبي نصر محمد بن محمد الفارابي الفيلسوف الشهير بالمعلم الثاني وهي رسائل فلسفية جليلة لا غنى عنها لمن ينظر في كتب الفلاسفة ولا بدمنها لمن يطالع مؤلفاتهم وقد بذلنا الجهد في تصحيحها وتطبيقها على أصولها المعتبرة وقد جعلنا مع رسالة فصوص الحكم التي هي أهم رسائله وأحمل مؤلفاته بل أهم ما كتب في الأصول الفلسفية شرسا لطيفاً يكشف غوامضها ويوضع مجملاتها لبعض الأفاضل لأن فيها من الاجمال والغموض ما تحتا - الي مثل هذا الشرح اللطيف وقدمنا بين يدي هذا عله نبذة وافية من ترجمة أبي نصر الفارابي مؤلف هذه الرسائل وترجمة أفلاطون . وارسطوطاليس وأضى علم الفلسفة ومؤسسي قواعده واللذين أخذ أبو نصر فلسفته من كتبهما وقربها من اذهان المتطلعين إليها بعد ان هذبها وجعلها حيث ينتفع بها .. أما حسن الورق وجودة الطبع فالنسخة شاهدة بفضلها معترفة بتفوقها على قريناتها والله خير موفق ومعين
. هـذا الكتاب كتاب شريف في احصاء العلوم والتعريف باغراضها لم يسبق اليه ولا ذهب احد مذهبه فيه ولا يستغنى طلاب العلوم كلها عن الاهتداء به وتقديم النظر فيه وكتاب في اغراض افلاطون وارسطوطاليس يشهد له بالبراعة في صناعة الفلسفة والتحقيق بفنون الحكمة وهو اكبر عون على تعلم طريق النظر وتعرف وجه الطلب اطلع فيه على اسرار العلوم وثمارها علما علماويين كيف التدرج من بعضها الى بعض شيئا شيئا ثم بدأ بفلسفة افلاطون فعرف غرضه منها وسمی تأليفه فيها ثم اتبع ذلك بفلسفة ارسطوطاليس فقدم لها مقدمة جليلة رف فيها بتدرجه الى فلسفته ثم بدأ بوصف اغراضه في تأليمه المنطقية والطبيعية كتابا كتاباً حتى انتهى به القول في النسخة الواصلة الينا الي اول العلم الالهي والاستدلال بالعلم الطبيعي عليه فلا اعلم كتاباً أجدى على طلب الفلسفة منه فانه يعرف بالمعاني المشتركة لجميع العلوم والمعاني المختصة بعلم علم منها ثملة بعد هذا في الالهي وفي العلم المدني كتابان لا نظير لها حدها المعروف بالسياسة المدنية والآخر المعروف بالسيرة الفاضلة عرف فيهما بجمل عظيمة من العلم الالهي على مذهب ارسطو طاليس في المبادي الست الروحانية وكيف توجد عنها الجواهر الجسمانية على ما هي عليه من النظام واتصال الحكمة وعرف فيهما بمراتب الانسان وقواه النفسانية وفرق بين الوحي والفلسفة ووصف المدن الفاضلة وغير الفاضلة واحتياج المدينة الى السير الملكية والنواميس النبوية وكان في علم الموسيقى وعملها قد وصل الى غاياتها وقد صنع آلة غريبة يسمع منها الحانا بديعة يحرك بها الانفعالات وسئل أبو النصر من اعلم انت او ارسطو ؟ فقال لو ادركته لكنت اكبر تلاميذه وقدم ابو النصر على الامير سيف الدولة ابي الحسن على ابن ابى الهيجا عبد الله بن حمدان الى حلب واقام في كنفه مدة بزي أهل التصوف وقدمه سيف الدولة واكرمه وعرف موضعه من العلم ومنزلته من الفهم ورحل في صحبته الى دمشق فأدركه أجله بها فى سنة ٣٣٩ فصلى عليه سيف الدولة في خمسة عشر رجلا من خاصته وهذه أسماء تصانيفه. كتاب البرهان. كتاب القياس الصغير . الكتاب الاوسط. كتاب الجدل. كتاب المختص الكبير . كتاب المختصر الصغير على طريقة المتكلمين . كتا