مجلة الرسالة/العدد 818/القوية الحربية لمصر والشام في عصر الحروب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 818/القوية الحربية لمصر والشام في عصر الحروب

مجلة الرسالة - العدد 818
القوية الحربية لمصر والشام في عصر الحروب
ملاحظات: بتاريخ: 07 - 03 - 1949


الصليبية

للأستاذ أحمد أحمد بدوي

- 5 -

حاول الأسطول المصري في أول عهد الحروب الصليبية أن يقوم بدوره في الدفاع عن الأراضي المقدسة، فكان ينجد المسلمين عسقلان ويافا وصور وبيروت وطرابلس وجبلة واللاذقية، وكان ينتصر على الإفرنج أحيانا، وأحيانا يرده الفرنج عن وجه فيعود إلى مصر، وكان أهل الشام يترقبون قدوم الأسطول إليهم، ويدخل الأمل قلوبهم إذا وجدوه في موانيهم، وكان قديرا على رد العدوان عن بلادهم لو أن الحالة السياسية في مصر ساعدته ذلك؛ فلم يكن ضعف ولا قلة في جندا أو سلاح أو أموال، ولكن الحالة السياسية التي سادت مصر في آخر عصر الدولة الفاطمية هي التي حالت بين الأسطول وبين المساهمة الفعالة المجدية في هزيمة الصلبين.

فلما جاء صلاح الدين الأيوبي انتفع بالأسطول المصري أيما انتفاع واشترك الأسطول اشتراكا فعلياً ناجحاً في إنزال الهزيمة بالأعداء المغيرين، فهو، حينا يستولي على سفنهم، ويظفر بالأسرى منهم، كما حدث سنة 575، ففي هذا اليوم الذي انتصر فيه المسلمون في معركة مرج عيون ظفر الأسطول بسفينتين وألف أسير وغنمت من هذه الغزوة أقوام كانت أعينهم لا تعرف عين الدرهم ولا وجه الدينار، وحيناً يغزو الساحل غزوة موفقة يحطم فيها أسطول الفرنج كما حدث في غزوة عكا؛ تلك الغزوة التي وصفها القاضي الفاضل بقوله: الأسطول المصري غزا غزوة ثانية غير الأولى، وتوجه عن السواحل الإسلامية مرة أخرى، من الله فيها منة أخرى، وكانت عدته هذه السنة قد أضعفت وقويت، واستفرغت فيها عزائم الجهاد، واحتلت به الرجال الذين يعملون في البحر، ويفتكون في البر، ومن هو معروف من المغاربة بغزو بلاد الكفر، فسارت على سوار هي كنائن، إلا أنها تمرق مروق السهام، وواكد هي مدائن إلا أنها تمر مر السحاب غير الجهام، فلا أعجب منها تسمى غرباناً وتنشر من ضلوعها أجنحة الحمام، فطرقت في الأحد حادي عشر جمادى الأولى ميناء عكا، وهي قسطنطينية الفرنج ودار كفرهم، أبدلها الله من الكفر إسلاما، وخلع عنها الشرك البالي، وخلع عليها من التوحيد أعلاما؛ فما هي إلا أن حذفت والجة على الميناء وفيه المراكب والبضائع، فاستولت على المراكب تحطيما وتكسيرا، ونطاحا يقلقل ولو كان ثبيرا، وأخلت ساحل الفرنج بقتالها، وباشرت مثل المساء بنزولها ونزالها، وهذا مما لم يعهد من الأسطول الإسلامي مثله في سالف الدهر، لا في حالة قوة إسلام ولا ضعف كفر.

وفي مرة أخرى أغار على بيروت فسبي منه وعاد بالغنائم وحيناً يساعد الجيش البري فيشغل العدو بالقتال، كما حدث في معركة طبرية، وإذا كان الأسطول المصري قد كسر أمام صور فليس ذلك راجعاً إلى الغفلة رجاله في الليل، وكأنهم كانوا شديدي الثقة بأنفسهم فأنتهز الفرنج هذه الغفلة وخرج أسطولهم في الليل، فأسر الفرنج مقدمي الأسطول المصري وقتلوا خلقاً عظيما، وأخذوا منه خمس قطع، ولم يؤثر ذلك في قوة الأسطول الذي أستعاد مركزه، وأخذ مكانه في معركة عكا، وقد ألقي عليه في هذه المعركة عبء كبير؛ ففي سنة 585 يستدعيه صلاح الدين ليعينه على أخذ المدينة، فتسرع إليه خمسون قطعة مع القائد لؤلؤ، تنقض فجأة على أسطول الفرنج فتبدده، وتضفر ببطستين كبيرتين بما فيهما من أموال ورجالهم، وقويت نفوس أهل عكا بوصول الأسطول، وقى جنانهم وأرسل صلاح الدين الذي يطلب مدداً جديداً من الأسطول، فعني الفرنج بتعمير أسطولهم لقتاله ومنعه من دخول عكا، واشتد أسطول صلاح الدين في قتال أسطول العدو، وسار الناس على جانب البحر تقوية للأسطول وإيناساً لرجاله، والتقى العسكران في البر والأسطول في البحر، وجرى بينهما قتال شديد انتهى بانتصار الأسطول المصري، واخذ من العدو الشواني، وقتل به ونهب جميع ما فيه، وظفر من العدو بمركب أيضاً كان واصلاً من قسطنطينية، ودخل الأسطول المنصور عكا، وكان قد صحبه مراكب من الساحل فيها ميرة وذخائر، وطابت قلوب أهل البلد، وانشرحت صدورهم؛ فإن الصاعقة كانت قد أخذت منهم.

ولما أشتد الأمر بعكا وأدار الفرنج مراكبهم حولها حراسة لها من أن يدخلها مراكب المسلمين، وقويت حاجة من فيها إلى الطعام والميرة، ركب جماعة من المسلمين في بطسة، وتزيوا بزي الفرنج، حتى حلقوا لحاهم، ووضعوا الخنازير على سطح البطسة بحيث ترى من بعد، وعلقوا الصلبان واستطاعوا بهذه الحيلة دخول عكا سالمين. وفي مرة أخرى قدمت إلى المحاصرين من مصر ثلاث بطس مشحونة بالأقوات والميرة وجميع ما يحتاج إليه في الحصار بحيث يكفيهم ذلك طول الشتاء، وقد فني الزاد ولم يبقى عندهم ما يطعمون، فلما دنت من عكا خرج إليها أسطول العدو يقاتلها، ولكنها استطاعت أن تفلت وتصل سالمة إلى عكا، وتلقاهم أهلها تلقي الأمطار بعد الجدب وامتاروا ما فيها، وحاول الفرنج وهم يحاصرون عكا حرق الأسطول المصري بها، والاستيلاء على برج الميناء حتى يحرسوه، ويحولوا دون دخول المراكب بالميرة إلى المدينة، فأعدوا بطسة ببرج مملئوها حطبا يشعلونه نارا ويلقونه على برج الميناء لقتل ما فيه وأخذه - وبطسة ثانية ملئوها حطباً ووقوداً على أن يدفعوا بها، حتى تدخل بين البطس الإسلامية، فيلهبوا الوقود فيحرق البطس الإسلامية، ويهلك ما فيها من الميرة، وجعلوا في بطسة ثالثة مقاتلة تحت قبو، بحيث يكونون تحت في مأمن لا يصل إليهم أذى سلاح، فأذ أرادوا إحراقه دخلوا تحت ذلك القبو فأمنوا، ولكنهم ما كادوا يشعلون النار، حتى أنعكس الهواء عليهم، أما البطسة التي كانت معدة لإحراق البرج فإنها احترقت بأسرها، وهلك من كان فيها من المقاتلة إلا القليل، وكذلك احترقت البطسة التي كانت معدة لإحراق الأسطول المصري ووثب المسلمون عليها فأخذوها. وأما ذات القبو فقد أنزعج من فيها وخافوا وهموا بالرجوع، واضطربوا اضطراباً عظيما، فانقلبت وهلك جميع من كان بها، لأنهم كانوا في قبو لم يستطيعوا الخروج منه.

وحاول الأسطول مرة أخرى دخول الميناء يحمل إليها الميرة فتحطم بعضه على صخور الميناء، لاضطراب البحر واشتداد هيجانه. وكان فيه من الميرة مما لو سلم لكفى البلد سنة كاملة وكان هذا سببا من أسباب سقوط عكا. وحاول صلاح الدين أن يرسل بطسة كبيرة مشحونة بالالآت والأسلحة والميرة والرجال والأبطال المقاتلة، حتى تدخل البلد مرا غمة للعدو، وكان عدة رجالها المقاتلة ستمائة وخمسين رجلا، فأحاط بها العدو من جميع جوانبها واشتدوا في قتالها، وجرى القضاء بأن وقف الهواء فقاتلوها قتالاً عنيفاً، وقتل المن العدو عليها خلق كثير، وأحرقوا للعدوا شينياً كبيراً فيه جند كثير هلكوا جميعاً، ولكن العدو تكاثر على أهل البطسة، وكان مقدمهم رجلاً شجعان مجربا يقال له: يعقوب، من أهل حلب، فلما رأى أن الدائرة ستدور عليهم صمم هو ومن معه ألا يسلموا من هذه البطسة شيئاً. فأعملوا معاولهم فيها ففتحوها من كل جانب فامتلأت ماء وغرق جميع من فيها وما فيها، ولم يظفر العدو منها بشيء. وتلفف العدو ومن كان فيها، وخلصوه من الغرق وأرسلوه إلى المدينة ليخبرهم بالواقعة.

وظل الأسطول المصري طول عهد صلاح الدين قائماً بواجبه يغير على أسطول الفرنج، ويقتل من رجاله، ويأسر ما شاء منهم ويستولي على مراكبه.

ولم يقف جهاد الأسطول في عهده على حزب الفرنج بالبحر الأبيض فقط، كنت له وقفات حاسمة في البحر أيضا، دافع فيها الفرنج عن الأراضي المقدسة بالحجاز؛ ذلك أن صاحب الكرك وهو من ألد أعدا المسلمين وأشدهم نكاية فيهم، فكر في مهاجمة المسلمين في البحر الأحمر ظناً منه أنهم غير مستعدين فيه، وتأديباً لحماية أيلة التي كنت تغير عليه، ولا سبيل له عليها لأنها تقيم بقلعة في وسط البحر، فبنى سفنا، ونقل أخشابها على الجمال إلى الساحل، وجمعها في أسرع وقت، وشحنها بالمحار يبن وآلات القتال، وسارت السفن وقد افترقت فرقتين، أقامت إحداهما على حصن أيلة يحصرونه ويمنعون أهله من ورود الماء، فأصاب أهله شدة وضيق، ومضت الثانية، وهي فرقة فدائية إلى عيذاب، وأفسد جندها في السواحل، ونهبوا، واخذوا ما وجدوا من المراكب الإسلامية، ومن فيها من تجار، وفاجئوا الناس منهم على حين غفلة منهم، فإنهم لم يعهدوا بهذا البحر فرنجياً ولا محارباً وأرادت الفرقة أن تقطع طريق الحج، فقد كانت الغزوة في شهر شوال سنة 578، وأن تمضي إلى المدينة المنورة لتنبش قبر رسول الله وتنقل جسده الشريف إلى بلادها، وتدفنه عندها، ولا تمكن المسلمين من زياراته إلا بجعل؛ وسارت الفرقة إلى بلاد الحجاز، وجاء الخبر إلى مصر وبها الملك العادل أخو صلاح الدين، فأمر قائد الأسطول وهو الحاجب لؤلؤ أن يتتبع هؤلاء الغزاة، فانقض على محاصري أيلة انقضاض العقاب، فقاتلهم فقتل بعضهم وأسر الباقي، ومضى تواً إلى شاطئ الحجاز، فوجدهم قد أوغلوا في طريق المدينة حتى لم يبقى بينهم وبينها إلا مسافة يوم، فمضى خلفهم على خيل أخذها من الأعراب وحاصرهم هناك في شعب حتى استسلموا، فقتل أكثرهم، وأرسل بعضهم إلى منى لينحروا بها، عقوبة لمن رام إخافة حرم الله تعالى وحرم رسوله، وعاد الباقين إلى مصر، فكان لدخولهم يوم مشهود، وأرسل صلاح الدين إلى أخيه العادل بأمره بقتل أسراره، وبقول له على لسان القاضي الفاضل: وهؤلاء الأسارى قد ظهروا على عورة الإسلام كشفوها وتطرقوا بلاد القبلة وتطوفوها. . . ولابد من تطهير الأرض من أرجاسهم، والهواء من أنفاسهم، بحيث لا يعود منهم مخبر يدل الكفار على عورات المسلمين. ويظهر أن العادل كان من رأيه الإبقاء عليهم فكتب إلى أخيه بما رآه، ولكن صلاح الدين لم يغير رأيه فيهم فكتب إلى العادل يقول له: (وليس في قتل هؤلاء الكفار مراجعه، ولا للشرع في إبقائهم فسحة ولا في استبقاء واحد منهم مصلحة، ولا في التغاضي عنهم عند الله عذر القبول، ولا حكم الله في أمثالهم عند أهل العلم بمشكل ولا مجهول، فليمض العزم في قتلهم، ليتناهى أمثالهم عن فعلهم، وقد كانت عظيمة ما طرق الإسلام بمثلها)؛ غير أن العادل والسياسة جزء من عناصره لا يسرع إلى قتلهم بل يراجع أخاه كرة أخرى، فيرد عليه بالقول الفصل: قد تكرر الفناء في معنى أسارى بحر الحجاز، فلا تذر على الأرض من الكافرين دياراً، ولا نوردهم بعد ماء البحر إلا ناراً فأقلهم إذا بقى جنى الأمر والأصعب، ومتى لم تعجل الراحة منهم وعدت العاقبة بالأشق الأصعب، فلم يبق بعد ذلك مجال للمراجعة وقتل الأسرى، وتولى قتلهم الصوفية والفقهاء وأرباب الدينانة.

هذا وكان للأسطول المصري في البحر الأحمر الفضل في بلاد اليمن على يد توران شاه أخي صلاح الدين فهو الذي حمل الأزواد والعدد ولآلات إلى تلك الديار.

ورأينا الأسطول المصري في عهد العادل يظفر بالفرنج سنة593 ويعود القاهرة غانما سبعين فارساً بذل أحدهم في فدائه ثمانين ألف دينار، ويعود من الغزو في السنة التالية حاملا معه أربعمائة وخمسين أسيراً.

وكان للأسطول المصري أثر حاسم في معركة المنصورة الأولى في عهد الكامل سنة 617، وكان عدد شواني المسلمين مائة قطعة والمعركة الثانية سنة 647، تلك التي انتهت بهزيمة الغزاة من الفرنج، فإن صالح أيوب ما كان يدخل المنصورة، حتى قدمت الشواني المصرية بالعدد الكاملة والرجالة؛ فلما مات وعسكر الصليبيون أمام المنصورة كانت الميرة ترد إليهم من دمياط في النيل، فصنع المسلمون عدة مراكب، وحملوها وهي مفصلة على الجمال إلى بحر المحلة، وطرحوها فيه وشحنوها بالمقاتلة، فلما جاءت مراكب الفرنج خرج عليها تلك المرغبة بغتة، وقاتلتها وقدم الأسطول المصري من المنصورة، فأخذ مراكب الفرنج أخذاً وبيلا، وكانت اثنتين وخمسين مركباً وقتل منها وأسر نحو ألف فرنجي، وغنم سائر ما فيها من الأزواد والأقوات، وحملت الأسرى على الجمال إلى المعسكر، فأنقطع المدد من دمياط عن الفرنج، ووقعه الغلاء عندهم، وصاروا محصورين لا يطيقون المقام، ولا يقدرون على الذهاب، وقوى المسلمون عليهم، وطمعوا فيهم، وأراد الفرنج الانتقام، فأخذوا من مراكب المصريين سبع حراريق، وأرسلوا إلى دمياط في طلب الميرة، فجاءت مراكبهم تحملها، فالتقت بها شواني المسلمين، وأخذت منها اثنين وثلاثين مركباً، منها تسع شوان، فاشتد الغلاء عند الفرنج، وشرعوا في مراسلة السلطان يطلبون الهدنة.

وفي عهد بيبرس أراد السلطان أن يغزو قبرص، ويستولي عليها، فلم علم أن صاحبها قد قدم عكا بمراكبه، نجدة لأهلها، انتهز فرصة خلوها، فجهز سبعة عشر شينيا، وصلت الجزيرة ليلا، فهاجت عليها ريح طردتها عن المرسى، وألقت بعض الشواني على بعض، فتحطم منها أكثر من أحد عشر شينيا، وأخذ من فيها من الرجال والصناع أسرى، وكانوا زهاء ألف وثمانمائة نفس، فعظم ذلك على الظاهر بيبرس، وأرسل صاحب قبرص رسالة كتاباً إلى السلطان، يشمت به فيه، فرد عليه السلطان بجواب أرعد فيه وأرق وقال فيه: إلى حضرة الملك. . . نعلمه أن الله إذا أسعد إنسانا دفع عنه الكثير من قضائه باليسير، واحسن له بالتدبير فيما جرت به المقادير، وقد كنت عرفتنا أن (الهوى) كسر عدة من شوانينا. . . ونحن الآن نبشره بفتح القرين، وأين المبشارة بتملك القرين، من البشارة بما كفى الله ملكنا من العين، وما العجب أن يفخر بالاستيلاء على حديد وخشب، الاستيلاء على الحصون الحصينة هو العجب. . . وليس من أتكل على الله وسيفه كمن اتكل على الريح، وما النصر بالهواء مليح، إنما النصر بالسيف هو المليح. . . وأن عدمت من بحرية المراكب آحاد فعندنا من بحرية المراكب ألوف، فلئن كنتم أخذتم لنا قرية مكسورة، فكم أخذنا لكم من قرية معمورة، وان استوليتم على سكان، فكم أخلينا بلادكم من سكان). ثم أصدر بيبرس أمراً بإنشاء عشرين شينياً، وبذل جهده في الإسراع بصنعها، فلما كملت احتفل بإتمامها، وخرج لأستعرضها، ولكنه لم يحاول غزو قبرص مرة أخرى.

وقد رأينا ما كان من انزعاج الفرنج عند ما سمعوا باستعراض خليل بن قلاوون أسطوله الضخم في النيل، فأرسلوا إليه الهدايا طالبين الصلح، واستطاع الأسطول المصري في أيام الناصر محمد بن قلاوون أن يمضي إلى الجزيرة أرواد من أعمال قبرص ويستولي على ما فيها ويملكها، ويأسر من الجزيرة مائتين وثمانين أسيراً.

(يتبع)

أحمد أحمد بدوي

المدرس بكلية دار العلوم بجامعة فؤاد الأول