مجلة الرسالة/العدد 732/على ثلوج (حزرين)

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 732/على ثلوج (حِزْرين)

ملاحظات: بتاريخ: 14 - 07 - 1947



للأستاذ علي الطنطاوي

- 2 -

قالت:

بدأت هذه القصة منذ أربعين سنة، ولم تكن هذه الظهور موحشة مقفرة كما تراها اليوم، ولم يكن القصر مهجوراً خرباً، بل كان حافلا بالأنس، فياضاً بالنعيم، يمرح فيه الصبا، ويضحك الطهر، وإن كان قد خلا من هيبة السلطان، وهجره الجند والأعوان، بعد ما قضى بـ (مذبحة عين داره) الأمراء التنوخيون سادة الجبل، ودالت دولتهم وذهبت أيامهم، فلم يبق لسيدي الشيخ ناصر رحمه الله (مشيخة) بعدهم على هذه البقاع، وكان هو (شيخها) وحاكمها - فما خلال من النبل والفضل، ولا هجره العافون ولا الوافدون، بل كانوا يؤمونه أبداً فينصرفون وقد حفل وطاب كل واحد منهم بما يشتهى وما يريد من مال الشيخ ومن طيب قلبه، ونبل نفسه، وإشراق وجهه، فكان مجده في عزلته أكبر من مجده في إمرته.

وكانت ربة القصر قد مضت جميلة طاهرة كزنبقة الجبل، شابة ناضرة كطلائع الربيع، وكانت تنشر عطر الحب أينما سارت فتترك حبها في كل قلب، فلما تولت أبقت في كل قلب أعطر الذكريات، وأحر اللوعات، ورعى سيدي الشيخ عهدها، وحفظ ودها، فلم يحل محلها من قصره أو فؤاده امرأة غيرها، ووقف نفسه على ولديها: علام وليلى، فكان لهما من بعدها أباً وكان لهما أماً، ولم يكن في القصر امرأة إلا أنا، وكنت غضة الإهاب، ريانة الشباب، فكنت أقوم على خدمتها وتربيتهما.

وكنا نعيش سعداء لا ندري ما الهموم، ولا نسأل عن الغد، كنا كالمسافر يقف على العين الباردة، يتمتع بالماء العذب، والظل الظليل، ثم يسير لا يحمل معه قربة من ماء، ولا يتزود زاداً، لأنه لا يعلم أن الطريق أمامه شمس كله وعطش وجوع وضلال، ولا بد له من سلوك هذا الطريق. . .

كانت حياتنا كالبركة الساكنة، ولكن الأيام ألقت في بركتنا حجراً كبيراً، أزعج سكونها، وكر ماءها، فلم تصف من بعد أبداً، وكان الحجر الذي رمتنا به الأيام غلاماً قذراً حمله سيدي من أزقة بيروت. . .

وهنا تبدأ القصة التي أروي لك مقاطع منها، لأنها لا تروى. كلها: ومن يستطيع أن يروى قصة حب، بكل ما فيها من عواطف وأفكار، وآلام وآمال؟

إن النفس البشرية أعمق من البحر، فمن دخل البحر غرق فيه فلم يخرج منه ليخبر عما رأى، ومن وقف على الشاطئ لم يلمس منه إلا الزبد الذي يحمله إليه الموج، وإن أعظم القصص التي كتبها الأدباء، لم تكن إلا زبداً يلقيه الموج إلى الشاطئ، أما اللجة الكبرى فلم يصل إليها قلم أديب، ولا غاص على جواهرها، ولا وصل إلى عجائبها.

هل رأيت الأفق عند الغروب، والشمس تلونه كل لحظة بلون، تخلق فيه عجائب لم تعرفها الأرض ثم تبيدها وتأتي بغيرها، وتخط فيه خطوطاً سحرية بألوان ما عرفها الفن ثم تمحوها وترسم سواها، كذلك النفس البشرية، إنها تبني وتهدم في (الثانية) من الأفكار والعواطف، والخواطر والتأملات، ما يعجز أدباء الأرض جميعا عن حبسه في القرطاس. فكيف يصف حياة امتدت أربعين سنة، من عجز عن وصف حياة ثانية واحدة؟ وكيف يصور ألوان النفس الخفية من لم يستطع أن يصور ألوان الأفق الظاهرة؟

إن الأدباء لم يأخذوا من قصص الحياة إلا حوادثها، وما الحوادث؟ ما خطرها؟ إنها جسم القصة، فهل رأيت محباً يقتل حبيبته ثم يعانق جسدها يحسب أن الجسد هو الحبيبة؟

هذا ما يصنعه الأدباء!!

أروي لك حوادث هذه القصة وأدع لك أن تفهم ما وراءها، وأن تلمس بيد بصيرتك روحها حتى لا تكون جسما بلا روح، وأن تسمعها بأذن نفسك لا بأذن رأسك، فإن النفوس متشابهات ورب إشارة أو كلمة أدلُّ عند النفس من كتاب ضخم عند العقل.

بدأت حوادث هذه القصة يوم عاد سيدي الشيخ من بيروت راكباً فرسه، إذ لم تكن قد وطئت حرم الجبل الأشم هذه السيارات. . . وقد لفَّ عباءته على غلام وضعه بين يديه لا يبدو منه إلا رأسه، فلما وصل كشفها عنه فإذا غلام (شحاذ) عمره نحو عشر سنين، وسخ الجسم، قذر الأسمال، فقال لنا:

- إني وجدته في رأس بيروت يهم بأن يلقى نفسه في البحر فحملته معي.

وجعل الولد يتفلت منه كأنه قط وحشي يريد أن يفرَّ من الصياد، فشد يده عليه، , ودفعه إليَّ وقال لي: - خذيه فأطعميه.

ويا ليته تركه يرمي بنفسه في البحر، أو يا ليته خّلاه ليهرب ولا يعود، إذن لما شقينا به ولما شقى بنا أربعين سنة كوامل، لم نستمتع فيها بشباب، ولم نعرف فيها السعادة ولا الاطمئنان.

وسحبته من ذراعه، وهو يحاول التملص مني، ويعضُّ يدي، وينطحني ويثبت قدميه مستعصما بالأرض كالتيس العنيد، حتى بلغت به المطبخ ووضعت له الطعام فأكل أكل من لا يخشى الفزر، فلما شبع عدت به إليه - وكان يحدث الولدين ويدفع أليهما هداياه التي طلباها منه: القيثارة للصبي والسوط المرصع اليد للبنت - فلما رأته ليلة، قالت:

- بابا. إنه قذر.

ورحمته. أما علام فقد أبغضه منذ اللحظة الأولى.

فقال لي سيدي الشيخ:

- خذيه فاغسلي جلده، وألبسيه.

ففعلت فرأيته قد استحال إنساناً آخر، وخيل إليَّ أني لمحت على وجهه وميض نبل قديم، فلما أنعمت النظر فيه وجدته قد انطفأ وعاد وجها عادياً لغلام وضئ رائع المحيا.

وعدت به إلى الشيخ، فسرَّ به وقال:

- لقد أسميته (هاني) وجعلته مني كولدي.

ونظرت إلى الولد فأبصرت عينيه تلمعان، ثم رأيته يسرع إلى الشيخ فيخبئ وجهه في طيات جبته ويبكي، يعبر بالدمع عن الشكر الذي يقصر عن التعبير عنه اللسان.

وكانت ليلى ترمقه باسمة، أما علام فكان يأكل قلبه البغض ويجلّل وجهه الغضب.

ومرت الأيام، وألفته ليلى إذ كان في مثل سنها وألفها، أما علام فلم تزده له الأيام إلا كرهاً، وكان الشيخ قد اشترى لكل من الثلاثة فرساً، فأقبل علام يوماً على هاني وكان يساير بفرسه ليلى، فقال له آمراً:

- انزل عن الفرس وهاته، فإن فرسي قد أصابه العرج.

فأبى، فسبَّه وأخذ الفرس منه قسراً، وآلمه عدوانه عليه، وأنساه كرم الوالد أصله، وأنه لقيط من الطريق، وأن (علام) هو الولد والوارث والفرس فرس أبيه، وأنه أكبر منه سناً، وأقوى ساعداً، فهجم عليه يريد أن يسترجع الفرس منه فضربه علام على وجهه وصدره، ثم أخذ حجراً ضخما فرماه به، فشجه وكاد يقضي عليه، لولا أن أقبلت ليلى تدافع عنه بسوطها، تنزل به على وجه أخيها حجزته عنه. . .

في هذه اللحظة ولد المخلوق الجبار الذي اسمه الحبّ.

أشفقت عليه، وشفقة الفتاة على الفتى الجميل بذرة الحب تختفي في قلبها، فلا تحسّ هي بها، كما تختفي حبة الصنوبر الصغيرة في حدور الجبل تطؤها الأقدام، وتتجاوزها الأبصار، ولا يدري بها أحد، ثم لا تلبث أن تكون شجرة باسقة الفرع، ممتدة الأصل، شامخة الهام.

وجعلت تواسيه فيعرض عنها، يستحي برجولته (الصغيرة) أن تراها كليمة مهزومة، وهي تلح عليه، حتى قالت له:

- هلم نقطف (أزهار الجبل).

فأبى. فرفعت ذيلها وانحنت له متشبهة بالعقائل على عادتهن في تلك الأيام، فاستلّت بدلالها غضبه، وابتسمت فأنارت بابتسامتها قلبه، فأطاعها وغلبت أنوثتها رجول الرجل. . . ولا تزال المرأة غالبة ما حاربت بالأنوثة، فإن زهدت فيها وحاولت أن تجاري الرجل في ميدانه، وتسابقه في حلبته، وتقاتله بسلاحه، اصطكت ركباتها، وكلت قدماها، وعجزت يداها، وسقطتومسحت دمه، وعصبت جرحه، وأركبته فرسها، ومشت به الهويني، تلقي في أذنه كلاماً من كلام الطفولة العاشقة، يرفعه في عين نفسه ويحقق فيه عندها ما تتمناه هي في رجل أحلامها، ولكل بنت حلم ولو كانت بنت عشر، ولا يخلو حلم بنت من رجل، ولو كان (رجلا) ابن عشر! حتى إذا اقتربا من هذه الصخرة التي تراها قائمة على شفير الوادي، كأنها قلعة من قلاع الجن، أمامها خندق لا تبلغ قراراته الشياطين، ولا تصل إلى ذروته المردة، قالت له:

- اسمع ما أنت بالوضيع ولا اللقيط، أنت سليل الأمراء التنوخيين، أنت الذي نجا يوم (عين دارة) وهذا قصر أجدادك.

فنظر مشدوهاً، وقال: هذه صخرة!

- قالت: كلا، أنعم النظر إنها قصر أجدادك، وهذا الفارس الأسود بالباب يمنعك من دخوله فخذ هذا السيف واعد إليه فاقتله، اعُدُ. . . اعُدُهْ. . .

- قال: هذا سوط!.

فصاحت متحمسة، وضربت الأرض دلالا بقدمها، وانتثر شعرها الذهبي، وزادها الغضب جمالا على جمالها، فأراه غضبها الصخرة قصراً، والسوط سيفاً، وأي رجل لا تخذعه الجملية عن الأوهام حتى يراها حقائق، ولا يندفع من أجلها إذا دفعته إلى المهالك؟

وعثر به الفرس، وكاد يهوى إلى الأعماق المظلمة، ولكنه قفز إلى الأرض، وانطلق يقارع بسوطه الهواء، وهو يرى أنه يجالد الفارس الأسود، حتى إذا قتله. . . مسح سيفه من دمه. . . ووضع قدمه على عنقه. . . وصرخ بها صرخة الظافر، فأقبلت إليه وقالت:

- أنت الملك، وأنا أمتك.

- قال: بل أنت مليكتي.

وانحنى أمامها فقبل يدها، وذهب يقطف زهور الجبل ليصنعها لها تاجاً. . .

ونما الحب الوليد فجأة، فكانت له قوة هذه الصخرة وسموها، وله طهارة هذه الثلوج ونقاؤها، وله خلود هذه الجبال وبقاؤها.

قال صديقي:

وسكتت العجوز حيناً، ثم قالت لي:

- انظر إلى ما تحت قدميك.

فنظرت وإذا أفتن منظر وقعت عليه عينا سائح وأبدعه.

قالت:

- هذا هو المشهد الذي كنت تراه في ظلام الليل أسود مخيفاً، يبعث الرعب، ما تبدل، ولكن غابت عنه الشمس فاستحال جماله قبحاً، وكذلك الدنيا: تكون في عينٍ سوداء وفي عين بيضاء، وتكون يوماً حلوة حبيبة، ويوماً مرة كريهة، ولقد اسودت دنيانا منذ مات سيدي الشيخ، وغربت عنها شمسه المضيئة فشملها الظلام، وذهبت منها حلاوة نفسه، فصارت مرة لا تطاق.

تبدلت هذه (الدنيا) منذ مات، وشب الصغار، فلم يعد في القصر ثلاثة أطفال يلعبون قد ساوى بينهم كرم الوالد، بل سادة وخدم، وظالم ومظلومون، صار عّلام سيد القصر، فكشفت منه السيادة عن نفس عبد، وأظهر السلطان منه طبع سوقة، فاستبد بأخته واستأثر بالخير من دونها، وجعل هاني خادم الإسطبل، وسائس الخيل، يمسك له فرسه، وينحني له ليضع نعله الدنسة على كتفه ليركب، ويعدو معه في ركابه، ويذيقه ألوان الذل، ويتعمد أن يحمله صنوف الأذى، وهو صابر من أجل حبّه، وهي ترى هذا فيقطع نفسها حسرات، ويمزق فؤادها أن ترى حبيبها و (ملكها) ذليلا ممتهناً، ولا تدري ما اللذة ولا تعرف طعم الحياة إلا إذا غاب الأخ، فهرعت إلى الصخرة تسبقه أو يسبقها إليها، فألقت بنفسها بين ذراعين، ما تبالي حطة منزلته ولا وساخة بزّته، لقد كانت هذه الصخرة ملاذهما، وعش هواهما، يستندان إليها، فإذا الصخرة التي كانت صمّاء خرساء، قد عاشت بالحب، وعدتها حياته الخالدة، فصارت قلباً كبيراً أحنى من قلوب الأمهات، ولساناً أحلى من ألسنة العشاق، وعز كل شيء حواليها وغلا، فالشمس عندها أضوء في عينهما من شمس القصر، والليل أعذب، والورد أعطر، والثلج أطهر، وكان يحسّ وهو معانقها أن هذه السفوح، وهذه الإحراج المطيفة بالقرى، وهذه السواقي المنبثقة من الإحراج، وهذه الذرى العالية، وهذه الحدود المتتالية وهذا البحر العظيم الذي يمتد حتى يصعد إلى السماء أو تنزل هي إليه، فيكون البحر سماء والسماء ماء - كل ذلك ملك له وحدهّ!

ويشعر بالقوة قد ملأت نفسه حتى كادت تنفجّر نشاطاً واندفاعاً، وبالعاطفة يكاد يتمزق من طغيانها قلبه، وأنه لم يعد السكون والانطواء على نفسه بعدما حركة الحب؛ فهو يريد أن يصنع المعجزات، أن يزيح الجبال، أن يكون قائداً فيفتح بحبها الأرض، أن يكون شاعراً فيملأ بتقديسها الأسماع، أن يكون كاتباً فيخلدها بروائع الآداب: بكل مقالة هي أعظم من قلعة يشيدها الملك، وأمتن منها بناء، وأعلى، وأبقى على وجه الدهر، تتخرب القلاع وهي باقية، وتنسى أسماء الملوك، وأسماء قائليها درر في صحائف التاريخ، وجمال للماضي. . .

وتنالها من خمرة الحب مثل نشوته، وتغيب معه في سكرة الغرام، فتهمس وشفتاها على خده:

- هل في الدنيا أسعد منا يا هاني؟ هل في الوجود متعة أعظم مما نحن فيه؟

- فيقول: نحن الوجود يا ليلى، نحن المحبة والمحبة سرّ الوجود. هذه الصخرة مارست هنا منذ الأزل إلا لنأوي إليها، هذه السفوح ما بسطت إلا لنطل عليها، والقمر ما طلع من وراء الأفق إلا لينظر إلينا، والنجوم ما أطلت من فرج السماء إلا لتناجينا، والفلك كله يدور من حولنا. نحن قطب الوجود، أناوأنت يا ليلى. لقد كنا متحابين من قبل أن نلتقي، وقبل أن نولد، وسنبقى متحابين بعد أن نموت، وهذا هو الحب.

الحب أن يعرف الحبيبة قبل أن تقع عليها عينه، ويسمع باسمها أذنه: يعرفها في سبحات التأمل في ليالي الوحدة، في ثوران الميل في أعصاب الشباب، في خفقات القلب للجمال، في تطلع الفكر للمجهول، في فراغ النفس، في صراخ الأعصاب، في كل فرحة، وفي كل ألم، وكل ذهول هذا هو الحبُّ الضالَّ الذي لا يعرف طريق الحبيب.

ليس الحب ضمَّة ولا شمَّة ولا قبلة، الحب أن يرى المحبوبة فيحس في نفسه جوعاً سماوياً إليها، رغبة جامحة في أن يفتح قلبه ويضعها فيه ويضمه عليها، الحب أن تفنى هي فيه، وأن يفنى هو فيها، أن لا يفرق بين الحبيبين الزمان ولا المكان ولا الميول ولا الأهواء، فيكون أبداً معها، هواه هواها، وميوله ميولها، ويكون في رأسه صداعها، وفي معدته جوعها، وفي قلبه مسراتها وأحزانها، وأن تكون له ويكون لها، وأن يدخلا معاً مصنع القدرة الإلهية مرة ثانية ويخرجا وقد صارا إنساناً واحداً، في جسمين اثنين. فأين تروى جرعات اللذائذ الحسية هذا الظمأ الروحي؟! إنها كالخل للعطشان، يشربه فيحرق أمعاءه، ويزيد ظمأه.

- فتقول له: يا ليتنا نموت الآن يا هاني، حسبنا هذا من العمر. أو يا ليت الزمان يقف فلا يدور أبداً، ولا نعود إلى القصر ولا نرى الناس.

- فيقول: ما الناس؟ وما القصر؟ كله باطل! كل ما عند الناس أوهام! الحق هنا، هذا وحده الحق، هذا هو الواقع، هنا الدنيا!

ويعجز النطق، وتضيق اللغة، فيتكلمان باللغة التي يفهمهما البشر كلهم، لأن لغة البشرية ليست لغة أمم ولا أقوام، اللغة التي ليس فيها إلا كلمة واحدة ولكن معانيها أوسع من كل ما حوت المعاجم، اللغة التي لا يفهم الرجل عن المرأة، ولا تفهم المرأة عن الرجل، إلا بها: لغة القبل!

وتكون وسوتها الخافتة أبلغ من كل ما قال الشعراء.

(البقية في العدد القادم)

علي الطنطاوي