مجلة الرسالة/العدد 7/من الأدب الفرنسي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 7/من الأدب الفرنسي

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 04 - 1933



الطبيعة والإنسان

لفيكتور هوجو

شمسُ هذا النهار قد غربت في ... أُفْقها خلفَ مكفهرّ السحاب

وغداً تعصفُ الرياح، ويأتي ... بعدَ ذاك الظلامُ داجي الإهاب

وَيَلِي الفجرُ بعد ذاك مضيئاً ... مُرسِلاً نورَه خلالَ الضباب

فنهار، فليلة - خطواتُ الد ... هرِ والدهرُ ممعن في الذهاب

سوف تمضي هذي الدهورُ جميعاً ... سوف تمضي معاً لغير مآب

سائراتٍ على جِباهِ الرَّوابي ... ووجوهِ البحارِ ذات العُباب

ومياهِ الأنهارِ وهْيَ جَوَارٍ ... لامعات مِثل اللجين المذاب

وعلى الغاب وهو يَدْوي بأروا ... حِ الأُلى قد قَضَوْا من الأحباب

وستَبقَى وجوه تلك الأواذي ... وستبقى جباهُ تلك الهضاب

البوادي الغضونِ لا عنْ مشيب ... أو فتورٍ في عنفوان الشباب

وستبقى بواسق الغاب ذات ال ... خُضرة المستمرَّة الجلباب

سوف تبقى على الزمان جميعاً ... في شباب مجَدّدٍ وتصابى

وستَبقى الأنهارُ تحمل من تل ... ك الرُّبَى ما تلقيِ به في العُباب

ذاك، أمَّا أنا فها أنا يَحْني ... كلُّّ يوم رأسي ويُوهِن قابي

وقشْعَرِيرةُ البرودة تحت الشم ... س أمست تَدِبُّّ في أعصابي

وسأقضي نحبي وَشيكا سريعاً ... وسْطَ عيدِ الطبيعةِ المِطْرابِ

وسأمضي، فلا يَضير مُضِيِّ ... ذلك الكونَ أو يُحِسُّ غيابي

فخري أبو السعو