انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 384/أنا وأنت. . .

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 384/أنا وأنت. . .

ملاحظات: بتاريخ: 11 - 11 - 1940



أَناَ السَّماَءُ وَأَنْتِ البَدرُ بَرْعَمَهُ ... كِمُّ الظَّلاَمِ عَنِ الإِشْعَاعِ في صَدْرِي

قَدْ أَوْحَشَتْ رَحَبَاتِي يا حَبِيبُ وما ... أَجْرَيْتَ أَنفْاسَكَ البَيْضاَء في نَحرِي

هُمْ غَلَّفوُكَ، فَمَزَّقْ سِتْرَ حُلكَتِهمْ ... وَاسْطَعْ عَلَى أُفقِي المَهْجُورِ يا بَدْري

أَنَا الخَمِيلَةُ، تِيجَانُ الوُرُودِ ذَوَتْ ... عَلَى ضَفَائِرِ أَشْجَارِي مِنَ الحَرِّ

والطَّيْرُ أَخْرَسَها عُريُ الغُصُونِ فمَا ... عَادَت تُسِرُّ أَغَاِنيها إلى الفْجَرِ

وَأَنْتِ. . . أَنتِ رَبيعٌ في ضَمِيرِ غَدِي ... وَسَوْفَ يُلبِسُنِي ثَوباً مِنَ التِّبْرِ

أَنَا الفْيَافِي، وَأَنْتِ القَطْرُ تَحبْسُهُ ... أَنَاملُ الغَيمِ في العَلْياءِ عَنْ قَفْرِي

قَدْ أَخْمَدَتْ زَفَرَاتُ الْقيْظِ في كَبدِي ... رُوحَ الحَياةِ وَمِنْكَ البَعثُ يا قَطِري

إنْ يَعقِدُوكَ فَبلُّلورُ السَّحَابِ غَداً ... تُسِيُلهُ لَفَحَاتُ الشَّمسِ في ثَغرِي

أَنَا البَنَفْسجُ لَمْ يُبقِِ الْهَجِيرُ عَلَى ... عُودِي سِوَى قَبَسٍ منْ هَالَةِ العُمْرِ

لَكِنَّما أَنْتِ دَمْعُ الطَّلِّ يَنْظِمُهُ ... جِيدُ السموات أَسمَاطاً مِنَ الدُّرِّ

وفي الصَّباحِ يَرُذُّ النَّسْمُ في وَرَقي ... بَعْضَ الدُّمُوعِ فَأَحْيَا ضَافِيَ السِّحرِ

أَنَا لَكِ الْعشُّ يَا قُمْريُّ. . . يُحْزنُني ... أَنْ قَدْ نأَيتَ وَلَكِنْ أَنْتَ لاَ تَدْرِي

اعْشَوشَبَتْ جَنَبَاتِي وَالُّلجَينُ جَرَى ... تَحتِي يُناديك َ يَا ظَمآنُ!! لِلنَّهْرِ

إنْ يُسكِنوكَ بُرُوجَ الْمَاسِ سَامِقَةً ... سَيحْتَوِيكَ حَنِينُ الطَّيرِ لِلوَكْرِ

(السويس)

عبد الرحمن الخميسي