مجلة الرسالة/العدد 214/خواطر وأفكار
مجلة الرسالة/العدد 214/خواطر وأفكار
للأستاذ أديب عباسي
الخاطر المخامر كالداء المخامر: هذا يضعف الجسم ويعرضه لأدواء أخرى، وذاك يضعف الفكر ويعرضه للكلال والانقباض في نطاق ضيق
يجب ألاَّ يخدعنا سكوت الناس عن رأي من الآراء أو فكر من الأفكار فنظن أن هذا السكوت دليل الرضى وآية القبول؛ فقد يكون الرأي من السخف ووضوح الخطأ فيه بحيث لا يتكلف أحدٌ مشقة العناية به والإنبراء لتفنيده
الخطأ الكبير من صفات العقول الكبيرة، أما صغار العقول فلا يمكن أن تكون لهم أخطاء كبيرة
قصر النظر كبعد النظر لازم في بعض ظروف الحياة، لا سيما في الأزمات
الناجح والقاتل في الحياة يلتقيان عند قلَّة الأصدقاء والمريدين لهم إرادة بريئة من الملق والزلفى أو حب الاستعلاء والظهور
يقولون لو عرف الإنسان كفايته متى تكون لفتر سعيه وقلَّت أطماعه، وليس أنأى عن الصواب من هذا الرأي. فالواقع أن الناس يسعون ويعملون ويؤملون كأنهم باقون إلى آخر الدهر ومن هنا ترى الشاب والكهل والشيخ يستوون في المطامح والأطماع
كثرة التحليل والتعليل والتدبر كثيراً ما تكون سبيلاً للفشل بدل أن تكون عوناً على النجاح
يضطر المرء أحياناً أن يمثل دور المخدوع، لعله أن يقلل من أذى الحاقدين وشرهم، لا سيما إذا كانوا ذوي حول وسلطان
حتى الأعراض تهون عند البعض في سبيل الانتقام
خير للمرء أن يخطئ مع التجربة من أن يتجنب التجربة كيلا يخطئ
تعوُّدك الأمر من الأمور أسهل جدّاً من انقطاعك عنه
في الناس الميل لذكر السيآت ونسيان الحسنات، لأنهم في قرارة نفوسهم لا يحبون أن يكونوا المحسن إليهم، ويودون دائماً أن ينالوا ما يشتهون بجدهم وسعيهم
في طبيعة الناس جميعاً الملل من المؤثر يجيء على وتيرة واحدة ومن هنا ترى الناس على الإطلاق يتمنون لو يبدَّلون أحوالاً بأحوال وأوضاعاً بأوضاع مع العلم واليقين أن الأحوال والأوضاع الجديدة قد لا تكون خيراً من الحال والوضع القديم
السياسي كالدجال يعتمد على خداع الفكر كما يعتمد الدجال عل خداع البصر.
إذا اشتد الجدل حول الرأي من الآراء أو الخطة من الخطط وانتصر الرأي أو الخطة، فمن الخير والحكمة أن ننزل بالرأي أو الخطة درجة أدنى من التقدير، وذلك أن حرارة النضال وشهوة الفوز لا بد أن تكون أخرجت الرأي أو الخطة عن نطاق الصحة وصدق التقدير.
معارك الفكر الكبرى تترك كثيراً من قتلى الأفكار الأبرياء كما أن المعارك الحربية تترك كثيراً من القتلى في غير ميادين القتال.
السعادة كالأفق دائماً أمامك.
ليست الفضيلة أن تمتنع عما لا تستطيع، إنما الفضيلة امتناعك عما تطوله يداك وتخصه بهواك.
إذا أكثر المرء الحديث في فضيلة من الفضائل فشك في نصيبه منها
إذا جاء الإعجاب بالشيء بعد كره له، فذاك هو أصدق الإعجاب
الإعجاب المفاجئ كثيراً ما ينتهي بالكره والاحتقار
الابتكار بالطبع غير الإغراب، ولكن كثيراً ما يلتبس الواحد بالآخر. ومن هنا يجب ألا يخدعنا الإغراب عن مكان الابتكار فيه، إن يكن تحته ابتكار
من الكتاب من لا يريد أن يريك الفكرة في وضاحة من الألفاظ واستقامة من الأسلوب، وذلك لأنه ليس على يقين من فجة هذه الفكرة أو صدقها، فيرى أن يلفَّفها ويغمَّضها بالملتوي من الأسلوب ومبهم البيان
حديث النعمة لا يعرف الاعتدال، فإما السرف الشديد أو الكزازة
الدنيا مع الواقف
الفشل أشدُّ أثراً في حياة الأفراد من النجاح
ليست النتيجة بقياس صحيح لجودة الرأي وصواب النهج والخطة، فقد ينتهي الرأي الخاطئ على غير انتظار بنتيجة طيبة وقد ينتهي الرأي الصائب بنتيجة سيئة
قدَّر السوء والشرَّ نتيجة لما تسعى. فان جاءك الخير أحسست به قوياً، وإن جاءَك الشر يكن لك من توطينك النفس عليه واقياً يقيك أذى اليأس وأخطار الخيبة الشخصية القوية الواضحة كالفكرة القوية لا تزيدها المقاومة إلا رسوخاً وظهور معالم
منتهى الشك بدء اليقين.
الطفولة أسعد أوقات الحياة لأنها الدور الأوحد الذي يستطاع العيش فيه للحاضر دون الآتي أو الغابر من الزمن.
تظلم الثعلب إذ تشبه بمكره رياء الناس. فهو يمكر ويختل تحت أقسى الظروف، وأشد الضرورة، أما أكثر الناس فيختلون ويمالئون ويراءون تترفاً وفي غير حاجة سوى حاجتهم إلى إظهار الصغار وهوان النفس.
حتى الصغائر تظهر صغيرة في صغار النفوس.
عند الاضطراب تتقارب صفات الخلق.
يبلغ من لؤم الطبع في بعض الناس أن يؤذوا الأصدقاء إذا وُجد بينهم أعداء يريدون لهم الأذى ولا يستطيعون أن يفردوهم لأذاهم من بين هؤلاء الأصدقاء.
لو أتيح أن يتساوى جميع الناس في الفضائل، لأضحت رزائلنا ضرباً من الامتياز يُرغب فيه ويُسعى إليه.
التوقح أشرف من الرياء، فهو على الأقل يدلُّ على الجرأة
عاد مشتركاً - إن أمكن - وصادق منفرداً.
الإقدام لا يكون شجاعة إلا مع تقدير الخطر.
كل شيء يخف أثره وقيمته إذا تكرر إلا التضحية.
من ضحى مرة وأعادها ثم أعادها، بعد إنكار لها، فمنزلته فوق منزلة البشر.
أعط بعض ذاتك تعط كل ذاتك.
أديب عباسي