مجلة الرسالة/العدد 168/في ربى لبنان

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 168/في ربى لبنان

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 09 - 1936



بقلم عبد الوهاب أدهم

قف حيِّ لبنان وانظر حسن لبنانا ... إن كنت مثلي كئيب النفس أسوانا

في كل بقعة أرض أيكة برزت ... توحي إلى النفس أحلاماً وسلوانا

يعانق الأرْزُ فيها الأرزَ مغتبطا ... ويسحب الدّوح أذيالا وأردانا

ترقرق الماء في أنحائها فغدت ... خمائلا، وغدا لبنان بستانا

والطير يرقص من لهوٍ ومن طربٍ ... فيملأ الأرض أنغاماً وألحانا

تبارك الله! ما أسمى بدائعه ... فكيف أضمر بهتاناً وكفرانا؟

لبنان! يا جنّة الدنيا وزينتها ... خلَّفت قلبي غداة البين ولهانا

مازلت أذكر (فالوغا) و (عاليةً) ... و (بَحْمَدونَ) و (شاغورا) و (حمّانا)

حتى امتطيتُ إلى (الفيحاء) هادية ... تطوي بيَ الأرضَ أنجادا ووهدانا

يا أهل لبنان! إنا أمة قبضت ... نواصي الأرض أحقاباً وأزمانا

لا تأنفوا أن تقولوا: إننا عرَبٌ ... كم أبقت العرب للأقوام إحسانا

والحرّ يفخر بالأنساب فافتخروا ... بعبد شمسٍ وقحطان وعدنانا

إن دال سلطانهم فالدهر ذو عجب ... يهوي الأبيُّ ويسمو النذلُ أحيانا

أشبالَ (غسان) هبّوا من ضلالتكم ... ألهاكُم الغيُّ عن رُشدٍ وألهانا!

(غَسّانُ) باقٍ على الأيام مفخرة ... فهل سعيتم لِتُحيوا مجد (غسانا)؟!

(دمشق)

عبد الوهاب أدهم