ما لي وإياك غير الله من سند

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ

​ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ​ المؤلف محيي الدين بن عربي


ما لي وإياكَ غيرَ اللهِ من سندٍ
وفاز من يتخذ ربَّ الورى سندا
هو المهيمن فوقَ العرشِ مسكنه
كما يليقُ به ديناً ومعتقدا
يأتي وينزلُ والألبابُ تطلبه
كما روينا على المعنى الذي قَصَدا
ومنْ يكونَ على ما قلتُ فيهِ فقدْ
وفى بما كلفَ الإنسانُ واقتصدا
ودعْ مقالةَ قومٍ قالَ عالمهمْ
بأنهُ بالإلهِ الواحدِ اتحدا
الإتحادُ مُحال لا يقولُ بهِ
إلا جهولٌ بهِ عنْ عقلهِ شردا
وعن حقيقتِه وعن شريعته
فاعبدْ إلهكَ لا تشركْ بهِ أحدا
وانهض إلى واهب الأسرار تحظ به
ولتتخذْ عندُه قبلَ القدومِ يدا
عليه من دارك الدنيا ومن فكر
تظلُّ منْ أجلها في حيرةٍ أبدا
وكن إماما ولا تسعى لمفسدة
بكل وجهٍ وكنْ في الحكمِ مجتهدا
ولا تغالطْ بتعليلٍ وأقيسةٍ
وكنْ عن الرأي والتقليد مُنفردا
إني نصحتكَ والرحمنُ يشهدُ لي
كما أمرتُ وهذا كلهُ وردا