ما تغطي اوكار تلك البدور

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ

​ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ​ المؤلف كشاجم


ما تُغَطِّي اَوكَارُ تلكَ البدورِ
من سَنَا أَوجهٍ وليلِ شُعُورِ
وتُوارِي تلكَ الجيوبُ اللواتِي
عَرَضَتْهَا ظِبَاءَ تلكَ القُصُورِ
مِنْ نُحورٍ من اللّجينِ حِسانٍ
طَوّقَتْهَا مخابِقُ الكَافُورِ
يفتّحُ فيها نَسيمُ الحَيَا
خِلافاً فيهتِكث أَستَارَهَا
فتَنثني أوانسُ تنسجُ القَصْـ
فنسّى الأوائلَ بزخارهَا
ويسفَحُ فيها دِمَاءَ الشَقيقِ
إذا ظلَّ يَفتضُّ أَبكارَها
ويُدني لِما بَعضُها بَعضَهَا
كضَمِّ الأحبَّةِ زُوَّارَها
ناظماتٍ لها من الدرِّ طَرْزاً
سَبَحاً عُلّقَتْ مكانْ السّيورِ
راغباتٍ عن الحليِّ فَما يُحلّيـ
ـنَ إلاَّ بالمسكِ أو بالعبيرِ
كأنَّ تَفتُّحَها بالصَّبا
عَذارَى تملّكُ أَزرارَهَا
يَغُضُّ لِنَرْجِسِهَا أَعْيُناً
وطوراً تُحدّقُ أبصارهَا
أَنا صَبُّ بصبوةٍ وبسَاجٍ
ديبجيٍّ وَشُرْبَهَا المنثورِ
وفؤادي بشَاغِفٍ ظلَّ مَشْغو
فاً مُعنَّى بالهجرِ من مهجورِ
إذا مُزنْةٌ سَكَبَتْ مَاءَهَا
على بقعةٍ أشعلتْ نارَهَا
فدَعانِي من الملامةِ في الشّو
قِ إلى كلِّ ذي دلالٍ غريرِ
وما أمتَعتْ جَادَها بلدةٌ
كما أَمتَعَتْ حُلَّةٌ خَارَهَا
هي الخُلدُ تجمعُ ماتشتهي
فزُرها فطوبى لِمن زَارها
وللّهْوِ فيها شهور الرّبيـ
ـعِ حينَ تُقَطّرُ أَشْجارهَا
إذَا ما أَهَدَّ قَويقُ السّماءِ
بها فأمَدَّتهُ أمطارَهَا
وأَقْبَلَ ينظِمُ أَنجَادَهَا
بفيضِ المياهِ وأَغْوَارِهَا
فاَرضَعَ جَنّاية دُرّهُ
فَنَمْنَم بالنَّوْرِ اَشجارَهَا
ودَارَ بأكنافِها دورةً
فَنسّى الأَوائلَ بزارهَا
كأنَّ هلوكاً حَبَتهُ السوا
رَ أو سلبَ الكفَّ أسوارَها