ما ترى في الصبوح أيدك الله

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه

​ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه​ المؤلف كشاجم


ما تَرَى في الصبوحِ أيّدَكَ اللّه
فهذا أوانُ حَثَّ الصَّبُوحِ
غَسَقٌ رائحٌ وديِكٌ صدوحٌ
فأجِب دَعْوَةَ المُنادي الصّدُوحِ
وكأنَّ الصّبَاحَ أوْجُهُ رهبا
نٍ تَطَلَّعْنَ من فتوقِ المُسُوحِ
وأَرَى القَطْرَ قَدْ تَتَابَعَ يحكي
دمعَ عَيْنَي أخي فؤادٍ جَرِيحِ
وعلى الديكِ وإنْ قَدْ رانَ
أذكى من عبيرٍ بقهوةٍ مجدوحِ
وكبابٌ مَشَرّحٌ أرْهَفَتْهُ
كفُّ طاهٍ لطيفةُ التّشْريحِ
ولَنَا قينةٌ تُشَابِهُ طَبْيَاً
وأخٌ ماجدٌ خفيفُ الرّوحِ
ورحيقٌ معتّقٌ كِسْرَوِيٌّ
كَدمِ الشادِنِ الغريرِ الذبيحِ
ومغنٍّ يُرِيكَ مَعْبَدَ في المجلسِ
فصيحٍ يشدو بِعُودٍ فَصِيحِ
وصنوفٌ مِنَ الرّيَاحينِ ليسَتْ
من عرارٍ ولا أفانينَ شِيحِ
وسقاةٌ مِثْلُ الظباءِ علينا
تتهادَى من سانحٍ وَبَريحِ
كُلُّ سَاجي الجفونِ في ريقِهِ البُرْ
ءُ وفي لَفْظِهِ سقامُ الصَّحِيحِ
مخطفُ الخصرِ في القِبَاءِ كَغُصْنِ البـَ
ـانَةِ الغَضِّ يومَ غيمٍ وَرِيحِ
لكَ غَيرُ القبيحِ ما تَبتَغِي فيـ
ـهِ وحَاشَاكَ من فِعَالِ القَبيحِ
فتفَضَّلْ وَكُنْ جَوَابَ كتابي
وَاعْصَ في اللّهوِ قَوْلَ كُلِّ نَصِيحِ