لما تفرى الأفق بالضياء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لما تفرى الأفقُ بالضياءِ

​لما تفرى الأفقُ بالضياءِ​ المؤلف ابن المعتز


لما تفرى الأفقُ بالضياءِ،
مثلَ ابتسامِ الشّفةِ اللّمياءِ
و شمطت ذوائبُ الظلماءِ،
وهَمّ نجمُ اللّيلِ بالإغفَاءِ
قُدنا لِعِينِ الوحشِ والظّباءِ،
داهيةً محذورةَ اللقاءِ
شائلةً كالعقربِ السمراءِ،
مرهفةً، مطلقةَ الأحشاءِ
كمدةٍ من قلمٍ سواء،
أو هُدبَةٍ من طَرَفِ الرّداءِ
تحمِلُها أجنِحةُ الهواءِ،
تَستلِبُ الخطْوَ بِلا إبْطاءِ
و مخطفاً موثقَ الأعضاءِ،
خالفها بجلدةٍ بيضاءِ
كأثرِ الشهابِ في السماءِ،
ويَعرِفُ الزّجرَ منَ الدّعاءِ
بأُذُنٍ ساقِطَةِ الأرجاءِ،
كوردةِ السّوسَنَةِ الشّهلاءِ
ذا برثنٍ كمثقبِ الحذاءِ،
و مقلةٍ قليلةِ الأقذاءِ
صافيةٍ كقطرةٍ من ماءِ،
تنسابُ بينَ أكمِ الصحراءِ
مثلَ انسيابِ حيةٍ رقطاءِ،
آنسَ بينَ السفحِ والفضاءِ
سِربَ ظِباءٍ رُتّعِ الأطلاءِ،
في عازبٍ منورٍ خلاءِ
أحوى كبطنِ الحيةِ الخضراء،
فيه كنَقْشِ الحيّةِ الرّقشاءِ
كأنها ضفائرُ الشمطاءِ،
يصطادُ قبلَ الأينِ والعَناءِ
خمسينَ لا تنقصُ في لإحصاء،
وباعَنا اللّحومَ بالدّماءِ
يا ناصرَ اليأسِ على الرجاءِ،
رميتَ بالأرضِ إلى السّماءِ
ولم تُصِب شيئاً إلى الهواءِ،
فحسبنا من كثرةِ العناءِ