لله "سلمى " حبها ناصب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
(حولت الصفحة من لله "سلمى " حبُّها ناصبُ)

لله "سلمى " حبُّها ناصبُ

​لله "سلمى " حبُّها ناصبُ​ المؤلف بشار بن برد


لله "سلمى " حبُّها ناصبُ
وأنا لا زوْجٌ ولا خاطبُ
لو كنتُ ذا أو ذاك يوم اللِّوى
أدَّى إليَّ الحلبَ الحالبُ
أقولُ والعينُ بها عبرةٌ
وباللِّسَانِ الْعَجَبُ الْعَاجِبُ
يا ويلتي أحرزها " واهبٌ"
لا نالَ خيراً بعدها واهبُ
سيقتْ إلى "الشَّام" وما ساقها
إلاَّ الشَّقا والقدرُ الجالبُ
أصبحتُ قد راحَ العدى دونها
ورحتُ فرداً ليس لي صاحبُ
لا أرْفَعُ الطرْف إِلَى زائرٍ
كأنَّني غضْبان أوْ عاتِبُ
يا كاهن المصر لنا حاجةٌ
فانظر لنا: هل سكني آيبُ
قد شفَّني الشوقُ إلى وجهها
وشاقني المزهرُ والقاصبُ
بَلْ ذَكَّرَتْني ريحُ رَيْحَانَةٍ
ومدهنٌ جاء به عاقبُ
مجلسُ لهو غاب حسادهُ
تَرْنُو إِلَيهِ الْغَادَةُ الْكَاعبُ
إِذْ نَحْنُ بالرَّوْحَاء نُسْقَى الْهَوَى
صِرْفاً وإِذْ يَغْبِطُنَا اللاَّعبُ
وَقَدْ أرَى «سَلْمَى » لَنَا غَايَةً
أيام يجري بيننا الآدبُ
يأيُّها اللاَّئمُ في حبِّها
أمَا تَرَى أنِّي بهَا نَاصبُ
«سَلْمَى » ثَقَالُ الرِّدْف مَهْضُومَةٌ
يأبى سواها قلبي الخالبُ
غنَّى بها الراكبُ في حسنها
ومثلها غنَّى به الرَّاكبُ
ليست من الإنس وإن قلتها
جنِّيَّةً قيلَ: الْفَتَى كَاذِبُ
لاَ بلْ هيِ الشَّمْسُ أُتيحَتْ لَنَا،
وسواسُ همٍّ زعمَ الناسبُ
لو خرجت للناس في عيدهم
صلى لها الأمرد والشائبُ
تلكَ المنى لو ساعفت دارها
كانت "لعمرو" همَّهُ عازبُ
أرَاجعٌ لي بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى
بالميث أم هجرانها واجبُ
قَدْ كُنْتُ لاَ ألْوي عَلَى خُلَّةٍ
ضَنَّتْ وَلاَ يُحْزِنُنِي الذَّاهِبُ
ثُمَّ تَبَدَّلْتُ عَلَى حُبِّهَا
يا عجبا ينقلبُ الذَّاهبُ
وصاحبٍ ليسَ يصافي النَّدى
يَسُوسُ مُلْكاً وَلَهُ حَاجِبُ
كالْمَأجَنِ الْمَسْتُورِ إِذْ زُرْتُهُ
فِي دَارِ مُلكٍ لَبْطُهَا رَاعِبُ
ظَلَّ ينَاصِي بُخْلُهُ جُودَهُ
فِي حَاجَتِي أيُّهُمَا الْغَالِبُ
أصْبَحَ عَبَّاساً لِزُوَّارِهِ
يبكي بوجه حزنهُ دائبُ
لما رأيتُ البخل ريحانهُ
والْجُودُ مِنْ مَجْلِسِهِ غَائِبُ
وَدَّعْتُهُ إِنّي امْرؤٌ حَازِمٌ
عَنْهُ وعَنْ أمْثَالِهِ نَاكِبُ
أصفي خليلي ما دحا ظلهُ
ودَامَ لي مِنْ وُدِّهِ جَانِبُ
لاَ أعْبُدُ الْمَالَ إِذَا جَاءنِي
حق أخٍ أو جاءني راغبُ
وَلَسْتُ بالْحَاسِبِ بَذْلَ النَّدَى
إن البخيل الكاتبُ الحاسبُ
كذاك يلقاني وربَّ امرئٍ
لَيْسَ لَهُ فَضْلٌ ولاَ طَالِبُ