لسان العرب : راء-

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

@ر: الراء من الحروف المجهورة، وهي من الحروف الذُّلْق، وسميت ذُلْقاً لأَن الذّلاقَة في المنطق إِنما هي بطَرَف أَسَلَةِ اللسان، والحروف الذلق ثلاثة: الراء واللام والنون، وهن في حيز واحد، وقد ذكرنا في أَوّل حرف الباء دخولَ الحروف الستة الذُّلقِ والشفويةِ كَثرةَ دخولها في أَبنية الكلام.

@رأرأ: الرَّأْرأَةُ: تحرِيكُ الحَدَقةِ وتَحْدِيدُ النَّظَر. يقال: رَأْرَأَ رَأْرَأَةً. ورجلٌ رَأْرَأُ العَيْن، على فَعْلَلٍ، ورَأْراءُ العين، المدُّ عن كراع: يُكْثِرُ تَقْلِيبَ حَدَقَتَيْه. وهو يُرَأْرِئُ بعينيه. ورَأْرَأَتْ عيناه إِذا كان يُديرُهما. ورَأْرَأَتِ المرأَةُ بعينِها: بَرَّقَتْها. وامرأَةٌ رَأْرَأَةٌ ورَأْرأ ورأْراءٌ. التهذيب: رجل رَأْرَأ وامْرأَةٌ رأْراءٌ بغير هاءٍ، مـمدود. وقال: شِنظِيرةُ الأَخْلاقِ رَأْراءُ العَيْنْ ويقال: الرَّأْرَأَةُ: تَقْلِيبُ الهَجُولِ عَيْنَيْها لطالِبِها. يقال: رَأْرَأَتْ، وجَحَظَتْ، ومَرْمَشَتْ(1) (1 قوله «ومرمشت» كذا بالنسخ ولعله ورمشت لأن المرماش بمعنى الرأراء ذكروه في رمش اللهم الا أَن يكون استعمل هكذا شذوذاً.) بعينيها. ورأَيته جاحِظاً مِرْماشاً. ورأْرَأَتِ الظِّباءُ بأَذْنابها ولأْلأَتْ إِذا بَصْبَصَتْ. والرَّأْراءُ: أُخْت تَمِيم بنِ مُرٍّ، سميت بذلك، وأَدخلوا الأَلف واللام لأَنهم جعلوها الشيءَ بعَيْنِه كالحَرِث والعباس. ورَأْرَأَتِ المرأَةُ: نظرَتْ في المِرْآةِ. ورَأْرَأَ السَّحابُ: لمَعَ، وهو دون اللَّمْحِ بالبصر. ورَأْرَأَ بالغنمِ رَأْرأَةً: مثل رَعْرَعَ رَعْرَعةً، <ص:82>

وطَرْطَبَ بها طَرْطَبةً: دعاها، فقال لها: أَرْأَرْ. وقيل: إِرْ، وإِنما قياسُ هذا أَن يقال فيه: أَرْأَرَ، إِلا أَن يكون شاذا أَو مقلوباً. زاد الأَزهريّ: وهذا في الضأْن والمعز. قال: والرَّأْرأَةُ إِشلاؤُكَها إِلى الماءِ، والطَرْطَبةُ بالشفتين.

@ربأ: رَبَأَ القومَ يَرْبَؤُهم رَبْأً، وربَأَ لَهم: اطَّلَعَ لهم على شَرَفٍ. ورَبأْتُهم وارْتَبأْتُهم أَي رَقَبْتُهم، وذلك إِذا كنت لهم طَلِيعةً فوق شَرَفٍ. يقال: رَبَأَ لنا فلان وارْتبأَ إِذا اعْتانَ. والرَّبِيئةُ: الطَّلِيعةُ، وإِنما أَنَّثوه لأَن الطَّلِيعةَ يقال له العين إِذ بعَيْنهِ ينْظُرُ والعين مؤنثة. وإِنما قيل له عَيْن لأَنه يَرْعَى أُمُورهم ويَحْرُسُهم. وحكى سيبويه في العين الذي هو الطَّلِيعة: أَنه يذكَّر ويؤَنث، فيقال رَبِيءٌ ورَبِيئةٌ. فمن أَنَّث فعلى الأَصل، ومن ذكَّر فعلى أَنه قد نقل من الجزءِ إِلى الكل، والجمعُ: الرَّبايا. وفي الحديث: مَثَلِي ومَثَلُكُم كرجلٍ ذَهب يَرْبَأُ أَهلَه أَي يَحْفَظُهم من عَدُوِّهم. والاسم: الرَّبِيئةُ، وهو العين، والطَّلِيعةُ الذي ينظر للقوم لئلا يَدْهَمَهُم عدُوّ، ولا يكون إِلاّ على جبل أَو شَرَف ينظر منه. وارْتَبَأْتُ الجبلَ: صَعِدْتُه. والمِرْبَأُ والـمَرْبَأُ، موضع الرَّبِيئةِ. التهذيب: الرَّبيئةُ: عَين القوم الذي يَربَأُ لهم فوقِ مِرْبَإٍ من الأرَض، ويَرْتَبِئُ أَي يقُوم هنالك. الـمَرْباءُ: الـمَرْقاة. عن ابن الأَعرابي، هكذا حكاه بالمدّ وفتح أَوله، وأَنشد: كأَنَّها صَقْعاءُ في مَرْبائِها قال ثعلب: كسرُ مرباءَ أَجود وفَتحُه لم يأْت مِثْله. ورَبَأَ وارْتَبَأَ: أَشرف. وقال غَيْلانُ الرَّبعي: قد أَغْتَدِي، والطيرُ فَوْقَ الأَصْواءْ، * مُرْتَبِئاتٍ، فَوْقَ أَعْلَى العَلْياءْ ومَرْبأَةُ البازِي: مَنارةٌ يَرْبَأُ عليها، وقد خفف الراجز همزها فقال: باتَ، عَلَى مَرْباتِه، مُقَيَّدا ومَرْبأَةُ البازي: الموضِعُ الذي يُشرِفُ عليه. ورَابَأَهم: حارَسَهم. ورَابَأْتُ فلاناً إِذا حارَسْتَه وحارَسَكَ. ورَابأَ الشيءَ: راقَبَه. والـمَرْبَأَةُ: الـمَرْقَبَةُ، وكذلك الـمَرْبَأُ والـمُرْتَبَأُ. ومنه قيل لمكان البازي الذي يَقِفُ فيه: مَرْبأٌ. ويقال: أَرض لا رِباءَ فيها ولا وِطاءَ، مـمدودان. ورَبَأْتُ المرأَةَ وارْتَبَأْتُها أَي عَلَوْتُها. وَرَبَأْتُ بِكَ عن كذا وكذا أَرْبَأُ رَبْأً: رَفَعْتُكَ. ورَبَأْتُ بك أَرْفَعَ الأَمرِ: رَفَعْتك، هذه عن ابن جني ويقال: إِنِّي لأَرْبَأُ بك عن ذلك الأَمْرِ أَي أَرْفَعُكَ عنه. ويقال: ما عَرَفْتُ فلاناً حتى أَرْبَأَ لِي أَي أَشْرَفَ لي. ورابَأْتُ الشيءَ ورَابَأْتُ فلاناً: حَذِرْته واتَّقَيْتُه. ورابَأَ الرجلَ: اتَّقاه، وقال البَعِيثُ: فَرَابَأْتُ، واسْتتْمَمْتُ حَبْلاً عَقَدْته * إِلى عَظَماتٍ، مَنْعُها الجارَ مُحْكَمُ ورَبَأَتِ الأَرضُ رَباءً: زكَتْ وارْتَفَعَتْ. وقُرئَ: فإِذا أَنْزَلْنا عَلَيها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَأَتْ أَي ارْتَفَعَتْ. <ص:83>

وقال الزجاج: ذلك لأَنَّ النَّبْت إِذا هَمَّ أَن يَظْهَرَ ارْتَفَعَتْ له الأَرضُ. وفَعَلَ به فِعْلاً ما رَبَأَ رَبْأَه أَي ما علم ولا شَعَرَ به ولا تَهيَّأَ له ولا أَخَذَ أُهْبَته ولا أَبَهَ لَه ولا اكْتَرَثَ له. ويقال: ما رَبَأْتُ رَبْأَه وما مَأَنْتُ مَأْنَه أَي لم أُبالِ به ولم أَحتَفِل له.

وربَؤُوا له: جَمَعوا له من كل طعام، لبنٍ وتَمْرٍ وغيره. وجاءَ يَرْبَأُ في مِشْيَته أَي يَتَثاقَل. @رتأ: رَتَأَ العُقْدةَ رَتْأً: شَدَّها. ابن شميل، يقال: ما رَتَأَ كَبِدَه اليومَ بِطعامٍ أَي ما أَكل شيئاً يَهْجَأُ به جُوعُه، ولا يقال رَتَأَ إِلاَّ في الكَبِد. ويقال: رَتأَها يَرْتَؤُها رتْأً، بالهمز. @رثأ: الرَّثيِئةُ: اللَبنُ الحامِضُ يُحْلَب عليه فَيَخْثُر. قال اللحياني: الرَّثِيئة، مهموزة: أَن تَحْلُب حَليباً على حامِضٍ فَيرُوبَ ويَغْلُظَ، أَو تَصُبَّ حَلِيباً على لبن حامِضٍ، فَتَجْدَحَه بالـمِجْدَحةِ حتى يَغْلُظَ. قال أَبو منصور: وسمعت أَعرابيّاً من بني مُضَرِّس يقول لخادِمٍ له: ارْثَأْ لي لُبَيْنَةً أَشْرَبُها. وقد ارْتَثَأْتُ أَنا رَثِيئةً إِذا شَرِبْتَها. ورَثَأَه يَرْثَؤُه رَثْأً: خَلَطه. وقيل: رَثَأَه: صَيَّره رَثِيئَةً. وأَرْثَأَ اللبَنُ: خَثُر، في بعض اللغات. ورَثأَ القومَ ورثَأَ لهم: عَمِلَ لهم رَثِيئةً. ويقال في المثَل: الرَّثِيئةُ تَفْثأُ الغضَبَ أَي تَكْسِرُهُ وتُذْهِبُه. وفي حديث عمرو بن معد يكرب: وأَشْرَبُ التِّينَ مع اللَّبَنِ رَثِيئةً أَو صَرِيفاً. الرَّثِيئةُ: اللبَنُ الحَلِيبُ يُصَبُّ عليه اللبنُ الحامِضُ فَيرُوبُ من ساعَته. وفي حديثِ زيادٍ: لَهُوَ أَشْهى إِليَّ مِن رَثِيئةِ فُثِئَتْ بسُلالةِ ثَغَبٍ(1) (1 قوله «بسلالة ثغب» كذا هو في النهاية، وأورده في ث غ ب بسلالة من ماء ثغب.) في يَوْمٍ شدِيدِ الوَدِيقةِ. ورَثَؤُوا رَأْيَهم رَثْأً: خَلَطُوه. وارْتَثَأَ عليهم أَمْرُهم: اخْتَلَطَ. وهم يَرْتَثِئُون أَمْرَهم: أُخِذ من الرَّثِيئةِ وهو اللبَّن الـمُخْتَلِطُ، وهم يَرْثَؤُون رَأْيَهم رَثْأً أَي يَخْلِطُون. وارْتَثأَ فلان في رَأْيه أَي خَلَّطَ. والرَّثْأَةُ: قِلَّةُ(2) (2 قوله «والرثأة قلة» أثبتها شارح القاموس نقلاً عن أُمهات اللغة.) الفِطْنةِ وضَعْفُ الفُؤَادِ. ورجلٌ مَرْثُوءٌ: ضَعِيفُ الفُؤَادِ قَلِيلُ الفِطنْةِ؛ وبه رَثْأَةٌ. وقال اللحياني: قيل لأَبي الجَرّاح: كيفَ أَصْبَحْتَ؟ فقال: أَصْبَحْتُ مَرْثُوءاً مَوْثُوءاً، فجعله اللحياني من الاخْتِلاط وإِنما هو من الضَّعْف. والرَّثِيئةُ: الحُمق، عن ثعلب. والرُّثْأَةُ: الرُّقْطةُ. كبش أَرْثَأُ ونعجة رَثْآءُ. وَرَثَأْتُ الرَّجلَ رَثْأً: مَدَحْتُه بعد موته، لغة في رَثَيْتُه. ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجها، كذلك؛ وهي المَرْثِئةُ. وقالت امرأَة من العرب: رَثَأْتُ زَوْجي بأَبيات، وهمَزتْ، أَرادت رَثَيْتُه. قال الجوهري: وأَصله غير مهموز. قال الفرّاء: وهذا من المرأَة على التوهم لأَنها رأَتهم يقولون: رَثَأْتُ اللبن فَظَنَّتْ أَنَّ الـمَرْثِيةَ منها. @رجأ: أَرْجَأَ الأَمرَ: أَخَّرَه، وتركُ الهَمْز لغة. ابن السكيت: أَرْجَأْت الأَمْرَ وأَرْجَيْتُه إِذا أَخَّرْتَه. وقُرئَ: أَرْجِهْ وأَرْجِئْهُ. وقوله تعالى: تُرْجِئُ مَنْ تَشاءُ منهنّ وتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشاءُ. قال

<ص:84>

الزجاج: هذا مـما خَصَّ اللّه تعالى به نَبِيَّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم، فكان له أَن يُؤَخِّرَ مَنْ يَشاءُ مِن نِسائه، وليس ذلك لغيره من أُمته، وله أَن يَرُدَّ مَنْ أَخَّر إِلى فِراشِه. وقُرئَ تُرْجي، بغير همز، والهَمزُ أَجْودُ. قال: وأُرَى تُرجِي، مخففاً من تُرْجِئُ لِمَكان تُؤْوِي. وقُرئَ: وآخَرُون مُرْجَؤُون لأَمْرِ اللّه أَي مُؤَخَّرون لأَمر اللّه حتى يُنْزِلَ اللّهُ فيهم ما يُرِيد. وفي حديث تَوْبةِ كَعْب بن مالك: وأَرْجَأَ رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، أَمْرَنا أَي أَخَّرَه. والإِرْجاءُ: التأْخير، مهموز. ومنه سميت الـمُرْجِئةُ مثال الـمُرْجِعةِ. يقال: رَجلٌ مُرْجِئٌ مثال مُرْجِعٍ، والنسبة إِليه مُرْجِئِيٌّ مثال مُرْجِعِيٍّ. هذا إِذا همزت، فإِذا لم تهمز قلت: رَجلٌ مُرْجٍ مثال مُعْطٍ، وهم الـمُرْجِيَّةُ، بالتشديد، لأَن بعض العرب يقول: أَرْجَيْتُ وأَخْطَيْت وتَوَضَّيْتُ، فلا يَهْمِز. وقيل: مَن لم يَهمز فالنسبة إِليه مُرْجِيٌّ. والـمُرْجِئةُ: صِنْفٌ من المسلمين يقولون: الإِيمانُ قَوْلٌ بلا عَمَل، كأَنهم قدّمُوا القَوْلَ وأَرْجَؤُوا العمل أَي أَخَّروه، لأَنهم يرون أَنهم لو لم يُصلُّوا ولم يَصُومُوا لنَجَّاهم إِيمانهم. قال ابن بري قول الجوهري: هُمُ الـمُرْجِيَّة، بالتشديد، إِن أَراد به أَنهم منسوبون إِلى الـمُرْجِيةِ، بتخفيف الياء، فهو صحيح، وإِن أَراد به الطائفة نفسها، فلا يجوز فيه تشديد الياء إِنما يكون ذلك في المنسوب إِلى هذه الطائفة. قال: وكذلك ينبغي أَن يقال: رجلٌ مُرْجِئِيٌّ ومُرْجِيٌّ في النسب إِلى الـمُرْجئةِ والـمُرْجِيةِ. قال ابن الأَثير: ورد في الحديث ذكر الـمُرْجِئةِ، وهم فِرْقةٌ من فِرَقِ الإِسلام يَعْتقدون أَنه لا يَضُرُّ مع الإِيمان مَعْصِية، كما أَنه لا ينفع مع الكفر طاعة. سموا مُرْجِئةً لأَنّ اللّهَ أَرْجَأَ تعذيبَهم على المعاصي أَي أَخَّرَه عنهم. (قلت): ولو قال ابن الأَثير هنا: سموا مرجئة لأَنهم يعتقدون أَن اللّه أَرْجَأَ تعذيبهم على المعاصي كان أَجود. وقول ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَلا ترى أَنهم يَتَبايعون الذهبَ بالذهب والطعامَ مُرْجًى أَي مؤَجَّلاً مُؤَخراً، يهمز ولا يهمز، نذكره في المعتل. وأَرْجَأَتِ الناقةُ: دنا نِتاجُها، يهمز ولا يهمز. وقال أَبو عمرو: هو مهموز، وأَنشد لذي الرُّمَّة يصِفُ بيضة: نَتُوجٍ، ولم تُقْرِفْ لِما يُمْتنَى له، * إِذا أَرْجَأَتْ ماتَتْ، وحَيَّ سَلِيلُها ويروى إِذا نُتِجَتْ. أَبو عمرو: أَرْجَأَتِ الحامِلُ إِذا دَنَتْ أَن تُخْرِجَ ولَدَها، فهي مُرْجِئٌ ومُرْجِئةٌ. وخرجنا إِلى الصيد فأَرْجأْنا كأَرْجَيْنا أَي لم نُصِبْ شيئاً. @ردأ: رَدأَ الشيءَ بالشيءِ: جعَله له رِدْءاً. وأَرْدَأَهُ: أَعانَه. وتَرادأَ القومُ: تعاونوا. وأَرْدَأْتُه بنفسي إِذا كنت له رِدْءاً، وهو العَوْنُ. قال اللّه تعالى: فأَرْسِلْه مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُني. وفلان رِدْءٌ لفلان أَي يَنْصُرُه ويَشُدُّ ظهره. وقال الليث: تقول رَدَأْتُ فلاناً بكذا وكذا أَي جعلْته قُوَّةً له وعِماداً كالحائط تَرْدَؤُه من بناءٍ تُلزِقُه به. وتقول: أَرْدَأْت فلاناً أَي رَدَأْتُه وصِرْتُ له رِدْءاً أَي مُعِيناً. وترادَؤُوا أَي تعاوَنُوا. <ص:85>

والرِّدْءُ: الـمُعِينُ.

وفي وصية عُمر رضي اللّه عنه عند مَوتِه: وأُوصِيه بأَهل الأَمصار خيراً، فإِنهم رِدْءُ الإِسلامِ وجُباةُ المالِ. الرِّدْءُ: العَوْنُ والناصِرُ. وَرَدَأَ الحائطَ بِبِناءٍ: أَلزَقَه به. ورَدَأَه بحَجر: رَماه كَرَداه. والمِرْدَاةُ: الحَجر الذي لا يكاد الرجل الضابِطُ يَرْفَعُه بيديه؛ تذكر في موضعها. ابن شميل: رَدَأْتُ الحائطَ أَرْدَؤُه إِذا دَعَمْتَه بخَشَب أَو كَبْش يَدْفَعُه أَنْ يَسْقُطَ. وقال ابن يونس: أَرْدَأْتُ الحائطَ بهذا المعنى. وهذا شيءٌ رَدِيءٌ بيِّنُ الرَّداءة، ولا تقل رَداوةً. والرَّدِيءُ: الـمُنْكَرُ الـمَكْروُه. وَرَدُؤَ الشيءُ يَرْدُؤُ رَداءة فهو رَدِيءٌ: فَسَدَ، فهو فاسدٌ. ورجلٌ رَدِيءٌ: كذلك، من قومٍ أَرْدِئاءَ، بهمزتين. عن اللحياني وحده. وأَرْدَأْته: أَفْسَدْته. وأَرْدَأَ الرجلُ: فَعَل شيئاً رَديئاً أَو أَصابَه. وأَرْدَأْتُ الشيءَ: جعلته رَدِيئاً. ورَدَأْتُه أَي أَعَنْتُه. وإِذا أَصاب الإِنسانُ شيئاً رَدِيئاً فهو مُرْدِئٌ. وكذلك إِذا فعل شيئاً رَدِيئاً. وأَرْدَأَ هذا الأَمرُ على غيره: أَرْبَى، يهمز ولا يهمز. وأَرْدَأَ على السِّتِّين: زاد عليها، فهو مهموز، عن ابن الأَعرابي، والذي حكاه أَبو عبيد: أَرْدَى. وقوله: في هَجْمةٍ يُرْدِئها وتُلْهِيهْ يجوز أَن يكون أَراد يُعِينُها وأَن يكون أَراد يَزِيدُ فيها، فحذف الحَرْفَ وأَوصَلَ الفِعْلَ. وقال الليث: لغة العرب: أَردأَ على الخمسين إِذا زادَ. قال الأَزهريّ: لم أَسمع الهمز في أَرْدَى لغير الليث وهو غَلَطٌ. والأَرْداءُ: الأَعْدالُ الثَّقيلةُ، كلُّ عِدْلٍ منها رِدْءٌ. وقد اعْتَكَمْنا أَرْداءً لَنا ثِقالاً أَي أَعدالاً. @رزأَ: رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً إِذا بَرَّه، مهموز وغير مهموز. قال أَبو منصور: مهموز، فَخُفِّف وكُتب بالأَلف. ورَزأَه مالَه ورَزِئَه يَرْزَؤُه فيهما رُزْءاً: أَصابَ من ماله شيئاً. وارْتَزَأَه مالَه كَرَزِئَه. وارْتَزَأَ الشيءُ: انْتَقَصَ. قال ابن مقبل: حَمَلْتُ عليها، فَشَرَّدْتُها * بسامي اللَّبانِ، يَبُذُّ الفِحالا كَرِيمِ النِّجارِ، حَمَى ظَهْرَه، * فلَم يُرْتَزَأْ بِرُكُوبٍ زِبالا وروي برُكُونٍ. والزِّبالُ: ما تَحْمِله البَعُوضة. ويروى: ولم يَرْتَزِئْ. ورَزَأَهُ يَرْزَؤُه رُزْءاً ومَرْزِئةً: أَصابَ منه خَيْراً ما كان. ويقال: ما رَزَأْتُه مالَه وما رَزِئْتُه مالَه، بالكسر، أَي ما نَقَصْتُه.ويقال: ما رَزَأَ فلاناً شيئاً أَي ما أَصابَ من مالهِ شيئاً ولا نَقَصَ منه. وفي حديث سُراقةَ بن جُعْشُمٍ: فلم يَرْزَآني شيئاً أَي لم يأْخُذا مِنّي شيئاً. ومنه حديث عِمْرانَ والمرأَةِ صاحبةِ الـمَزادَتَيْنِ: أَتعلمين أَنـَّا ما رَزَأْنا مِن مائِك شيئاً أَي ما نَقَصْنا ولا أَخَذْنا. ومنه حديث ابن العاص، رضي اللّه عنه: وأَجِدُ نَجْوِي أَكْثَر من رُزْئِي. النَّجْوُ: الحَدَثُ، أَي أَجِدُ <ص:86> أَكثَرَ مـما آخُذه مِنَ الطَّعام. ومنه حديث الشعبي أَنه قال لبَنِي العَنْبر: إِنما نُهِينا عن الشِّعر إِذا أُبِنَتْ فيه النساءُ وتُروزِئتْ فيه الأَمْوال أَي اسْتُجْلِبَتْ واسْتُنْقِصَتْ من أَرْبابها وأُنْفِقَت فيه. وروي في الحديث: لَوْلا أَنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ ما رَزَيْناكَ عِقالاً. جاءَ في بعض الروايات هكذا غير مهموز. قال ابن الأَثير: والأَصْل الهمز، وهو من التخفيف الشاذّ. وضَلالةُ العَمَل: بُطْلانه وذَهابُ نَفْعِه. ورجلٌ مُرَزَّأ: أَي كرِيمٌ يُصاب منه كثيراً. وفي الصحاح: يُصيبُ الناسُ خَيْرَه. أَنشد أَبو حنيفة: فَراحَ ثَقِيلَ الحِلْمِ، رُزْءاً، مُرَزَّأً، * وباكَرَ مَمْلُوءاً، من الرَّاح، مُتْرَعا أَبو زيد: يقال رُزِئْتُه إِذا أُخِذَ منك. قال: ولا يقال رُزِيتُه. وقال الفَرَزدق: رُزِئْنا غالباً وأَباهُ، كانا * سِماكَيْ كُلِّ مُهْتَلِكٍ فَقِير وقَوم مُرَزَّؤُونَ: يُصِيب الموتُ خِيارَهُمْ. والرُّزْءُ: الـمُصِيبةُ. قال أَبو ذؤَيب: أَعاذِلَ! إِنَّ الرُّزْءَ مِثلُ ابن مالِكٍ، * زُهَيرٍ، وأَمْثالُ ابْن نَضْلَةَ، واقِدِ أَراد مثلُ رُزءِ ابن مالِك. والـمَرْزِئةُ والرَّزِيئةُ: الـمُصِيبةُ، والجمع أَرْزاءٌ ورَزايا. وقد رَزَأَتْهُ رَزِيئةٌ أَي أَصابته مُصِيبةٌ. وقد أَصَابَه رُزْءٌ عظيم. وفي حديث المرأَة التي جاءَت تسأَل عن ابنها: إِن أُرْزَأ ابني، فلم أُرْزَأْ حَيايَ أَي إِنْ أُصِبْتُ به وفَقَدْتُه فلم أُصَبْ بِحَيايَ. والرُّزْءُ: الـمُصِيبةُ بفَقْد الأَعِزَّةِ، وهو من الانْتِقاصِ. وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: فنحنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة لا وَفْدُ الـمَرْزِئة. وإِنَّه لقَلِيلُ الرُّزْءِ من الطعام أَي قليل الإِصابةِ منه. @رشأ: رَشَأَ المرأَةَ: نكَحَها. والرَّشَأُ، على فَعَلٍ بالتحريك: الظبي إِذا قَوِيَ وتَحرّك ومشَى مع أُمِّه، والجمع أَرْشاءٌ. والرَّشَأُ أَيضاً: شجرة تَسْمُو فوق القامةِ ورَقُها كورَق الخِرْوعِ ولا ثمرة لها، ولا يأْكلها شيءٌ. والرَّشَأُ: عُشبة تُشْبِه القَرْنُوةَ. قال أَبو حنيفة: أَخبرني أَعرابيّ مِن رَبِيعةَ قال: الرّشَأُ مثل الجُمَّة، ولها قُضْبانٌ كثيرة العُقَدِ، وهي مُرَّةٌ جداً شديدةُ الخُضْرة لَزِجةٌ، تَنْبُت بالقِيعانِ مُتَسَطِّحةٌ على الأَرْض، وورَقَتُها لطيفة مُحَدَّدة، والناسُ يَطبُخونها، وهي مِن خير بَقْلة تَنْبُت بنَجْد، واحدتها رَشَأَةٌ. وقيل: الرَّشَأَةُ خَضْراءُ غَبْراءُ تَسْلَنْطِحُ، ولها زَهْرةٌ بيضاءُ. قال ابن سيده: وإنما اسْتَدْلَلْت على أَنَّ لام الرشإِ همزة بالرَّشإِ الذي هو شجر أَيضاً وإِلاَّ فقد يجوز أَن يكون ياءً أَو واواً، واللّه أَعلم. @رطأ: رَطَأَ المرأَةَ يَرْطَؤُها رَطْأً: نكَحها. والرَّطَأُ: الحُمْقُ. والرَّطِيءُ، على فَعِيل: الأَحْمق، مِنَ الرِّطاءِ، والأَنثى رَطِيئةٌ. واسْتَرْطَأَ: صار رَطِيئاً. وفي حديث رَبِيعة: أَدْرَكْتُ أَبْناءَ أَصحابِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يَدَّهِنُون بالرِّطاءِ، وفسره فقال: هو التَّدَهُّن الكثير، أَو قال: الدَّهْنُ الكثير. وقيل: هو الدَّهْن بالماءِ من قولهم رَطَأْتُ القومَ إِذا رَكِبْتَهم بما لا يُحِبُّونَ لأَنَّ الماءَ يَعْلُوه الدُّهْنُ. <ص:87> @رفأ: رَفَأَ السفينةَ يَرْفَؤُها رَفْأً: أَدْناها مِن الشَّطِّ. وأَرْفَأْتُها إِذا قَرَّبتها إِلى الجَدِّ من الأَرض. وفي الصحاح: أَرْفَأْتُها إِرْفاءً: قَرَّبْتها من الشط، وهو المَرْفَأُ. ومَرْفَأُ السفِينةِ: حيث تَقْرُب مِن الشَّطِّ. وأَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إِذا أَدْنَيْتها الجِدَّةَ، والجِدَّةُ وَجْهُ الأَرضِ. وأَرْفَأَتِ السَّفِينةُ نَفْسُها إِذا ما دَنَتْ للجِدَّة. والجَدُّ ما قَرُبَ مِن الأَرض. وقيل: الجَدُّ شاطِئُ النهر. وفي حديث تَمِيمٍ الدَّارِي: أَنَّهُم رَكِبُوا البحر ثم أَرْفَؤُوا إِلى جزيرة. قال :أَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إِذا قَرَّبْتها من الشَّطِّ. وبعضهم يقول: أَرْفَيْتُ بالياء. قال: والأَصل الهمز. وفي حديث موسى عليه السلام: حتى أَرْفَأَ به عند فُرْضَةِ الماءِ. وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه في القِيامة: فتكونُ الأَرضُ كالسَّفِينةِ الـمُرْفَأَةِ في البحر تَضْرِبها الأَمـْواجُ. ورفَأَ الثوبَ، مهموز، يَرْفَؤُه رَفْأً: لأَمَ خَرْقَه وضمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ وأَصْلَح ما وَهَى منه، مشتق من رَفْءِ السَّفينة، وربما لم يُهمز. وقال في باب تحويل الهَمزة: رَفَوْتُ الثوبَ رَفْواً، تحوَّل الهمزة واواً كما ترى. ورجلٌ رَفَّاءٌ: صَنْعَتُه الرَّفْءُ. قال غَيْلان الرَّبَعِيُّ: فَهُنَّ يْعْبِطْنَ جَدِيدَ البَيْداءْ * ما لا يُسَوَّى عَبْطُه بالرَّفَّاءْ أَراد برَفْءِ الرَّفَّاءِ. ويقال: من اغتابَ خَرَقَ، ومَن اسْتَغْفر اللّهَ رَفَأَ، أَي خَرَقَ دِينَه بالاغتِيابِ ورَفَأَه بالاسْتِغْفار، وكلُّ ذلك على الـمَثَل. والرَّفاءُ بالمدّ: الالتِئامُ والاتِّفاقُ. وَرَفأَ الرجلَ يَرْفَؤُه رَفْأً: سكنَّه. وفي الدعاءِ لِلمُمْلِكِ بالرَّفاءِ والبَنِينَ أَي بالالتئام والاتِّفاقِ وحُسْنِ الاجْتماع. قال ابن السكيت: وإِن شئت كان معناه بالسكون والهُدُوِّ والطُّمَأْنينةِ، فيكون أَصله غير الهمز من قولهم رَفَوْتُ الرجلَ إِذا سَكَّنْته. ومن الأَوَّل يقال: أُخِذَ رَفْءُ الثَوبِ لأَنه يُرْفَأُ فيُضَمُّ بعضُه إِلى بعض ويُلأَم بينه. ومن الثاني قول أَبي خِراش الهُذَلِيِّ: رَفَوْنِي، وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ! * فقلتُ، وأَنْكَرْتُ الوُجوهَ: هُمُ هُمُ يقول: سكَّنُوني. وقال ابن هانئٍ: يريد رَفَؤُوني فأَلقى الهمزة. قال: والهمزة لا تُلْقَى إِلاَّ في الشعر، وقد أَلقاها في هذا البيت. قال: ومعناه أَنِّي فَزِعْتُ فطار قلبي فضَمُّوا بعضي إِلى بعض. ومنه بالرِّفاءِ والبَنِينَ. ورَفَّأَهُ تَرفِئةً وتَرْفِيئاً: دعا له، قال له: بالرِّفاءِ والبنين. وفي حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم: أَنه نَهى أَن يقال بالرِّفاءِ والبنين. الرَّفاءُ: الالتئامُ والاتِّفاقُ والبَرَكةُ والنَّماءُ، وإِنما نهى عنه كراهِيةً لأَنه كان من عادتهم، ولهذا سُنَّ فيه غيرُه. وفي حديث شريح: قال له رجل: قد تَزَوَّجْتُ هذه المرأَةَ. قال: بالرِّفاءِ والبنين. وفي حديث بعضهم: أَنه كان إِذا رَفَّأَ رجلاً قال: بارك اللّهُ عليكَ وبارك فيكِ، وجمع بينكما في خير. ويهمز الفعل ولا يهمز. قال ابن هانئٍ: رَفَّأَ أَي تزوَّج، وأَصل الرَّفْءِ: الاجتماع والتَّلاؤُم. ابن السكيت فيما لا يهمز، فيكون له معنى، فإِذا هُمِز كان له معنى آخر: رَفَأْتُ الثوبَ أَرْفَؤُه رَفْأً. قال: وقولهم بالرِّفاءِ والبَنِينَ أَي بالتِئامٍ واجتماعٍ، وأَصله الهمز، وإِن شئت كان معناه السكونَ <ص 88> والطُّمَأْنِينةَ، فيكون أَصله غير الهمز من رَفَوْت الرجلَ إِذا سَكَّنْته. وفي حديث أُمِّ زرع: كنتُ لكِ كأَبي زَرْعٍ لأُمِّ زرعٍ في الأُلْفةِ والرِّفاءِ. وفي الحديث: قال لقُرَيْش: جئْتُكُم بالذَّبْح. فأَخَذَتْهُم كلمتُه، حتى إِنَّ أَشَدَّهم فيه وَصاءةً ليَرْفَؤُه بأَحسنِ ما يَجِدُ من القَوْلِ أَي يُسَكِّنُه ويَرْفُقُ به ويَدْعُو له. وفي الحديث: أَنَّ رجُلاً شَكا إِليه التَعَزُّبَ فقال له: عَفِّ شعَرَك. فَفَعَلَ، فَارْفَأَنَّ أَي سَكَنَ ما كان به، والـمُرْفَئِنُّ: الساكِنُ. ورَفَأَ الرجلَ: حاباه. وأَرْفَأَه: داراه، هذه عن ابن الأَعرابي. ورافَأَنِي الرجلُ في البيعِ مُرافأَةً إِذا حاباكَ فيه. ورافأْتُه في البيع: حابَيْتُه. وتَرافَأْنا على الأَمْر تَرافُؤاً نحو التَّمالُؤِ إِذا كان كَيْدُهم وأَمْرُهم واحداً. وتَرافَأْنا على الأَمْر: تَواطَأْنا وتَوافَقْنا. وَرَفَأَ بينهم: أَصْلَح، وسنذكره في رَقَأَ أَيضاً. وأَرْفَأَ إِليه: لَجَأَ. الفرَّاء: أَرْفَأْتُ وأَرْفَيْتُ إِليه :لغتان بمعنى جَنَحْتُ. واليَرْفَئِيُّ: الـمُنْتَزَعُ القلب فَزَعاً. واليَرْفَئِيُّ: راعِي الغنمِ. واليَرْفَئِيُّ: الظَّلِيمُ. قال الشاعر: كأَنِّي ورَحْلِي والقِرابَ ونُمْرُقِي * على يَرْفَئِيٍّ، ذِي زَوائدَ، نِقْنِقِ واليَرْفَئِيُّ: القفُوزُ الـمُوَلِّي هَرَباً. واليَرْفَئِيُّ: الظَّبيُ لنَشاطِه وتَدارُكِ عَدْوِه. @رقأ: رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ تَرْقَأُ رقْأً ورُقُوءاً: جَفَّتْ وانْقَطَعَتْ. وَرَقَأَ الدمُ والعِرْقُ يَرْقَأُ رَقْأً ورُقُوءاً: ارتفَع، والعِرْقُ سَكَنَ وانْقَطَع. وأَرْقَأَهُ هو وأَرْقَأَهُ اللّه: سَكَّنه. وروى المنذري عن أَبي طالب في قولهم لا أَرْقَأَ اللّه دَمْعَتَه قال: معناه لا رَفَع اللّه دَمْعَتَه. ومنه: رَقَأْتُ الدَّرَجَةَ، ومن هذا سُمِّيت المِرْقاة. وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها: فبِتُّ لَيْلَتِي لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ. والرَّقُوءُ، على فَعُولٍ، بالفتح: الدَّواءُ الذي يوضع على الدَّمِ ليُرْقِئَه فيسكُن، والاسم الرَّقُوء. وفي الحديث: لا تَسُبُّوا الإِبلَ فإِنَّ فيها رَقُوءَ الدَّمِ ومَهْرَ الكَرِيمةِ أَي إِنها تُعْطَى في الدِّياتِ بَدَلاً من القَوَدِ فتُحْقَنُ بها الدِّماءُ ويسكُنُ بها الدمُ.وَرَقَأَ بينهم يَرْقَأُ رَقْأً: أَفسَد وأَصلَح. ورَقَأَ ما بينهم يَرْقَأُ رَقْأً إِذا أَصلَح. فأَما رَفَأَ بالفاءِ فأَصلَح، عن ثعلب، وقد تقدَّم. ورجل رَقُوءٌ بين القَوْمِ: مُصْلِحٌ. قال: ولكِنَّنِي رائبٌ صَدْعَهُمْ، * رَقُوءٌ لِما بينَهم، مُسْمِلُ وارْقَأْ على ظَلْعِك أَي الزَمْه وارْبَعْ عليه، لغة في قولك: ارْقَ على ظَلْعِك أَي ارْفُقْ بنفْسِك ولا تحْمِل عليها أَكثر مـما تُطِيقُ. ابن الأَعرابي يقال: ارْقَ على ظَلْعِك، فتقول: رَقِيتُ رُقِيّاً. غيرُه: وقد يقال للرجل: ارْقَأْ على ظَلْعِكَ أَي أَصلِحْ أَوَّلاً أَمْركَ، فيقول: قد رقَأْتُ رَقْأً. وَرَقَأَ في الدرجَةِ رَقْأً: صَعِدَ، عن كراع، نادر. والمعروف: رَقِيَ. التهذيب يقال: رَقَأْتُ ورَقِيتُ، وترك الهمز أَكثر. قال الأَصمعي: أَصل ذلك في الدم إِذا قَتلَ رَجلٌ رَجلاً فأَخَذ وليُّ الدمِ الديَة رَقَأَ دمُ القاتِل أَي ارتفَع، ولو لم تؤْخذ الديةُ لهُرِيقَ دَمُه فانْحَدَرَ. وكذلك <ص:89>

قال المفضل الضبي، وأَنشد:

وتَرْقَأُ، في مَعاقِلها، الدِّماءُ @رمأ: رَمَأَتِ الإِبلُ بالمكان تَرْمَأُ رَمْأً ورُمُوءاً: أَقامت فيه. وخص بعضُهم به إِقامتها في العُشْبِ. وَرَمَأَ الرجلُ بالمكانِ: أَقامَ. وهل رَمأَ إليك خَبَرٌ، وهو، مِن الأَخبار، ظَنٌّ في حَقيقة. وَرَمَأَ الخَبَرَ: ظَنَّه وقَدَّره. قال أَوس بن حجر: أَجْلَتْ مُرَمَّأَةُ الأَخْبارِ، إِذ وَلَدَتْ، * عن يومِ سَوءٍ، لعبْدِالقَيْسِ، مَذْكُورِ @رنأ: الرَّنْءُ: الصَّوت. رَنَأَ يَرْنَأُ رَنْأً. قال الكميت يَصِفُ السهم: يُرِيدُ أَهْزَعَ حَنَّاناً، يُعَلِّلهُ * عند الإِدامةِ، حتى يَرْنَأَ الطَّرَبُ الأَهْزَعُ: السهمُ. وحَنَّانٌ: مُصَوِّتٌ. والطَّرَبُ: السهمُ نَفْسُه، سماه طَرَباً لتصويته إِذا دُوِّم أَي فُتِلَ بالأَصابع. وقالوا: الطَّرِبُ الرجل، لأَنَّ السهمَ إِنما يُصَوِّتُ عند الإِدامةِ إِذا كان جَيِّداً وصاحِبُه يَطْرَبُ لصوته وتأْخُذه له أَرْيَحِيَّةٌ، ولذلك قال الكُمَيْتُ أَيضاً: هَزِجاتٍ، إِذا أُدِرْنَ على الكَفِّ، * يُطَرِّبْنَ، بالغِناءِ، الـمُدِيرا واليَرَنَّأُ واليُرَنَّأُ، بضم الياءِ وهمزة الأَلِف: اسم للحِنَّاءِ. قال ابن جني وقالوا: يَرْنَأَ لِحْيَته: صَبَغَها باليُرَنَّاءِ، وقال: هذا يَفْعَلَ في الماضِي، وما أَغْرَبَه وأَطْرَفَه. @رهأ: الرَّهْيأَةُ: الضَّعْفُ والعَجْزُ والتَّواني. قال الشاعر: قد عَلِمَ الـمُرَهْيِئونَ الحَمْقَى، * ومَنْ تَحَزَّى عاطِساً، أَو طَرْقَا والرَّهْيأَةُ: التَّخْلِيط في الأَمر وتَرك الإِحْكام، يقال: جاء بأَمْر مُرَهْيَإٍ. ابن شميل: رَهْيَأْتَ في أَمرك أَي ضعُفْتَ وتَوانَيْتَ. ورهْيَأَ رأْيَه رَهْيَأَةً: أَفْسَدَه فلم يُحْكِمْه. ورَهْيَأَ في أَمْرِه: لم يَعْزِمْ عليه. وتَرَهْيَأَ فيه إِذا همَّ به ثم أَمْسَكَ عنه، وهو يريد أَن يَفْعَله. وتَرَهْيَأَ فيه: اضْطَرَب. أَبو عبيد: رَهْيَأَ في أَمْره رَهْيَأَةً إِذا اخْتَلَط فلم يَثْبُتْ على رأْي. وعَيْناه تَرَهْيَآنِ: لا يَقِرُّ طَرْفاهُما. ويقال للرجل، إِذا لم يُقِمْ على الأَمْر ويَمْضي وجعل يَشُكُّ ويَتَرَدَّد: قد رَهْيَأَ. ورَهْيَأَ الحِمْلَ: جعل أَحد العِدْلَيْنِ أَثقلَ من الآخر، وهو الرَّهْيَأَة. تقولُ: رَهْيَأْتَ حِمْلَك رَهْيَأَةً، وكذلك رَهْيَأْتَ أَمْرَك إِذا لم تُقَوِّمْه. وقيل: الرَّهْيَأَةُ أَن يَحْمِلَ الرجلُ حِملاً فلا يَشُدَّه، فهو يَمِيلُ. وتَرَهْيَأَ الشَّيءُ: تَحَرَّك. أَبو زيد: رَهْيَأَ الرَّجلُ، فهو مُرَهْيئٌ، وذلك أَن يَحْمِل حِمْلاً فلا يَشُدَّه بالحِبال، فهو يَميلُ كُلَّما عَدَله. وتَرَهْيَأَ السحابُ إِذا تحرَّك. وَرَهْيَأَتِ السَّحابةُ وتَرَهْيَأَت: اضْطرَبتْ. وقيل: رَهْيَأَةُ السَّحابةِ تَمخُّضُها وتَهَيُّؤُها للمطر. وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه: أَنَّ رجلاً كان في أَرضٍ له إِذ مَرَّتْ به عَنانةٌ تَرَهْيأُ، فسَمِع فيها قائلاً يقول: ائْتِي أَرضَ فلان فاسْقِيها. الأَصمعي: تَرَهْيَأُ يعني أَنها قد تَهيَّأَت للمطر، فهي تُرِيد ذلك ولـمَّا تَفْعَلْ. <ص:90> والرَّهْيَأَةُ: أَن تَغْرَوْرِقَ العَينانِ مِن الكِبَرِ أَو من الجَهْد، وأَنشد: إِنْ كانَ حَظُّكُما، من مالِ شَيْخِكُما، * نابٌ تَرَهْيَأُ عَيْناها مِنَ الكِبَرِ

والمرأَة تَرَهْيَأُ في مِشْيَتِها أَي تَكَفَّأُ كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيْدانةُ.

@روأ: رَّوأَ في الأَمرِ تَرْوِئةً وتَرْوِيئاً: نظر فيه وتَعَقَّبه ولم يَعْجَلْ بجَواب. وهي الرَّوِيئةُ، وقيل إِنما هي الرَّوِيَّةُ بغير همز، ثم قالوا رَوَّأَ، فهمزوه على غير قياس كما قالوا حَلأْتُ السَّوِيقَ، وإِنما هو من الحَلاوةِ. ورَوَّى لغة. وفي الصحاح: أَنَّ الرَّوِيَّةَ جَرَتْ في كلامهم غير مهموزة. التهذيب: رَوَّأْتُ في الأَمْر ورَيَّأْتُ وفَكَّرْتُ بمعنى واحِد. والراء: شَجر سَهلِيٌّ له ثمر أَبيضُ. وقيل: هو شجر أَغْبَرُ له ثَمر أَحمرُ، واحدته راءة، وتصغيرها رُوَيْئةٌ. وقال أَبو حنيفة: الرَّاءة لا تكون أَطْوَل ولا أَعْرضَ من قَدْر الإِنسان جالساً. قال: وعن بعض أَعراب عَمَّانَ أَنه قال: الرَّاءةُ شجيرة ترتفع على ساقٍ ثم تَتَفَرَّعُ، لها ورَقٌ مُدَوَّرٌ أَحْرَشُ. قال، وقال غيره: شجيرة جبَلِيَّةٌ كأَنها عِظْلِمةٌ، ولها زَهرة بيضاء لَيِّنة كأَنها قُطن. وأَرْوَأَتِ الأَرض: كَثر راؤُها، عن أَبي زيد، حكى ذلك أَبو علي الفارسي. أَبو الهيثم: الرَّاء: زَبَدُ البحر، والـمَظُّ: دَمُ الأَخَوَيْن، وهو دمُ الغَزال وعُصارةُ عُروق الأَرْطَى، وهي حُمر، وأَنشد: كَأَنَّ، بِنَحْرِها وبِمِشْفَرَيْها * ومَخْلِجِ أَنْفِها، راءً ومَظَّا والـمَظُّ: رُمَّان البَرِّ.

@رأَب: رَأَبَ إِذا أَصْلَحَ. ورَأَبَ الصَّدْعَ والإِناءَ يَرْأَبُه رَأْباً ورَأْبةً: شَعَبَه، وأَصْلَحَه؛ قال الشاعر: يَرْأَبُ الصَّدْعَ والثَّـأْيَ برَصِـينٍ، * مِنْ سَجَايا آرائه، ويَغِـيرُ الثَّأَى: الفسادُ، أَي يُصْلِحُه. ويَغِـيرُ: يَمير؛ وقال الفرزدق: وإِنيَ مِنْ قَوْمٍ بِهِم يُتَّقَى العِدَا، * ورَأْبُ الثَّـأَى، والجانِبُ الـمُتَخَوَّفُ أَرادَ: وبِهِم رَأْبُ الثَّـأَى، فحذف الباءَ لتَقَدُّمها في قوله بِهِم تُتَّقَى العِدَا، وإِن كانت حالاهما مُخْتَلِفَتَيْن، أَلا ترى أَن الباءَ في قوله بِهِم يُتَّقى العِدا منصوبةُ الموضِع، لتَعَلُّقِها بالفِعْلِ الظاهِرِ الذي هو يُتَّقَى، كقولك بالسَّيْفِ يَضْرِبُ زَيْدٌ، والباءُ في قوله وبِهِم رَأْبُ الثَّـأَى، مرفوعةُ الموضِع عند قَوْمٍ، وعلى كلِّ حال فهي متعَلِّقَة بمحذوف، ورافعة الرأْب. والـمِرْأَبُ: المشْعَبُ. ورجلٌ مِرْأَبٌ ورَأّابٌ: إِذا كان يَشْعَب صُدوعَ الأَقْداحِ، ويُصْلِـحُ بينَ القَوْم؛ وقَوْمٌ مَرائِـيبُ؛ قال الطرماح يصف قوماً: نُصُرٌ للذَّلِـيلِ في نَدْوَةِ الحيِّ، * مَرائِـيبُ للثَّـأَى الـمُنْهاضِ وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه، يَصِفُ أَبا بكر، رضي اللّه عنه: كُنْتَ لِلدِّين رَأّاباً. الرَّأْبُ: الجمعُ والشَّدُّ. ورَأَبَ الشيءَ إِذا جَمَعه وشَدَّه برِفْقٍ. وفي حديث عائشة تَصف أَباها، رضي اللّه عنهما: يَرْأَبُ شَعْبَها؛ وفي حديثها الآخر: ورَأَبَ الثَّـأَى أَي أَصْلَحَ الفاسِدَ، وجَبَر الوَهْيَ. وفي حديث أُمِّ سلمة لعائشة، رضي اللّه عنهما: لا يُرْأَبُ بهنَّ إِن صَدَعَ. قال ابن الأَثير، قال القُتَيْبـي: الرواية صَدَعَ، فإِن كان محفوظاً، فإِنه يقال صَدَعْت الزُّجاجة فصَدَعَت، كما يقال جَبَرْت العَظْمَ فَجَبرَ، وإِلاّ فإِنه صُدِعَ، أَو انْصَدَعَ. ورَأَبَ بين القَوْمِ يَرْأَبُ رَأْباً: أَصلحَ ما بَيْنَهم. وكُلُّ ما أَصْلَحْتَه، فقد رَأَبْتَه؛ ومنه قولهم: اللهم ارْأَبْ بينَهم أَي أَصلِـحْ؛ قال كعب بن زهير(1) (1 قوله «كعب بن زهير إلخ» قال الصاغاني في التكملة ليس لكعب على قافية التاء شيء وإنما هو لكعب بن حرث المرادي.). طَعَنَّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِـيهِمْ، * حَرامٌ رَأْبُها حتى الـمَمَاتِ <ص:399> وكلُّ صَدعٍ لأَمْتَه، فقد رأَبْتَه. والرُّؤْبةُ: القِطْعَةُ تُدْخَل في الإِناءِ لِـيُرْأَب. والرُّؤْبةُ: الرُّقْعة التي يُرْقَعُ بها الرَّحْلُ إِذا كُسِرَ. والرُّؤْبةُ، مهموزةٌ: ما تُسَدُّ به الثَّلْمة؛ قال طُفَيْل الغَنَوِي: لَعَمْرِي، لقد خَلَّى ابنُ جندع ثُلْـمةً، * ومِنْ أَينَ إِن لم يَرْأَب اللّهُ تُرأَبُ(1)؟

(1 قوله «لعمري البيت» هكذا في الأصل وقوله بعده قال يعقوب هو مثل لقد خلى ابن خيدع إلخ في الأصل أَيضاً.)

قال يعقوب: هو مثلُ لقد خَلَّى ابنُ خيدع ثُلْمةً. قال: وخَيْدَعُ هي امرأَة، وهي أُمُّ يَرْبُوعَ؛ يقول: من أَين تُسَدُّ تلك الثُّلْمةُ، إِن لم يَسُدَّها اللّهُ؟ ورُؤْبةُ: اسمُ رجل. والرُّؤْبة: القِطْعة من الخَشَب يُشْعَب بها الإِناءُ، ويُسَدُّ بها ثُلْمة الجَفْنة، والجمعُ رِئابٌ. وبه سُمِّيَ رُؤْبة بن العَجَّاج بن رؤْبة؛ قال أُميَّة يصف السماءَ: سَراةُ صَلابةٍ خَلْقاءَ، صِـيغَتْ، * تُزِلُّ الشمسَ، ليس لها رِئابُ(2)

(2 قوله «ليس لها رئاب» قال الصاغاني في التكملة الرواية ليس لها إِياب.)

أَي صُدُوعٌ. وهذا رِئابٌ قد جاءَ، وهو مهموزٌ: اسم رجُلٍ. التهذيب: الرُّؤْبةُ الخَشَبة التي يُرْأَبُ بها المشَقَّر، وهو القَدَحُ الكبيرُ من الخَشَب. والرُّؤْبةُ: القِطْعة من الـحَجَر تُرْأَبُ بها البُرْمة، وتُصْلَحُ بها. @ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ الـمُلوكِ والأَمْلاكِ. ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ، قال: ويقال الرَّبُّ، بالأَلِف واللام، لغيرِ اللّهِ؛ وقد قالوه في الجاهلية للـمَلِكِ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة: وهو الرَّبُّ، والشَّهِـيدُ عَلى يَوْ * مِ الـحِـيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ والاسْم: الرِّبابةُ؛ قال: يا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، * سُقْيَا مَلِـيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ والرُّبوبِـيَّة: كالرِّبابة. وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، على غير قياس. وحكى أَحمد بن يحيـى: لا وَرَبْيِـكَ لا أَفْعَل. قال: يريدُ لا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً، لأَجْل التضعيف. وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له. وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه. يقال: هو رَبُّ الدابةِ، ورَبُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الـحِجالِ؛ ويقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد المفضل: وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه * رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِـي الـحُظوظَ، ويَرْزُقُ وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن تَلِدَ الأَمَـةُ رَبَّها، أَو رَبَّـتَها. قال: الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ، والسَّـيِّدِ، والـمُدَبِّر، والـمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والـمُنْعِمِ؛ قال: ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه، عزّ وجلّ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِـيفَ، فقيلَ: ربُّ كذا. قال: وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى، <ص:400> وليس بالكثيرِ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر. قال: وأَراد به في هذا الحديثِ الـمَوْلَى أَو السَّيِّد، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فيكون كالـمَوْلى لها، لأَنـَّه في الـحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْـي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر في الناس، فتكثُر السَّراري. وفي حديث إِجابةِ الـمُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِـبَها؛ وقيل: المتَمِّمَ لَـها، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها، والإِجابة لها. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لا يَقُل الـمَمْلُوكُ لسَـيِّده: ربِّي؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له، لـمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قوله تعالى: اذْكُرْني عند ربك؛ فإِنه خاطَـبَهم على الـمُتَعارَفِ عندهم، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به؛ ومنه قَولُ السامِرِيّ: وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل: حتى يَلْقاها رَبُّها؛ فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ، فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِـيها إِليها، وجَعْلُهم أَرْباباً لها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ. وفي حديث عروةَ بن مسعود، رضي اللّه عنه: لـمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه، دَخل منزله، فأَنكَر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِـيَ الربَّةَ، يعني اللاَّتَ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِـيفٌ بالطائفِ. وفي حديث وَفْدِ ثَقِـيفٍ: كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه الـمُغِـيرةُ. وقوله عزّ وجلّ: ارْجِعِـي إِلى رَبِّكِ راضِـيةً مَرْضِـيَّةً، فادْخُلي في عَبْدي؛ فيمن قرأَ به، فمعناه، واللّه أَعلم: ارْجِعِـي إِلى صاحِـبِكِ الذي خَرَجْتِ منه، فادخُلي فيه؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ. وقوله عزّ وجلّ: إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال الزجاج: إِن العزيز صاحِـبِـي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال: ويجوز أَنْ يكونَ: اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ. والرَّبِـيبُ: الـمَلِكُ؛ قال امرؤُ القيس: فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِـيبِـهم، * ولا آذَنُوا جاراً، فَيَظْعَنَ سالمَا أَي مَلِكَهُمْ. ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه. وطالَتْ مَرَبَّـتُهم الناسَ ورِبابَـتُهم أَي مَمْلَكَتُهم؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّـتْنِـي، فَضِعتُ، رُبوبُ(1) (1 قوله «وكنت امرأً إلخ» كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف. وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.) ويُروى رَبُوب؛ وعندي أَنه اسم للجمع. وإِنه لَـمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَـمَمْلُوكٌ؛ والعِـبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ، عزّ وجلّ، أَي مَمْلُوكونَ. ورَبَبْتُ القومَ: سُسْـتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم. وقال أَبو نصر: هو من الرُّبُوبِـيَّةِ، والعرب تقول: لأَنْ يَرُبَّنِـي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِـي فلان؛ يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِـي، وسَـيِّداً يَمْلِكُنِـي؛ وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَـيَّةَ، أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ، عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين، فقال أَبو سفيانَ: غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ وقال: بِـفِـيكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ يَرُبَّنِـي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ابن الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام: يكون الرَّبُّ المالِكَ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛ <ص:401>

قال اللّه تعالى: فيَسْقِـي ربَّه خَمْراً، أَي سَيِّدَه؛ ويكون الرَّبُّ الـمُصْلِـحَ. رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه؛ وأَنشد:

يَرُبُّ الذي يأْتِـي منَ العُرْفِ أَنه، * إِذا سُئِلَ الـمَعْرُوفَ، زادَ وتَمَّما وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير، رضي اللّه عنهم: لأَن يَرُبَّنِـي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِـي غيرُهم، أَي يكونون عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين، يعني بني أُمَيَّةَ، فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير. يقال: رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً. وتَرَبَّـبَ الرَّجُلَ والأَرضَ: ادَّعَى أَنه رَبُّهما. والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِـمَذْحِج وبني الـحَرث بن كَعْب، يُعَظِّمها الناسُ. ودارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قال حسان بن ثابت: وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِـيَّةٍ، * وأَوْسِـيَّةٍ، لي في ذراهُنَّ والِدُ ورَبَّ ولَدَه والصَّبِـيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً، ورَبَّـبَه تَرْبِـيباً وتَرِبَّةً، عن اللحياني: بمعنى رَبَّاه. وفي الحديث: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها، أَي تَحْفَظُها وتُراعِـيها وتُرَبِّـيها، كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه؛ وفي حديث ابن ذي يزن: أُسْدٌ تُرَبِّبُ، في الغَيْضاتِ، أَشْبالا أَي تُرَبِّي، وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ، بالتكرير الذي فيه. وتَرَبَّـبَه، وارْتَبَّه، ورَبَّاه تَرْبِـيَةً، على تَحْويلِ التَّضْعيفِ، وتَرَبَّاه، على تحويل التضعيف أَيضاً: أَحسَنَ القِـيامَ عليه، وَوَلِـيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِـيَّةَ، كان ابْـنَه أَو لم يكن؛ وأَنشد اللحياني: تُرَبِّـبُهُ، من آلِ دُودانَ، شَلّةٌ * تَرِبَّةَ أُمٍّ، لا تُضيعُ سِخَالَها وزعم ابن دريد: أَنَّ رَبِـبْتُه لغةٌ؛ قال: وكذلك كل طِفْل من الحيوان، غير الإِنسان؛ وكان ينشد هذا البيت: كان لنا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف الـمُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور، كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو؛ قال: وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل. والصَّبِـيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِـيبٌ، وكذلك الفرس؛ والـمَرْبُوب: الـمُرَبَّى؛ وقول سَلامَة بن جندل: ليس بأَسْفَى، ولا أَقْنَى، ولا سَغِلٍ، * يُسْقَى دَواءَ قَفِـيِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ يجوز أَن يكون أَراد بمربوب: الصبـيّ، وأَن يكون أَراد به الفَرَس؛ ويروى: مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ. والأَسْفَى: الخفيفُ الناصِـيَةِ؛ والأَقْنَى: الذي في أَنفِه احْديدابٌ؛ والسَّغِلُ: الـمُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ والسَّكْنُ: أَهلُ الدار؛ والقَفِـيُّ والقَفِـيَّةُ: ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِـيُّ؛ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله، وهو: مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، * صافِـي الأَديمِ، أَسِـيلِ الخَدِّ، يَعْبُوب الـحَتُّ: السَّريعُ. واليَعْبُوب: الفرسُ الكريمُ، وهو الواسعُ الجَـِرْي.وقال أَحمد بن يَحيـى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبـيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَرِبَّاءُ النبـيِّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، كأَنه جمعُ رَبِـيبٍ، فَعِـيلٍ بمعنى <ص:402> فاعل؛ وقولُ حَسَّانَ بن ثابت: ولأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لنا * يَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ، مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ، صافيةٍ، * مِـمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّـيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ، والهاءُ العائدةُ على مِـمَّا محذوفةٌ، تقديره مِـمَّا تَرَبَّـبَه حائرُ البحرِ. يقال: رَبَّـبَه وتَرَبَّـبَه بمعنى: والرَّبَبُ: ما رَبَّـبَه الطّينُ، عن ثعلب؛ وأَنشد: في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر والرَّبِـيبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها. وغَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَريباً مِن البُـيُوتِ، وتُعْلَفُ لا تُسامُ، هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِـي أَنه لا صَدَقةَ فيها؛ قال ابن الأَثير في حديث النخعي: ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ. الرَّبائبُ: الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ، وليست بِسائمةٍ، واحدتها رَبِـيبَةٌ، بمعنى مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كان لنا جِـيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ، وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تَأْخُذِ الأَكُولَة، ولا الرُّبَّـى، ولا الماخضَ؛ قال ابن الأَثير: هي التي تُرَبَّـى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن؛ وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة، وجمعها رُبابٌ، بالضم. وفي الحديث أَيضاً: ما بَقِـيَ في غَنَمِـي إِلاّ فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّـى. والسَّحَابُ يَرُبُّ الـمَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ. والرَّبابُ، بالفتح: سَحابٌ أَبيضُ؛ وقيل: هو السَّحابُ، واحِدَتُه رَبابةٌ؛ وقيل: هو السَّحابُ الـمُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب. قال ابن بري: وهذا القول هو الـمَعْرُوفُ، وقد يكون أَبيضَ، وقد يكون أَسْودَ. وفي حديث النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء. قال أَبو عبيد: الرَّبابةُ، بالفتح: السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً، وجمعها رَبابٌ، وبها سمّيت الـمَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قال الشاعر: سَقَى دارَ هِنْدٍ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى، * مُسِفُّ الذُّرَى، دَانِـي الرَّبابِ، ثَخِـينُ وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه. قال الأَصمعي: أَحسنُ بيت، قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان، على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه؛ قال ابن بري: ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ: إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام، * فَـأَسْقَى وُجُوهَ بَنِـي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزيرَ السَّحاب، * هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، * وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّـمْـأَلِ كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَيْنَ السَّحاب، * نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّـيهِ. والـمَرَبُّ: <ص:403>

الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَـرًى؛ قال ذو الرمة:

خَناطِـيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ، * مَرَبٍّ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ وهي الـمَرَبَّةُ والـمِرْبابُ. وقيل: الـمِرْبابُ من الأَرضِـين التي كَثُرَ نَبْتُها ونَـأْمَتُها، وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ. والـمَرَبُّ: الـمَحَلُّ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ. والتَّرَبُّبُ: الاجْتِـماعُ. ومَكانٌ مَرَبٌّ، بالفتح: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ؛ قال ذو الرمة: بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، * بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ قال: ومن ثَـمَّ قيل للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. وقال أَبو عبيد: سُمُّوا رباباً، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا منه، وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم، وتَحالفُوا عليه، وهم: تَيْمٌ، وعَدِيٌّ، وعُكْلٌ. والرِّبابُ: أَحْياء ضَبّـةَ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت: رُبِّـيٌّ، بالضم، فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد، كما تقول في المساجِد: مَسْجِدِيٌّ، إِلا أَن تكون سميت به رجلاً، فلا تَرُدَّه إِلى الواحد، كما تقول في أَنْمارٍ: أَنْمارِيٌّ، وفي كِلابٍ: كِلابِـيٌّ. قال: هذا قول سيبويه، وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال: سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم؛ قال الأَصمعي: سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ، وتَعاقَدُوا، وتَحالَفُوا عليه. وقال ثعلب: سُموا(1) (1 قوله «وقال ثعلب سموا إلخ» عبارة المحكم وقال ثعلب سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (أي بالكسر) على فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اهـ أي بالضم.) رِباباً، بكسر الراءِ، لأَنهم تَرَبَّـبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، وهم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً؛ ضَبَّةُ، وثَوْرٌ، وعُكْل، وتَيْمٌ، وعَدِيٌّ. (يتبع...) @(تابع... 1): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ... وفلان مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم. ومَرَبّ الإِبل: حيث لَزِمَتْه. وأَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا: لَزِمَتْه وأَقامَتْ به، فهي إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ. ورَبَّ بالمكان، وأَرَبَّ: لَزِمَه؛ قال: رَبَّ بأَرضٍ لا تَخَطَّاها الـحُمُرْ وأَرَبَّ فلان بالمكان، وأَلَبَّ، إِرْباباً، وإِلباباً إِذا أَقامَ به، فلم يَبْرَحْه. وفي الحديث: اللهمّ إِني أَعُوذُ بك من غِنًى مُبْطِرٍ، وفَقْرٍ مُرِبٍّ. وقال ابن الأَثير: أَو قال: مُلِبٍّ، أَي لازِمٍ غير مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ به ولَزِمَه؛ وكلّ لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ. وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت. وأَرَبَّتِ السَّحابةُ: دامَ مَطَرُها. وأَرَبَّتِ الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه. وأَرَبَّتِ الناقةُ بولدها: لَزِمَتْه وأَحَبَّتْه؛ وهي مُرِبٌّ كذلك، هذه رواية أَبي عبيد عن أَبي زيد. ورَوْضاتُ بني عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن: الرِّبابَ. والرِّبِّـيُّ والرَّبَّانِـيُّ: الـحَبْرُ، ورَبُّ العِلْم، وقيل: الرَّبَّانِـيُّ الذي يَعْبُد الرَّبَّ، زِيدت الأَلف والنون للمبالغة في النسب. وقال سيبويه: زادوا أَلفاً ونوناً في الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تخصيصاً بعِلْم الرَّبِّ دون غيره، كأَن معناه: صاحِبُ عِلم بالرَّبِّ دون غيره من العُلوم؛ وهو كما يقال: رجل شَعْرانِـيٌّ، ولِحْيانِـيٌّ، ورَقَبانِـيٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر، وطول اللِّحْيَة، وغِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا <ص:404> نسبوا إِلى الشَّعر، قالوا: شَعْرِيٌّ، وإِلى الرَّقبةِ قالوا: رَقَبِـيٌّ، وإِلى اللِّحْيةِ: لِـحْيِـيٌّ. والرَّبِّـيُّ: منسوب إِلى الرَّبِّ. والرَّبَّانِـيُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابي: الرَّبَّانِـيُّ العالم الـمُعَلِّم، الذي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم قبلَ كِـبارها. وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَـمّا ماتَ عبدُاللّه بن عباس، رضي اللّه عنهما: اليومَ ماتَ رَبّانِـيُّ هذه الأُمـَّة. ورُوي عن علي، رضي اللّه عنه، أَنه قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِـمٌ ربَّانيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق. قال ابن الأَثير: هو منسوب إِلى الرَّبِّ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة؛ قال وقيل: هو من الرَّبِّ، بمعنى التربيةِ، كانوا يُرَبُّونَ الـمُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها. والرَّبَّانِـيُّ: العالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ، وقيل: العالِم، العامِلُ، الـمُعَلِّمُ؛ وقيل: الرَّبَّانِـيُّ: العالي الدَّرجةِ في العِلمِ. قال أَبو عبيد: سمعت رجلاً عالماً بالكُتب يقول: الرَّبَّانِـيُّون العُلَماءُ بالـحَلال والـحَرام، والأَمْرِ والنَّهْي. قال: والأَحبارُ أَهلُ المعرفة بأَنْباءِ الأُمَم، وبما كان ويكون؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَب الكلمَة ليست بعربية، إِنما هي عِـبْرانية أَو سُرْيانية؛ وذلك أَن أَبا عبيدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِـيّين؛ قال أَبو عبيد: وإِنما عَرَفَها الفقهاء وأَهل العلم؛ وكذلك قال شمر: يقال لرئيس الـمَلاَّحِـينَ رُبَّانِـيٌّ(1) (1 قوله «وكذلك قال شمر يقال إلخ» كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ.)؛ وأَنشد: صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه، في قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِـيِّـينَ، قال: حُكَماءَ عُلَماءَ. غيره: الرَّبَّانيُّ الـمُتَـأَلِّه، العارِفُ باللّه تعالى؛ وفي التنزيل: كُونوا رَبَّانِـيِّـين. والرُّبَّـى، على فُعْلى، بالضم: الشاة التي وضعَت حديثاً، وقيل: هي الشاة إِذا ولدت، وإِن ماتَ ولدُها فهي أَيضاً رُبَّـى، بَيِّنةُ الرِّبابِ؛ وقيل: رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من وِلادتِها، وقيل: شهرين؛ وقال اللحياني: هي الحديثة النِّتاج، مِن غير أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً؛ وقيل: هي التي يَتْبَعُها ولدُها؛ وقيل: الرُّبَّـى من الـمَعز، والرَّغُوثُ من الضأْن، والجمع رُبابٌ، بالضم، نادر. تقول: أَعْنُزٌ رُبابٌ، والمصدر رِبابٌ، بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْد بالولادة. قال أَبو زيد: الرُّبَّـى من المعز، وقال غيره: من المعز والضأْن جميعاً، وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً. قال الأَصمعي: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ: حَنِـينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها قال سيبويه: قالوا رُبَّـى ورُبابٌ، حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على هذا البناءِ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة، فقالوا جِفارٌ، إِلاَّ أَنهم ضموا أَوَّل هذا، كما قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ. وفي حديث شريح: إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها. وحكى اللحياني: غَنَمٌ رِبابٌ، قال: وهي قليلة. وقال: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا وَضَعَتْ، وقيل: إِذا عَلِقَتْ، وقيل: لا فعل للرُّبَّـى. والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قال الأَعشى: حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ * سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع. <ص:405> والرَّبِـيبةُ: الحاضِنةُ؛ قال ثعلب: لأَنها تُصْلِـحُ الشيءَ، وتَقُوم به، وتَجْمَعُه. وفي حديث الـمُغِـيرة: حَمْلُها رِبابٌ. رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ وِلادَتِها، وقيل: هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عليها شهران، وقيل: عشرون يوماً؛ يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير، وذلك مَذْمُوم في النساءِ، وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع، حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها.والرَّبُوبُ والرَّبِـيبُ: ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره، وهو بمعنى مَرْبُوب. ويقال للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قال مَعْنُ بن أَوْس، يذكر امرأَته، وذكَرَ أَرْضاً لها: فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها: * رَبِـيبَ النَّبـيِّ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة، وهو ابنُ أُمِّ سَلَـمةَ زَوْجِ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، وأَبوه أَبو سَلَمَة، وهو رَبِـيبُ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ والأُنثى رَبِـيبةٌ. الأَزهري: رَبِـيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غيره. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ؛ يريد بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن. قال: والرَّبِـيبُ أَيضاً، يقال لزوج الأُم لها ولد من غيره. ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها: رَبيبةٌ، وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ. وفي الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم، وهو اسم فاعل، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه. وفي حديث مجاهد: كان يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه، يعني امرأَة زَوْج أُمـِّه، لأنه كان يُرَبِّيه. غيره: والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم. قال أَبو الحسن الرماني: هو كالشَّهِـيدِ، والشاهِد، والخَبِـير، والخابِرِ. والرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ. وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِـيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً، حكاهما اللحياني، ورَبَّـبها: نَمَّاها، وزادَها، وأَتَمَّها، وأَصْلَحَها. ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كذلك. أَبو عمرو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّـى يَتيماً. وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْـتُه. ورَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُه وأَجدتُه؛ وقال اللحياني: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بعض الرَّياحِـينِ؛ قال: ويجوز فيه رَبَّـبْتُه. ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الـحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ. والرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ وقيل: هو دبْسُ كل ثَمَرَة، وهو سُلافةُ خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ؛ والجمع الرُّبُوبُ والرِّبابُ؛ ومنه: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ، وأَصْلَحتَه به؛ وقال ابن دريد: رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ وأَنشد: كَشائطِ الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِـخَ حتى يكون رُبّاً يُؤْتَدَمُ به، عن أَبي حنيفة. وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، والـحُبَّ بالقِـير والقارِ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً، ورَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ وقيل: رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه. قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته، وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً: فَإِنَّ عِراراً، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ، * فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ، ذا الـمَنْكِبِ العَمَمْ <ص:406> فإِن كنتِ مِنِّي، أَو تُريدينَ صُحْبَتي، * فَكُوني له كالسَّمْنِ، رُبَّ له الأَدَمْ أَرادَ بالأَدَم: النُّحْي. يقول لزوجته: كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِـيَ برُبِّ التمر، لأَنَّ النِّحْي، إِذا أُصْلِـحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه. يقال: رَبَّ فلان نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به، وهو نِحْيٌ مَرْبُوب؛ وقوله: سِلاءَها في أَديمٍ، غيرِ مَرْبُوبِ أَي غير مُصْلَحٍ. وفي صفة ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ. الرُّبُّ: ما يُطْبَخُ من التمر، وهو الدِّبْسُ أَيضاً. وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قيل: هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ. والـمُربَّـبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، وهي الـمَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالـمُعَسَّلِ، وهو المعمول بالعسل؛ وكذلك الـمُرَبَّـياتُ، إِلا أَنها من التَّرْبيةِ، يقال: زنجبيل مُرَبّـًى ومُرَبَّبٌ. والإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ. والرِّبابةُ، بالكسر، جماعةُ السهام؛ وقيل: خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ؛ وقيل: خِرْقةٌ تُشَدُّ فيها؛ وقال اللحياني: هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ، شبيهة بالكِنانة، يكون فيها السهام؛ وقيل هي شبيهة بالكنانةِ، يجمع فيها سهامُ الـمَيْسرِ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار وأُتُنَه: وكأَنهنَّ رِبابةٌ، وكأَنه * يَسَرٌ، يُفِـيضُ على القِداح، ويَصْدَعُ والرِّبابةُ: الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ؛ وقيل: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الـحُرْضَةِ، وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِدح؛ وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِـبِه هَـوًى. والرِّبابةُ والرِّبابُ: العَهْدُ والـمِـيثاقُ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ: وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ ومنه قيل للعُشُور: رِبابٌ. والرَّبِـيبُ: الـمُعاهَدُ؛ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس: فما قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِـيبِـهِمْ وقال ابن بري: قال أَبو علي الفارسي: أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ، وهو العَهْدُ. قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً: تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِـيناً، وتُؤْلِفُ * الجِوارَ، ويُعْطِـيها الأَمانَ رِبابُها قوله: تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ. والرِّبابُ: العَهْدُ الذي يأْخُذه صاحِـبُها من الناس لإِجارتِها. وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ. وقال شمر: الرِّبابُ في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ، وقال غيره: يقول: إِذا أَجار الـمُجِـيرُ هذه الخَمْر أَعْطَى صاحِـبَها قِدْحاً ليَعْلَموا أَنه قد أُجِـيرَ، فلا يُتَعَرَّض لها؛ كأَنَّـه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ الـمَيْسِر. والأَرِبَّةُ: أَهلُ الـمِـيثاق. قال أَبو ذُؤَيْب: كانت أَرِبَّـتَهم بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجِوار، وكانوا مَعْشَراً غُدُرا <ص:407> قال ابن بري: يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم(1) (1 قوله «التقدير ذوي إلخ» أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه.)؛ وبَهْزٌ: حَيٌّ من سُلَيْم؛ والرِّباب: العُشُورُ؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب: ويعطيها الأَمان ربابها وقيل: رِبابُها أَصحابُها. والرُّبَّةُ: الفِرْقةُ من الناس، قيل: هي عشرة آلافٍ أَو نحوها، والجمع رِبابٌ. وقال يونس: رَبَّةٌ ورِبابٌ، كَجَفْرَةٍ وجِفار، والرَّبـَّةُ كالرُّبـَّةِ؛ والرِّبِّـيُّ واحد الرِّبِّـيِّـين: وهم الأُلُوف من الناس، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: واحدتها رَبَّةٌ. وفي التنزيلِ العزيز: وكأَيِّنْ مِن نَبـيِّ قاتَلَ معه رِبِّـيُّون كثير؛ قال الفراءُ: الرِّبِّـيُّونَ الأُلوف. وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيـى: قال الأَخفش: الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ. قال أَبو العباس: ينبغي أَن تفتح الراءُ، على قوله، قال: وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ، وهي الجماعة. وقال الزجاج: رِبِّـيُّون، بكسر الراء وضمّها، وهم الجماعة الكثيرة. وقيل: الربيون العلماء الأَتقياءُ الصُّـبُر؛ وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ. وقال أَبو طالب: الربيون الجماعات الكثيرة، الواحدة رِبِّـيٌّ. والرَّبَّانيُّ: العالم، والجماعة الرَّبَّانِـيُّون. وقال أَبو العباس: الرَّبَّانِـيُّون الأُلوفُ، والرَّبَّانِـيُّون: العلماءُ. و قرأَ الحسن: رُبِّـيُّون، بضم الراء. وقرأَ ابن عباس: رَبِّـيُّون، بفتح الراءِ. والرَّبَبُ: الماءُ الكثير المجتمع، بفتح الراءِ والباءِ، وقيل: العَذْب؛ قال الراجز: والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله؛ وقيل: برُبَّانِه: بجَمِـيعِه ولم يترك منه شيئاً. ويقال: افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه؛ ومنه قيل: شاةٌ رُبَّـى. ورُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قال ابن أَحمر: وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه، * وأَنْتَ، من أَفنانِه، مُفْتَقِر ويُروى: مُعْتَصِر؛ وقول الشاعر: (يتبع...) @(تابع... 2): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ... خَلِـيلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، * أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه أَبو عمرو: الرُّبَّـى أَوَّلُ الشَّبابِ؛ يقال: أَتيته في رُبَّـى شَبابِه، ورُبابِ شَبابِه، ورِبابِ شَبابِه، ورِبَّان شَبابه. أَبو عبيد: الرُّبَّانُ من كل شيءٍ حِدْثانُه؛ ورُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه. وقال أَبو عبيدة: الرَّبَّانُ، بفتح الراءِ: الجماعةُ؛ وقال الأَصمعي: بضم الراءِ. وقال خالد بن جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَير اللاَّزِمُ، بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِـيقُ فلا يكاد يذهب، وقال: اللهم إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ، فقيل له: وما رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قال: طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه. وقالوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثعلب: فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، وإِلاّ تَذَرْهُمُ * يُذيقُوكَ ما فيهم، وإِن كان أَكثرا قال وقالوا في مَثَلٍ: إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. وفي التهذيب: إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن رُبَّـى، أَزْرَكَ. يقول: إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ أَنتَ واسْتَرِحْ. ورُبَّانُ، غير مصروف: اسم رجل. <ص:408> قال ابن سيده: أَراه سُمي بذلك. والرُّبَّـى: الحاجةُ، يقال: لي عند فلان رُبَّـى. والرُّبَّـى: الرَّابَّةُ. والرُّبَّـى: العُقْدةُ الـمُحْكَمةُ. والرُّبَّـى: النِّعْمةُ والإِحسانُ. والرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَيْفِـيَّةٌ؛ وقيل: هو كل ما اخْضَرَّ، في القَيْظِ، مِن جميع ضُروب النبات؛ وقيل: هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم يُحَدَّ، والجمع الرِّبَبُ؛ قال ذو الرمة، يصف الثور الوحشي: أَمْسَى، بِوَهْبِـينَ، مُجْتازاً لِـمَرْتَعِه، * مِن ذِي الفَوارِسِ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ والرِّبَّةُ: شجرة؛ وقيل: إِنها شجرة الخَرْنُوب. التهذيب: الرِّبَّةُ بقلة ناعمةٌ، وجمعها رِبَبٌ. وقال: الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات، لا تَهِـيج في الصيف، تَبْقَى خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً؛ ومنها: الـحُلَّبُ، والرُّخَامَى، والـمَكْرُ، والعَلْقى، يقال لها كلها: رِبَّةٌ.التهذيب: قال النحويون: رُبَّ مِن حروف الـمَعاني، والفَرْقُ بينها وبين كَمْ، أَنَّ رُبَّ للتقليل، وكَمْ وُضِعت للتكثير، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام؛ وكلاهما يقع على النَّكِرات، فيَخْفِضُها. قال أَبو حاتم: من الخطإِ قول العامة: رُبَّـما رأَيتُه كثيراً، ورُبَّـما إِنما وُضِعَتْ للتقليل. غيره: ورُبَّ ورَبَّ: كلمة تقليل يُجَرُّ بها، فيقال: رُبَّ رجلٍ قائم، ورَبَّ رجُلٍ؛ وتدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّتَ رجل، ورَبَّتَ رجل. الجوهري: ورُبَّ حرفٌ خافض، لا يقع إِلاَّ على النكرة، يشدَّد ويخفف، وقد يدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّ رجل، ورُبَّتَ رجل، ويدخل عليه ما، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده، فيقال: رُبما. وفي التنزيل العزيز: رُبَّـما يَوَدُّ الذين كفروا؛ وبعضهم يقول رَبَّـما، بالفتح، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما، ورُبَتَما وَرَبَتَما، والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم، ولذلك إِذا صَغَّر سيبويه رُبَّ، من قوله تعالى رُبَّـما يودّ، ردَّه إِلى الأَصل، فقال: رُبَيْبٌ. قال اللحياني: قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن: رُبَّـما يودُّ، بالتثقيل، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش: رُبَما يَوَدُّ، بالتخفيف. قال الزجاج: من قال إِنَّ رُبَّ يُعنى بها التكثير، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب؛ فإِن قال قائل: فلمَ جازت رُبَّ في قوله: ربما يود الذين كفروا؛ ورب للتقليل؟ فالجواب في هذا: أَن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد. والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل، فيقول له: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على فِعْلِكَ، وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ، ويقول: رُبَّـما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ، وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِـمَّا يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب، أَو كان الإِنسان يخاف أَن يَنْدَمَ على الشيءِ، لوجَبَ عليه اجْتِنابُه؛ والدليل على أَنه على معنى التهديد قوله: ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا؛ والفرق بين رُبَّـما ورُبَّ: أَن رُبَّ لا يليه غير الاسم، وأَما رُبَّـما فإِنه زيدت ما، مع رب، ليَلِـيَها الفِعْلُ؛ تقول: رُبَّ رَجُلٍ جاءَني، وربما جاءَني زيد، ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ ويقال: ربما جاءَني فلان، وربما حَضَرني زيد، وأَكثرُ ما يليه الماضي، ولا يَلِـيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً، كقوله تعالى: رُبَـما يَوَدُّ الذين كفروا، ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ، كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى، وإِن كان لفظه مُسْتَقْبَلاً. وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما؛ <ص:409>

وأَنشد ابن الأَعرابي:

ماوِيّ ! يا رُبَّتَما غارةٍ * شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِـيسَمِ قال الكسائي: يلزم مَن خَفَّف، فأَلقى إِحدى الباءَين، أَن يقول رُبْ رجل، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كما تقول: لِـمَ صَنَعْتَ؟ ولِـمْ صَنَعْتَ؟ وبِـأَيِّمَ جِئْتَ؟ وبِـأَيِّمْ جئت؟ وما أَشبه ذلك؛ وقال: أَظنهم إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فيها في قولهم: رُبَّتَ رجل، ورُبَتَ رجل. يريد الكسائي: أَن تاءَ التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً، أَو في نية الفتح، فلما كانت تاءُ التأْنيث تدخلها كثيراً، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث، وآثروا النصب، يعني بالنصب: الفتح. قال اللحياني: وقال لي الكسائي: إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً، فقد أَخبرتك. يريد: إِن سمعت أَحداً يقول: رُبْ رَجُلٍ، فلا تُنْكِرْه، فإِنه وجه القياس. قال اللحياني: ولم يقرأْ أَحد رَبَّـما، بالفتح، ولا رَبَما. وقال أَبو الهيثم: العرب تزيد في رُبَّ هاءً، وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فلا يخفض بها ما بعد الهاءِ، وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ، بطل عَمَلُها؛ وأَنشد: كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه، * ورُبَّه عَطِـباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ نصب عَطِـباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة. وقولهم: رُبَّه رَجُلاً، ورُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر، ثم أَلزَمَتْه التفسير، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ، ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً وامرأَة. وقال ابن جني مرة: أَدخلوا رُبَّ على المضمر، وهو على نهاية الاختصاص؛ وجاز دخولها على المعرفة في هذا الموضع، لـمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت على غير تقدّم ذكر، ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة، نحو رجلاً وامرأَةً؛ ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَـمَا احتاجت إِلى تفسيره. وحكى الكوفيون: رُبَّه رجلاً قد رأَيت، ورُبَّهُما رجلين، ورُبَّهم رجالاً، ورُبَّهنَّ نساءً، فَمَن وَحَّد قال: إِنه كناية عن مجهول، ومَن لم يُوَحِّد قال: إِنه ردّ كلام، كأَنه قيل له: ما لكَ جَوَارٍ؟ قال: رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ. وقال ابن السراج: النحويون كالـمُجْمعِـينَ على أَن رُبَّ جواب. والعرب تسمي جمادى الأُولى رُبّاً ورُبَّـى، وذا القَعْدةِ رُبَّة؛ وقال كراع: رُبَّةُ ورُبَّـى جَميعاً: جُمادَى الآخِرة، وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية. والرَّبْرَبُ: القَطِـيعُ من بقر الوحش، وقيل من الظِّباءِ، ولا واحد له؛ قال: بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى، ولا أُمَّ شادِنٍ، * غَضِـيضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ وقال كراع: الرَّبْرَبُ جماعة البقر، ما كان دون العشرة. @رتب: رَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رتُوباً، وتَرَتَّبَ: ثبت فلم يتحرّك. يقال: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَي انْتَصَبَ انْتِصابَه؛ ورَتَّبَه تَرتِـيباً: أَثْبَتَه. وفي حديث لقمان بن عاد: رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَيْ انْتَصَب كما يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَيْتَه، وصفه بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النَّفْس؛ ومنه حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: كان يُصَلّي في المسجدِ <ص:410> الحرام، وأَحجارُ الـمَنْجَنِـيقِ تَمُرُّ على أُذُنِه، وما يَلْتَفِتُ، كأَنه كَعْبٌ راتِبٌ. وعَيْشٌ راتِبٌ: ثابِتٌ دائمٌ. وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دارٌّ ثابِت. قال ابن جني: يقال ما زِلْتُ على هذا راتِـباً وراتِـماً أَي مُقيماً؛ قال: فالظاهر من أَمر هذه الميم، أَن تكون بدلاً من الباءِ، لأَنه لم يُسمع في هذا الموضع رَتَمَ، مثل رَتَب؛ قال: وتحتمل الميم عندي في هذا أَن تكون أَصلاً، غير بدل من الرَّتِـيمَة، وسيأْتي ذكرها. والتُّرْتُبُ والتُّرْتَبُ كلُّه: الشيءُ الـمُقِـيم الثابِتُ. والتُّرْتُبُ: الأَمْرُ الثابِتُ. وأَمْرٌ تُرْتَبٌ، على تُفْعَلٍ، بضم التاءِ وفتح العين، أَي ثابت. قال زيادة ابن زيد العُذْرِيّ، وهو ابن أُخْت هُدْبةَ: مَلَكْنا ولَمْ نُمْلَكْ، وقُدْنا ولَمْ نُقَدْ، * وكان لنَا حَقّاً، على الناسِ، تُرْتَبا وفي كان ضمير، أَي وكان ذلك فينا حَقّاً راتِـباً؛ وهذا البيت مذكور في أَكثر الكتب: وكان لنا فَضْلٌ(1) على الناسِ تُرْتَبا (1 قوله «وكان لنا فضل» هو هكذا في الصحاح وقال الصاغاني والصواب في الاعراب فضلاً.) أَي جميعاً، وتاءُ تُرْتَبٍ الأُولى زائدة، لأَنه ليس في الأُصول مثل جُعْفَرٍ، والاشتقاقُ يَشهد به لأَنه من الشيءِ الرَّاتِب. والتُّرْتَبُ: العَبْدُ يَتوارَثُه ثلاثةٌ، لثَباتِه في الرِّقِّ، وإِقامَتِه فيه. والتُّرْتَبُ: التُّرابُ(2) (2 قوله «والترتب التراب» في التكملة هو بضم التاءَين كالعبد السوء ثم قال فيها والترتب الأبد والترتب بمعنى الجميع بفتح التاء الثانية فيهما.) لثَباتِه، وطُولِ بَقائه؛ هاتانِ الأَخيرتان عن ثعلب. والتُّرْتُبُ، بضم التاءَين: العبد السوء. ورَتَبَ الرجلُ يَرْتُبُ رَتْباً: انْتَصَبَ. ورَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً: انْتَصَبَ وثَبَتَ. وأَرْتَبَ الغُلامُ الكَعْبَ إِرتاباً: أَثْبَتَه. التهذيب، عن ابن الأَعرابي: أَرْتَبَ الرجلُ إِذا سأَل بعدَ غِنًى، وأَرْتَبَ الرجلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً، فهو راتِبٌ؛ وأَنشد: وإِذا يَهُبُّ من الـمَنامِ، رأَيتَه * كرُتُوبِ كَعْبِ الساقِ، ليسَ بزُمَّلِ وصَفَه بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النفسِ؛ يقول: هو أَبداً مُسْتَيْقِظٌ مُنْتَصِبٌ. والرَّتَبَةُ: الواحدة من رَتَباتِ الدَّرَجِ. والرُّتْبةُ والـمَرْتَبةُ: الـمَنْزِلةُ عند الـمُلوكِ ونحوها. وفي الحديث: مَن ماتَ على مَرْتَبةٍ من هذه الـمَراتِبِ، بُعِثَ عليها؛ الـمَرْتَبةُ: الـمَنْزِلةُ الرَّفِـيعةُ؛ أَراد بها الغَزْوَ والحجَّ، ونحوهما من العبادات الشاقة، وهي مَفْعلة مِن رتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً، والـمَراتِبُ جَمْعُها. قال الأَصمعي: والـمَرْتبةُ الـمَرْقَبةُ وهي أَعْلَى الجَبَل. وقال الخليل: الـمَراتِبُ في الجَبل والصَّحارِي: هي الأَعْلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العُيُونُ والرُّقَباءُ. والرَّتَبُ: الصُّخُورُ الـمُتقارِبةُ، وبعضُها أَرفعُ من بعض، واحدتها رَتَبةٌ، وحكيت عن يعقوب، بضم الراءِ وفتح التاءِ. وفي حديث حذيفة، قال يومَ الدَّارِ: أَما انه سيكُونُ لها وقَفَاتٌ ومَراتِبُ، فمن ماتَ في وقَفاتِها خيرٌ مـمَّن ماتَ في مَراتِـبها؛ الـمَراتِبُ: مَضايِقُ الأَوْدية في حُزُونةٍ. والرَّتَبُ: ما أَشرفَ من الأَرضِ، كالبَرْزَخِ؛ <ص:411> يقال: رَتَبةٌ ورَتَبٌ، كقولك دَرَجةٌ ودَرَجٌ. والرَّتَبُ: عَتَبُ الدَّرَجِ. والرَّتَب: الشدّةُ. قال ذو الرمة، يصف الثور الوحشي: تَقَيَّظَ الرَّمْلَ، حتى هَزَّ خِلْفَتَه * ترَوُّحُ البَرْدِ، ما في عَيْشِه رَتَبُ أَي تَقَيَّظ هذا الثورُ الرَّمْل، حتى هَزَّ خِلْفَتَه، وهو النباتُ الذي يكون في أَدبارِ القَيْظِ؛ وقوله ما في عَيْشِه رَتَب أَي هو في لِـينٍ من العيشِ. والرَّتْباءُ: الناقةُ الـمُنْتَصِبةُ في سَيْرِها. والرَّتَبُ: غِلَظُ العَيْشِ وشِدَّتُه؛ وما في عَيْشِه رَتَبٌ ولا عَتَبٌ أَي ليس فيه غِلَظٌ ولا شِدّةٌ أَي هو أَمْلَسُ. وما في هذا الأَمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ أَي عَناءٌ وشِدّةٌ، وفي التهذيب: أَي هو سَهْلٌ مُستقِـيمٌ. قال أَبو منصور: هو بمعنى النَّصَب والتَّعَب؛ وكذلك الـمَرْتبةُ، وكلُّ مَقامٍ شديدٍ مَرْتَبةٌ؛ قال الشماخ: ومَرْتبة لا يُسْتَقالُ بها الرَّدَى، * تلاقى بها حِلْمِـي، عن الجَهْلِ، حاجز والرَّتَبُ: الفَوْتُ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِر، وكذلك بين البِنْصِر والوُسْطَى؛ وقيل: ما بين السَّبَّابة والوُسْطَى، وقد تسكن. @رجب: رَجِبَ الرجلُ رَجَباً: فَزِعَ. ورَجِبَ رَجَباً، ورَجَبَ يَرْجُبُ: اسْتَحْيا؛ قال: فَغَيْرُكَ يَسْتَحيِـي، وغيرُكَ يَرْجُبُ ورَجِبَ الرجلَ رَجَباً، ورَجَبَه يرجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبه، وتَرَجَّبَه، وأَرْجَبَه، كلُّه: هابَه وعَظَّمه، فهو مَرْجُوبٌ؛ وأَنشد شمر: أَحْمَدُ رَبّـي فَرَقاً وأَرْجَبُهْ أَي أُعَظِّمُه، ومنه سمي رَجَبٌ؛ ورَجِبَ، بالكسر، أَكثر؛ قال: إِذا العَجوزُ اسْتَنْخَبَتْ، فانْخَبْها، * ولا تَهَيَّبْها، ولا تَرْجَبْها وهكذا أَنشده ثعلب؛ ورواية يعقوب في الأَلفاظ: ولا تَرَجَّبْها ولا تَهَبْها شمر: رَجِبْتُ الشيءَ: هِبْتُه، ورَجَّبْتُه: عَظَّمْتُه. ورَجَبٌ: شهر سموه بذلك لتعظيمهم إِيَّاه في الجاهلية عن القتالِ فيه، ولا يَسْتَحِلُّون القتالَ فيه؛ وفي الحديث: رَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمادَى وشعبانَ؛ قوله: بين جُمادَى وشعبانَ، تأْكيد للبَيانِ وإِيضاحٌ له، لأَنهم كانوا يؤَخرونه من شهر إِلى شهر، فيَتَحَوَّل عن موضعه الذي يَخْتَصُّ به، فبين لهم أَنه الشهر الذي بين جُمادَى وشعبانَ، لا ما كانوا يسمونه على حِساب النَّسِـيءِ، وإِنما قيل: رَجَبُ مُضَرَ، إِضافة إِليهم، لأَنهم كانوا أَشدّ تعظيماً له من غيرهم، فكأَنهم اخْتَصُّوا به، والجمع: أَرْجابٌ. تقول: هذا رجب، فإِذا ضَمُّوا له شَعْبانَ، قالوا: رَجَبانِ. والتَّرْجِـيبُ: التعظيمُ، وإِن فلاناً لَـمُرَجَّبٌ، ومنه تَرْجِـيبُ العَتِـيرةِ، وهو ذَبحُها في رَجَبٍ. وفي الحديث: هل تَدْرُون ما العَتِـيرةُ؟ هي التي يسمونها الرَّجَبِـيَّةَ، كانوا يَذْبحون في شهر رَجَبٍ ذَبيحَـةً، ويَنْسُبونَها إِليه. والتَّرْجِـيبُ: ذَبْحُ النَّسائكِ في رَجَبٍ؛ يقال: هذه أَيـَّامُ تَرْجِـيبٍ وتَعْتارٍ. وكانت العربُ تُرَجِّبُ، وكان ذلك لهم <ص:412> نُسُكاً، أَو ذَبائحَ في رَجَبٍ. أَبو عمرو: الرَّاجِبُ الـمُعَظِّم لسيده؛ ومنه رَجِـبَهُ يَرْجَبُه رَجَباً، ورَجَبَهُ يَرْجُبُه رَجْباً ورُجُوباً، ورَجَّبَه تَرْجيباً، وأَرْجَبَه؛ ومنه قول الـحُباب: عُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ. قال الأَزهري: أَما أَبو عبيدة والأَصمعي، فإِنهما جَعلاه من الرُّجْبةِ، لا مِن التَّرْجِـيبِ الذي هو بمعنى التعظيم؛ وقول أَبي ذُؤَيب: فَشَرَّجَها مِنْ نُطْفةٍ رَجَبِـيَّةٍ، * سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ يقول: مَزَجَ العَسَلَ بماءِ قَلْتٍ، قد أَبْقاها مَطَرُ رَجَبٍ هُنالك؛ والجمع: أَرْجابٌ ورُجُوبٌ، ورِجابٌ ورَجَباتٌ. والتَّرْجِـيبُ: أَنْ تُدْعَمَ الشجرةُ إِذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تَتَكسَّرَ أَغْصانُها. ورَجَّبَ النخلةَ: كانت كريمةً عليه فمالَتْ، فبَنَى تحتَها دُكَّاناً تَعْتَمِد عليه لضَعْفِها؛ والرُّجْبةُ: اسم ذلك الدُّكَّان، والجمع رُجَبٌ، مثل رُكْبةٍ ورُكَبٍ. والرُّجَبِـيَّةُ من النخل منسوبة إِليه. ونَخْلَةٌ رُجَبِـيَّةٌ ورُجَّبِـيَّةٌ: بُنِـيَ تحتها رُجْبةٌ، كِلاهُما نَسَبٌ نادِرٌ، والتثقيل أَذهَبُ في الشُّذُوذ. التهذيب: والرُّجْبَةُ والرُّجْمةُ أَن تُعْمَدَ النخلةُ الكريمةُ إِذا خِـيفَ عليها أَن تَقَعَ لطُولها وكثرة حَمْلِها، بِـبِناء من حِجارة تُرَجَّبُ بها أَي تُعْمَدُ به، ويكون تَرْجِـيبُها أَن يُجْعَلَ حَوْلَ النخلة شَوْكٌ، لئلا يَرْقَى فيها راقٍ، فيَجْنِـي ثمرها. الأَصمعي: الرُّجْمةُ، بالميم، البناء من الصخر تُعْمَدُ به النخلةُ؛ والرُّجْبةُ أَن تُعمد النخلة بخَشبةٍ ذاتِ شُعْبَتَيْنِ؛ وقد روي بيت سُوَيْدِ بن صامِتٍ بالوجهين جميعاً: ليست بِسَنْهاءٍ، ولا رُجَّبِـيَّةٍ، * ولكِنْ عَرايا في السِّنينَ الجَوائِـح يَصِفُ نَخْلة بالجَوْدةِ، وأَنها ليس فيها سَنْهاءُ؛ والسنهاءُ: التي أَصابتها السَّنةُ، يعني أَضَرَّ بها الجَدْبُ؛ وقيل: هي التي تحمل سنة وتَترك أُخرى؛ والعَرايا: جمع عَرِيَّةٍ، وهي التي يُوهَبُ ثَمَرُها. والجَوائحُ: السِّنونُ الشِّدادُ التي تُجِـيحُ المالَ؛ وقبل هذا البيت: أَدِينُ، وما دَيْنِـي عَلَيْكُم بِمَغْرَمٍ، * ولكِنْ عَلى الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ أَي إِنما آخُذُ بدَيْنٍ، على أَن أُؤَدِّيَه من مالي وما يَرْزُقُ اللّه من ثَمَرة نَخْلي، ولا أُكلِّفُكم قَضاءَ دَيْني عني. والشُّمُّ: الطِّوالُ. والجِلادُ: الصَّابِراتُ على العَطَشِ والـحَرِّ والبَرْدِ. والقَراوِحُ: التي انْجَرَدَ كَرَبُها، واحِدها قِرْواحٌ، وكان الأَصل قَراويحَ، فحَذَفَ الياءَ للضرورة. وقيل: تَرْجِـيبُها أَن تُضَمَّ أَعْذاقُها إِلى سَعَفاتِها، ثم تُشَدُّ بالخُوصِ لئلا يَنْفُضَها الرِّيحُ، وقيل: هو أَن يُوضَعَ الشَّوْكُ حَوالي الأَعْذاقِ لئلا يَصِلَ إِليها آكلٌ فلا تُسْرَق، وذلك إِذا كانت غَريبةً طَريفةً، تقول: رَجَّبْتُها تَرْجِـيباً. وقال الـحُبابُ ابن الـمُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها الـمُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ؛ قال يعقوب: التَّرْجِـيبُ هنا إِرفادُ النَّخلةِ من جانب، لِـيَمْنَعَها من السُّقوط، أَي إِن لي عَشِـيرةً تُعَضِّدُني، وتَمْنَعُني، وتُرْفِدُني. والعُذَيْقُ: تصغير عَذْقٍ، بالفتح، وهي النخلة؛ وقد وَرَدَ في حَديث السَّقِـيفَةِ: أَنا جُذَيْلُها الـمُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها الـمُرَجَّبُ؛ وهو تصغير تعظيم، وقيل: أَراد بالتَّرْجِـيبِ التَّعْظِـيمَ. <ص:413> ورَجِبَ فلانٌ مولاه أَي عَظَّمَه، ومِنه سمي رَجَبٌ لأَنه كان يُعَظَّم؛ فأَما قول سَلامةَ بن جَنْدَلٍ: والعادِياتُ أَسابِـيُّ الدِّماءِ بِها، * كأَنَّ أَعْناقَها أَنْصابُ تَرْجِـيبِ فإِنه شَبَّهَ أَعْناقَ الخيل بالنخل الـمُرَجَّبِ؛ وقيل: شبَّه أَعْناقَها بالحجارة التي تُذْبَح عليها النَّسائِكُ. قال: وهذا يدل على صِحَّةِ قولِ مَن جَعل التَّرجِـيبَ دَعْماً للنخلة؛ وقال أَبو عبيد: ُيفَسِّر هذا البيتَ تَفْسيرانِ: أَحدهما أَنت يكون شبَّه انْتِصابَ أَعْناقِها بِجِدارِ تَرْجِـيبِ النخل، والآخَرُ أَن يكون أَراد الدِّماءَ التي تُراقُ في رجب. وقال أَبو حنيفة: رُجِّبَ الكَرْمُ: سُوِّيت سُرُوغُه، ووُضِعَ مَواضِعَه مِنَ الدِّعَمِ والقِلالِ. ورَجَبَ العُودُ: خَرج مُنْفَرداً. والرُّجْبُ: ما بين الضِّلَعِ والقَصِّ. والأَرْجابُ: الأَمْعاءُ، وليس لها واحد عند أَبي عبيد، وقال كراع: واحدها رَجَبٌ، بفتح الراءِ والجيم. وقال ابن حمدويه: واحدها رِجْبٌ، بكسر الراءِ وسكون الجيم. والرَّواجِبُ: مَفاصِلُ أُصولِ الأَصابع التي تلي الأَنامل؛ وقيل: هي بَواطِنُ مَفاصِلِ أُصولِ الأَصابِـع؛ وقيل: هي قَصَبُ الأَصابع؛ وقيل: هي ظُهُورُ السُّلاميَّات؛ وقيل: هي ما بين البَراجِم من السُّلاميَّات؛ وقيل: هي مَفاصِلُ الأَصابع، واحدتها راجِـبةٌ، ثم البَراجِمُ، ثم الأَشاجِـعُ اللاتي تلي الكَفَّ. ابن الأَعرابي: الرَّاجِـبةُ البُقْعَةُ الـمَلْساء بينَ البراجِمِ؛ قال: والبراجِمُ الـمُشَنَّجاتُ في مَفاصِل الأَصابع، في كل إِصْبَعٍ ثَلاثُ بُرْجُماتٍ، إِلاَّ الإِبهامَ. وفي الحديث: أَلا تُنَقُّونَ رواجِـبَكم؟ هي ما بين عُقد الأَصابع من داخل، واحدها راجِـبةٌ. والبراجِمُ: العُقَد الـمُتَشَنِّجَةُ في ظاهِر الأَصابعِ. الليث: راجِـبةُ الطائِر الإِصْبَعُ التي تلي الدَّائِرةَ مِن الجانبين الوَحْشِـيَّـيْن مِن الرِّجْلَيْن؛ وقول صخر الغي: تَمَلَّى بها طُولَ الحياةِ، فَقَرْنُه * له حَيَدٌ، أَشْرافُها كالرَّواجِبِ شَبَّه ما نتأَ مِنْ قَرْنِه، بما نَـتَأَ من أُصُولِ الأَصابع إِذا ضُمَّت الكَفُّ؛ وقال كراع: واحدتها رُجْبةٌ؛ قال: ولا أَدري كيف ذلك، لأَنَّ فُعْلة لا تكسر على فَواعِلَ. أَبو العميثل: رَجَبْتُ فلاناً بقَوْلِ سَـيِّـئٍ ورَجَمْتُه بمعنى صكَكْتُه. والرَّواجِبُ من الـحِمار: عُروقُ مَخارج صَوْتِه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: طَوَى بَطنَه طُولُ الطِّراد، فأَصْبَحَتْ * تَقَلْقَلُ، مِنْ طُولِ الطِّرادِ، رَواجِـبُهْ والرُّجْبةُ: بناءٌ يُبْنى، يُصَادُ به الذئب وغيره، يوضع فيه لحم، ويُشَدُّ بخَيْط، فإِذا جَذَبه سَقَط عليه الرُّجْبةُ. @رحب: الرُّحْبُ، بالضم: السَّعةُ. رَحُبَ الشيءُ رُحْباً ورَحابةً، فهو رَحْبٌ ورَحِـيبٌ ورُحابٌ، وأَرْحَبَ: اتَّسَعَ. وأَرْحَبْتُ الشيءَ: وسَّعْتُه. قال الـحَجَّاجُ، حِـينَ قَتَلَ ابن القِرِّيَّة: أَرْحِبْ يا غُلامُ جُرْحَه! وقيل للخيل: أَرْحِبْ، وأَرْحِـبي أَي تَوَسَّعِـي وتَباعَدي <ص:414>

وتَنَحِّي؛ زجر لها؛ قال الكميت بن معروف:

نُعَلِّمُها: هَبِي، وهَلاَ، وأَرْحِبْ، * وفي أَبْياتِنا ولَنا افْتُلِـينا وقالوا: رَحُبَتْ عليكَ وطُلَّتْ أَي رَحُبَتِ البِـلادُ عليك وطُلَّتْ. وقال أَبو إِسحق: رَحُبَتْ بِلادُكَ وطُلَّت أَي اتَّسَعَتْ وأَصابَها الطَّلُّ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: على طَريقٍ رَحْبٍ أَي واسِعٍ. ورجُل رَحْبُ الصَّدْرِ، ورُحْبُ الصدر، ورحِـيبُ الجَوْفِ: واسِعُهما. وفلان رحِـيبُ الصَّدْر أَي واسع الصدر؛ وفي حديث ابن عوف، رضي اللّه عنه: قَلِّدوا أَمْرَكُم رَحْب الذِّراع أَي واسِعَ القُوَّةِ عند الشَّدائد. ورَحُبَت الدَّارُ وأَرْحَبَتْ بمعنى أَي اتَّسَعَتْ. وامرأَةٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ. والرَّحْبُ، بالفتح، والرَّحِـيبُ: الشيء الواسِعُ، تقول منه: بلد رَحْبٌ، وأَرضٌ رَحْبةٌ؛ الأَزهري: ذهب الفراء إِلى أَنه يقال بَلَدٌ رَحْبٌ، وبِلادٌ رَحْبةٌ، كما يقال بَلَدٌ سَهْلٌ، وبِلادٌ سَهْلة، وقد رَحُبَت تَرْحُبُ، ورَحُبَ يَرْحُبُ رُحْباً ورَحابةً، ورَحِـبَتْ رَحَباً؛ قال الأَزهري: وأَرْحَبَتْ، لغة بذلك المعنى. وقِدْرٌ رُحابٌ أَي واسِعةٌ. وقول اللّه، عز وجل: وضاقَتْ عليهم الأَرضُ بما رَحُبَتْ؛ أَي على رُحْبِها وسَعَتها. وفي حديث كَعْب بن مالك: فنحنُ، كما قال اللّه تعالى: وضاقَت عليهم الأَرضُ بما رَحُبَتْ. وأَرضٌ رَحِـيبةٌ: واسِعةٌ. ابن الأَعرابي: والرَّحْبةُ ما اتَّسع من الأَرض، وجمعُها رُحَبٌ، مثل قَرْيةٍ وقُرًى؛ قال الأَزهري: وهذا يجيء شاذاً في باب الناقص، فأَما السالم فما سمعت فَعْلةً جُمعت على فُعَلٍ؛ قال: وابن الأَعرابي ثقة، لا يقول إِلا ما قد سَمِعَه. وقولهم في تحية الوارد: أَهْلاً ومَرْحَباً أَيْ صادَفْتَ أَهْلاً ومَرْحَباً. وقالوا: مَرْحَبَك اللّهُ ومَسْهَلَكَ. وقولهم: مَرْحَباً وأَهْلاً أَي أَتَيْتَ سَعةً، وأَتَيْتَ أَهْلاً، فاسْتَـأْنِس ولا تَسْتَوْحِشْ. وقال الليث: معنى قول العرب مَرْحَباً: انزل في الرَّحْب والسَّعةِ، وأَقِمْ، فلَكَ عِندنا ذلك. وسئل الخليل عن نصب مَرْحَباً، فقال: فيه كَمِـينُ الفِعْل؛ أَراد: به انْزِلْ أَو أَقِمْ، فنُصِب بفعل مضمر، فلما عُرِف معناه المراد به، أُمِـيتَ الفِعلُ. قال الأَزهري، وقال غيره، في قولهم مَرْحَباً: أَتَيْتَ أَو لَقِـيتَ رُحْباً وسَعةً، لا ضِـيقاً؛ وكذلك إِذا قال: سَهْلاً، أَراد: نَزَلْت بلَداً سَهْلاً، لا حَزْناً غَلِـيظاً. شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: مَرْحَبَكَ اللّهُ ومَسْهَلَكَ ! ومَرْحَباً بك اللّهُ؛ ومَسْهَلاً بك اللّهُ ! وتقول العرب: لا مَرْحَباً بك ! أَي لا رَحُبَتْ عليك بلادُك! قال: وهي من المصادر التي تقع في الدُّعاءِ للرجل وعليه، نحو سَقْياً ورَعْياً، وجَدْعاً وعَقْراً؛ يريدون سَقاكَ اللّهُ ورَعاكَ اللّهُ؛ وقال الفراءُ: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ كأَنه وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِـيبِ. ورَحَّبَ بالرجل تَرْحِـيباً: قال له مَرْحَباً؛ ورَحَّبَ به دعاه إِلى الرَّحْبِ والسَّعَةِ. وفي الحديث: قال لِخُزَيمةَ بن حُكَيْمٍ: مَرْحَباً، أَي لَقِـيتَ رَحْباً وسَعةً؛ وقيل: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَباً؛ فجعلَ الـمَرْحَبَ موضع التَّرْحِـيب.ورَحَبةُ المسجِد والدارِ، بالتحريك: ساحَتُهما ومُتَّسَعُهما. قال سيبويه: رَحَبةٌ ورِحابٌ، <ص:415> كرَقَبةٍ ورِقابٍ، ورَحَبٌ ورَحَباتٌ. الأَزهري، قال الفراءُ: يقال للصَّحْراءِ بين أَفْنِـيَةِ القوم والـمَسْجِد: رَحْبةٌ ورَحَبةٌ؛ وسميت الرَّحَبةُ رَحَبةً، لسَعَتِها بما رَحُبَتْ أَي بما اتَّسَعَتْ. يقال: منزل رَحِـيبٌ ورَحْبٌ. ورِحابُ الوادِي: مَسايِلُ الماءِ من جانِـبَيْه فيه، واحدتها رَحَبةٌ. ورَحَبةُ الثُّمام: مُجْـتَمَعُه ومَنْبِتُه. ورَحائبُ التُّخوم: سَعةُ أَقْطارِ الأَرض. والرَّحَبةُ: مَوضِعُ العِنَبِ، بمنزلة الجَرينِ للتَّمر، وكلُّه من الاتساع. وقال أَبو حنيفة: الرَّحْبةُ والرَّحَبةُ، والتثقيل أَكثر: أَرض واسِعةٌ، مِنْباتٌ، مِحْلالٌ. وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيَّارٍ: أَرَحُبَكُم الدُّخولُ في طاعةِ ابن الكِرْمانِـي أَي أَوَسِعَكم، فعَدَّى فَعُلَ، وليست مُتَعدِّيةً عند النحويين، إِلا أَن أَبا علي الفارسي حكى أَن هذيلاً تعديها إِذا كانت قابلة للتعدّي بمعناها؛ كقوله: ولم تَبْصُرِ العَيْنُ فيها كِلابا قال في الصحاح:لم يجئْ في الصحيح فَعُلَ، بضم العين، متعدياً غير هذا. وأَمـَّا المعتل فقد اختلفوا فيه، قال الكسائي: أَصل قُلْتُه قَوُلْتُه، وقال سيبويه: لا يجوز ذلك، لأَنه لا يتعدّى، وليس كذلك طُلْته، أَلا ترى أَنك تقول طويل؟ الأَزهري، قال الليث: هذه كلمة شاذة على فَعُلَ مُجاوِزٌ، وفَعُلَ لا يكون مُجاوِزاً أَبداً. قال الأَزهري: لا يجوز رَحُبَكُم عند النحويين، ونصر ليس بحجة. والرُّحْبَـى، على بناءِ فُعْلَى: أَعْرَضُ ضِلَعٍ في الصدرِ، وإِنما يكون الناحِزُ في الرُّحْبَيَيْنِ، وهما مَرْجِعا الـمِرْفقين. والرُّحْبَيانِ:الضِّلَعانِ اللتان تَلِـيانِ الإِبْطَيْنِ في أَعْلَى الأَضْلاع؛ وقيل: هما مَرْجِعا الـمِرْفقين، واحدهما رُحْبَـى. وقيل: الرُّحْبـى ما بين مَغْرِز العُنق إِلى مُنْقَطَعِ الشَّراسِـيف؛ وقيل: هي ما بين ضِلَعَي أَصل العُنق إِلى مَرْجع الكَتِف. والرُّحْبـى: سِمةٌ تَسِمُ بها العرَبُ على جَنْبِ البَعِـير. والرُّحَيْباءُ من الفرس: أَعْلَى الكَشْحَيْنِ، وهما رُحَيْباوانِ. الأَزهري: الرُّحْبَـى مَنْبِضُ القَلْبِ من الدَّوابِّ والانسانِ أَي مكانُ نَبْض قلبه وخَفَقانِه. ورَحْبةُ مالك بن طَوْقٍ: مَدينةٌ أَحْدَثَها مالكٌ على شاطِـئِ الفُراتِ. ورُحابةُ: موضعٌ معروفٌ. ابن شميل: الرِّحابُ في الأَودية، الواحدة رحْبةٌ، وهي مواضع مُتَواطِئةٌ يَسْتَنْقِـعُ فيها الماءُ، وهي أَسْرَعُ الأَرض نباتاً، تكون عند مُنْتَهَى الوادِي، وفي وَسَطِه، وقد تكون في المكانِ الـمُشْرِف، يَسْتَنْقِـعُ فيها الماءُ، وما حَوْلَها مُشْرِفٌ عليها، وإِذا كانت في الأَرضِ الـمُسْتَوِيَةِ نزلَها الناسُ، وإِذا كانت في بطن الـمَسايِل لم يَنْزلْها الناسُ؛ فإِذا كانت في بطن الوادي، فهي أُقْنَةٌ أَي حُفْرةٌ تُمْسِكُ الماءَ، ليست بالقَعِـيرة جِدّاً، وسَعَتُها قَدْرُ غلْوةٍ، والناسُ يَنْزِلُون ناحيةً منها، ولا تكون الرِّحابُ في الرَّمل، وتكون في بطون الأَرضِ، وفي ظَواهِرِها. وبنُو رَحْبةَ: بَطْنٌ مِن حِمْيَر. وبنُو رَحَبٍ: بَطْن من هَمْدانَ. <ص:416> وأَرْحَبُ: قَبِـيلَةٌ من هَمْدانَ. وبنُو أَرْحَبَ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، إِليهم تُنْسَبُ النَّجائبُ الأَرْحَبِـيَّةُ. قال الكميت، شاهداً على القبيلة بني أَرْحَبَ. يَقُولونَ: لَمْ يُورَثْ، ولَوْلا تُراثُه، * لقد شَرِكَتْ فيه بَكِـيلٌ وأَرْحَبُ الليث: أَرْحَبُ حَيٌّ، أَو موضع يُنْسَبُ إِليه النَّجائبُ الأَرْحَبِـيَّةُ؛ قال الأَزهري: ويحتمل أَن يكون أَرْحَبُ فَحْلاً تُنْسَبُ إِليه النجائب، لأَنها من نَسْلِه. والرَّحِـيبُ: الأَكُولُ. ومَرْحَبٌ: اسم. ومَرْحَبٌ: فَرَسُ عبدِاللّه بن عَبْدٍ. والرُّحابةُ: أُطُمٌ بالمدينة؛ وقول النابغة الجعدي: وبعضُ الأَخِلاَّءِ، عِنْدَ البَلا * ءِ والرُّزْءِ، أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ وكيفَ تُواصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ * خَلالَـتُه كأَبِـي مَرْحَبِ؟ أَراد كخَلالَةِ أَبي مَرْحَبٍ، يَعْنِـي به الظِّلَّ. @ردب: الإِرْدَبُّ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهلِ مِصْر؛ قيل: يَضُمُّ أَربعةً وعشرين صاعاً؛ قال الأَخطل: قَوْمٌ، إِذا اسْتَنْبَحَ الأَضْيافُ كَلْـبَهُمُ، * قالوا لأُمـِّهِم: بُولي على النَّارِ! والخُبزُ كالعَنْبرِ الـهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ، * والقَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِينارِ! قال الأَصمعي وغيره: البَيْتُ الأَوَّل من هذين البَيْتَيْنِ أَهْجَى بيت قالته العَرَبُ، لأَنه جَمَع ضُرُوباً من الـهِجاءِ، لأَنه نَسَبَهم إِلى البُخْل، لكونهم يُطْفِئُون نارَهم مَخافةَ الضِّيفان، وكونِهم يَبْخَلُون بالماءِ فيُعَوِّضُونَ عنه البولَ، وكونِهم يَبْخَلُون بالـحَطَبِ فنارُهُمْ ضَعِـيفَةٌ يُطْفِئُها بَوْلَة، وكونِ تلكَ البَوْلَة بَوْلَة عَجُوزٍ، وهي أَقلُّ مِن بَوْلَةِ الشابة؛ ووصَفَهم بامْتِهانِ أُمـِّهم، وذلك لِلُؤْمِهِم، وأَنهم لا خَدَمَ لَهم. قال الشيخ أَبو محمد بن بري: قوله الإِرْدَبُّ مِكْيالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْر، ليس بصحيح، لأَنَّ الإِرْدَبَّ لا يُكال به، وإِنما يُكالُ بالوَيْبَةِ، والإِرْدَبُّ بها سِتُّ وَيْباتٍ. وفي الحديث: مَنَعَتِ العِراقُ دِرْهَمَها وقَفِـيزَها، ومَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّها، وعُدْتُم من حَيْثُ بَدَأْتُمْ. الأَزهري: الإِرْدَبُّ مِكْيالٌ معروف لأَهْلِ مِصْرَ، يقال إِنه يَـأْخُذُ أَرْبَعَةً وعِشرِينَ صاعاً مِن الطَّعامِ بصاعِ النبـيِّ، صلى اللّه عليه وسلم؛ والقَنْقَل: نِصفُ الإِرْدَبّ. قال: والإِرْدَبُّ أَربعةٌ وستُّون مَنّاً بـمَنِّ بَلَدِنا. ويقال للبالُوعةِ من الخَزَف الواسِعَةِ: إِرْدَبَّة؛ شُبِّهَتْ بالإِرْدَبِّ المكيالِ، وجمع الإِرْدَبِّ: أَرادِبُّ. والإِرْدَبُّ: القَناةُ التي يَجْري فيها الماءُ على وجهِ الأَرضِ. والإِرْدَبَّةُ: القِرْمِـيدَةُ. وفي الصحاح: الإِرْدَبَّة القِرْمِـيدُ، وهو الآجُرُّ الكبيرُ. @رزب: الـمِرْزَبَة والإِرْزَبَّة: عُصَيَّة من حديدٍ. والإِرْزَبَّة: التي يُكْسر بها الـمَدَرُ، فإِن قُلْتَها بالميم، خَفَّفْتَ الباءَ، وقُلْتَ الـمِرْزَبَة؛ وأَنشد الفراءُ: ضَرْبك بالـمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِرْ <ص:417> وفي حديث أَبي جهل: فإِذا رجلٌ أَسودُ يَضْرِبُه بِمِرْزَبةٍ. الـمِرْزَبة، بالتخفيفِ: الـمِطْرَقةُ الكبيرةُ التي تكون للحدَّادِ. وفي حديث الـمَلك: وبيدِه مِرْزَبَة. ويقال لها: الإِرْزَبَّة أَيضاً، بالهمز والتشديدِ. ورجلٌ إِرْزَبٌّ، ملحق بِجِرْدَحْلٍ: قصيرٌ غليظٌ شديدٌ. وفَرْجٌ إِرْزَبٌّ: ضَخْمٌ؛ وكذلك الرَّكَب؛ قال: إِنَّ لها لرَكَباً إِرْزَبَّا، * كأَنه جَبْهَةُ ذَرَّى حبَّا والإِرْزَبُّ: فَرْجُ المرأَةِ، عن كراع، جَعَلَه اسماً له. الجوهري: رَكَبٌ إِرْزَبٌّ أَي ضَخْمٌ؛ قال رؤْبة: كَزّ الـمُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ ورجل إِرْزَبٌّ: كبيرٌ. قال أَبو العباس: الإِرْزَبُّ العظيم الجسيمُ الأَحْمَق؛ وأَنشد الأَصمعي: كَزّ الـمُحَيَّا، أُنَّح، إِرْزَبّ والـمِرْزابُ: لغة في الميزابِ، وليست بالفصيحة، وأَنْكَرَه أَبو عبيد. والـمِرزابُ: السفينة العظيمة، والجمعُ المرازيبُ؛ قال جرير: يَنْهَسْنَ من كلِّ مَخْشِـيِّ الرَّدَى قُذُفٍ، * كما تَقاذَف، في اليَمِّ، الـمَرازيبُ الجوهري: المرازِيبُ السُّفُنُ الطِّوالُ. وأَما الـمَرازِبةُ من الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ، الواحِدُ مَرْزُبانٌ، بضم الزاي. وفي الحديث: أَتيتُ الـحِـيرَة فرأَيْتُهم يسْجُدون لـمَرْزُبانٍ لهم: هو، بضم الزاي، أَحَدُ مَرَازِبة الفُرْسِ، وهو الفارِسُ الشُّجاعُ، المقدّمُ على القَوْمِ دون الـمَلِك، وهو مُعَرَّب؛ ومنه قولهم للأَسَدِ: مَرْزُبان الزَّأْرَةِ، والأَصل فيه أَحَدُ مَرازِبة الفُرْسِ؛ قال أَوسُ بن حَجَر، في صفَةِ أَسَد: لَيْثٌ، عليه، من البَرْدِيِّ، هِبْرِيةٌ، * كالـمَرْزُبانيِّ، عَيَّالٌ بأَوْصالِ قال ابن بري: والـهِبْرِيةُ ما سَقَط عليه من أَطْرافِ البَرْدِيِّ؛ ويقال للـحَزازِ في الرأْس: هِبْرِية وإِبْرِية. والعَيَّالُ: الـمُتَبَخْتِرُ في مَشْيِـه، ومن رواه: عَيَّارٌ، بالراءِ، فمعناه: أَنه يَذْهَب بأَوْصالِ الرِّجالِ إِلى أَجَمَتِه؛ ومنه قولهم: ما أَدْرِي أَيُّ الرِّجالِ عارَه أَي ذَهَبَ به؛ والـمَشهورُ فيمن رواه: عَيَّالٌ، أَن يكون بعدَه بآصالِ، لأَن العَيَّال الـمُتَبَختر أَي يخرُج العَشِـيَّاتِ، وهي الأَصائلُ، متَبَخْتِراً؛ ومن رواه: عَيَّار، بالراءِ، قال الذي بعدَه بأَوْصالِ. والذي ذكره الجوهري عَيَّالٌ بأَوْصالِ، وليس كذلك في شعره، إِنما هو على ما قَدَّمنا ذِكره. قال الجوهري: ورواه المفَضَّل كالـمَزبراني، بتقديم الزاي، عَيّارٌ بأَوْصال، بالراءِ، ذهب إِلى زُبْرَةِ الأَسَد، فقال له الأَصْمَعي: يا عَجَباهْ ! الشيءُ يُشَبَّه بنفسِه، وإِنما هو الـمَرْزُبانيُّ؛ وتقول: فلانٌ على مَرْزَبة كذا، وله مَرْزَبة كذا، كما تقول: له دَهْقَنة كذا. ابن بري: حكي عن الأَصمعي أَنه يقال للرئيس من العجم مَرْزُبان ومَزْبُران، بالراءِ والزاي، قال: فعلى هذا يصحّ ما رواه الـمُفَضَّل. @رسب: الرُّسُوبُ: الذَّهابُ في الماءِ سُفْلاً. رَسَبَ(1) (1 قوله «رسب» في القاموس أنه على وزن صرد وسبب.) الشيءُ في الماءِ يَرْسُب رُسُوباً، ورَسُبَ: ذهَبَ سُفلاً. ورَسَبَتْ عَيْناه: غارَتَا. وفي حديث <ص:418>

الحسن يَصِفُ أَهلَ النار: إِذا طَفَتْ بهم النارُ، أَرْسَبَتْهُم الأَغْلالُ، أَي إِذا رَفَعَتْهم وأَظْهَرَتْهُم، حَطَّتْهم الأَغْلالُ بثِقَلِها إِلى أَسْفَلِها.

وسَيْفٌ رَسَبٌ ورَسُوبٌ: ماضٍ، يَغِـيبُ في الضَّريبةِ؛ قال الهذلي: أَبيض كالرَّجْعِ، رَسُوب، إِذا * ما ثاخَ في مُحْتَفَلٍ، يَخْتَلِـي وكان لرسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، سَيْفٌ يقال له رَسُوبٌ أَي يَمْضِـي في الضَّريبةِ ويَغِـيبُ فيها. وكان لخالد بن الوليد سَيْفٌ سَمَّاه مِرْسَباً، وفيه يقول: ضَرَبْتُ بالـمِرْسَبِ رأْسَ البِطْريقِ، * بصارِمٍ ذِي هَبَّةٍ فَتِـيقِ(1) (1 قوله: «ضربت بالمرسب رأس البطريق بصارم إلخ» أورد الصاغاني في التكملة بين هذين المشطورين ثالثاً وهو «علوت منه مجمع الفروق» ثم قال: وبين أضرب هذه المشاطير تعاد لأَن الضرب الأول مقطوع مذال والثاني والثالث مخنونان مقطوعان اهـ وفيه مع ذلك أن القافية في الأول مقيدة وفي الأخيرين مطلقة.) كأَنه آلةٌ للرُّسوبِ. وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: قُبِّحْت من سالِفةٍ، ومِن قَفا * عَبْدٍ، إِذا ما رَسَبَ القَوْمُ، طَفَا قال أَبو العباس: معناه أَن الـحُلَماءَ إِذا ما تَرَزَّنوا في مَحافِلِهِم، طَفا هو بجَهْلِه، أَي نَزَا بجَهْلِه. والـمَرَاسِبُ: الأَواسِـي. والرَّسوبُ: الحليم. وفي النوادر: الرَّوْسَبُ والرَّوْسَمُ: الداهِـيةُ. والرَّسُوب: الكَمَرة، كأَنها لِـمَغيبِها عند الجماعِ. وجَبَل راسِبٌ: ثابتٌ. وبَنُو راسبٍ: حيٌّ من العرب. قال: وفي العربِ حَيَّانِ يُنْسبان إِلى راسبٍ: حيّ في قُضاعة، وحيٌّ في الأَسْد الذين منهم عبداللّه بن وهب الراسبِـي. @رشب: التهذيبُ، أَبو عمرو: الـمَراشِبُ: جَعْوُ رُؤُوسِ الخُروسِ؛ والجَعْوُ: الطينُ، والخُرُوسُ: الدِّنانُ. @رضب: الرُّضابُ: ما يَرْضُبُه الإِنسانُ من رِيقِه كأَنه يَمْتَصُّه، وإِذا قَبَّل جاريَتَه رَضَبَ رِيقَها. وفي الحديث: كأَنـِّي أَنْظُر إِلى رُضابِ بُزاقِ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم. البُزاقُ: ما سالَ؛ والرُّضابُ منه: ما تَحَبَّبَ وانْتَشَر؛ يريد: كأَني أَنْظُر إِلى ما تحَبَّبَ وانْتَشَر من بُزَاقِه، حين تَفَلَ فيه. قال الهرويّ: وإِنما أَضاف في الحديث الرُّضابَ إِلى البُزاقِ، لأَن البُزاقَ من الريقِ ما سالَ. وقد رَضَبَ ريقَها يَرْضُبُه رَضْباً، وتَرَضَّبَه: رَشَفَه. والرُّضابُ: الريقُ؛ وقيل: الريقُ الـمَرْشُوف؛ وقيل: هو تَقَطُّع الريقِ في الفَمِ، وكثْرةُ ماءِ الأَسنانِ، فعُبِّر عنه بالـمَصْدرِ، قال: ولا أَدري كيف هذا؛ وقيل: هو قِطَعُ الريق، قال: ولا أَدري كيف هذا أَيضاً. والـمَراضِب: الأَرْياق العذبة. والرُّضَاب: قطَع الثلج والسُّكَّر والبَرَد، قاله عُمارة بن عَقِـيل. والرُّضَابُ: لُعَابُ العَسَل، وهو رَغْوته. ورُضَاب الـمِسْك: قِطَعه. والرُّضابُ: فُتاتُ الـمِسْكِ؛ قال: وإِذَا تَبْسِمُ، تُبْدِي حَبَباً، * كرُضابِ الـمِسْكِ بِالـمَاءِ الخَصِرْ ورُضابُ الفَمِ: ما تَقَطَّع من رِيقِه. ورُضابُ <ص:419> النَّدَى: ما تَقَطَّع منه على الشَّجَرِ. والرَّضْب: الفِعْل. وماءٌ رُضابٌ: عَذْبٌ؛ قال رُؤْبة: كالنَّحْلِ في الـمَاءِ الرُّضَابِ، العَذْبِ وقيل: الرُّضابُ هَهنا: البَرْدُ؛ وقوله: كالنَّحْلِ أَي كَعَسَلِ النَّحْل؛ ومثله قول كثير عزة: كاليَهُودِيِّ مِنْ نَطَاةَ الرِّقالِ أَراد: كنَخْلِ اليَهُوديّ؛ أَلا تَرى أَنه قد وَصَفَها بالرِّقَالِ، وهي الطِّوالُ من النَّخْلِ؟ ونَطَاةُ: خَيْبَر بعَيْنِها. ويقال لـحَبّ الثَّلْجِ: رُضَاب الثَّلْج وهو البَرَدُ. والرَّاضِبُ من الـمَطَرِ: السَّحُّ. قال حذيفة بن أَنس يصف ضبعاً في مغارة: خُنَاعَةُ ضَبْعٌ، دَمَّجَتْ في مَغارَةٍ، * وأَدْرَكَها، فِـيها، قِطارٌ ورَاضِبُ أَراد: ضَبُعاً، فأَسْكَن الباء؛ ومعنى دَمَّجَتْ، بالجيم: دَخَلَت، ورواه أَبو عمرو دَمَّحَتْ، بالحاءِ، أَي أَكَبَّتْ؛ وخُناعَة: أَبو قَبِـيلَة، وهو خُناعَةُ بنُ سَعْدِ بنِ هُذَيل بن مُدْرِكَة. وقد رَضَبَ الـمَطَر وأَرْضَب؛ قال رؤبة: كأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الإِرْضَابْ، * رَوَّى قِلاتاً، في ظِلالِ الأَلْصَابْ أَبو عمرو: رَضَبَتِ السَّماءُ وهَضَبَتْ. ومَطَرٌ راضِبٌ أَي هَاطِلٌ. والرَّاضِبُ: ضَرْبٌ من السِّدْرِ، واحدته رَاضِـبَة ورَضَبة، فإِنْ صَحَّت رَضَبَة، فَراضِبٌ في جَمِـيعِها اسمٌ للجمع. ورَضَبَتِ الشَّاةُ كرَبَضَت، قَلِـيلَةٌ. @رطب: الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ اليابسِ. والرَّطْبُ: النَّاعِمُ. رَطُبَ، بالضَّمِّ، يَرْطُب رُطوبَةً ورَطابَةً، ورَطِبَ فهو رَطْبٌ ورَطِـيبٌ، ورَطَّبْتُه أَنا تَرْطِـيباً. وجارِيَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة. وغلام رَطْبٌ: فيه لِـينُ النساءِ. ويقال للمرْأَةِ: يا رَطَابِ ! تُسَبُّ به. والرُّطُبُ: كلُّ عُودٍ رَطْبٍ، وهو جَمْعُ رَطْبٍ. وغُصنٌ رَطِـيبٌ، ورِيشٌ رَطِـيبٌ أَي ناعِمٌ. والـمَرْطُوبُ: صاحِبُ الرُّطُوبَةِ. وفي الحديث: مَن أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآن رَطْباً أَي لَيِّناً لا شِدَّةَ في صَوْتِ قَارِئِه. والرُّطْبُ والرُّطُبُ: الرِّعْيُ الأَخْضَرُ من بُقُولِ الرَّبِـيعِ؛ وفي التهذيب: من البَقْلِ والشجر، وهو اسْمٌ للجِنْسِ. والرُّطْبُ، بالضمِّ، ساكِنَةَ الطاءِ: الكَـلأُ؛ ومنه قول ذي الرمة: حَتى إِذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ، * بأَجـَّةٍ، نَشَّ عَنْها الـمَاءُ والرُّطْبُ وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَراد: هَيْجَ كُلِّ عُودٍ رَطْبٍ، والرُّطْبُ: جَمعُ رَطْبٍ؛ أَراد: ذَوَى كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ فَهاجَ. وقال أَبو حنيفة: الرُّطْب جماعة العُشْبِ الرَّطْبِ. وأَرْضٌ مُرْطِـبةٌ أَي مُعْشِـبَةٌ، كَثِـيرةُ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ. والرَّطْبة: رَوْضَة الفِصْفِصَة ما دامَتْ خَضْراءَ؛ وقيل: هي الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، وجمعُها رِطابٌ. <ص:420> ورَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً. وفي الصحاح: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، ما دامَ طَرِيّاً رَطْباً؛ تقول منه: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً ورُطوباً، عن أَبي عبيد. وفي الحديث: أَنَّ امرَأَةً قالت: يا رسولَ اللّه، إِنَّا كَلٌّ على آبائِنَا وأَبْنائِنَا، فما يَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَـأْكُلْنَه وتُهْدِينَه؛ أَراد: مَا لا يُدَّخَر،ولا يَبْقَى كالفواكهِ والبُقول؛ وإِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ خَطْبَه أَيْسَر، والفسادَ إِليه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ ولم يُؤْكَلْ، هَلَك ورُمِـيَ، بخلافِ اليابس إِذا رُفِـعَ وادُّخِرَ، فَوَقَعَتِ الـمُسامَحة في ذلك بتركِ الاسْتِئْذانِ، وأَن يجري على العادةِ الـمُسْتحسَنةِ فيه؛ قال: وهذا فيما بين الآباءِ والأُمـَّهاتِ والأَبناءِ، دون الأَزواجِ والزَّوجاتِ، فليس لأَحدِهما أَن يَفعل شيئاً إِلاَّ بإِذنِ صاحبِه. والرُّطَبُ: نَضِـيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قال سيبويه: ليس رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، واحد اللفظ مُذَكَّر؛ يقولون: هذا الرُّطَب، ولو كان تَكْسيراً لأَنـَّثوا. وقال أَبو حنيفة: الرُّطَبُ البُسْرُ إِذا انهَضَم فَلانَ وحَـَلا؛ وفي الصحاح: الرُّطَبُ من التمر معروفٌ، الواحدة رُطَبة، وجمع الرُّطَبِ أَرْطابٌ ورِطابٌ أَيضاً، مثلُ رُبَعٍ ورِباعٍ، وجمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ.ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ ورَطَّبَ وأَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه.وتَمرٌ رَطِـيبٌ: مُرْطِبٌ. وأَرْطَبَ البُسْر: صار رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النخلة، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم وصار ما عليه رُطَباً. ورَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عمرو: إِذا بلَغ الرُّطَب اليَبِـيس، فوُضِـعَ في الجِرارِ، وصُبَّ عليه الماءُ، فذلك الرَّبيطُ؛ فإِنْ صُبَّ عليه الدِّبْسُ، فهو الـمُصَقَّر. ابن الأَعرابي: يقال للرَّطْبِ: رَطِبَ يَرْطَبُ، ورَطُبَ يَرْطُبُ رُطُوبة؛ ورَطَّبَتِ البُسرة وأَرْطَبَت، فهي مُرَطِّبةٌ ومُرْطِـبة. والرَّطْبُ: الـمُبْتَلُّ بالماءِ. ورَطَّبَ الثوْبَ وَغيرَه وأَرْطَبَه كِلاهما: بَلَّه؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِـيب، بدُوره * أَرْطَى، يَعُوذُ به، إِذا مَا يُرطَبُ @رعب: الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ. رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْباً ورُعُباً، فهو مَرْعُوبٌ ورَعِـيبٌ: أَفْزَعَه؛ ولا تَقُلْ: أَرْعَبَه ورَعَّبَه تَرْعِـيباً وتَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، وارْتَعَبَ فهو مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ. وفي الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ؛ كان أَعداءُ النبـيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، قد أَوْقَعَ اللّهُ في قلوبِهمُ الخَوْفَ منه، فإِذا كان بينَه وبينَهم مَسِـيرَةُ شَهْرٍ، هابُوه وفَزِعُوا منه؛ وفي حديث الخَنْدَق: إِنَّ الأُولى رَعَّبُوا عَلَيْنا قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، بالعين المهملة، ويروى بالغين المعجمة، والمشهورُ بَغَوْا من البَغْيِ، قال: وقد تكرر الرُّعْب في الحديث.والتِّرْعابةُ: الفَرُوقة من كلِّ شيءٍ. والـمَرْعَبة: القَفْرة الـمُخِـيفة، وأَن يَثِب الرجُلُ فيَقْعُدَ بجَنْبِـكَ، وأَنتَ عنه غافِلٌ، فتَفْزَعَ. <ص:421> ورَعَبَ الـحَوْضَ يَرْعَبُه رَعْباً: مَلأَه. ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ يَرْعَبُه: مَلأَه، وهُو منه. وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْـَلأُ الوادِيَ؛ قال مُلَيْحُ بنُ الـحَكَم الـهُذَلي: بِذِي هَيْدَبٍ، أَيْمَا الرُّبى تحتَ وَدْقِه، * فتَرْوى، وأَيْمَا كلُّ وادٍ فيَرْعَبُ ورَعَبَ: فِعْلٌ مُتَعَدٍّ، وغيرُ متعدٍّ؛ تقول: رَعَبَ الوادي، فهو راعِبٌ إِذا امْتَلأَ بالماءِ؛ ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ: إِذا مَـَلأَهُ، مِثْلُ قَولِهم: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه، فمن رواه: فيَرْعَبُ، بضم لام كلّ، وفتح ياءِ يَرْعَب، فمعناه فيَمْتَلِـئُ؛ ومن رَوَى: فيُرْعَب، بضم الياء، فمعناه فيُمْلأُ؛ وقد رُوِيَ بنصب كلٍّ، على أَن يكونَ مفعولاً مقدَّماً لِـيَرْعَبُ، كقولك أَمـَّا زيداً فضَرَبْت، وكذلك أَمـّا كلّ وادٍ فيَرْعَب؛ وفي يَرْعَبُ ضميرُ السَّيْلِ والمطَرِ، وروي فيُرْوِي، بضم الياءِ وكسر الواو، بدل قوله فتَرْوَى، فالرُّبى على هذه الرواية في موضع نصب بيُرْوِي، وفي يُرْوي ضميرُ السَّيْل أَو المطَر، ومَن رواه فتَرْوَى رَفَع الرُّبى بالابتداءِ وتَرْوَى خَبره. والرَّعِـيبُ: الذي يَقْطُر دَسَماً. ورَعَّبَتِ الحمامةُ: رَفَعَت هَديلَها وشَدَّتْه. والرَّاعِـبـيُّ: جِنْسٌ من الـحَمَامِ. وحَمامةٌ راعِـبِـيَّة: تُرَعِّبُ في صَوْتِها تَرْعِـيباً، وهو شِدّة الصوت، جاءَ على لفظِ النَّسَب، وليس به؛ وقيلَ: هو نَسَبٌ إِلى موضِـعٍ، لا أَعرِفُ صِـيغة اسمِه. وتقول: إِنه لشَدِيدُ الرَّعْبِ؛ قال رؤبة: ولا أُجِـيبُ الرَّعْبَ إِن دُعِـيتُ ويُرْوى إِنْ رُقِـيتُ. أَراد بالرَّعْب: الوعيد؛ إِن رُقِـيتُ، أَي خُدِعْتُ بالوعيدِ، لمْ أَنْقَدْ ولم أَخَفْ. والسَّنامُ الـمُرَعَّبُ: الـمُقَطَّع. ورَعَب السَّنامَ وغيرَهُ، يَرْعَبُه، ورَعَّبَه: قَطَعَه. والتِّرعِـيبةُ، بالكسر: القِطْعَةُ منه، والجمعُ تِرْعِـيبٌ؛ وقيل: التِّرْعِـيبُ السنامُ الـمُقَطَّع شَطَائِبَ مُسْتَطِـيلَةً، وهو اسمٌ لا مَصدر. وحكى سيبويه: التِّرْعِـيبَ في التَّرعِـيبِ، على الإِتباعِ، ولم يَحْفِلْ بالساكِنِ لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِـينٍ. وسَنامٌ رَعِـيبٌ أَي مُمْـتَلِـئٌ سَمِـينٌ. وقال شمر: تَرْعِـيبُه ارتِجاجُه وسِمَنُه وغِلَظُه، كأَنه يَرْتَجُّ من سِمَنِه. والرُّعْبُوبَة: كالتِّرْعِـيبةِ، ويقال: أَطْعَمَنا رُعْبُوبةً من سَنامٍ عندَه، وهو الرُّعْبَبُ. وجاريةٌ رُعْبوبةٌ ورُعْبوبٌ ورِعْبيبٌ: شَطْبة تارَّةٌ، الأَخيرة عن السيرافي من هذا، والجمع الرَّعابِـيبُ؛ قال حُمَيْد: رَعابِـيبُ بِـيضٌ، لا قِصارٌ زَعانِفٌ، * ولا قَمِعات، حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ أَي لا تَسْتَحْسِنُها إِذا بَعُدَتْ عَنْك، وإِنما تَسْتَحْسِنُها عند التأَمـُّلِ لدَمامَة قامتِها؛ وقيل: هي البيضاءُ الـحَسَنةُ، الرَّطْبة الـحُلْوة؛ وقيل: هي البيضاءُ فقط؛ وأَنشد الليث: ثُمَّ ظَلِلْنا في شِواءٍ، رُعْبَبُه * مُلَهْوَجٌ، مِثل الكُشَى نُكَشِّبُهْ وقال اللحياني: هي البيضاءُ الناعمة. ويقال لأَصلِ الطلعة: رُعْبوبة أَيضاً. والرُّعْبُوبة: الطويلة، عن ابن الأَعرابي. وناقة رُعْبوبة ورُعْبوبٌ: خفيفة <ص:422>

طَيَّاشة؛ قال عبيد بن الأَبرص:

إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قلت: نَعامَةٌ، * وإِن زُجِرَتْ، يوماً، فلَيْسَتْ برُعْبُوبِ والرُّعْبوبُ: الضعِـيفُ الجبان. والرَّعْب: رُقْيةٌ من السِّحْر، رَعَبَ الرَّاقي يَرْعَب رَعْباً. ورجلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ من ذلك. والأَرْعَبُ: القَصِـيرُ، وهو الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُه رُعُبٌ ورُعْبٌ؛ قالت امرأَة: إِني لأَهْوَى الأَطْوَلِـين الغُلْبَا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّبِـينَ الرُّعْبا والرَّعْباءُ: موضِعٌ، وليس بثَبَتٍ. @رغب: الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ، والرُّغْبَـى والرَّغْبَـى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة. وفي حديث الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قال ابن الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، ولو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، ولكن لـمَّا جمَعَهُما في النظم، حَمَل أَحدَهما على الآخَرِ؛ كقول الراجز: وزَجَّجْنَ الـحَواجِبَ والعُيونا وقول الآخر: مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خيراً، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ وراهِبٌ؛ يعني: انَّ قولَكم لِـي هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فيما عندي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وقيل: أَراد إِنَّنِـي راغِبٌ فيما عندَ اللّه، وراهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من الوصف والإِطْراءِ. ورجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ. وقد رَغِبَ إِليه ورَغَّـبَه هو، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: إِذا مالَتِ الدُّنْيا على الـمَرْءِ رَغَّـبَتْ * إِليه، ومالَ الناسُ حيثُ يَمِـيلُ وفي الحديث أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بكر، رضي اللّه عنهما، قالت: أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً في العَهْدِ الذي كان بين رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وبينَ قريشٍ، وهي كافِرة، فسأَلَتْنِـي، فسأَلتُ النبـيَّ، صلى اللّه عليه وسلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم. قال الأَزهري: قولُها أَتَتْنِـي أُمـِّي راغِـبةً، أَي طائعة، تَسْـأَلُ شيئاً. يقال: رَغِـبْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا أَي سأَلتُه إِيَّاه. ورُوِي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: كيفَ أَنتُم إِذا مَرِجَ الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّـؤال وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الـحِرْصُ على الجَمْع، مع مَنْعِ الـحَقِّ. رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه. والرَّغْبة: السُّـؤالُ والطَّمَع. وأَرْغَبَنِـي في الشَّيءِ ورغَّبَنِـي، بمعنًى. ورَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بنُ جُؤَيَّة: لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هو غَزْوَتي، * وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ والرَّغِـيبةُ من العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ: لا تَغْضَبَنَّ على امْرِئٍ في ماله، * وعلى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ <ص:423> ومَتى تُصِـبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى، * وإِلى الَّذي يُعْطِـي الرَّغائبَ، فارْغَبِ ويقال: إِنه لَـوَهُوبٌ لكلِّ رَغِـيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فيه. والـمَراغِبُ: الأَطْماعُ. والـمَراغِبُ: الـمُضْطَرَباتُ للـمَعاشِ. ودَعا اللّهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عن ابن الأَعرابي. وفي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً؛ قال: ويجوز رُغْباً ورُهْباً؛ قال: ولا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، ونُصِـبَا على أَنهما مفعولٌ لهما؛ ويجوز فيهما المصدر. ورَغِبَ في الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَـى، على قياس سَكْرَى، ورَغَباً بالتحريك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فيه مثلُه. وتقول: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ. وقال يعقوب: الرُغْبَـى والرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ. وفي الحديث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان يَزِيدُ في تَلْبِـبتِه: والرُّغْبَـى إِليكَ والعَمَل. وفي رواية: والرَّغْباءُ بالمدّ، وهما من الرَّغْبة، كالنُّعْمى والنَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زيد: يقال للبَخِـيل يُعْطِـي من غيرِ طَبْعِ جُودٍ، ولا سَجِـيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ لك، وأَحْرى أَنْ يُعْطِـيَكَ عليه من حُبّه لك. قال ومثَلُ العامَّة في هذا: فَرَقٌ خيرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهيثم: يقول لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ من أَن يُرْغَبَ فيكَ. قال: وفعلتُ ذلك رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك. قال ويقال: الرُّغْبَى إِلى اللّه تعالى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ منك الرُّغْبَـى أَي الرَّغْبة الكَثيرة. وفي حديث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفجر، فإِنَّ فيهما الرَّغائِبَ؛ قال الكلابي: الرَّغائِبُ ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ العظيمِ، يقال: رَغيبة ورَغائِب؛ وقال غيره: هي ما يَرْغَبُ فيه ذو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكثير؛ ومن ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ الـمَرْغوبُ فيه. ورَغِبَ عن الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فيه ولم يُرِدْهُ. ورَغِبَ بنفسه عنه: رأَى لنفسِه عليه فضلاً. وفي الحديث: إِني لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ. يقال: رَغِـبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إِذا كَرِهْتَه له، وزَهِدتَ له فيه.والرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، وشدة النَّهْمة والشَّرَهِ. وفي الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ ومعناه الشَّرَه والنَّهْمة، والـحِرْصُ على الدنيا، والتَّبَقُّرُ فيها؛ وقيل: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الكثير. وقد رَغُبَ، بالضم، رُغْباً ورُغُباً، فهو رغيب. التهذيب: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ الأَكلِ؛ وفي حديث مازنٍ: وكنت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بالزاي، يعني الجماع؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر. والرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّـيِّنة. وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، ولا تَسيلُ إِلاّ من مَطَرٍ كثير؛ وقيل: هي اللينة الواسعة، الدَّمِثةُ. وقد رَغُبَتْ رُغْباً. والرَّغيب: الواسع الجوفِ. ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إِذا كان أَكُولاً. وقد رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يقال: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ. وقال أَبو حنيفة: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثير الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ. وقد <ص:424>

رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً. ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. وطريق رَغِبٌ: كذلك، والجمع رُغُبٌ؛ قال الحطيئة:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جَعَلَتْ * أَيْدي الـمَطِـيِّ به عاديَّـةً رُغُبا ويُروى رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، وهي الطريقُ التي بها آثارٌ. وتراغَبَ المكانُ إِذا اتَّسَع، فهو مُتَراغبٌ. وحِمْلٌ رَغِـيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِـيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جُؤَيَّة: تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْلٍ، * على ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِـيلُ وفَرَسٌ رَغِـيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه، والجمعُ رِغَابٌ. وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِـيرَةٌ؛ قال لبيد: ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنـَّها * اشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَجادِلُ وفي الحديث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثير: هي الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِـيبِ، وهو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وواد رَغيبٌ. وفي حديث حُذَيْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَـةً رَغيبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك أَي ظَعْنَـةً واسعةً كثيرةً؛ قال الحربي: هو إِن شاء اللّه تَسْيِـير أَبي بكر الناسَ إِلى الشام، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِـيرُ عمر إِيَّاهم إِلى العراق، وفتْحُها بهم. وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِـيبٌ، وبَطْنٌ رَغِـيبٌ. وفي حديث الحجاج لـمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بن جبير: ائتُوني بسيفٍ رَغِـيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ في ضَرْبَتِه كثيراً من الـمَضْرِب. ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَوامِهِ * سَوامُ أَخٍ، داني القَرابةِ، مُرْغِبِ شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، له مالٌ كثيرٌ رَغِـيبٌ. والرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التي تحتَ الشِّسْع. وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء. ورَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَيّر عزة: إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، في يومِ وِرْدِها، * قَلُوصِـي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَلَّدَا والـمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة. ومَرْغابِـينُ: موضعٌ، وفي التهذيب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة. @رقب: في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِـيلٌ بمعنى فاعل. وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم. وفي الحديث: ما مِن نَبـيٍّ إِلاَّ أُعْطِـيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه. والرَّقيبُ: الـحَفِـيظُ. ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه. والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ. وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي. والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ. <ص:425> ورَقِـيبُ الجَيْشِ: طَلِـيعَتُهم. ورَقِـيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عَشِـيرتِه. والرَّقِـيبُ: الـمُنْتَظِرُ. وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا. والـمَرْقَبُ والـمَرْقَبةُ: الموضعُ الـمُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِـيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِـيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ.وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال: بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ مَعْزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض. شمر: الـمَرْقَبة هي الـمَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ. وقال أَبو عمرو: الـمَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، * أُقَلِّبُ طَرْفي في فَضاءِ عَريضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الـحُوتِ يَصِفُ رَفِـيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِـيلِ كحِرْصِ الـحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه، حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ. والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ. ورَقِـيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم. والرَّقِـيبُ: الحارِسُ الحافِظُ. والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا. والرَّقِـيبُ: الـمُوَكَّل بالضَّريبِ. ورَقِـيبُ القِداحِ: الأَمِـينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو أَمِـينُ أَصحابِ الـمَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير: لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، * مكانَ الرَّقِـيبِ من الياسِرِينا وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الـحُرْضَة في الـمَيْسِرِ، ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِـيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ الـمَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَـمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّـ * ـرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباءَ إِن لم يَفُزْ. وفي حديث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهْمُ اللّهِ ذي الرَّقِـيبِ؛ الرَّقِـيبُ: الثالِثُ من سِهام الميسر. والرَّقِـيبُ: النَّجْمُ الذي في الـمَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ. ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِـيبٌ لِصاحِـبِه، كُـلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِـيبُها الإِكلِـيلُ إِذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غَابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا. ورَقِـيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِـيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِـيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء: أَحَقّاً، عبادَ اللّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِـياً * بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِـيبُها؟ وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ. ويقال: إِنَّ رَقِـيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِـيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِـيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ <ص:426>

حتى يَغِـيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِـيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِـبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِـيبُ الـهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِـيبُ الـهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِـيبُ الذِّرَاعِ. وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِـيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِـيهاً برَقِـيبِ الـمَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب:

فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابـئِ الضُّـ * ـرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ. والرَّقِـيب: نَجْمٌ من نُجومِ الـمَطَرِ، يُراقبُ نَجْماً آخَر. وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه. وابنُ الرَّقِـيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقانِ بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه. والرُّقْبى: أَن يُعْطِـيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيـُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من الـمُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه. وقيل: الرُّقْبَـى: أَن تَجْعَلَ الـمَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه. وقد أَرْقَبه الرُّقْبَـى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَـى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ. وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِـي، فهي لِـي؛ والاسمُ الرُّقْبى. وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَـى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِـبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حَجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَـى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِـي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَـى من الـمُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِـبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِـئك عن الـمُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِـبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِـعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِـيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من الـمُراقَبَةِ. والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِـيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِـبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الـهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ. ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ. ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكميت: كان السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، * تلك الـمَكارِمُ لم يُورَثْنَ عن رِقَبِ أَي وَرِثَها عن دُنًى فدُنًى من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وَراءُ. <ص:427> والـمُراقَبَة، في عَرُوضِ الـمُضارِعِ والـمُقْتَضَبِ، أَن يكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِـيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِـيلُن، لا يثبت مع آخِر السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِـيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ الـمُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن الـمُتراقِـبانِ، وإِنما هو من الـمُراقَبَة الـمُتَقَدّمة الذِّكْر، والـمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها الـمُتعاقِـبانِ. التهذيب، الليث: الـمُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِـيعاً، وهو في مَفَاعِيلُن التي للـمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِـيلُ أَو مَفاعِلُنْ. والرَّقِـيبُ: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي التهذيب: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِـيباتٌ. والرَّقِـيب والرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه. والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ، وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرْقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هي. والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمـِّنا، * ولا كَأَبِـينا عاشَ، وهو رَقُوبُ وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يَبْقى لَه وَلَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً. قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ * بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِـيفُ قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فَجَعَلها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ الـمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير: الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إِذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً، لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما الـمَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ. والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: <ص:428> تَرِدْ بنا، في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ * منها، عِرَضْناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّ، على الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، * مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً. وهو أَرْقَب: بَيِّنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ. والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ الـمَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ. ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِـيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الـحُرَّة. وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِـيَّة. والـمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِـخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاَّ على القياسِ. ورَقَبَه: طَرَحَ الـحَبْلَ في رَقَبَتِه. والرَّقَبةُ: المملوك. وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً. وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله تعالى في آية الصدقات: والـمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم الـمُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ. وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ الـمُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِـيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِـيهم. الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه. وفي الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه. وفي حديث ابنِ سِـيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً. وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب الـمُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ. وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الـحَمْلَ عليها. وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة. والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب. وفي حديث عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِـيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر. @ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة، بالكسر، والرَّكْبة مرَّةٌ واحدةٌ. وكلُّ ما عُلِـيَ فقد رُكِبَ وارْتُكِبَ. والرِّكْبَةُ، بالكسر: ضَرْبٌ من الرُّكوبِ، يقال: هو حَسَنُ الرِّكْبَةِ. ورَكِبَ فلانٌ فُلاناً بأَمْرٍ، وارْتَكَبَه، وكلُّ شيءٍ عَلا شيئاً: فقد رَكِبَه؛ ورَكِبَه الدَّيْنُ، ورَكِبَ الـهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مثلاً بذلك. ورَكِب منه أَمْراً قبيحاً، وارْتَكَبَه، وكذلك رَكِب الذَّنْبَ، وارْتَكَبَه، كلُّه على الـمَثَل. <ص:429> وارْتِكابُ الذُّنوب: إِتْيانُها. وقال بعضُهم: الراكِبُ للبَعِـير خاصة، والجمع رُكَّابٌ، ورُكْبانٌ، ورُكُوبٌ. ورجلٌ رَكُوبٌ ورَكَّابٌ، الأُولى عن ثَعْلَب: كثيرُ الرُّكوبِ، والأُنْثَى رَكَّابة. قال ابن السكيت وغيره: تقول: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بعيرٍ خاصَّة، فإِذا كان الراكبُ على حافِرِ فَرَسٍ أَو حِمارٍ أَو بَغْلٍ، قلت: مَرَّ بنا فارِسٌ على حِمارٍ، ومَرَّ بنا فارسٌ على بغلٍ؛ وقال عُمارة: لا أَقولُ لصاحِبِ الـحِمارِ فارسٌ، ولكن أَقولُ حَمَّارٌ. قال ابن بري: قولُ ابنِ السّكيت: مَرَّ بنا راكبٌ، إِذا كان على بَعيرٍ خاصَّة، إِنما يُريدُ إِذا لم تُضِفْه، فإِن أَضَفْتَه، جاز أَن يكونَ للبعيرِ والـحِمارِ والفرسِ والبغلِ، ونحو ذلك؛ فتقول: هذا راكِبُ جَمَلٍ، وراكِبُ فَرَسٍ، وراكِبُ حِمارٍ، فإِن أَتَيْتَ بجَمْعٍ يَخْتَصُّ بالإِبِلِ، لم تُضِفْه، كقولك رَكْبٌ ورُكْبان، لا تَقُلْ: رَكْبُ إِبل، ولا رُكْبانُ إِبل، لأَن الرَّكْبَ والرُّكْبانَ لا يكون إِلا لِرُكَّابِ الإِبِلِ. غيره: وأَما الرُّكَّاب فيجوز إِضافتُه إِلى الخَيْلِ والإِبِلِ وغيرِهما، كقولك: هؤُلاءِ رُكَّابُ خَيْلٍ، ورُكَّابُ إِبِل، بخلافِ الرَّكْبِ والرُّكْبانِ. قال: وأَما قولُ عُمارَة: إِني لا أَقول لراكبِ الـحِمارِ فارِسٌ؛ فهو الظاهر، لأَن الفارِسَ فاعلٌ مأْخوذٌ من الفَرَس، ومعناه صاحبُ فَرَسٍ، مثلُ قَوْلِهِم: لابِنٌ، وتامِرٌ، ودارِعٌ، وسائِفٌ، ورامِحٌ إِذا كان صاحبَ هذه الأَشْياءِ؛ وعلى هذا قال العنبري: فَلَيْتَ لِـي بهم قَوْماً، إِذا رَكِبُوا، * شَنُّوا الإِغارَةَ: فُرْساناً ورُكْبانا فجَعَلَ الفُرْسانَ أَصحابَ الخَيْلِ، والرُّكْبانَ أَصحابَ الإِبِلِ، والرُّكْبانُ الجَماعة منهم. قال: والرَّكْبُ رُكْبانُ الإِبِلِ، اسم للجمع؛ قال: وليس بتكسيرِ راكِبٍ. والرَّكْبُ: أَصحابُ الإِبِلِ في السَّفَر دُونَ الدَّوابِّ؛ وقال الأَخفش: هو جَمْعٌ وهُم العَشَرة فما فوقَهُم، وأُرى أَن الرَّكْبَ قد يكونُ للخَيْل والإِبِلِ. قال السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَة، وكان فرَسُه قد عَطِبَ أَوْ عُقِرَ: وما يُدْرِيكَ ما فَقْرِي إِلَيْه، * إِذا ما الرَّكْبُ، في نَهْبٍ، أَغاروا وفي التنزيل العزيز: والرَّكْبُ أَسْفَلَ منكُم؛ فقد يجوز أَن يكونوا رَكْبَ خَيْلٍ، وأَن يكونوا رَكْبَ إِبِلٍ، وقد يجوزُ أَن يكونَ الجيشُ منهما جميعاً. وفي الحديث: بَشِّرْ رَكِـيبَ السُّعاةِ، بِقِطْعٍ من جهنم مِثْلِ قُورِ حِسْمَى. الرَّكِـيبُ، بوزن القَتِـيلِ: الراكِبُ، كالضَّريبِ والصريم للضارِبِ والصارِم. وفلانٌ رَكِـيبُ فلانٍ: للذي يَرْكَبُ معه، وأَراد برَكِـيبِ السُّعاةِ مَنْ يَرْكَبُ عُمَّال الزكاة بالرَّفْعِ عليهم، ويَسْتَخِـينُهم، ويَكْتُبُ عليهم أَكثَر مما قبَضُوا، ويَنْسُب إِليهم الظُّلْمَ في الأَخْذِ. قال: ويجوزُ أَن يُرادَ مَنْ يَركَبُ منهم الناسَ بالظُّلْم والغَشْم، أَو مَنْ يَصْحَبُ عُمَّال الجَور، يعني أَن هذا الوَعِـيدَ لمن صَحِـبَهم، فما الظَّنُّ بالعُمَّالِ أَنفسِهم. وفي الحديث: سَيَأْتِـيكُمْ رُكَيْبٌ مُبْغَضُون، فإِذا جاؤُوكُم فرَحِّبُوا بهم؛ يريدُ عُمَّال الزكاة، وجَعَلَهم مُبْغَضِـينَ، لِـما في نُفوسِ أَربابِ الأَمْوالِ من حُبِّها وكَراهَةِ فِراقِها. <ص:430>

والرُّكَيْبُ: تصغيرُ رَكْبٍ؛ والرَّكْبُ: اسمٌ من أَسماءِ الجَمْعِ كنَفَرٍ ورَهْطٍ؛ قال: ولهذا صَغَّرَه على لفظِه؛ وقيل: هو جمعُ راكِبٍ، كصاحِبٍ، وصَحْبٍ؛ قال: ولو كان كذلك لقال في تصغيره: رُوَيْكِـبُونَ، كما يقال: صُوَيْحِـبُونَ.

قال: والرَّكْبُ في الأَصْلِ، هو راكبُ الإِبِل خاصَّة، ثم اتُّسِـعَ، فأُطْلِقَ على كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقولُ عليٍّ، رضي اللّه عنه: ما كان مَعَنا يومئذٍ فَرَسٌ إِلا فَرَسٌ عليه الـمِقْدادُ بنُ الأَسْوَدِ، يُصَحِّحُ أَن الرَّكْبَ ههنا رُكّابُ الإِبِلِ، والجمعُ أَرْكُبٌ ورُكوبٌ.والرَّكَبةُ، بالتحريك: أَقَلُّ من الرَّكْبِ. والأُرْكُوبُ: أَكثرُ من الرَّكْبِ. قال أَنشده ابن جني: أَعْلَقْت بالذِّئب حَبْلاً، ثم قلت له: * إِلْـحَقْ بأَهْلِكَ، واسْلَمْ أَيـُّها الذِّيبُ أَما تقولُ به شاةٌ فيأْكُلُها، * أَو أَن تَبِـيعَهَ في بعضِ الأَراكِـيب أَرادَ تَبِـيعَها، فحَذف الأَلف تَشْبِـيهاً لها بالياءِ والواو، لِـما بينَهما وبينها من النِّسْبة، وهذا شاذٌّ. والرِّكابُ: الإِبلُ التي يُسار عليها، واحِدَتُها راحِلَةٌ، ولا واحِدَ لها من لَفْظِها، وجمعها رُكُبٌ، بضم الكاف، مثل كُتُبٍ؛ وفي حديث النبـيّ، صلى اللّه عليه وسلم: إِذا سافرْتُم في الخِصْب فأَعْطُوا الرِّكابَ أَسِنَّـتَها أَي أَمْكِنُوها من الـمَرْعَى؛ وأَورد الأَزهري هذا الحديث: فأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَها. قال أَبو عبيد: الرُّكُبُ جمعُ الرِّكابِ(1) (1 قوله «قال أبو عبيد الركب جمع إلخ» هي بعض عبارة التهذيب وأصلها الركب جمع الركاب والركاب الإبل التي يسار عليها ثم تجمع إلخ.)، ثم يُجمَع الرِّكابُ رُكُباً؛ وقال ابن الأَعرابي: الرُّكُبُ لا يكونُ جمعَ رِكابٍ. وقال غيره: بعيرٌ رَكُوبٌ وجمعه رُكُب، ويُجْمع الرِّكابُ رَكائبَ. ابن الأَعرابي: راكِبٌ ورِكابٌ، وهو نادر(2) (2 وقول اللسان بعد ابن الأعرابي راكب وركاب وهو نادر هذه أيضاً عبارة التهذيب أوردها عند الكلام على الراكب للإبل وان الركب جمع له أو اسم جمع.). ابن الأَثير: الرُّكُبُ جمعُ رِكابٍ، وهي الرَّواحِلُ من الإِبِلِ؛ وقيل: جمعُ رَكُوبٍ، وهو ما يُركَبُ من كلِّ دابَّةٍ، فَعُولٌ بمعنى مَفْعولٍ. قال: والرَّكُوبة أَخَصُّ منه. وزَيْتٌ رِكابيٌّ أَي يُحمل على ظُهورِ الإِبِل من الشَّامِ. والرِّكابُ للسَّرْجِ: كالغَرْزِ للرَّحْلِ، والجمع رُكُبٌ. والـمُرَكَّبُ: الذي يَسْتَعِيرُ فَرَساً يَغْزُو عليه، فيكون نِصْفُ الغَنِـيمَةِ له، ونِصْفُها للـمُعِـيرِ؛ وقال ابن الأَعرابي: هو الذي يُدْفَعُ إِليه فَرَسٌ لبعضِ ما يُصِـيبُ من الغُنْمِ؛ ورَكَّبَهُ الفَرَسَ: دفعه إِليه على ذلك؛ وأَنشد: لا يَرْكَبُ الخَيْلَ، إِلا أَن يُرَكَّبَها، * ولو تَناتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ، ومِنْ سُودِ وأَرْكَبْتُ الرَّجُلَ: جَعَلْتُ له ما يَرْكَبُه. وأَرْكَبَ الـمُهْرُ: حان أَن يُرْكَبَ، فهو مُرْكِبٌ. ودابَّةٌ مُرْكِـبَةٌ: بَلَغَتْ أَنْ يُغْزى عليها. <ص:431> ابن شميل، في كتابِ الإِبِل: الإِبِلُ التي تُخْرَجُ لِـيُجاءَ عليها بالطَّعامِ تسمى رِكاباً، حِـين تَخْرُج وبعدَما تَجِـيءُ، وتُسَمَّى عِـيراً على هاتينِ الـمَنزِلَتَيْن؛ والتي يُسافَرُ عليها إِلى مَكَّةَ أَيضاً رِكابٌ تُحْمَل عليها الـمَحامِلُ، والتي يُكْرُون ويَحْمِلُونَ عليها مَتاعَ التُّجَّارِ وطَعَامَهُم، كُلُّها رِكابٌ ولا تُسمّى عِـيراً، وإِن كان عليها طعامٌ، إِذا كانت مؤاجَرَةً بِكِراءٍ، وليس العِـيرُ التي تَـأْتي أَهلَها بالطَّعامِ، ولكنها رِكابٌ، والجماعةُ الرَّكائِبُ والرِّكاباتُ إِذا كانت رِكابٌ لي، ورِكابٌ لك، ورِكابٌ لهذا، جِئنا في رِكاباتِنا، وهي رِكابٌ، وإِن كانت مَرْعِـيَّة؛ تقول: تَرِدُ علينا اللَّيلَةَ رِكابُنا، وإِنما تسمى ركاباً إِذا كان يُحَدِّثُ نَفْسَه بأَنْ يَبْعَثَ بها أَو يَنْحَدِرَ عليها، وإِن كانت لم تُرْكَبْ قَطُّ، هذه رِكابُ بَني فلانٍ. وفي حديث حُذَيْفة: إِنما تَهْلِكُون إِذا صِرْتُمْ تَمْشُون الرَّكَباتِ كأَنكم يَعاقِـيبُ الـحَجَلِ، لا تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، ولا تُنْكِرُونَ مُنْكَراً؛ معناه: أَنكم تَرْكَبُون رُؤُوسَكُمْ في الباطِلِ والفتن، يَتْبَعُ بَعْضُكم بعضاً بِلا رَوِيَّةٍ. والرِّكابُ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ القومَ، وهي رِكابُ القوم إِذا حَمَلَتْ أَوْ أُرِيدَ الـحَمْلُ عليها، سُمِّيت رِكاباً، وهو اسمُ جَماعَةٍ.قال ابنُ الأَثير: الرَّكْبَة الـمَرَّة من الرُّكُوبِ، وجَمْعُها رَكَباتٌ، بالتَّحْريك، وهي مَنْصوبة بفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هو خالٌ من فاعِلِ تَمْشُون؛ والرَّكَباتِ واقعٌ مَوقِـعَ ذلك الفعلِ، مُسْتَغْـنًى به عنه، والتقديرُ تَمْشُونَ تَرْكَبُون الرَّكَباتِ، مثلُ قولِهم أَرْسَلَها العِرَاكَ أَي أَرسَلَها تَعْتَرِكُ العِراكَ، والمعنى تَمْشُونَ رَاكِـبِـينَ رُؤُوسَكُمْ، هائمِـينَ مُسْتَرْسِلينَ فيما لا يَنْبَغِـي لَـكُم، كأَنـَّكم في تَسَرُّعِكُمْ إِليهِ ذُكُورُ الـحَجَلِ في سُرْعَتِها وَتَهَافُتِها، حتى إِنها إِذا رَأَت الأُنْثَى مَعَ الصائِد أَلْقَتْ أَنْفُسَها عَلَيْها، حتى تَسْقُط في يَدِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا شَرَحَه الزمخشري. قال وقال القُتَيْبي: أَرادَ تَمْضُونَ على وُجُوهِكُمْ من غَيْر تَثَـبُّتٍ. والـمَرْكَبُ: الدَّابة. تقول: هذا مَرْكَبي، والجَمْع المراكِبُ. والـمَرْكَبُ: الـمَصْدَرُ، تَقُول: رَكِبْتُ مَرْكَباً أَي رُكُوباً. والـمَرْكَبُ: الموْضِـعُ. وفي حديث السَّاعَة: لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً، لم يُرْكِبْ حتى تَقُومَ السّاعة. يقال: أَرْكَبَ الـمُهْرُ يُرْكِبُ، فهو مُرْكِبٌ، بكَسْرِ الكاف، إِذا حانَ له أَنْ يُرْكَبَ. والـمَرْكَبُ: واحِدُ مَراكِبِ البرِّ والبَحْرِ. ورُكَّابُ السّفينةِ: الذين يَرْكَبُونَها، وكذلك رُكَّابُ الماءِ. الليث: العرب تسمي مَن يَرْكَبُ السَّفينة، رُكَّابَ السَّفينةِ. وأَما الرُّكْبانُ، والأُرْكُوبُ، والرَّكْبُ: فراكِـبُو الدوابِّ. يقال: مَرُّوا بنَا رُكُوباً؛ قال أَبو منصور: وقد جعل ابن أَحمر رُكَّابَ السفينة رُكْباناً؛ فقال: يُهِلُّ، بالفَرْقَدِ، رُكْبانُها، * كما يُهِلُّ الراكبُ الـمُعْتَمِرْ يعني قوماً رَكِـبُوا سفينةً، فغُمَّتِ السماءُ ولم يَهْتَدُوا، فلما طَلَعَ الفَرْقَدُ كَبَّروا، لأَنهم اهْتَدَوْا للسَّمْتِ الذي يَـؤُمُّونَه. والرَّكُوبُ والرَّكوبة من الإِبِلِ: التي تُرْكَبُ؛ وقيل: الرَّكُوبُ كلُّ دابَّة تُركب. <ص:432> والرَّكُوبة: اسم لجميع ما يُرْكَب، اسم للواحد والجميع؛ وقيل: الرَّكوبُ الـمَركوبُ؛ والرَّكوبة: الـمُعَيَّنة للرُّكوبِ؛ وقيل: هي التي تُلْزَمُ العَمَل من جميعِ الدوابِّ؛ يقال: ما لَه رَكُوبةٌ ولا حمولةٌ ولا حلوبةٌ أَي ما يَرْكَبُه ويَحْلُبُه ويَحْمِلُ عليه. وفي التنزيل العزيز: وَذَلَّلناها لهم فمنها رَكُوبُهم ومنها يأْكُلُون؛ قال الفراء: اجتمع القُرَّاءُ على فتح الراءِ، لأَن المعنى فمنها يَرْكَبُون، ويُقَوِّي ذلك قولُ عائشة في قراءتها: فمنها رَكُوبَتُهم. قال الأَصمعي: الرَّكُوبةُ ما يَرْكَبون. وناقةٌ رَكُوبةٌ ورَكْبانةٌ ورَكْباةٌ أَي تُرْكَبُ. وفي الحديث: أَبْغِني ناقةً حَلْبانة رَكْبانةً أَي تَصْلُح للـحَلْب والرُّكُوبِ، الأَلف والنون زائدتان للـمُبالغة، ولتُعْطِـيا معنى النَّسَب إِلى الـحَلْب والرُّكُوبِ. وحكى أَبو زيدٍ: ناقةٌ رَكَبُوتٌ، وطريقٌ رَكوبٌ: مَرْكُوبٌ مُذَلَّل، والجمع رُكُبٌ، وعَوْدٌ رَكُوبٌ كذلك. وبعير رَكُوبٌ: به آثار الدَّبَر والقَتَب. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فإِذا عُمَرُ قد رَكِـبني أَي تَبعَني وجاءَ على أَثَري، لأَنَّ الراكبَ يَسير بسير الـمَرْكُوبِ؛ يقال: ركِـبتُ أَثَره وطريقَه إِذا تَبِعْتَه مُلْتَحِقاً به. والرَّاكِبُ والراكِـبةُ: فَسيلةٌ تكونُ في أَعلى النخلة متَدَلِّـيةً لا تَبْلُغُ الأَرض. وفي الصحاح: الرَّاكِبُ ما يَنْبُتُ من الفَسِـيلِ في جُذوعِ النخلِ، وليس له في الأَرضِ عِرْقٌ، وهي الراكوبةُ والراكوبُ، ولا يقال لها الركَّابةُ، إِنما الركَّابة المرأَة الكثيرةُ الركوب، على ما تقدّم، هذا قول بعض اللُّغَويِّـين. وقال أَبو حنيفة: الرَّكَّابة الفَسِـيلةُ، وقيل: شبْهُ فَسِـيلةٍ تَخْرُجُ في أَعْلَى النَّخْلَةِ عند قِمَّتِها، ورُبَّـما حَمَلَتْ مع أُمـِّها، وإِذا قُلِعَت كان أَفضل للأُمِّ، فأَثْـبَتَ ما نَفى غيرُه من الرَّكَّابة، وقال أَبو عبيد: سمعت الأَصمعي يقول: إِذا كانتِ الفَسِـيلة في الجِذْعِ ولم تكن مُسْتَـأْرِضةً، فهي من خَسِـيسِ النَّخْلِ، والعرب تُسَمِّيها الرَّاكِبَ؛ وقيل فيها الراكوبُ، وجَمْعُها الرَّواكِـيبُ. والرِّياحُ رِكابُ السَّحابِ في قولِ أُمَـيَّة: تَرَدَّدُ، والرِّياحُ لها رِكابُ وَتَراكَبَ السَّحابُ وتَراكَم: صار بعضُه فَوْقَ بعض. وفي النوادِرِ: يقال رَكِـيبٌ من نَخْلٍ، وهو ما غُرِسَ سَطْراً على جَدْوَلٍ، أَو غيرِ جَدْوَلٍ. ورَكَّبَ الشيءَ: وَضَعَ بَعضَه على بعضٍ، وقد تَرَكَّبَ وتَراكَبَ. والـمُتراكِبُ من القافِـيَةِ: كلُّ قافِـيةٍ توالت فيها ثلاثة أَحْرُفٍ متحركةٍ بين ساكنَين، وهي مُفاعَلَتُن ومُفْتَعِلُن وفَعِلُنْ لأَنَّ في فَعِلُنْ نوناً ساكنةً، وآخر الحرف الذي قبل فَعِلُنْ نون ساكنة، وفَعِلْ إِذا كان يَعْتَمِدُ على حَرْفٍ مُتَحَرِّك نحو فَعُولُ فَعِلْ، اللامُ الأَخيرة ساكنة، والواوُ في فَعُولُ ساكنة. والرَّكِـيبُ: يكون اسماً للـمُرَكَّبِ في الشيءِ، كالفَصِّ يُرَكَّب في (يتبع...) @(تابع... 1): ركب: رَكِبَ الدابَّة يَرْكَبُ رُكُوباً: عَلا عليها، والاسم الرِّكْبة،... ... كِفَّةِ الخاتَمِ، لأَن الـمُفَعَّل والـمُفْعَل كلٌّ يُرَدُّ إِلى فَعِـيلٍ. وثَوْبٌ مُجَدَّدٌ جَديدٌ، ورجل مُطْلَق طَلِـيقٌ، وشيءٌ حَسَنُ التَّرْكِـيبِ. وتقولُ في تَركِـيبِ الفَصِّ في الخاتَمِ، والنَّصْلِ في السَّهْم: رَكَّبْتُه فَترَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكِـيبٌ. والـمُرَكَّبُ أَيضاً: الأَصلُ والـمَنْبِتُ؛ تقول <ص:433>

فلانٌ كرِيمُ الـمُرَكَّبِ أَي كرِيمُ أَصلِ مَنْصِـبِه في قَوْمِهِ.

ورُكْبانُ السُّنْبُل: سوابِقُه التي تَخْرُجُ من القُنْبُعِ في أَوَّلِه. يقال: قد خرجت في الـحَبّ رُكْبانُ السُّنْبُل. وروَاكِبُ الشَّحْمِ: طَرائِقُ بعضُها فوقَ بعضٍ، في مُقدّمِ السَّنامِ؛ فأَمـَّا التي في الـمُؤَخَّرِ فهي الرَّوادِفُ، واحِدَتُها رَاكِـبةٌ ورادِفةٌ. والرُّكْبَتانِ: مَوْصِلُ ما بينَ أَسافِلِ أَطْرافِ الفَخِذَيْنِ وأَعالي الساقَيْنِ؛ وقيل: الرُّكْبةُ موصِلُ الوظِـيفِ والذِّراعِ، ورُكبةُ البعيرِ في يدِهِ. وقد يقال لذواتِ الأَربعِ كُلها من الدَّوابِّ: رُكَبٌ. ورُكْبَتا يَدَيِ البعير: الـمَفْصِلانِ اللَّذانِ يَليانِ البَطْنَ إِذا بَرَكَ، وأَما الـمَفْصِلانِ الناتِئَانِ من خَلْفُ فهما العُرْقُوبانِ. وكُلُّ ذي أَربعٍ، رُكْبَتاه في يَدَيْهِ، وعُرْقُوباهُ في رِجْلَيه، والعُرْقُوبُ: مَوْصِلُ الوظِـيفِ. وقيل: الرُّكْبةُ مَرْفِقُ الذِّراعِ من كلِّ شيءٍ. وحكى اللحياني: بعيرٌ مُسْـتَوْقِـحُ الرُّكَبِ؛ كأَنه جعلَ كُلَّ جُزْءٍ منها رُكْبةً ثم جَمَع على هذا، والجمعُ في القِلَّة: رُكْباتٌ، ورُكَبات، ورُكُباتٌ، والكثير رُكَبٌ، وكذلك جَمْعُ كلِّ ما كان على فُعْلَةٍ، إِلا في بناتِ الياءِ فإِنهم لا يُحَرِّكونَ مَوْضِـعَ العينِ منه بالضم، وكذلك في الـمُضاعَفة. والأَرْكَبُ: العظِـيمُ الرُّكْبة، وقد رَكِبَ رَكَباً. وبعيرٌ أَرْكَبُ إِذا كانت إِحدى رُكْبَتَيْهِ أَعظمَ من الأُخرى. والرَّكَب: بياضٌ في الرُّكْبةِ. ورُكِبَ الرجلُ: شَكَا رُكْبته. ورَكَبَ الرجلُ يَرْكُبُه رَكْباً، مثالُ كَتَب يَكْتُبُ كَتْباً: ضَرَبَ رُكْبَته؛ وقيل: هو إِذا ضَرَبَه برُكْبتِه؛ وقيل: هو إِذا أَخذ بفَوْدَيْ شَعَرِه أَو بشعرِه، ثم ضَرَبَ جَبْهَتَه برُكْبتِه؛ وفي حديث الـمُغِيرة مع الصديق، رضي اللّه عنهما، ثم رَكَبْتُ أَنفه برُكْبَتِـي، هو من ذلك. وفي حديث ابن سيرين: أَما تَعْرِفُ الأَزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ الأَزدَ، لا يأْخُذوكَ فيركُـبُوكَ أَي يَضربُوك برُكَبِـهِم، وكان هذا معروفاً في الأَزد. وفي الحديث: أَن الـمُهَلَّب بن أَبي صُفْرَةَ دَعا بمُعاويةَ بن أَبي عَمْرو، فجَعَلَ يَرْكُـبُه بِرِجْلِه، فقال: أَصلحَ اللّهُ الأَمِـير، أَعْفِني من أُمّ كَيْسانَ، وهي كُنْيةُ الرُّكْبة، بلغة الأَزد. ويقال للمصلِّي الذي أَثـَّر السُّجودُ في جَبْهَتِه بين عَيْنَيْه: مثلُ رُكْبةِ العَنزِ؛ ويقال لكلِّ شَيْئَيْنِ يَسْتَوِيانِ ويَتكافآنِ: هُما كَرُكْبَتَي العنزِ، وذلك أَنهما يَقَعانِ معاً إِلى الأَرض منها إِذا رَبَضَتْ. والرَّكِـيبُ: الـمَشارةُ؛ وقيل: الجَدولُ بين الدَّبْرَتَيْنِ؛ وقيل: هي ما بين الحائطينِ من الكَرْمِ والنَّخْل؛ وقيل: هي ما بين النَّهْرَين من الكرمِ، وهو الظَّهْرُ الذي بين النَّهْرَيْنِ؛ وقيل: هي الـمَزرعة. التهذيب: وقد يقال للقَراحِ الذي يُزْرَعُ فيه: رَكِـيبٌ؛ ومنه قول تأَبـَّطَ شَرّاً: فيَوْماً على أَهْلِ الـمَواشِـي، وتارةً * لأَهْلِ رَكِـيبٍ ذي ثَمِـيلٍ، وسُنْبُلِ الثَّمِـيلُ: بَقِـيَّةُ ماءٍ تَبْقَى بعد نُضُوبِ المياهِ؛ قال: وأَهل الرَّكِـيبِ هُم الـحُضَّار، والجمعُ رُكُبٌ. والرَّكَبُ، بالتحريك: العانة؛ وقيل: مَنْبِتُها؛ وقيل: هو ما انحدرَ عن البطنِ، فكان تحتَ الثُّنَّةِ، <ص:434> وفوقَ الفَرْجِ، كلُّ ذلك مذكَّرٌ صرَّح به اللحياني؛ وقيل الرَّكَبانِ: أَصْلا الفَخِذَيْنِ، اللذانِ عليهما لحم الفرج من الرجُل والمرأَة؛ وقيل: الرَّكَبُ ظاهرُ الفَرْج؛ وقيل: هو الفَرْج نَفْسُه؛ قال: غَمْزَكَ بالكَبْساءِ، ذاتِ الـحُوقِ، * بينَ سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلوقِ والجمع أَرْكابٌ وأَراكِـيبُ؛ أَنشد اللحياني: يا لَيْتَ شِعْري عَنْكِ، يا غَلابِ، * تَحمِلُ مَعْها أَحْسَنَ الأَركابِ أَصْفَرَ قد خُلِّقَ بالـمَلابِ، * كجَبْهةِ التُّركيِّ في الجِلْبابِ قال الخليل: هو للمرأَةِ خاصَّةً. وقال الفراءُ: هو للرجُلِ والمرأَة؛ وأَنشد الفراءُ: لا يُقْنِـعُ الجاريةَ الخِضابُ، * ولا الوِشَاحانِ، ولا الجِلْبابُ من دُونِ أَنْ تَلْتَقِـيَ الأَرْكابُ، * ويَقْعُدَ الأَيْرُ له لُعابُ التهذيب: ولا يقال رَكَبٌ للرجُلِ؛ وقيل: يجوز أَن يقال رَكَبٌ للرجُلِ. والرَّاكِبُ: رأْسُ الجَبلِ. والراكبُ: النخلُ الصِّغارُ تخرُج في أُصُولِ النخلِ الكِبارِ. والرُّكْبةُ: أَصلُ الصِّلِّيانةِ إِذا قُطِعَتْ ورَكُوبةٌ ورَكُوبٌ جَميعاً: ثَنِـيَّةٌ معروفة صَعْبة سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم؛ قال: ولكنَّ كَرّاً، في رَكُوبةَ، أَعْسَرُ

وقال علقمة:

فإِنَّ الـمُنَدَّى رِحْلةٌ فرَكُوبُ رِحْلةُ: هَضْبةٌ أَيضاً؛ ورواية سيبويه: رِحْلةٌ فرُكُوبُ أَي أَن تُرْحَلَ ثم تُرْكَبَ. ورَكُوبة: ثَنِـيَّةٌ بين مكة والمدينة، عند العَرْجِ، سَلَكَها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، في مُهاجَرَتِه إِلى المدينة. وفي حديث عمر: لَبَيْتٌ برُكْبَةَ أَحبُّ إِليَّ من عَشرةِ أَبياتٍ بالشامِ؛ رُكْبة: موضعٌ بالـحِجازِ بينَ غَمْرَةَ وذاتِ عِرْقٍ. قال مالك بن أَنس: يريدُ لطُولِ الأَعْمارِ والبَقاءِ، ولشِدَّةِ الوَباءِ بالشام. ومَرْكُوبٌ: موضعٌ؛ قالت جَنُوبُ، أُختُ عَمْروٍ ذِي الكَلْبِ: أَبْلِغْ بَني كاهِلٍ عَني مُغَلْغَلَةً، * والقَوْمُ مِنْ دونِهِمْ سَعْيا فمَرْكُوبُ @رنب: الأَرْنَبُ: معروفٌ، يكونُ للذكَرِ والأُنثى. وقيل: الأَرْنَبُ الأُنْثى، والخُزَزُ الذَّكر، والجمعُ أَرانِبُ وأَرانٍ عن اللحياني. فأَما سيبويه فلم يُجِزْ أَرانٍ إِلاَّ في الشِّعْر؛ وأَنشد لأَبي كاهل اليَشْكُريّ ، يشَبِّه ناقَتَه بعُقابٍ: كأَنَّ رَحْلي، على شَغْواءَ حادِرَةٍ، * ظَمْياءَ، قد بُلَّ مِن طَلّ خَوافِـيها لها أَشارِيرُ من لَـحْمٍ، تُتَمِّرُهُ * منَ الثَّعالي، وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِـيها يريد الثَّعالِبَ والأَرانِبَ، ووَجَّهه فقال: إِن الشاعر لما احتاجَ إِلى الوَزْنِ، واضْطُرَّ إِلى الياءِ، أَبْدَلَها من الباءِ؛ وفي الصحاح: أَبدلَ من الباءِ حرفَ اللِّينِ. والشَّغْواءُ: العُقابُ، سميت بذلك من الشَّغَى، <ص:435>

وهو انْعِطافُ مِنْقارِها الأَعْلى. والحادِرة: الغليظة. والظَّمْياءُ: المائلة إِلى السَّوادِ. 

وخَوافِـيها: يريدُ خَوَافيَ رِيشِ جَنَاحَيْها. والأَشاريرُ: جمعُ إِشْرارَةٍ، وهي اللحمُ الـمُجَفَّف. وتُتَمِّرُه: تُقَطِّعُه. واللحمُ الـمُتَمَّر: الـمُقَطَّع؛ والوَخْزُ: شيءٌ منه، ليس بالكثيرِ. وكِساءٌ مَرْنَبانيٌّ: لوْنُه لونُ الأَرْنَبِ. ومُؤَرْنَبٌ ومُرْنَبٌ: خُلِطَ في غَزْلِه وَبَرُ الأَرْنَبِ؛ وقيل: المؤَرْنَبُ كالـمَرْنَبانيّ؛ قالت لَيْلَى الأَخْيَلِـيَّة تَصِفُ قَطَاةً تَدَلَّت على فِراخِها، وهي حُصُّ الرُّؤُوسِ، لا رِيشَ عليها: تَدَلَّتْ، على حُصِّ الرُّؤُوسِ، كأَنها * كُراتُ غُلامٍ، مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ وهو أَحَدُ ما جاءَ على أَصْلِهِ، مثلُ قولِ خِطام المجاشعي: لم يَبْقَ مِنْ آيٍ، بها يُحَلَّيْنْ، * غيرُ خِطامٍ، ورَمادٍ كِنفَيْنْ وغيرُ وَدٍّ جاذِلٍ، أَو وَدَّيْنْ، * وصالِـياتٍ كَكَما يُـؤَثْفَيْنْ أَي لم يَبْقَ من هذه الدارِ التي خَلَت من أَهلها، مما تُحَلَّى به وتُعْرَفُ، غيرُ رَمادِ القِدْرِ والأَثافي؛ وهي حِجارةُ القِدْرِ والوَتِدِ الذي تُشَدُّ إِليه حِـبالُ البُيوت؛ والوَدُّ: الوَتِدُ إِلاّ أَنه أَدْغَم التاءَ في الدالِ، فقال وَدٍّ. والجاذِلُ: المنتصِبُ؛ قال ابن بري ومثلُه قولُ الآخر: فإِنه أَهْلٌ لأَنْ يُـؤَكْرَمَا والمعروفُ في كلامِ العَرَب: لأَنْ يُكْرَمَ؛ وكذلك هو مع حروفِ الـمُضارَعَة نحو أُكْرِمُ، ونُكْرِمُ، وتُكْرِمُ، ويُكْرِمُ؛ قال: وكان قياس يُـؤَثْفَيْن عنده يُثْفَيْن، من قولك أَثْفَيْتُ القِدْر إِذا جَعَلْتَها على الأَثافيِّ، وهي الـحِجارةُ. وأَرضٌ مُرْنِـبَة ومُؤَرْنِـبَة، بكسر النونِ، الأَخيرة عن كُراع: كثيرةُ الأَرانِبِ؛ قال أَبو منصور، ومنه قول الشاعر: كُراتُ غُلامٍ مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ قال: كان في العَرَبِـيَّة مُرْنَبِ، فرُدَّ إِلى الأَصْل. قال الليث: أَلِفُ أَرْنَبٍ زائدة. قال أَبو منصور: وهي عندَ أَكثرِ النَّحْوِيِّـين قَطْعِـيَّة. وقال الليث: لا تجيءُ كَلِمةٌ في أَوَّلِها أَلِفٌ، فتكون أَصْلِـيَّة، إِلاَّ أَن تكون الكَلِمَةُ ثَلاثَة أَحْرُفٍ مثل الأَرض والأَرْش والأَمْر. أَبو عمرو: الـمَرْنَبَةُ القَطِـيفَةُ ذاتُ الخَمْلِ. والأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْفِ، وجَمْعُها الأَرانبُ. يقال: هم شُمُّ الأُنُوفِ، وارِدَةٌ أَرانِـبُهمْ. وفي حديث الخُدْريّ: فلقد رأَيتُ على أَنْفِ رسولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، وأَرْنَبَتِهِ أَثَرَ الطِّينِ. الأَرْنَبَةُ: طَرَفُ الأَنْف؛ وفي حديث وائل: كان يسجدُ على جَبْهَتِهِ وأَرْنَبَتِه. واليَرْنَبُ والـمَرْنَبُ: جُرَذٌ، كاليَرْبُوعِ، قَصِـيرُ الذَّنَبِ. والأَرْنَبُ: موضِـعٌ؛ قال عَمْرُو بنُ مَعْدي كَرِب: عَجَّتْ نِساءُ بَني زُبَيْدٍ عَجَّةً، * كَعَجِـيجِ نِسْوَتِنا، غداةَ الأَرْنَبِ والأَرْنَبُ: ضَرْبٌ مِنَ الـحُلِـيِّ؛ قال رؤبة: وعَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ ونَخْلِ <ص:436> والأُرَيْنِـبَةُ: عُشْبةٌ شَبِـيهةٌ بالنَّصِـيِّ، إِلاَّ أَنها أَرَقُّ وأَضْعَفُ وأَليَنُ، وهي ناجِعةٌ في المالِ جِدّاً،ولها، إِذا جَفَّتْ، سَفًى، كُـلَّما حُرِّكَ تَطايَرَ فارْتَزَّ في العُيونِ والـمَناخِر؛ عن أَبي حنيفة. وفي حديث اسْتِسْقاءِ عمر، رضي اللّه عنه: حتى رأَيت الأَرْنَبَةَ تأْكلها صغار الإِبل. قال ابن الأَثير: هكذا يرويه أَكثر المحدِّثين، وفي معناها قولان، ذكرهما القتيبي في غريبه: أَحدهما أَنها واحدة الأَرانِب، حَملَها السَّيْلُ، حتى تَعَلقت في الشجر، فأُكِلَتْ؛ قال: وهو بعيد لأَن الإِبل لا تأْكل اللحم. والثاني: أَن معناه أَنها نبت لا يكاد يطول، فأَطاله هذا المطر حتى صار للإِبل مرعى. والذي عليه أَهل اللغة: أَن اللفظة إِنما هي الأَرِينةُ، بياءٍ تحتها نُقْطتانِ، وبعدها نون، وهو نَبْتٌ معروف، يُشْبِـه الخِطْمِـيَّ، عَرِيضُ الوَرقِ، وسنذكره في أَرن. الأَزهري: قال شمر قال بعضهم: سأَلت الأَصمعي عن الأَرْنَبةِ، فقال: نَبْت؛ قال شمر: وهو عندي الأَرِينةُ، سَمِعْتُ في الفصيح من أَعْرابِ سَعْدِ بن بكر، بِـبَطْنِ مَرٍّ، قال: ورأَيته نَباتاً يُشْبِه الخِطْمِـيَّ، عَرِيضَ الوَرَقِ. قال شمر: وسمعت غيرَه من أَعْرابِ كِنانةَ يقول: هو الأَرِينُ. وقالت أَعْرابِـيَّةٌ، مِنْ بَطْنِ مَرٍّ: هي الأَرِينةُ، وهي خِطْمِـيُّنا، وغَسُولُ الرأْسِ؛ قال أَبو منصور: وهذا الذي حكاه شمر صحيح، والذي رُوي عن الأَصمعي أَنه الأَرنبة من الأَرانِبِ غير صحيح؛ وشمر مُتْقِنٌ، وقد عُنِـيَ بهذا الـحَرْفِ، فسأَلَ عنه غير واحِد من الأَعْراب حتى أَحْكَمَه، والرُّواةُ رُبَّـما صَحّفُوا وغَيَّرُوا؛ قال: ولم أَسمع الأَرْنبةَ، في باب النَّباتِ، من واحِد، ولا رأَيتُه في نُبُوتِ البادِية. قال: وهو خَطَـأٌ عندي. قال: وأَحْسَبُ القُتَيْبـيَّ ذكر عن الأَصمعي أَيضاً الأَرْنَبةَ، وهو غير صحيح. وأَرْنَبُ: اسم امرأَةٍ؛ قال مَعْنُ بن أَوْس: مَتى تَـأْتِهِمْ، تَرْفَعْ بَناتي بِرَنَّةٍ، * وتَصْدَحْ بِـنَوْحٍ، يُفْزِعُ النَّوحَ، أَرْنَبُ @رهب: رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم، ورَهَباً، بالتحريك، أَي خافَ. ورَهِبَ الشيءَ رَهْباً ورَهَباً ورَهْبةً: خافَه. والاسم: الرُّهْبُ، والرُّهْبى، والرَّهَبوتُ، والرَّهَبُوتى؛ ورَجلٌ رَهَبُوتٌ. يقال: رَهَبُوتٌ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ، أَي لأَن تُرْهَبَ خَيرٌ من أَنْ تُرْحَمَ. وتَرَهَّبَ غيرَه إِذا تَوَعَّدَه؛ وأَنشد الأَزهري للعجاج يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه: تُعْطِـيهِ رَهْباها، إِذا تَرَهَّبَا، على اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْرَبا،(1) عُصارةَ الجَزْءِ الذي تَحَلَّبا

(1 قوله «الكشح» هو رواية الأزهري وفي التكملة اللوح.)

رَهْباها: الذي تَرْهَبُه، كما يقال هالكٌ وهَلْكَى. إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوَعَّدا. وقال الليث: الرَّهْبُ، جزم، لغة في الرَّهَب؛ قال: والرَّهْباءُ اسم من الرَّهَبِ، تقول: الرَّهْباءُ من اللّهِ، والرَّغْباءُ إِليه.وفي حديث الدُّعاءِ: رَغْبةً ورَهْبةً إِليك. الرَّهْبةُ: الخَوْفُ والفَزَعُ، جمع بين الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ، ثم أَعمل الرَّغْبةَ وحدها، كما تَقدَّم في الرَّغْبةِ. وفي حديث رَضاعِ الكبير: فبَقِـيتُ سنَـةً لا أُحَدِّثُ بها رَهْبَتَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في روايةٍ، أَي من أَجل رَهْبَتِه، وهو منصوب على المفعول له. وأرْهَبَه ورَهَّبَه واستَرْهَبَه: أَخافَه وفَزَّعه. <ص:437> واسْتَرْهَبَه: اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حتى رَهِـبَه الناسُ؛ وبذلك فسر قوله عز وجل: واسْترْهَبُوهُم وجاؤُوا بسحْرٍ عظيمٍ؛ أَي أَرْهَبُوهم. وفي حديث بَهْز بن حَكِـيم: إِني لأَسمع الرَّاهِـبةَ. قال ابن الأَثير: هي الحالة التي تُرْهِبُ أَي تُفْزِعُ وتُخَوِّفُ؛ وفي رواية: أَسْمَعُك راهِـباً أَي خائفاً. وتَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِـباً يَخْشَى اللّه. والرَّاهِبُ: الـمُتَعَبِّدُ في الصَّوْمعةِ، وأَحدُ رُهْبانِ النصارى، ومصدره الرَّهْبةُ والرَّهْبانِـيّةُ، والجمع الرُّهْبانُ، والرَّهابِـنَةُ خطأٌ، وقد يكون الرُّهْبانُ واحداً وجمعاً، فمن جعله واحداً جعله على بِناءِ فُعْلانٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لو كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ، * لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسْعَى، فنَزَلْ قال: ووجهُ الكلام أَن يكون جمعاً بالنون؛ قال: وإِن جمعت الرُّهبانَ الواحد رَهابِـينَ ورَهابِنةً، جاز؛ وإِن قلت: رَهْبانِـيُّون كان صواباً. وقال جرير فيمن جعل رهبان جمعاً: رُهْبانُ مَدْيَنَ، لو رَأَوْكَ، تَنَزَّلُوا، * والعُصْمُ، من شَعَفِ العقُولِ، الفادِرُ وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الجبل؛ والفادِرُ: الـمُسِنُّ من الوُعُول. والرَّهْبانيةُ: مصدر الراهب، والاسم الرَّهْبانِـيَّةُ. وفي التنزيل العزيز: وجعَلْنا في قُلُوب الذين اتَّبَعُوه رَأْفةً ورَحْمةً ورَهْبانيَّـةً ابْتَدَعوها، ما كَتَبْناها عليهم إِلا ابتغاء رِضوانِ اللّهِ. قال الفارسي: رَهْبانِـيَّةً، منصوب بفعل مضمر، كأَنه قال: وابْتَدَعُوا رَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها، ولا يكون عطفاً على ما قبله من المنصوب في الآية، لأَن ما وُضِعَ في القلب لا يُبْتَدَعُ. وقد تَرَهَّبَ. والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ، وقيل: التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَتِه. قال: وأَصلُ الرَّهْبانِـيَّة من الرَّهْبةِ، ثم صارت اسماً لِـما فَضَل عن المقدارِ وأَفْرَطَ فيه؛ ومعنى قوله تعالى: ورَهْبانِـيَّةً ابْتَدَعُوها، قال أَبو إِسحق: يَحتمل ضَرْبَيْن: أَحدهما أَن يكون المعنى في قوله «ورَهْبانِـيَّةً ابْتَدَعُوها» وابتدعوا رهبانية ابتدعوها، كما تقول رأَيتُ زيداً وعمراً أَكرمته؛ قال: ويكون «ما كتبناها عليهم» معناه لم تُكتب عليهم البَتَّةَ. ويكون «إِلا ابتغاءَ رِضوان اللّه» بدلاَ من الهاءِ والأَلف، فيكون المعنى: ما كَتَبْنا عليهم إِلا ابتغاءَ رِضوانِ اللّهِ. وابتغاءُ رِضوانِ اللّه، اتِّباعُ ما أَمَرَ به، فهذا، واللّه أَعلم، وجه؛ وفيه وجه آخر: ابتدعوها، جاءَ في التفسير أَنهم كانوا يَرَوْن من ملوكهم ما لا يَصْبِـرُون عليه، فاتخذوا أَسراباً وصَوامِعَ وابتدعوا ذلك، فلما أَلزموا أَنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ، ودَخَلُوا فيه، لَزِمَهم تمامُه، كما أَن الإِنسانَ إِذا جعل على نفسِه صَوْماً، لم يُفْتَرَضْ عليه، لزمه أَن يُتِمه. والرَّهْبَنَةُ: فَعْلَنَةٌ منه، أَو فَعْلَلَةٌ، على تقدير أَصْلِـيَّةِ النون وزيادتها؛ قال ابن الأَثير: والرَّهْبانِـيَّةُ مَنْسوبة إِلى الرَّهْبَنةِ، بزيادة الأَلف. وفي الحديث: لا رَهْبانِـيَّةَ في الإِسلام، هي كالاخْتِصاءِ واعْتِناقِ السَّلاسِلِ وما أَشبه ذلك، مما كانت الرَّهابِنَةُ تَتَكَلَّفُه، وقد وضعها اللّه، عز وجل، عن أُمة محمد، صلى اللّه عليه وسلم. قال ابن الأَثير: هي من رَهْبَنةِ النصارى. قال: وأَصلها من الرَّهْبةِ: الخَوْفِ؛ كانوا يَتَرَهَّبُون بالتَّخَلي <ص:438>

من أَشْغالِ الدنيا، وتَرْكِ مَلاذِّها، والزُّهْدِ فيها، والعُزلةِ عن أَهلِها، وتَعَهُّدِ مَشاقِّها، حتى إِنَّ منهم مَن كان يَخْصِـي نَفْسَه ويَضَعُ السِّلسلةَ في عُنقه وغير ذلك من أَنواع التعذيب، فنفاها النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن الإِسلام، ونهى المسلمين عنها. وفي الحديث: عليكم بالجهاد فإِنه رَهْبانِـيَّة أُمتي؛ يُريد أَنَّ الرُّهْبانَ، وإِن تركوا الدنيا وزَهِدُوا فيها، وتَخَلَّوْا عنها، فلا تَرْكَ ولا زُهْدَ ولا تَخَلِّيَ أَكثرُ من بذل النفس في سبيل اللّه؛ وكما أَنه ليس عند النصارى عَمَلٌ أَفضلُ من التَّرَهُّب، ففي الإِسلام لا

عَمَلَ أَفضلُ من الجهاد؛ ولهذا قال ذِرْوة: سَنامُ الإِسلامِ الجِهادُ في سبيل اللّه. ورَهَّبَ الجَمَلُ: ذَهَبَ يَنْهَضُ ثم بَرَكَ مِن ضَعْفٍ بصُلْبِه. والرَّهْبَـى: الناقةُ الـمَهْزُولةُ جِدّاً؛ قال: ومِثْلِكِ رَهْبَـى، قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً، * تُقَلِّبُ عَيْنَيْها، إِذا مَرَّ طائِرُ وقيل: رَهْبَـى ههنا اسم ناقة، وإِنما سماها بذلك. والرَّهْبُ: كالرَّهْبَـى. قال الشاعر: وأَلْواحُ رَهْبٍ، كأَنَّ النُّسوعَ * أَثْبَتْنَ، في الدَّفِّ منها، سِطارا وقيل: الرَّهْبُ الجمل الذي استُعْمِلَ في السَّفر وكَلَّ، والأُنثى رَهْبةٌ. وأَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً، وهو الجَمَلُ العالي؛ وأَما قول الشاعر: ولا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ، بالـمَصِـيفِ، * رَهْبٍ، تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ، وهي التي كَلَّ ظَهْرُها وهُزِلَ. وحكي عن أَعرابي أَنه قال: رَهَّبَتْ ناقةُ فلان فقَعَد عليها يُحابِـيها، أَي جَهَدَها السَّيرُ، فَعَلَفَها وأَحْسَنَ إِليها حتى ثابَتْ إِليها نفْسُها. وناقةٌ رَهْبٌ: ضامِرٌ؛ وقيل: الرَّهْبُ الجَمَلُ العَريضُ العِظامِ الـمَشْبُوحُ الخَلْقِ؛ قال: رَهْبٌ، كبُنْيانِ الشَّـآمي، أَخْلَقُ والرَّهْبُ: السَّهمُ الرَّقيقُ؛ وقيل: العظيمُ. والرَّهْبُ: النَّصْلُ الرقيقُ مِن نِصالِ السِّهام، والجمعُ رِهابٌ؛ قال أَبو ذؤَيب: فَدَنا له رَبُّ الكِلابِ، بكَفِّه * بِـيضٌ رِهابٌ، رِيشُهُنّ مُقَزَّعُ وقال صَخْر الغَيّ الـهُذَليّ: إِني سَيَنْهَى عَنّي وَعِـيدَهُمُ * بِـيضٌ رِهابٌ، ومُجْنَـأٌ أُجُدُ وصارِمٌ أُخْلِصَت خَشِـيبتُه، * أَبيضُ مَهْوٌ، في مَتْنِه رُبَدُ الـمُجْنَـأُ: التُّرْسُ. والأُجْدُ: الـمُحْكَمُ الصَّنعةِ، وقد فسَّرْناه في ترجمة جنأَ. وقوله تعالى: واضْمُمْ إِليكَ جَناحَك من الرَّهَبِ؛ قال أَبو إِسحق: من الرُّهْبِ. والرَّهَبِ إِذا جزم الهاءَ ضمّ الراءَ، وإِذا حرك الهاءَ

فتح الراءَ، ومعناهما واحد مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ. قال: ومعنى جَناحَك ههنا يقال: العَضُدُ، ويقال: اليدُ كلُّها جَناحٌ. قال الأَزهري وقال مقاتل في قوله: من الرَّهَبِ؛ الرَّهَبُ كُمُّ مَدْرَعَتِه. قال

<ص:439>

الأَزهري: وأَكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله: من الرَّهَب، أَنه بمعنى الرَّهْبةِ؛ ولو وَجَدْتُ إِماماً من السلف يجعل الرَّهَبَ كُـمّاً لذهبت إِليه، لأَنه صحيح في العَربية، وهو أَشبه بسياق الكلام والتفسيرِ، واللّه أَعلم بما أَراد.

والرُّهْبُ: الكُمُّ(1)

(1 قوله «والرهب الكم» هو في غير نسخة من المحكم كما 

ترى بضم فسكون وأَما ضبطه بالتحريك فهو الذي في التهذيب والتكملة وتبعهما المجد).يقال وضعت الشيءَ في رُهْبِـي أَي في كُمِّي. أَبو عمرو: يقال لِكُمِّ القَمِـيصِ: القُنُّ والرُّدْنُ والرَّهَبُ والخِلافُ. ابن الأَعرابي: أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَي كُمَّه. والرُّهابةُ، والرَّهابة على وَزْنِ السَّحابةِ: عُظَيْمٌ في الصَّدْرِ مُشْرِفٌ على البطن، قال الجوهري: مِثلُ اللِّسان؛ وقال غيره: كأَنه طرَف لسان الكَلْبِ، والجمع رَهابٌ. وفي حديث عَوْف ابن مالك: لأَنْ يَمْتَلِـئَ ما بين عانَتي إِلى رَهابَتي قَيْحاً أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَمْتَلئَ شِعْراً. الرَّهابةُ، بالفتح: غُضْرُوفٌ، كاللِّسان، مُعَلَّق في أَسْفَلِ الصَّدْرِ، مُشْرِفٌ على البطن. قال الخطابي: ويروى بالنون، وهو غَلَط. وفي الحديث: فَرَأَيْتُ السَّكاكِـينَ تَدُورُ بين رَهابَتِه ومَعِدَتِه. ابن الأَعرابي: الرَّهابةُ طَرَفُ الـمَعِدة، والعُلْعُلُ: طَرَفُ الضِّلَع الذي يُشْرِفُ على الرَّهابةِ. وقال ابن شميل: في قَصِّ الصدْرِ رَهابَتُه؛ قال: وهو لِسانُ القَصِّ من أَسْفَل؛ قال: والقَصُّ مُشاشٌ. وقال أَبو عبيد في باب البَخِـيل: يُعْطِـي من غير طَبْعِ جُودٍ؛ قال أَبو زيد: يقال في مثل هذا: رَهْباكَ خَيرٌ من رَغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ من حُبّه، وأَحْرَى أَن يُعْطِـيَكَ عليه. قال: ومثله الطَّعْنُ يَظْأَرُ غيره. ويقال: فَعَلْتُ ذلك من رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك، والرُّغْبَـى الرَّغْبةُ. قال ويقال: رُهْباكَ خيرٌ من رُغْباكَ، بالضم فيهما. ورَهْبَى: موضعٌ. ودارةُ رَهْبَـى: موضع هناك. ومُرْهِبٌ: اسم. @روب: الرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، والفعل: رابَ اللَّبن يَرُوبُ رَوْباً ورُؤُوباً: خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائبٌ؛ وقيل: الرائبُ الذي يُمْخَضُ فيُخْرَجُ زُبْدُه. ولبَنٌ رَوْبٌ ورائبٌ، وذلك إِذا كَثُفَتْ دُوايَتُه، وتكَبَّدَ لبَنُه، وأَتى مَخْضُه؛ ومنه قيل: اللبن الـمَمْخُوض رائبٌ، لأَنه يُخْلَط بالماءِ عند الـمَخْضِ ليُخْرَجَ زُبْدُه. تقول العرب: ما عندي شَوْبٌ ولا رَوْبٌ؛ فالرَّوْبُ: اللَّبنُ الرائبُ، والشَّوْبُ: العَسَلُ الـمَشُوبُ؛ وقيل: الرَّوْبُ اللَّبن، والشَّوْبُ العَسَلُ، من غير أَن يُحَدَّا. وفي الحديث: لا شَوْبَ ولا رَوْبَ في البيعِ والشِّراءِ. تقول ذلك في السِّلْعةِ تَبِـيعُها أَي إِني بَريءٌ من عَيْبِها، وهو مَثَلٌ بذلك. وقال ابن الأَثير في تفسير هذا الحديث: أَي لا غِشَّ ولا تَخْلِـيطَ؛ ومنه قيل للبن الـمَمْخُوضِ: رائبٌ، كما تقدَّم. الأَصمعي: من أَمثالهم في الذي يُخْطِـئُ ويُصِـيب: هو يَشُوبُ ويَروب؛ قال أَبو سعيد: معنى يَشُوبُ يَنْضَحُ ويَذُبُّ، يقال للرجل إِذا نَضَح عن صاحبه: قد شَوَّب عنه، قال: ويَرُوبُ أَي يَكْسَل. والتَّشْويبُ: أَنْ يَنْضَحَ نَضْحاً غير مُبالَغٍ فيه، <ص:440>

فهو بمعنى قوله يَشُوبُ أَي يُدافِـعُ مُدافعةً لا يُبالِـغُ فيها، ومرة يَكْسَلُ فلا يُدافِـعُ بَتَّـةً. قال أَبو منصور: وقيل في قولهم: هو يَشُوبُ أَي يَخْلِطُ الماءَ باللبن فيُفْسِدُه؛ ويَرُوبُ: يُصْلِـحُ، من قول الأَعرابي: رابَ إِذا أَصْلَح؛ قال: والرَّوْبةُ إِصْلاحُ الشأْن والأَمر، ذكرهما غير مهموزين، على قول من يُحَوِّل الهمزةَ واواً. ابن الأَعرابي: رابَ إِذا سكن؛ ورابَ: اتَّهَمَ. قال أَبو منصور: إِذا كان رابَ بمعنى أَصْلَحَ، فأَصْله مهموز، من رَأَبَ الصَّدْعَ، وقد مضى ذكرها.

ورَوَّبَ اللبنَ وأَرابه: جَعله رائِـباً. وقيل: الـمُرَوَّبُ قبْل أَن يُمْخَضَ، والرَّائِبُ بعد الـمَخْضِ وإِخْراجِ الزبد. وقيل: الرَّائبُ يكون ما مُخِضَ، وما لم يُمْخَضْ. قال الأَصمعي: الرائبُ الذي قد مُخِضَ وأُخْرِجَتْ زُبْدَتُه. والـمُروَّبُ الذي لم يُمْخَضْ بعد، وهو في السقاءِ، لم تُـؤْخَذْ زُبْدَتُه. قال أَبو عبيد: إِذا خَثُرَ اللبن، فهو الرَّائبُ، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبده، واسمه على حاله، بمنزلة العُشَراءِ من الإِبل، وهي الحامل، ثم تَضَعُ، وهو اسمها؛ وأَنشد الأَصمعي: سَقاك أَبو ماعزٍ رَائباً، * ومَنْ لك بالرائِبِ الخاثِرِ؟ يقول: إِنما سَقاكَ الـمَمْخُوضَ، ومَن لك بالذي لمْ يُمْخَضْ ولم يُنْزَعْ زُبْدُه؟ وإِذا أَدْرَكَ اللَّبَنُ ليُمْخَضَ، قيل: قد رابَ. أَبو زيد: التَّرْويبُ أَن تَعْمِدَ إِلى اللبن إِذا جَعَلْته في السِّقاءِ، فَتُقَلِّبَه ليُدْرِكَه الـمَخْضُ، ثم تَمْخَضُه ولم يَرُبْ حَسَناً، هذا نص قوله؛ وأَراد بقوله حَسَناً نِعِمّا. والـمِرْوَبُ: الإِناءُ والسِّقاءُ الذي يُرَوَّبُ فيه اللبنُ. وفي التهذيب: إِناءٌ يُرَوَّبُ فيه اللبن. قال: عُجَيِّزٌ منْ عامر بن جَنْدَبِ، * تُبْغِضُ أَن تَظْلِمَ ما في الـمِرْوَبِ وسِقاءٌ مُرَوَّبٌ: رُوِّبَ فيه اللبَنُ. وفي المثل: للعرب أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. وأَصله: السِّقاءُ يُلَفُّ حتى يَبْلُغ أَوانَ الـمَخْضِ، والـمَظْلُومُ: الذي يُظْلَم فيُسْقَى أَو يُشْرَب قبل أَن تَخْرُجَ زُبْدَتُه. أَبو زيد في باب الرجل الذليل الـمُسْتَضْعَفِ: أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ. وظَلَمْتُ السِّقاءَ إِذا سَقَيْتُه قبل إِدْراكِه. والرَّوْبَةُ: بَقِـيةُ اللبن الـمُرَوَّب، تُتْرَكُ في الـمِرْوَبِ حتى إِذا صُبَّ عليه الـحَلِيبُ كان أَسْرَعَ لرَوْبِه. والرُّوبةُ والرَّوْبةُ: خَميرةُ اللبن، الفتح عن كراع. ورَوْبةُ اللبن: خَمِـيرة تُلْقَى فيه من الحامِض ليَرُوبَ. وفي المثل: شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُه، كما يقال: احْلُبْ حَلَباً لك شَطْرُه. غيره: الرَّوْبَةُ خَمِـيرُ اللبن الذي فيه زُبْدُه، وإِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رَوْبٌ، ويسمى أَيضاً رائباً، بالمعنيين. وفي حديث الباقر: أَتَجْعَلُونَ في النَّبِـيذِ الدُّرْدِيَّ؟ قيل: وما الدُّرْدِيُّ؟ قال الرُّوبةُ. الرُّوبةُ، في الأَصل: خَمِـيرةُ اللَّبَنِ، ثم يُسْتَعمَلُ في كل ما أَصْلَحَ شيئاً، وقد تهمز. قال ابن الأَعرابي: روي عن أَبي بكر في وَصِـيَّتِه لعُمَرَ، رضي اللّه عنهما: عَلَيْكَ بالرَّائِبِ مِن الأُمُورِ، وإِيَّاكَ والرَّائِبَ <ص:441> منها؛ قال ثعلب: هذا مَثَل؛ أَراد؛ عَلَيْكَ بالأَمْرِ الصافي الذي ليس فيه شُبْهَةٌ، ولا كَدَرٌ، وإِيَّاكَ والرَّائبَ أَي الأَمْرَ الذي فيه شُبْهَةٌ وكَدَرٌ. ابن الأَعرابي: شابَ إِذا كَذَبَ؛ وشابَ إِذا خَدَع في بَيْعٍ أَو شِراءٍ. والرُّوبةُ والرَّوْبةُ، الأَخيرة عن اللحياني: جِمامُ ماءِ الفَحْلِ، وقيل: هو اجْتِماعُه، وقيل: هو ماؤُه في رَحِمِ الناقةِ، وهو أَغْلَظُ من الـمَهاةِ، وأَبْعَدُ مَطْرَحاً. وما يَقُومُ بِرُوبةِ أَمْرِه أي بِجِماعِ أَمْرِه أَي كأَنه من رُوبةِ الفحل. الجوهري: ورُوبةُ الفرس: ماءُ جِمامِه؛ يقال: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِك، ورُوبةَ فَحْلِك، إِذا اسْتَطْرَقْته إِياه. ورُوبةُ الرجل: عَقْلُه؛ تقول: وهو يُحدِّثُني، وأَنا إِذ ذاك غلام ليست لي رُوبةٌ. والرُّوبةُ: الحاجةُ؛ وما يقوم فلان برُوبةِ أَهلِه أَي بشأْنِهم وصَلاحِهم؛ وقيل: أَي بما أَسْنَدوا إِليه من حَوائِجهم؛ وقيل: لا يَقومُ بقُوتهم ومَؤُونَتهم. والرُّوبةُ: إِصْلاحُ الشأْنِ والأَمرِ. والرُّوبةُ: قِوامُ العَيْشِ. والرُّوبةُ: الطائفةُ مِن الليلِ. ورُوبةُ بن العجاج: مُشْتَقٌّ منه، فيمن لم يهمز، لأَنه وُلِدَ بعد طائفةٍ من الليل. وفي التهذيب: رُؤْبةُ بن العجاج، مهموز. وقيل: الرُّوبةُ الساعةُ من الليل؛ وقيل مَضت رُوبةٌ من الليل أَي ساعةٌ؛ وبَقِـيَتْ رُوبةٌ من الليل كذلك. ويقال: هَرِّق عَنَّا من رُوبةِ الليل، وقَطِّعِ اللحمَ رُوبةً رُوبةً أَي قِطْعةً قِطْعةً. ورابَ الرَّجلُ رَوْباً ورُؤُوباً: تَحَيَّر وفَتَرَتْ نَفْسُه من شِبَعٍ أَو نُعاسٍ؛ وقيل: سَكِرَ من النَّوم؛ وقيل: إِذا قام من النوم خاثِرَ البدَنِ والنَّفْسِ؛ وقيل: اخْتَلَطَ عَقْلُه، ورَأْيُه وأَمْرُه. ورَأَيت فلاناً رائباً أَي مُخْتَلِطاً خائِراً. وقوم رُوَباءُ أَي خُثَراء الأَنْفُسِ مُخْتَلِطُون. ورَجلٌ رائبٌ، وأَرْوَبُ، ورَوْبانُ، والأُنثى رائِـبةٌ، عن اللحياني، لم يزد على ذلك، من قوم رَوبى: إِذا كانوا كذلك؛ وقال سيبويه: هم الذين أَثْخَنَهُم السفَرُ والوَجَعُ، فاسْتَثْقَلُوا نوماً. ويقال: شَرِبُوا من الرَّائبِ فسَكِرُوا؛ قال بشر: فأَمـَّا تَمِـيمٌ، تَمِـيمُ بنُ مُرٍّ، * فأَلْفاهُمُ القومُ رَوْبى نِـياما وهو، في الجمع، شبيه بِهَلْكَى وسَكْرَى، واحدهم رَوْبانُ؛ وقال الأَصمعي: واحدهم رائبٌ مثل مائقٍ ومَوْقَى، وهالِكٍ وهَلْكَى. ورابَ الرجل ورَوَّبَ: أَعيا، عن ثعلب. والرُّوبةُ: التَّحَيُّر والكَسَلُ من كثرةِ شُرْبِ اللبن. ورابَ دَمُه رَوْباً إِذا حانَ هَلاكُه. أَبو زيد: يقال: دَعِ الرَّجلَ فقد رابَ دَمُه يَرُوبُ رَوْباً أَي قد حان هلاكُه؛ وقال في موضع آخر: إِذا تَعَرَّضَ لما يَسْفِكُ دَمَه. قال وهذا كقولهم: فلان يَحْبِسُ نَجِـيعَه ويَفُورُ دَمُه. ورَوَّبَت مَطِـيَّةُ فلان تَرْويباً إِذا أَعْيَتْ. والرُّوبةُ: مَكرمَةٌ من الأَرض، كثيرة النبات والشجر، هي أَبْقَى الأَرضِ كَـلأً، وبه سمي رُوبةُ بن العَجّاج. قال: وكذلك رُوبةُ القَدَحِ ما يُوصَلُ به، والجمع رُوَبٌ. والرُّوبةُ: شجر النِّلْك. والرُّوبةُ: كَلُّوبٌ يُخْرَجُ به الصَّيْدُ من الجُحْر، وهو الـمِحْرَشُ. عن أَبي العميثل الأَعرابي. ورُوَيْبةُ: أَبو بطن من العرب، واللّه أَعلم. <ص:442> @ريب: الرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ. والرَّيْبُ والرِّيبةُ: الشَّكُّ، والظِّـنَّةُ، والتُّهْمَةُ. والرِّيبةُ، بالكسر، والجمع رِيَبٌ. والرَّيْبُ: ما رابَك مِنْ أَمْرٍ. وقد رابَنِـي الأَمْر، وأَرابَنِـي. وأَرَبْتُ الرجلَ: جَعَلْتُ فيه رِيبةً. ورِبْتُه: أَوصَلْتُ إِليه الرِّيبةَ. وقيل: رابَني: عَلِمْتُ منه الرِّيبة، وأَرابَنِـي؛ أَوهَمَني الرِّيبةَ، وظننتُ ذلك به. ورابَنِـي فلان يَريبُني إِذا رَأَيتَ منه ما يَريبُك، وتَكْرَهُه. وهذيل تقول: أَرابَنِـي فلان، وارْتابَ فيه أَي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ به إِذا رأَيتَ منه ما يَريبُك. وأَرابَ الرجلُ: صار ذا رِيـبةٍ، فهو مُريبٌ. وفي حديث فاطمةَ: يُريبُني ما يُريبُها أَي يَسُوءُني ما يَسُوءُها، ويُزْعِجُني ما يُزْعِجُها؛ هو من رابَني هذا الأَمرُ وأَرابني إِذا رأَيتَ منه ما تَكْرَهُ. وفي حديث الظَّبْـي الحاقِفِ: لا يَريبُه أَحدٌ بشيء أَي لا يَتَعَرَّضُ له ويُزْعِجُه. ورُوي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: مَكْسَبَةٌ فيها بعضُ الرِّيبةِ خيرٌ من مسأَلةِ الناسِ؛ قال القتيبي: الرِّيبةُ والرَّيبُ الشَّكُّ؛ يقول: كَسْبٌ يُشَكُّ فيه، أَحَلالٌ هو أَم حرامٌ، خيرٌ من سُؤَالِ الناسِ، لمن يَقْدِرُ على الكَسْبِ؛ قال: ونحو ذلك الـمُشْتَبهاتُ. وقوله تعالى: لا رَيْبَ فيه. معناه: لا شَكَّ فيه. ورَيْبُ الدهرِ: صُرُوفُه وحَوادِثُه. ورَيْبُ الـمَنُونِ: حَوادِثُ الدَّهْر. وأَرابَ الرجلُ: صار ذا رِيبةٍ، فهو مُريبٌ. وأَرابَنِـي: جعلَ فيَّ رِيبةً، حكاهما سيبويه. التهذيب: أَرابَ الرجلُ يُريبُ إِذا جاءَ بِتُهْمَةٍ. وارْتَبْتُ فلاناً أَي اتَّهَمْتُه. ورابني الأَمرُ رَيْباً أَي نابَنِـي وأَصابني. ورابني أَمرُه يَريبُني أَي أَدخل عليَّ شَرّاً وخَوْفاً. قال: ولغة رديئة أَرابني هذا الأَمرُ. قال ابن الأَثير: وقد تكرّر ذكر الرَّيْب، وهو بمعنى الشَّكِّ مع التُّهمَةِ؛ تقول: رابني الشيءُ وأَرابني، بمعنى شَكَّكَنِـي؛ وقيل: أَرابني في كذا أَي شككني وأَوهَمَني الرِّيبةَ فيه، فإِذا اسْتَيْقَنْتَه، قلت: رابنِـي، بغير أَلف. وفي الحديث: دَعْ ما يُريبُك إِلى ما لا يُرِيبُكَ؛ يروى بفتح الياءِ وضمّها، أَي دَعْ ما تَشُكُّ فيه إِلى ما لا تَشُكُّ فيه. وفي حديث أَبي بكر، في وَصِـيَّتِه لعمر، رضي اللّه عنهما، قال لعمر: عليك بالرّائبِ من الأُمور، وإِيَّاك والرائبَ منها. قال ابن الأَثير: الرائبُ من اللبَنِ ما مُخِضَ فأُخِذَ زُبْدُه؛ المعنى: عليك بالذي لا شُبْهةَ فيه كالرّائبِ من الأَلْبانِ، وهو الصَّافي؛ وإِياك والرائبَ منها أَي الأَمر الذي فيه شُبْهَةٌ وكَدَرٌ؛ وقيل المعنى: إِن الأَوَّلَ من رابَ اللبنُ يَرُوبُ، فهو رائِبٌ، والثاني من رَابَ يَريبُ إِذا وقع في الشكّ؛ أَي عليك بالصّافي من الأُمورِ، وَدَعِ الـمُشْتَبِهَ منها. وفي الحديث: إِذا ابْتَغَى الأَميرُ الرّيبةَ في الناسِ أَفْسَدَهم؛ أَي إِذا اتَّهَمَهم وجاهَرهم بسُوءِ الظنِّ فيهم، أَدّاهم ذلك إِلى ارتكابِ ما ظَنَّ بهم، ففَسَدُوا. وقال اللحياني: يقال قد رابَنِـي أَمرُه يَريبُني رَيْباً ورِيبَةً؛ هذا كلام العرب، إِذا كَنَوْا أَلْحَقُوا الأَلف، وإِذا لم يَكْنُوا أَلْقَوا الأَلفَ. قال: وقد يجوز فيما يُوقَع أَن تدخل الأَلف، فتقول: أَرابني الأَمرُ؛ قال خالد بن زُهَيْر الـهُذَلي: يا قَوْمِ! ما لي وأَبا ذُؤَيْبِ، * كنتُ، إِذا أَتَيْتُه من غَيْبِ، <ص:443> يَشَمُّ عِطْفِـي، ويَبُزُّ ثَوْبي، * كأَنـَّني أَرَبْتُه بِرَيْبِ قال ابن بري: والصحيح في هذا أَنَّ رابني بمعنى شَكَّكَني وأَوْجَبَ عندي رِيبةً؛ كما قال الآخر: قد رابَني مِنْ دَلْوِيَ اضْطرابُها وأَمـّا أَراب، فإِنه قد يأْتي مُتَعَدِّياً وغير مُتَعَدٍّ، فمن عَدَّاه جعله بمعنى رابَ؛ وعليه قول خالد: كأَنـَّني أَرَبْتُه بِرَيْبِ وعليه قول أَبي الطيب: أَتَدرِي ما أَرابَكَ مَنْ يُرِيبُ ويروى: كأَنني قد رِبْتُه بريب فيكون على هذا رابَني وأَرابَني بمعنى واحد. وأَما أَرابَ الذي لا يَتَعَدَّى، فمعناه: أَتى برِيبةٍ، كما تقول: أَلامَ، إِذا أَتى بما يُلامُ عليه، وعلى هذا يتوَجَّهُ البيت المنسوب إِلى الـمُتَلمِّس، أَو إِلى بَشَّار بن بُرْدٍ، وهو: أَخُوكَ الذي إِنْ رِبْتَه، قال: إِنَّما * أَرَبْتَ، وإِنْ لايَنْتَه، لانَ جانِـبُهْ والرواية الصحيحةُ في هذا البيت: أَرَبْتُ، بضم التاءِ؛ أَي أَخُوكَ الذي إِنْ رِبْتَه برِيبةٍ، قال: أَنا الذي أَرَبْتُ أَي أَنا صاحِبُ الرِّيبَةِ، حتى تُتَوَهَّمَ فيه الرِّيبةُ، ومن رواه أَرَبْتَ، بفتح التاءِ، فإِنه زعم أَن رِبْتَه بمعنى أَوْجَبْتَ له الرِّيبةَ؛ فأَما أَرَبْتُ، بالضم، فمعناه أَوْهَمْتُه الرِّيبةَ، ولم تكن واجِـبةً مَقْطُوعاً بها. قال الأَصمعي: أَخبرني عيسى بن عُمَرَ أَنه سَمِع هُذَيْلاً تقول: أَرابَني أَمْرُه؛ وأَرابَ الأَمْرُ: صار ذا رَيْبٍ؛ وفي التنزيل العزيز: إِنهم كانوا في شَكٍّ مُريبٍ؛ أَي ذي رَيْبٍ. وأَمْرٌ رَيَّابٌ: مُفْزِعٌ. وارْتابَ به: اتَّهَمَ. والرَّيْبُ: الحاجةُ؛ قال كَعْبُ بن مالِكٍ الأَنصاريّ: قَضَيْنا مِنْ تِهامَةَ كُلَّ رَيْبٍ، * وخَيْبَرَ، ثم أَجْمَمْنا السُّـيُوفا وفي الحديث: أَنَّ اليَهُودَ مَرُّوا بِرَسُولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال بعضُهم: سَلُوه، وقال بعضهم: ما رَابُكُمْ إِليه؟ أَي ما إِرْبُكُم وحاجَتُكم إِلى سُؤَالِه؟ وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: ما رابُكَ إِلى قَطْعِها؟ قال ابن الأَثير: قال الخطابي: هكذا يَرْوُونه، يعني بضم الباءِ، وإِنما وَجْهُه: ما إِرْبُكَ؟ أَي ما حاجَتُكَ؟ قال أَبو موسى: يحتمل أَن يكون الصوابُ ما رابَكَ، بفتح الباءِ، أَي ما أَقْلَقَكَ وأَلجأَكَ إِليه؟ قال: وهكذا يرويه بعضهم. والرَّيْبُ: اسم رَجُل. والرَّيبُ: اسم موضع؛ قال ابن أَحمر: فَسارَ بِه، حتى أَتى بَيْتَ أُمـِّه، * مُقِـيماً بأَعْلى الرَّيْبِ، عِنْدَ الأَفاكِلِ @ربت: رَبَتَ الصبيَّ، ورَبَّتَه: رَبَّاه. ورَبَّتَه يُرَبِّتُه تَرْبيتاً: رَبَّاه تَرْبيةً؛ قال الراجز: سَمَّيتها، إِذ وُلِدَتْ، تَمُوتُ، والقَبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ، ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبيتُ @رتت: الرُّتَّة، بالضم: عَجَلة في الكلام، وقِلَّة أَناةٍ، وقيل: هو أَن يقلب اللام ياء، وقد رَتَّ رَتَّةً، وهو أَرَتّ. أَبو عمرو: الرُّتَّة رَدَّة قبيحة في اللسان من العيب؛ وقيل: هي العُجْمة في الكلام، والحُكْلة فيه. ورجل أَرَتُّ: بَيِّنُ الرَّتَتِ. وفي لسان رُتَّة. وأَرَتَّه اللهُ، فَرَتَّ. وفي حديث المِسْوَرِ: أَنه رأَى رجلاً أَرَتَّ يؤُمُّ الناسَ، فأَخَّرَه. الأَرَتُّ: الذي في لسان عُقْدة وحُبْسة، ويَعْجَلُ في كلامه، فلا يُطاوِعُه لسانُه. التهذيب: الغَمْغَمَةُ أَن تَسْمَعَ الصوتَ، ولا يُبينُ لك تَقْطِيعُ الكلام، وأَن يكون الكلامُ مُشْبِهاً لكلام العجم. والرُّتَّة: كالريح، تمنع منه أَوَّلَ الكلام، فإِذا جاء منه اتَّصَلَ به. قال: والرُّتَّةُ غريزة، وهي تكثر في الأَشراف. أَبو عمرو: الرُّتَّى المرأَة اللَّثْغاء. ابن الأَعرابي: رَتْرَتَ الرجلُ إِذا تَعْتَع في التاء وغيرها. والرَّتُّ: الرئيسُ من الرجال في الشَّرَف والعطاء، وجمعُه رُتوتٌ؛ وهؤُلاء رُتوتُ البلدِ. والرَّتُّ: شيء يُشْبه الخنزير البَرِّيَّ، وجمعه رُتوتٌ؛ وقيل: هي الخنازير الذكور؛ قال ابن دريد: وزعموا أَنه لم يجئ بها أَحدٌ غير الخليل. أَبو عمرو: الرَّتُّ الخنزير المُجَلِّحُ، وجمعه رِتَتةٌ. وإِياسُ بن الأَرَتِّ: من شُعَرائهم وكرمائهم؛ وخَبَّابُ بنُ الأَرَتِّ، واللهُ أَعلم. @رفت: رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً، ورِفْتةً قبيحةً، عن اللحياني: وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّه؛ ويقال: رَفَتُّ الشيءَ وحَطَمْتُه وكَسَرتُه. والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر. ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ. ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحياني. ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً. وفي التنزيل العزيز: أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً؛ أَي دُقاقاً. وفي حديث ابن الزبير، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، وبناءَها بالوَرْسِ، قيل له: إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً. والرُّفاتُ: كل ما دُقَّ فكُسِرَ. ويقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها، ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها. ابن الأَعرابي: الرُّفَتُ التِّينُ. ويقال في مَثَلٍ: أَنا أَغْنى عَنْكَ من التُّفَهِ عن الرُّفَتِ؛ والتُّفَهُ: عَناقُ الأَرض، وهو ذُو ناب لا يَرْزَأَ التِّبْنَ والكَلأَ؛ والتُّفَه يُكتب بالهاء، والرُّفتُ بالتاء.

@رثث: الرَّثُّ والرِّثَّةُ والرَّثيثُ: الخَلَق الخَسيسُ البالي من كل شيء. تقول: ثوبٌ رَثٌّ، وحَبْلٌ رَثٌّ، ورجل رَثُّ الهيئةِ في لُبْسه؛ وأَكثر ما يُستعمل فيما يُلبس، والجمع رِثاثٌ. وفي حديث ابن نَهيكٍ: أَنه دَخلَ على سَعْدٍ، وعنده متاع رَثٌّ أَي خَلَقٌ بالٍ. وقد رَثَّ الحبلُ وغيره يَرِثُّ ويَرُثُّ رثاثَة ورُثُوثة، وأَرَثَّ، وأَرثَّه البِلى، عن ثعلب. وأَرثَّ الثوبُ أَي أَخْلَق؛ قال ابن دريد: أَجاز أَبو زيد: رَثَّ وأَرَثَّ، وقال الأَصمعي: رَثَّ بغير أَلف؛ قال أَبو حاتم: ثم رجع بعد ذلك وأَجاز رَثَّ وأَرَثَّ؛ وقول دُرَيد بن الصِّمَّة: أَرَثَّ جديدُ الحَبْلِ من أُمِّ مَعْبدِ بعاقبةٍ، وأَخْلَفَتْ كلَّ مَوْعِدِ يجوز أَن يكون على هذه اللغة، ويجوز أَن تكون الهمزة في الاستفهام دخلت على رَثَّ. وأَرَثَّ الرجلُ: رًثَّ حَبْلُه، والاسم من كل ذلك الرِّثَّةُ. ورجل رَثُّ الهَيئة: خَلَقُها باذُّها. وفي خَلْقه رَثاثةٌ أَي بَذاذَة. وقد رَثَّ يَرُثُّ رَثاثةً، ويرِثُّ رُثوثةً. والرَّثُّ والرِّثَّةُ جميعاً: رَديءُ المتاع، وأَسْقاطُ البَيْت من الخُلْقانِ. وارْتَثَثْنا رِثَّةَ القوم، وارْتَثُّوا رِثَّةَ القوم: جَمَعُوها أَو اشترَوها. وتُجْمَع الرِّثَّةُ رِثاثاً. والرِّثَّة: خُشارة الناس وضُعَفاؤُهم، شُبِّهُوا بالمتاع الرديء. وروى عَرْفجةُ عن أَبيه قال: عَرَّفَ عَلِيٌّ رِثَّةَ أَهلِ النَّهْر، قال: فكان آخِرُ ما بَقِيَ قِدْرٌ، قال: فلقد رأَيتُها في الرَّحَبة، وما يَغْتَرفُها أَحدٌ. والرِّثَّة: المتاعُ وخُلْقانُ البيتِ، والله أَعلم. والرِّثَّة: السَّقَطُ من متاع البيت من الخُلْقان، والجمع رِثَثٌ، مثل قِرْبةٍ وقِرَبٍ، ورِثاثٌ مثلُ رِهْمةٍ ورِهام. وفي الحديث: عَفَوْتُ لكم عن الرِّثَّة؛ هي متاعُ البيت الدُّونُ؛ قال ابن الأَثير: وبعضهم يرويه الرِّثْية، والصوابُ الرِّثَّة، بوزن الهِرَّة. وفي حديث النُّعْمان بن مُقَرِّنٍ يومَ نَهاوَنْد: أَلا إِن هؤٌلاء قد أَخْطَرُوا لم رِثَّة، وأَخْطَرْتم لهم الإِسلامَ؛ وجمعُ الرِّثَّة رِثاثٌ. وفي الحديث: فجَمَعْتُ الرِّثاثَ إِلى السائب. والمُرْتَثُّ: الصَّريعُ الذي يُثْخَنُ في الحَرْب ويُحْمَلُ حَيّاً ثم يموت؛ وقال ثعلب: هو الذي يُحْمَلُ من المَعْرَكة وبه رَمَق، فإِن كان قتيلاً، فليس بمُرْتَثٍّ. التهذيب: يقال للرجل إِذا ضُربَ في الحَرْبِ فأُثْخِنَ، وحُمِلَ وبه رَمَق ثم ماتَ: قد ارْتُثَّ فلانٌ، وهو افْتُعِلَ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، أَي حُمِلَ من المعركة رَثيثاً أَي جَريحاً وبه رَمَقٌ؛ ومنه قولُ خَنْساءَ حين خَطَبَها دريدُ ابن الصِّمَّة، على كِبَرِ سِنِّه: أَتَرَوْنَني تاركةً بني عَمِّي، كأَنهم عَوالي الرِّماحِ، ومُرْتَثَّةً شيخَ بني جُشَمٍ؟ أَرادت: أَنه مذ أَسَنَّ وقَرُبَ من الموت وضَعُف، فهو بمنزلة مَن ؛حُمِلَ من المَعْركة، وقد أَثْبَتَتْه الجراحُ لضَعْفِه. وفي حديث كعب بن مالك: أَنه ارْتُثَّ يومَ أُحُدٍ، فجاءَ به الزبيرُ يَقُود بزِمام راحلته؛ الارْتثاثُ: أَن يُحْمَلَ الجريحُ من المَعْركة، وهو ضعيف قد أَثْخَنَتْه الجِراح. والرَّثِيث أَيضاً: الجريح، كالمُرْتَثِّ. وفي حديث زيد بن صُوحانَ: أَنه ارْتُثَّ يوم الجَمل، وبه رَمَقٌ. وفي حديث أُم سلمة: فرآني مُرْتَثَّةً أَي ساقطةً ضعيفة؛ وأَصلُ اللفظة من الرَّثِّ: الثوب الخَلَق. والمُرْتَثُّ، مُفْتَعِل، منه. وارْتَثَّ بنو فلانٍ ناقةً لهم أَو شاةً: نَحَروها من الهُزال. والرِّثَّة: المرأَة الحَمقاءُ. @رعث: الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بها. ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يقال: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال الأَخْطَلُ يصف ديكاً: ماذا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِبُني، من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ ورَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنين؛ وشاة رَعْثاءُ، من ذلك. ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَيْها. والرَّعْثُ والرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه، والجمع: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قال النمر: وكلُّ خَليلٍ، عليه الرِّعا ثُ والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ. وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة: رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمي بذلك لرِعاثٍ كانت له في صغَره في أُذُنه. وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جني. وفي الحديث: قالت أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله، ، فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ. الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وهي من حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة أَيضاً، بالتحريك، وهو القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابن الأَعرابي: الرَّعْثة في أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن، والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط. والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه، زِينةً لها كالذَّباذِبِ؛ وقيل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بالضم، عن كراع. وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قال الأَزهري: وكلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ، والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جمع الجمع. والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. وحكي عن بعضهم: يقال لراعُوفةِ البئر (* قوله «يقال لراعوفة البئر إلخ» قال في التكملة وهي صخرة تترك في أسفل البئر إِذا احتفرت تكون هناك، ويقال هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم عليها المستقي.): راعُوثة. قال: وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وتفسيره في العين والراءِ. وفي حديث سحر النبي، : ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ البئر؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، والمشهور بالفاءِ، وهي هي، وسيُذكر في موضعه. @رغث: الرُّغَثاوان: العَصَبتانِ اللَّتان تحت الثديين؛ وقيل هما ما بين المَنْكِبَيْن والثَّدْيَيْن، مما يلي الإِبْطَ من اللحم؛ وقيل: هما مَغْرِزُ الثَّدْيَيْن إِلى الإِبْط؛ وقيل: هما مُضَيْغَتانِ من لحم، بين الثَّنْدُوَةِ والمَنْكِب، بجانِبيِ الصَّدْر؛ وقيل: الرُّغَثاءُ مثالُ العُشَراء، عِرْقٌ في الثَّدْيِ يُدِرُّ اللَّبَنَ. التهذيب: الرَّغَثاءُ بفتح الراءِ، عِصَبةُ الثَّدْي؛ قال الأَزهري: وضم الراءِ في الرُّغَثاءِ أَكثرُ؛ عن الفراءِ؛ وقيل: الرُّغَثاوانِ سَوادُ حَلَمَتي الثَّدْيَيْن. ورُغِثَتِ المرأَة تُرْغَثُ إِذا شَكَتْ رُغَثاءَها. وأَرْغَثَه: طَعَنَه في رُغَثائه؛ قالت خَنْساءُ: وكانَ أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصارَها، وأَرْغَثَها بالرُّمْح حتى أَقَرَّتِ والرَّغُوثُ: كلُّ مُرْضِعَةٍ؛ قال طَرَفَةُ: فَلَيتَ لَنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرٍو، رَغُوثاً، حَوْلَ قُبَّتِنا، تَخُورُ وفي حديث الصدقة: أَن لا يُؤْخَذَ فيها الرُّبَّى والماخِضُ والرَّغُوثُ أَي التي تُرْضَعُ. ورَغَثَ المولودُ أُمَّه يَرْغَثُها رَغْثاً، وارْتَغَثَها: رَضَعَها. والمُرْغِثُ: المرأَةُ المُرْضِعُ، وهي الرَّغُوث، وجمعها رِغاثٌ. والرَّغُوثُ أَيضاً: ولدُها. وفي حديث أَبي هريرة: ذَهَبَ رسولُ الله، ، وأَنتم تَرْغَثُونَها؛ يعني الدنيا، أَي تَرْضَعُونَها؛ من رَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه إِذا رَضِعَها. وأَرْغَثَثِ النعجةُ وَلدَها: أَرْضَعَته. ورَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه أَي رَضِعَها. وشاة رَغُوثٌ ورَغُوثةٌ: مُرْضِعٌ، وهي من الضأْن خاصةً، واسْتَعْمَلَها بعضُهم في الإِبل فقال: أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ، صاحبُ لَيْلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ يَجْمَعُ للرِّعاءِ في ثَلاثِ طُولَ الصَّوَا، وقِلَّةَ الإِرْغاث وقيل: الرَّغُوثُ من الشاءِ التي قد وَلَدَتْ فَقَط؛ وقوله: حتى يُرَى في يابِسِ الثَرْياءِ حُثْ، يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْ يجوز أَن يريد تصغير الطَّلا الذي هو ولد الشاة، أَو الذي هو ولد الناقة، أَو غير ذلك من أَنواع البهائم. وبِرْذَوْنة رَغُوثٌ: لا تَكاد تَرْفَعُ رأْسها من المِعْلَفِ. وفي المثل: آكَلُ الدَّوابِّ بِرذَونةٌ رَغُوثٌ، وهي فَعُول في معنى مفعولة، لأَنها مَرْغُوثة. وأَورد الجوهري هذا المثل شعراً، فقال: آكَلُ منْ بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثِ ورَغَثَه الناس: أَكْثَروا سُؤَالَه حتى فنِيَ ما عنده. وقال أَبو عبيد: رُغِثَ، فهو مَرْغُوثٌ، فجاءَ به على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله: أَكثر عليه السؤَالَ حتى نَفِدَ ما عنده. @رفث: الرَّفَثُ: الجماعُ وغيره مما يكون بين الرجل وامرأَته، يعني التقبيل والمُغازلة ونحوهما، مما يكون في حالة الجماع، وأَصله قول الفُحْش. والرَّفَثُ أَيضاً: الفُحْشُ من القول، وكلام النساءِ في الجماع؛ تقول منه: رَفَثَ الرجل وأَرْفَثَ؛ قال العجاج: ورُبَّ أَسرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ عن اللَّغَا، ورَفَثِ التَكَلُّم وقد رَفَثَ بها ومَعها. وقوله عز وجل: أُحِلَّ لكم، ليلةَ الصيام، الرَّفَثُ إِلى نسائكم؛ فإِنه عدَّاه بإِلى، لأَنه في معنة الإِفْضاءِ، فلما كُنْتَ تُعَدِّي أَفْضَيْتُ بإِلى كقولك: أَفْضَيتُ إِلى المرأَة، جئتَ بإِلى مع الرَّفَثِ، إِيذاناً وإِشعاراً أَنه بمعناه. ورَفَثَ في كلامه (* قوله «ورفث في كلامه إلخ» من باب نصر وفرح وكرم كما في القاموس وغيره.) يَرْفُثُ رَفْثاً، ورَفِثَ رَفَثاً، ورَفُثَ، بالضم عن اللحياني، وأَرْفَثَ، كلُّه: أَفْحَشَ؛ وقيل: أَفْحَشَ في شأْنِ النساءِ. وقولُه تعالى: فلا رَفَثَ، ولا فُسوقَ، ولا جِدالَ في الحج؛ يجوز أَن يكونَ الإِفْحاشَ؛ وقال الزجاج: أَي لا جِماعَ، ولا كَلِمة من أَسباب الجماع، وأَنشد: عن اللَّغا، ورَفَثِ التكلُّمِ وقال ثعلب: هو أَن لا يأْخُذَ ما عليه من القَشَفِ، مثل تقليم الأَظفار، ونَتْفِ الإِبطِ، وحَلْق العانة، وما أَشبهه، فإِن أَخذ ذلك كله فليس هنالك رَفَثٌ. والرَّفَثُ: التعريض بالنكاح. وقال غيره: الرَّفَثُ كلمة جامعة لكل ما يريده الرجلُ من المرأَة؛ وروي عن ابن عباس أَنه كان مُحْرِماً، فأَخَذَ بذَنَبِ ناقة من الرِّكابِ، وهو يقول: وهُنَّ يَمْشِينَ بنا هَميسا، إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسا فقيل له: يا أَبا العباس، أَتقول الرَّفَثَ وأَنت مُحْرِمٌ؟ وفي رواية: أَثَرْفُثُ وأَنتَ مُحْرم؟ فقال: إِنما الرَّفَثُ ما رُوجِعَ به النساءُ (* قوله «ما روجع به إلخ» الذي في الصحاح ما ووجه به النساء.). فرأَى ابنُ عباس الرَّفَثَ الذي نَهى اللهُ عنه ما خُوطِبَتْ به المرأَة؛ فأَما أَنْ يَرْفُثَ في كلامه، ولا تَسْمَع امرأَةٌ رَفَثَه، فغير داخلٍ في قوله: فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ. @رمث: الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شجرة من الحَمْضِ؛ وفي المحكم: شجرٌ يُشْبِه الغَضا، لا يَطُولُ، ولكنه ينبسط ورقُه، وهو شبيه بالأُشْنانِ، والإِبل تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّة، ومَلَّتْها. الجوهري: الرِّمْثُ، بالكسر، مَرْعًى من مَراعي الإِبل، وهو من الحَمْض؛ قال أَبو حنيفة: وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، وهو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِيشُ فيه الإِبل والغنم، وإِن لم يكن معها غيره، وربما خرج فيه عسلٌ أَبيضٌ، كأَنه الجُمان، وهو شديد الحلاوة، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام. وقال مرة قال بعضُ البصريين: يكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل، يَنْبُتُ نَباتَ الشيح، قال: وأَخبرني بعضُ بني أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ القامة، فيُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، وبها سمي الرجلُ رِمْثَةُ، وكُني أَبا رِمْثةَ، بالكسر. والرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكي عنه. ورَمِثَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَرْمَثُ رَمَثاً، فهي رَمِثَةٌ ورَمْثى، وإِبلٌ رَماثَى: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها. وقال أَبو حنيفة: هو سُلاحٌ يأْخذها إِذا أَكلتِ الرِّمْثَ، وهي جائعة، فيُخاف عليها حينئذ. الأَزهري: الرِّمْثُ والغَضَا، إِذا باحَتَتْها الإِبلُ، ولم يكن لها عُقْبة من غيرها، يقال: رَمِثَتْ وغَضِبَتْ، فهي رَمِثَة وغَضِيَة، ذكر ذلك في ترجمة طَلَح. وأَرضُ مَرْميَثة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ، والعرب تقول: ما شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ، ولا أَضْيَعَ لسابلة، ولا أَبْدَن ولا أَرْتَعَ، من الرِّمْثةِ؛ قال أَبو منصور: وذلك أَن الإِبل إِذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مثل الرُّغْلِ والرِّمْثِ، مَشَقَتْ منها حاجَتَها، ثم عادت إِلى الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ.والرَّمَثُ: الحَلَبُ. يقال: رَمِّثْ ناقَتَك أَي أَبْقِ في ضَرْعِها شيئاً. ابن سيده: والرَّمَثُ البقية من اللبن تَبْقَى بالضَّرْع، بعد الحَلَبِ، والجمع أَرْماثٌ. والرَّمَثة: كالرَّمَثِ، وقد أَرْمَثَها، ورَمَّثَها. ويقال: رَمَّثْتُ في الضَّرْع تَرْمِيثاً، وأَرْمَثْتُ أَيضاً إِذا أَبْقَيْتَ بها شيئاً؛ قال الشاعر: وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ الفَصِيلَ في الأُمِّ، وامْتَكَّها المُرْمِثُ ورَمَثْتُ الشيءَ أَصْلَحْتُه ومَسَحْتُه بيدي؛ قال الشاعر: وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه، ونَصَحْتُه في الحَرْب نَصْحا (* قوله «رويسه» كذا في الصحاح. وقال الصاغاني: هكذا وقع بضم الراء وفتح الواو وهو تصحيف، والرواية: دريسه أَي بفتح الدال وكسر الراء وهو الخلق من الثياب، والبيت لأَبي دواد.) ورَمَّثَ على الخمسين وغيرها: زاد؛ وإسنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه، لأَنه أَوسط الأَعمار، ولذلك استعملها أَبو عبيد في باب الأَسنان وزيادة الناس، فيما دون سائر العقود. ورَمَّثَتْ غنَمُه على المائة: زادت. ورَمَّثَتِ الناقةُ على مِحْلَبها، كذلك. وفي حديث رافع بن خَديج، وسُئل عن كِراءِ الأَرض البيضاءِ بالذهب والفضة، فقال: لا بأْسَ، إِنما نُهِيَ عن الإِرماثِ. قال ابن الأَثير: هكذا يروى، فإِن كان صحيحاً، فيكون من قولهم: رَمَثْتُ الشيءَ بالشيءِ إِذا خَلَطْتَه، أَو من قولهم: رَمِّثَ عليه وأَرْمَثَ إِذا زاد، أَو من الرَّمَث: وهو بقية اللبن في الضَّرْع، قال: فكأَنه نهى عنه من أَجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أَو لزيادة يأْخذها بعضُهم من بعض، أَو لإِبقاءِ بعضهم على البعض شيئاً من الزَّرْع. والرَّمَثُ، بفتح الراءِ والميم: خَشَبٌ يُشَدُّ بعضُه إِلى بعض كالطَّوْف، ثم يُرْكَبُ عليه في البحر؛ قال أَبو صَخْر الهُذَلي: تَمَنَّيْتُ، من حُبِّي عُلَيَّةَ، أَننا على رَمَثٍ، في الشَّرْمِ، ليس لنا وَفْرُ (* قوله «من حبي علية» الذي في الصحاح من حي بثينة.) الشَّرْمُ: موضع في البحر. والجمع أَرْماثٌ؛ ومن هذه القصيدة: أَمَا والذي أَبْكَى وأَضْحَكَ، والذي أَماتَ وأَحيا، والذي أَمْرُه الأَمْرُ لقد تَرَكَتْنِي أَغْبِطُ الوَحْشَ، أَن أَرى أَلِيفَيْنِ منها، لا يَرُوعُهما الزَّجْرُ إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبي لِذِكْرِها، كما انْتَفَضَ العُصْفُور، بَلَّلَه القَطْرُ تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا ما لَمسْتُها، وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وصَلْتُكِ حتى قِيلَ: لا يَعْرِفُ القِلَى وزُرْتُكِ حتى قِيلَ: ليس له صَبْرُ فيا حُبَّها زِدْني هَوًى كلَّ ليلةٍ ويا سَلْوةَ الأَيامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بيني وبينَها فلما انْقَضَى ما بيننا، سَكَنَ الدَّهْرُ قال ابن بري: معناه أَن الدَّهْرَ كان يَسْعَى بينه وبينها في إِفساد الوصل، فلما انقضَى ما بينهما من الوَصْل، وعادَ إِلى الهَجْر، سَكَنَ الدهرُ عنهما؛ وإِنما يريد بذلك: سَعْيَ الوُشاةِ، فنسَبَ الفعلَ إِلى الدهْر، مجازاً لوقوع ذلك فيه، وجَرْياً على عوائد الناس في نسبة الحوادث إِلى الزمان؛ قال المستملي من الشيخ أَبي محمد بن بري، رحمهما الله تعالى؛ قال: لما أَملانا الشيخ قوله: وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ ضَحِكَ، ثم قال: هذا البيتُ كان السببَ في تَعَلُّمي العربية فقلنا له: وكيف ذلك؟ قال: ذكر لي أَبي، برِّيٌّ، أَنه رأَى في المنام قبل أَن يُرْزَقَني، كأَنَّ في يده رُمْحاً طويلاً، في رأْسه قِنْديلٌ، وقد عَلَّقه على صخرة بيتِ المَقْدس، فعُبِّرَ له بأَن يُرْزَقَ ابناً يَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم يَتَعلَّمه، فلما رُزِقَني، وبَلَغْتُ خمسَ عشرة سنةً، حَضَر إِلى دُكَّانه، وكان كُتْبِيّاً، ظافرٌ الحدادُ وابنُ أَبي حَصِينة، وكلاهما مشهورٌ بالأَدب؛ فأَنشد أَبي هذا البيت: تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إِذا لمَسْتُها، وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ وقال: الورقُ الخُضْرِ، بكسر الراء، فضحِكا منه لِلَحْنه؛ فقال: يا بُنَيَّ، أَنا منتظر تفسير منامي، لعلَّ اللهَ يَرْفَعُ ذِكْرِي بك، فقلتُ له أَيَّ العُلوم تَرَى أَن أَقرأَ؟ فقال لي اقرإِ النحوَ حتى تُعَلِّمني، فكنت أَقرأُ على الشيخ أَبي بكر محمد بن عبد الملك ابن السَّرَّاج، رحمه الله، ثم أَجيء فأُعلمه. وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا، في البحر، ولا ماءَ معنا، أَفَنَتَوَضَّأُ بماء البحر؟ فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه؛ قال الأَصمعي: الأَرْماثُ جمع رَمَثٍ، بفتح الميم: خَشَب يُضَمُّ بعضُه إِلى بعض، ويُشَدُّ، ثم يُرْكَبُ في البحر. والرَّمَثُ: الطَّوْفُ، وهو هذا الخَشَبُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول، من رَمَثْتُ الشيءَ إِذا لمَمْتَه وأَصْلَحته. والرَّمَثُ: الحَبْلُ الخَلَق، وجمعه أَرماثٌ ورِماثٌ. وحبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام؛ كما قالوا: ثَوْب أَخلاقٌ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَهَيْتُكم عن شُرْب ما في الرِّماثِ والنَّقير؛ قال أَبو موسى: إِن كان اللفظ محفوظاً، فلعله من قولهم: حَبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام، ويكون المراد به الإِناء الذي قد قَدُمَ وعَتُقَ، فصارت فيه ضَراوةٌ بما يُنْبَذُ فيه، فإِنَّ الفساد يكون إِليه أَسْرَعَ. ابن الأَعرابي: الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ. والرَّمْثُ: السَّرِقة؛ يقال: رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً إِذا سَرَق. وفي نَواجر الأَعراب: لفلان على فلان رَمَثٌ ورَمَلٌ أَي مَزِيَّة؛ وكذلك عليه فَوَر ومُهْلة ونَفَلٌ. والرَّمَّاثة: الزَّمَّارة. والرُّمَيْثةُ: موضع؛ قال النابغة: إِنَّ الرُّمَيْثةَ مانعٌ أَرْماحُنا ما كانَ من سَحَمٍ بها، وصَفارِ @روث: الرَّوْثَةُ: واحدة الرَّوْثِ والأَرواثِ؛ وقد راثَ الفرسُ. وفي المثل: أَحُشُّكَ وتَرُوثُني. ابن سيده: الرَّوْثُ رَجِيعُ ذي الحافر، والجمع أَرواث. عن أَبي حنيفة: راثَ رَوْثاً. والمَراثُ والمَرْوَثُ: مَخْرَجُ الرَّوْثِ. التهذيب يقال لكل ذي حافر: قد راثَ يَرُوثُ رشوثاً. وخَوْرانُ الفرس: مَراثُه. وفي حديث الاستنجاء: نَهَى عن الرَّوْث. وفي حديث ابن مسعود: فأَتَيْتُه بحَجَرين ورَوْثة، فردَّ الرَّوثَة. والرَّوْثةُ: مُقَدَّمُ الأَنْف أَجمعَ؛ وقيل: طَرَفُ الأَنْف، حيثُ يَقْطُرُ الرُّعافُ. غيره: ورَوْثَةُ الأَنْف طَرَفُه. والرَّوْثة: طَرَفُ الأَرْنبة؛ يقال: فلان يَضْرِبُ بلسانه رَوْثةَ أَنفِه؛ وفي حديث حسان بن ثابت: أَنه أَخْرج لسانَه فضَرَبَ به رَوْثَة أَنفه أَي أَرْنَبَته وطَرَفه من مُقدَّمه. وفي حديث مُجاهد: في الرَّوْثة ثُلِّي الدية. وفي الحديث: أَنَّ رَوْثَةَ سيفِ رسول الله، ، كانَت فِضَّةً؛ فُسِّرَ أَنها أَعلاه مما يلي الخِنْصَرَ من كَفِّ القابضِ. ورَوْثةُ العُقابِ: مِنْقارُها؛ قال أَبو كبير الهُذَليُّ يصف عُقاباً: حتى انْتَهَيْتُ إِلى فراشِ غرِيرَةٍ سَوداءَ، رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ @ريث: الرَّيْثُ: الإِبْطاءُ؛ راثَ يَرِيثُ رَيْثاً: أَبْطَأَ؛ قال: والرَّيْثُ أَدْنَى لِنَجاحِ الذي تَرُومُ فيه النُّجْحَ، من خَلْسِه ورَاثَ علينا خَبَرُهُ يَريثُ رَيْثاً: أَبْطأَ. وفي المثل: رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً؛ ويُرْوى: تَهَبُ رَيْثاً؛ والمعنى واحد، من الهِبة. وما أَراثكَ علينا؟ أَي ما أَبْطَأَ بك عنا؟ وفي حديث الاستسقاء: عَجِلاً غيرَ رائِثٍ أَي غير بَطِيءٍ. وفي الحديث: وَعَدَ حبريلُ رسول الله، ، أَنْ يأَتِيَه فراثَ عليه. ورجل رَيِّثٌ، بالتشديد، أَي بَطِيءٌ؛ عن ابن الأَعرابي. وتَرَيَّثَ فلانٌ علينا أَي أَبطأَ؛ وقيل: كلُّ بَطيء رَيِّثٌ؛ وأَنشد: ليَهْنِئْ تُراثي لامرئٍ، غيرِ ذلَّةٍ، صَنابرُ أُحْدانٌ، لهُنَّ حفِيفُ سَريعاتُ مَوْتٍ، رَيِّثاتُ إِقامةٍ، إِذا ما حُمِلنَ، حمْلُهُنَّ خَفِيفُ والاسْتِرَاثةُ: الاسْتِبْطاء. واسْتَراثه: استبطَأَه. واسْتَرْيَثْتُه: اسْتَبْطأْتُه. وفي الحديث: كان إِذا اسْتَرَاثَ الخَبر، تَمثَّلَ بقول طَرَفَة: ويَأْتِيكَ بالأَخْبار مَنْ لم تُزَوِّدِ هو اسْتَفْعلَ، مِن الرَّيْث. ورَيَّثَ عما كان عليه: قَصَّرَ؛ ورَيَّث أَمْرَه كذلك. ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعض أَصحاب الكسائي فقال: إِنه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ؛ وفي بعض الروايات: إِنه ليُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَر. الفراء: رجلٌ مُرَيَّثُ العَيْنَين إِذا كان بَطيءَ النَّظَر. وما فعَلَ كذا إِلاَّ رَيْثَ ما فعَلَ كذا؛ وقال اللحياني عن الكسائي والأَصمعي: ما قَعَدْتُ عنده إِلاَّ رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي، بغير أَن، ويستعمل بغير ما ولا أَن؛ وأَنشد الأَصمعي لأَعْشَى باهِلةَ: لا يَصْعُبُ الأَمْرُ إِلاّ رَيْثَ يَرْكَبُه، وكلَّ أَمْرٍ، سِوَى الفَحْشاءَ، يَأْتَمِرُ وهي لغة فاشية في الحجاز؛ يقولون: يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعل؛ قال ابن الأَثير: وما أَكثَرَ ما رأَيْتُها واردةً في كلام الشافعي. ويقال: ما قَعَدَ فلانٌ عندنا إِلاَّ رَيْثَ أَن حَدَّثَنا بحديث ثم مَرَّ، أَي ما قَعَد. إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ قال الشاعر يعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه: لا تَرْعَوِي الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ أُنْكِرُها، أَنْثُو بذاكَ عليها، لا أُحاشِيها وفي الحديث: فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثما قُلْتُ؛ أَي إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلِدٍ: لَعَمْرُكَ لَليَأْسُ، غيرُ المُريـ ـثِ، خَيْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ قال: يجوز أَن يكون أَراث لُغة في راثَ، ويجوز أَن يكون أَراد المُرِيثَ المَرْءَ؛ فحذف. ورَيْثَةُ: اسمُ منْهلَةٍ (* قوله «وريثة اسم منهلة» الذي في القاموس والتكملة وياقوت: رويثة بالتصغير، منهلة بين الحرمين، وذكروها في روث.) من المناهِل التي بين المسجدين. ورَيْثٌ: أَبو حَيّ من قيس، وهو رَيْثُ بن غَطَفان ابن سعد بن قيس عيلان.

@رتج: الرَّتَجُ والرِّتاجُ: البابُ العظيم؛ وقيل: هو الباب المُغْلَقُ. وقد أَرْتَجَ البابَ إِذا أَغلقه إِغلاقاً وثيقاً؛ وأَنشد: أَلم تَرَني عاهَدْتُ رَبِّي، وإِنَّني لَبَيْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ ومَقَامِ وقال العجاج: أَو تَجْعَلِ البَيْتَ رِتاجاً مُرْتَجَا ومنه رِتاجُ الكعبة؛ قال الشاعر: إِذا أَحْلَفُوني في عُلَيَّةَ، أُجْنِحَتْ يَمِيني إِلى شَطْرِ الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقيل: الرِّتاجُ البابُ المُغْلَقُ وعليه بابٌ صغير. وفي الحديث: إِن أَبواب السماء تُفتح ولا تُرْتَجُ أَي لا تُغْلق؛ وفيه أَمرنا رسول الله، ، بإِرْتاجِ الباب أَي إِغلاقه. وفي الحديث: جَعَلَ مالَه في رِتاجِ الكعبة أَي فيها فكنى عنها بالباب، لأَن منه يُدخل إِليها؛ وجمع الرِّتاجِ رُتُجٌ. وفي حديث مجاهد عن بني إِسرائيل: كانَتِ الجَرادُ تأْكل مسامير رُتُجِهِمْ أَي أَبْوابهِم. وفي حديث قُسٍّ: وأَرضٌ ذاتُ رِتاجٍ. والمَرَاتِجُ: الطُّرقُ الضيِّقة؛ وقول جَنْدَلِ بنِ المُثَنَّى: فَرَّجَ عَنْها حَلَقَ الرَّتائِجِ إِنما شبه ما تعلق من الرحم على الولد بالرِّتاجِ الذي هو الباب. ورَتَجَهُ وأَرْتَجَهُ: أَوْثَقَ إِغلاقَه، وأَبى الأَصمعي إِلاَّ أَرْتَجَه. ابن الأَعرابي: يقال لأَنْفِ البابِ: الرِّتاجُ، وَلِدَرَوَنْدِهِ: النِّجافُ. ولِمِتْراسِهِ: القُنَّاحُ. والمِرْتاجُ: المِغْلاقُ. وأُرْتِجَ على القارئ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا لم يقدر على القراءة، كأَنه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البابُ؛ وكذلك ارْتُتِجَ عليه، ولا تقل (* قوله «ولا تقل إلخ» عن بعضهم أَن له وجهاً، وأَن معناه: وقع في رجة، وهي الاختلاط. كذا بهامش النهاية ويؤيده عبارة التهذيب بعد.) ارْتُجَّ عليه، بالتشديد. وفي حديث ابن عمر: أَنه صلى بهم المغرب فقال: ولا الضالين، ثم أُرْتِجَ عليه أَي اسْتُغْلِقَتْ عليه القراءةُ. وفي التهذيب: أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ، ورَتِجَ في منطقه رَتَجاً: مأْخوذ من الرِّتاجِ، وهو الباب. وأَرْتَجْتُ البابَ: أَغْلَقْتُه. وأُرْتِجَ عليه: اسْتُغْلِقَ عليه الكلام، وأَصله بالكسر، من ذلك. وأَرْتَجَتِ النَّاقةُ، وهي مُرْتِجٌ، إِذا قَبِلَتْ ماءَ الفحل فَأَغْلَقَتْ رَحِمَها عليه؛ أَنشد سيبويه: يَحْدُو ثمانيُ مُولَعاً بِلِقَاحِها، حتى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتاجِ وأَرْتَجَتِ الأَتانُ إِذا حَمَلَتْ، فهي مُرْتِجٌ؛ قال ذو الرمة: كَأَنَّا نشُدُّ المَيْسَ فَوْقَ مَرَاتِجٍ من الحُقْبِ، أَسْفَى حَزْنُها وسُهُولُها (* قوله «كأنا نشد الميس إلخ» الذي في الأساس: كأنا نشد الرحل فوق إلخ وكأنهما روايتان إذ الميس هو الرحل كما في شرح القاموس.) وناقةٌ رِتاجُ الصَّلا إِذا كانت وثِيقَةً وَثِيجَةً؛ قال ذو الرمة: رِتاجُ الصَّلا، مَكْنوزَةُ الحَاذِ يَسْتَوِي، على مِثْلِ خَلْقاءِ الصَّفاةِ، شَلِيلُها قال الأَزهري: يقال للحامل مُرْتِجٌ لأَنها إِذا عَقَدَتْ على ماء الفحل، انْسَدَّ فَمُ الرَّحِم فلم يدخله، فكأَنها أَغلقته على مائه. وأَرْتَجَتِ الدَّجَاجَةُ إِذا امْتَلأَ بَطْنها بيضاً وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ كذلك. والرِّتاجَةُ: كلُّ شِعْبٍ ضَيِّقٍ كأَنه أُغلق من ضيقه؛ قال أَبو زبيد الطائي: كأَنَّهُمْ صادَفُوا دوني به لَحِماً، ضافَ الرِّتاجَةَ في رَحْلٍ تَباذِيرِ وسَيْر رَتِجٌ: سَرِيعٌ؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤْيَّةَ يصف سحاباً: فَاسْأَدَ اللَّيْلَ إِرْقاصاً وزَفْزَفَةً، وغَارَةً وَوَسِيجاً غَمْلَجاً رَتِجَا أَبو عمرو: تَرَجَ إِذا اسْتتر، ورَتِجَ إِذا أَغْلَقَ (* قوله «ترج إِذا استتر» بابه كتب. «ورتج إذا أغلق إلخ» بابه فرح، كما في القاموس.) كلاماً أَو غيره. الفراء: بَعِلَ الرجلُ ورَتِجَ ورَجِيَ وغَزِلَ، كل هذا إِذا أَراد الكلام فأُرْتِجَ عليه. ويقال: أُرْتِجَ على فلان إِذا أَراد قولاً أَو شعراً، فلم يصل إِلى تمامه. ويقال: في كلامه رَتَجٌ أَي تتعتع. والرَّتَجُ: استغلاق القراءة على القارئ. يقال: أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ عليه، واسْتُبْهِمَ عليه. التهذيب: قال شمر: من ركب البحر إِذا أَرْتَجَ، فقد برئت منه الذمة، وقال: هكذا قيده بخطه. قال: ويقال: أَرْتَجَ البحرُ إِذا هاج؛ وقال الغِتْريفيُّ: أَرْتَجَ البحرُ إِذا كثر ماؤُه فَعَمَّ كلَّ شيء. قال، وقال أَخوه: السنة تُرْتِجُ إِذا أَطْبَقَتْ بالجدْب، ولم يجد الرجل مخرجاً، وكذلك إرْتاجُ البحر لا يجد صاحبه منه مخرجاً؛ وإِرْتاجُ الثلج: دوامُه وإِطباقُه؛ وإِرتاجُ الباب، منه. قال: والخِصْبُ إِذا عمَّ الأَرض فلم يغادر منها شيئاً، فقد أَرْتَجَ؛ وأَنشد: في ظُلْمَة من بَعِيدِ القَعْرِ مُرْتاجِ وفي الحديث ذكر راتج، بكسر التاء، وهو أُطُمٌ من آطام المدينة كثير الذِّكر في الحديث والمغازي. @رجج: الرَّجاجُ، بالفتح: المهازيل من الناس والإِبل والغنم؛ قال القُلاخُ بنُ حَزْنٍ: قد بَكَرَتْ مَحْوَةُ بالعَجَاجِ، فَدَمَّرَتْ بَقِيَّةَ الرَّجاجِ مَحوَة: اسم علم لريح الجَنُوب. والعجاج: الغبار. ودَمَّرَت: أَهلكت. ونعجة رَجَاجَةٌ: مهزولة. والإِبل رَجْراجٌ، وناس رَجْراجٌ: ضُعَفَاء لا عقول لهم. الأَزهري في أَثناء كلامه على هملج؛ وأَنشد: أَعطى خَليلي نَعْجَةً هِمْلاجَا رَجَاجَةً، إِنَّ لها رَجَاجَا قال: الرَّجاجة الضعيفة التي لا نِقْيَ لها؛ ورجال رَجَاجٌ: ضعفاء. التهذيب: الرَّجاجُ الضُّعَفاءُ من الناس والإِبل؛ وأَنشد: أَقْبَلْنَ، مِنْ نِيرٍ ومِنْ سُواجِ، بالقَوْمِ قد مَلُّوا من الإِدْلاجِ، يَمْشُونَ أَفْواجاً إِلى أَفْوَاجِ، مَشْيَ الفَرَارِيجِ مع الدَّجَاجِ، فَهُمْ رَجَاجٌ وعلى رَجَاجِ أَي ضعفوا من السير وضعفت رواحلهم. ورِجْرِجَةُ الناس: الذين لا خير فيهم. والرِّجْرِجةُ: شِرارُ الناس. وفي حديث الحسن (* قوله «وفي حديث الحسن» أَي لما خرج يزيد ونصب رايات سوداً، وقال: أدعوكم إلى سنة عمر بن عبد العزيز. فقال الحسن في كلام له: نصب قصباً علق عليها خرقاً ثم اتبعه رجرجة من الناس، رعاع هباء. والرجرجة، بكسر الراءين: بقية الحوض كدرة خاثرة تترجرج. شبه بها الرذال من الأتباع في أنهم لا يغنون عن المتبوع شيئاً كما لا تغني هي عن الشارب؛ وشبههم أيضاً بالهباء، وهو ما يسطع مما تحت سنابك الخيل. وهبا الغبار يهبو وأهبى الفرس، كذا بهامش النهاية.) أَنه ذكر يزيد بن المهلب، فقال: نَصَبَ قَصَباً عَلَّقَ فيها خِرَقاً، فاتَّبَعَهُ رِجْرِجةٌ من الناس؛ شمر: يعني رُذال الناس ورِعاعهم الذين لا عقول لهم؛ يقال: رِجْراجَة من الناس ورِجْرجَةٌ. الكلابيّ: الرِّجْرِجَةُ من القوم: الذين لا عقل لهم. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: الناس رَجاجٌ بعد هذا الشيخ، يعني مَيْمُونَ ابنَ مِهْرانَ؛ هم رِعاعُ الناس وجُهَّالُهم. ويقال للأَحمق: إِن قبلبك لكثيرُ الرَّجْرَجَةِ؛ وفلانٌ كثير الرَجْرِجَةِ أَي كثير البُزاق. والرَّجْرِجَةُ: الجماعة الكثيرة في الحرب. والرَّجاجَةُ: عِرِّيسَةُ الأَسد. ورَجَّةُ القوم: اختلاط أَصواتهم، ورَجَّةُ الرَّعد: صوته. والرَّجُّ: التحريك؛ رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً: حَرَّكَهُ وزَلْزَلَه فارْتَجَّ، ورَجْرَجَهُ فَتَرَجْرَجَ. والرَّجُّ: تحريكك شيئاً كحائط إِذا حركته، ومنه الرَّجْرَجَةُ، قال الله تعالى: إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا؛ معنى رُجَّتْ: حُرِّكَتْ حركة شديدة وزُلْزِلَتْ. والرَجْرَجَةُ: الاضطراب. وارْتَجَّ البحر وغيره: اضطرب؛ وفي الحديث: من ركب البحر حين يَرْتَجُّ فقد برئت منه الذمة، يعني إِذا اضطربت أَمواجه؛ وهو افْتَعَلَ من الرَّجِّ، وهو الحركة الشديدة؛ ومنه: إِذا رُجَّتِ الأَرضُ رَجًّا. وروي أَرْتَجَ من الإِرتاج الإِغْلاق، فإِن كان محفوظاً، فمعناه أَغلق عن أَن يركب، وذلك عند كثرة أَمواجه؛ ومنه حديث النفخ في الصور: فَتَرْتَجُّ الأَرض بأَهلها أَي تضطرب؛ ومنه حديث ابن المسيب: لما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ارْتَجَّتْ مكةُ بِصَوْتٍ عالٍ. وفي ترجمة رخخ: رَخَّه شَدَخَه؛ قال ابن مقبل: فَلَبَّدَهُ مَسُّ القِطارِ، ورَخَّه نِعاجٌ رَوافٍ، قَبْلَ أَن يَتَشَدَّدا قال: ويروى ورَجَّه، بالجيم؛ ومنه حديث عليٍّ، عليه السلام: وأَما شيطان الرَّدْهَةِ فقد لقِيتُه بِصعْقةٍ سمِعتُ لها وَجْبَةَ قَلْبِه ورَجَّةَ صدره؛ وحديث ابن الزبير: جاء فَرَجَّ البابَ رَجّاً شديداً أَي زعزعه وحركه. وقيل لابنةِ الخُسِّ: بمَ تعرفين لِقاحَ ناقتك؟ قالت: أَرى العَيْنَ هاجَ، والسَّنَامَ راجَ، وتَمْشي وتَفَاجَ. وقال ابن دريد: وأُراها تَفَاجُّ ولا تبول مكان قوله وتمشي وتَفاج؛ قالت: هاجَ فذكَّرَتِ العَيْنَ حملاً لها على الطرْف أَو العضو، وقد يجوز أَن تكون احتملت ذلك للسجع. والرَّجَجُ: الاضطراب. وناقة رَجَّاءُ: مضطربة السَّنامِ؛ وقيل: عظيمة السَّنامِ. وكَتِيبَةٌ رَجْراجَة: تَمَخَّضُ في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها؛ قال الأَعشى: ورَجْراجَةٍ، تَغْشَى النَّواظِرَ، فَخْمَةٍ، وكُومٍ، على أَكْنَافِهِنَّ الرَّحائِلُ وامرأَة رَجْراجَةُ: مُرْتَجَّةُ الكَفَلِ يَتَرَجْرَجُ كفلها ولحمها. وتَرَجْرَجَ الشيءُ إِذا جاء وذهب. وثَرِيدَةٌ رِجْراجَةٌ: مُلَيَّنَةٌ مُكْتَنِزَةٌ. والرِّجْرِجُ: ما ارْتَجَّ من شيء. التهذيب: الارْتِجاجُ مطاوعة الرَّجِّ. والرِّجْرِجُ والرِّجْرِجَةُ، بالكسر: بقية الماء في الحوض؛ قال هِمْيانُ بنُ قُحافَةَ: فَأَسْأَرَتْ في الحَوْضِ حِضْجاً حاضِجَا، قَدْ عادَ من أَنْفاسِها رَجَارِجَا الصحاح: والرِّجْرِجَةُ، بالكسر، بقيةُ الماء، في الحوض،الكَدِرَةُ المختلطةُ بالطين. وفي حديث ابن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا على شِرارِ الناس كرِجْرِجَة الماء الخبيت؛ الرِّجرِجة، بكسر الراءين: بقية الماء الكدر في الحوض المختلطة بالطين ولا ينتفع بها؛ قال أَبو عبيد: الحديث يروى كرِجْراجَةٍ، والمعروف في الكلام رِجْرِجَة؛ والرَّجْراجَةُ: المرأَة التي يَتَرَجْرَجُ كفلها. وكَتِيبة رَجْراجَة: تموج من كثرتها؛ قال ابن الأَثير: فكأَنه، إِن صحت الرواية، قصد الرِّجْرِجة، فجاء بوصفها لأَنها طينة رقيقة تترجرج؛ وفي حديث عبد الله بن مسعود: لا تقوم الساعة إِلا على شرار الناس كرِجْراجَةِ الماء التي لا تُطْعِمُ (* قوله «التي لا تطعم» من اطعم أي لا طعم لها. وقوله «الذي لا يطعم» هو يفتعل من الطعم، كيطرد من الطرد أي لا يكون لها طعم، أَفاده في النهاية.) ؛ قال ابن سيده: حكاه أَبو عبيد، وإِنما المعروف الرِّجْرِجَةُ؛ قال: ولم أَسمع بالرِّجْراجَةِ في هذا المعنى إِلاَّ في هذا الحديث؛ وفي رواية: كرِجْرِجَةِ الماء الخبيث الذي لا يَطَّعِمُ. قال أَبو عبيد: أَما كلام العرب فرِجْرِجَةٌ، وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين، لا يمكن شربها ولا ينتفع بها، وإِنما تقول العرب الرَّجْراجَةُ للكتيبة التي تموج من كثرتها؛ ومنه قيل: امرأَة رَجْراجَة يتحرك جسدها، وليس هذا من الرِّجْرِجة في شيء. والرِّجْرِجَةُ: الماء الذي قد خالطه اللُّعابُ. والرِّجرِجُ أَيضاً: اللُّعابُ؛ قال ابن مقبل يصف بقرة أَكل السبع ولدها: كادَ اللُّعاعُ مِنَ الحَوْذانِ يَسْحَطُها، ورِجْرِجٌ بَيْنَ لَحْيَيْها خَنَاطِيلُ وهذا البيت أَورده الجوهري (* قوله «وهذا البيت أورده الجوهري إلخ» وضبط الرجرج في البيت، بكسر الراءين بالقلم، في نسخة من الصحاح، كما ضبط كذلك في أصل اللسان، ولكن في القاموس الرجرج كفلفل أي بضم الراءين، نبت. ولعل الضبطين سمعا.) شاهداً على قوله: والرِّجْرِجُ أَيضاً نبت، وأَنشده. ومعنى يَسْحَطُها: يذبحها ويقتلها، أَي لما رأَت الذئب أَكل ولدها، غصت بما لا يغص بمثله لشدة حزنها. والخناطيل: القطع المتفرّقة، أَي لا تسيغ أَكل الحَوْذانِ واللُّعاعِ مع نعومته. والرِّجْرِجُ: ماءُ القَريسِ. والرَّجْرَجُ: نعت الشيء الذي يَتَرَجْرَجُ؛ وأَنشد: وكَسَتِ المِرْطَ قَطاةً رَجْرَجا والرِّجْرِجُ: الثريد المُلَبَّقُ. والرَّجْراجُ: شيء من الأَدوية. الأَصمعي وغيره: رَجْرَجْتُ الماءَ ورَدَمْتُه أَي نَبَثْتُه. وارْتَجَّ الكلامُ: التبس؛ ذكره ابن سيده في هذه الترجمة، قال: وأَرض مُرْتَجَّةُ كثيرة النبات. @رخج: الليث: رخج (* قوله «الليث رخج إلخ» عبارة ياقوت رخج كزمج أي بصم أوله وفتح ثانيه مشدداً، تعريب رخو بهذا الضبط: كورة ومدينة من نواحي كابل.) اعْرابُ رخد، وهو اسم كورَةٍ معروفة. @ردج: الرَّدَجُ: أَول ما يخرج من بطن الصبي والبغل والمُهْرِ والجَحْشِ والجَدْيِ والسَّخْلَةِ قبل الأَكل، وهو بمنزلة العِقْيِ من الصبي؛ وقيل: هو أَول شيء يخرج من بطن كل ذي حافر إِذا ولد، وذلك قبل أَن يأْكل شيئاً، والجمع أَرْداجٌ. وقد رَدَجَ المهر يَرْدِجُ رَدْجاً، بفتح الدال في الماضي، وكسرها في الآتي، وسكونها في المصدر؛ قال الأَزهري: الرَّدَجُ لا يكون إِلاَّ لذي الحافر كما قال أَبو زيد؛ قال جرير: لَها رَدَجٌ في بيتها تَسْتَعِدُّهُ، إِذا جاءَها، يَوْماً من الناسِ، خاطِبُ قال ابن الأَعرابي: نساء الأَعراب يَتَطَيَّرْنَ بالرَّدَجِ. والأَرَنْدَجُ واليَرَنْدَجُ: الجلد الأسود تُعمل منه الخِفافُ؛ قال العجاج:كأَنه مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا الأَرَنْدَجُ: جلد أَسود تعمل منه الأَخفاف، وقد ذكر ذلك في موضعه مستوفًى؛ وقال الشماخ: ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ، تمَشِّي نَعامها، كَمَشْيِ النَّصارى في خِفافِ اليَرَنْدَجِ وقال الأَعشى: عليه دَيابوذٌ، تَسَرْبَلَ تَحْتَهُ أَرَنْدَجُ إِسكافٍ يُخالِطُ عِظْلِما قال ابن بري: أَورده الجوهري أَرَنْدَجُ، وصوابه أَرَنْدَجَ، بالنصب. والدَّيابُوذُ: ثوب ينسج على نِيرَيْنِ؛ شبه به الثور الوحشي لبياضه، وشبه سواد قوائمه بالأَرَنْدَجِ. والعِظْلِمُ: شجر له ثمر أَحمر إِلى السواد. واليَرَنْدَجُ بالفارسية: رَنْدَهْ؛ وقيل: هو صبغ أَسود، وهو الذي يسمى الدَّارِشَ؛ فأَما قوله يصف امرأَة بالغَرارَةِ. لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها، ودِرَاسُ أَعْوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ فإِنه ظن أَن اليَرَنْدَجَ نَسْجٌ؛ وقيل: أَراد أَن هذه المرأَة لِغِرَّتِها وقلة تَجارِبها ظنت أَن اليَرَنْدَجَ منسوج. قال اللحياني: اليَرَنْدَجُ والأَرَنْدَجُ الدَّارِشُ بعينه؛ قال: وقال بعضهم هو جلدٌ غير الدارش؛ قال: وقيل هو الزَّاجُ يُسَوَّدُ به؛ وأَورد الأَزهري يرندج وأَرندج في الرباعي؛ ابن السكيت: ولا يقال الرَّنْدَجُ. @رعج: رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ وتتابعَ. والارتعاجُ في البرق: كثرتُه وتتابعُه. والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ البرق وتفرّطه في السحاب؛ وأَنشد العجاج: سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا قال أَبو سعيد: الارتعاج والارتعاش والارتعاد، واحد. وارْتَعَجَ العدد: كثر. وارْتِعاجُ المال: كثرته. والرَّعْجُ: الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ. ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده: قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده. وارْتَعَجَ الوادي: امتلأَ. وفي حديث قتادة في قوله تعالى: خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ؛ هم مشركو قريش يوم بدر، خرجوا ولهم ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قال ابن سيده: ورَعَجَني الأشمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قال ابن الأَثير: وفي حديث الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ؛ قال: ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه؛ ومنه رَعِجَ البرق وأَرْعَجَ إِذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهري: هذا منكر ولا آمن أَن يكون مصحَّفاً، والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني، بالزاي، وسنذكره. @رفج: الليث: الرَّفُوجُ أَصلُ كَرَبِ النخل. قال الأَزهري: ولا أَدري (* قوله «قال الأَزهري ولا أَدري إلخ» في القاموس: الرفوج كصبور أصل كرب النخل، أزدية.) أَعرابي أَم دخيل؟ رمج: الرَّامِجُ: المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح الطير، اسم كالغارِب. والتَّرْمِيجُ: إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه؛ يقال: رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ. ابن الأَعرابي: الرَّمْجُ إِلقاء (* قوله «الرمج القاء إلخ» مصدر رمج من باب كتب كما في القاموس وغيره.) الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه. @رمج: الرَّامِجُ: المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح الطير، اسم كالغارِب. والتَّرْمِيجُ: إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه؛ يقال: رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ. ابن الأَعرابي: الرَّمْجُ إِلقاء (* قوله «الرمج القاء إلخ» مصدر رمج من باب كتب كما في القاموس وغيره.) الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه. @رنج: الرَّانِجُ: النارَجِيلُ، وهو جَوْزُ الهِنْدِ، حكاه أَبو حنيفة، وقال: أَحسبه معرّباً (* قوله «أَحسبه معرباً» بهامش شرح القاموس انه معرب وانه بفتح النون اهـ. وفي القاموس الرانج، بكسر النون: تمر أَملس كالتعضوض، واحدته بهاء، والجوز الهندي.). @رهج: الرَّهْجُ والرَّهَجُ: الغبار. وفي الحديث: ما خالك قلبَ امرئ رَهَجٌ في سبيل الله إِلاَّ حرَّم الله عليه النار؛ الرَّهَجُ: الغبار. وفي حديث آخر: من دخل جَوْفَهُ الرَّهَجُ، لم يدخله حر النار. وأَرْهَجَ الغبارَ: أَثاره. والرَّهَجُ: السحاب الرقيق كأَنه غبار؛ وقول مليح الهذلي:ففي كل دارٍ مِنْكِ للقَلْبِ حَسْرَةٌ، يكونُ لها نَوْءٌ، من العينِ، مُرْهِجُ أَراد شدّة وَقْعِ دموعها حتى كأَنها تثير الغبار. وأَرْهَجَتِ السماء إِرْهاجاً إِذا همت بالمطر. ونَوْءٌ مُرْهِج: كثير المطر. والرَّهْوَجَةُ: ضرب من السير. ومَشْيٌ رَهْوَجٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ؛ قال العجاج: مَيَّاحَةٌ تَمِيحُ مَشْياً رَهْوَجا وأَصله بالفارسية: رَهْوَه. والرِّهْجِيجُ: الضعيف من الفُصْلان (* ومثله الرهجوج، كعصفور، كما في القاموس.)؛ وقال الراجز: وهي تَبُدُّ الرُّبَعَ الرِّهْجِيجا في المَشْي، حتى يَرْكَبَ الوَسِيجا ابن الأَعرابي: أَرْهَجَ إِذا أَكثر بَخُورَ بيته، قال: والرِّهَج الشَّغَبُ. @روج: راجَ الأَمْرُ رَوْجاً وَرَواجاً: أَسرع. وَرَوَّجَ الشيءَ وَرَوَّجَ به: عَجَّلَ. وراجَ الشيءُ يَرُوجُ رَواجاً: نَفَقَ. ورَوَّجْتُ السِّلْعَةَ والدراهِمَ. وفلانٌ مُرَوِّجٌ، وأَمر مُرَوِّجٌ: مختلط. ورَوَّجَ الغُبارُ على رأْس البعير: دامَ. ابن الأَعرابي: الرَّوْجَةُ العَجَلَةُ؛ ورَوَّجْتُ لهم الدراهِمَ. والأَوارِجة (* قوله «والاوارجة إلى آخر المادة» هذه العبارة قد ذكرها المؤلف في مادة أرج وهو محل ذكره لا هنا كما نبه عليه شارح القاموس.): من كتب أَصحاب الدواوين في الخراج ونحوه؛ ويقال: هذا كتاب التاريج. ورَوَّجْتُ الأَمْرَ فراج يَرُوجُ رَوْجاً إِذا أَرَّجْتَه. @ربح: الرِّبْح والرَّبَحُ (* قوله «الربح إلخ» ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.) والرَّباحُ: النَّماء في التَّجْر. ابن الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ، وقال الجوهري: مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، هو اسم ما رَبِحَه. ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛ والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة: بالرَّباح والسَّماح. الأَزهري: رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه؛ والعرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها. وتجارة رابحةٌ: يُرْبَحُ فيها.وقوله تعالى: فما رَبِحَت تجارَتُهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه ما رَبِحُوا في تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فيها ويوضع فيها، والعرب تقول: قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يريدون بذلك الاختصار وسَعَة الكلام؛ قال الأَزهري: جعل الفعل للتجارة، وهي لا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها، وهو كقولهم: ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه ويُسْهَر؛ قال جرير: ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم وقوله: فما رَبِحَتْ تجارتُهم؛ أَي ما رَبِحوا في تجارتهم، وإِذا ربحوا فيها فقد رَبحَتْ، ومثله: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ على الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وقوله: والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر فيه، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه. وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ، قال: ويروى بالياء. وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وقد أَرْبحَه بمتاعه، وأَعطاه مالاً مُرابَحة أَي على الربح بينهما، وبعتُ الشيءَ مُرابَحَةً. ويقال: بِعْتُه السِّلْعَةَ مُرابَحَة على كل عشرة دراهم درهمٌ، وكذلك اشتريته مُرابَحة، ولا بدّ من تسمية الرِّبْح. وفي الحديث: أَنه نهى عن ربْح ما لم يُضْمَن؛ ابن الأَثير: هو أَن يبيع سلعة قد اشتراها ولم يكن قبضها بِربْح، ولا يصح البيع ولا يحل الرِّبْح لأَنها في ضمان البائع الأَوَّل وليست من ضمان الثاني، فَرِبْحُها وخَسارتُها للأوَّل. والرَّبَحُ: ما اشْتُرِيَ من الإِبل للتجارة. والرَّبَحُ: الفصالُ، واحدها رابِحٌ. والرَّبَحُ: الفَصِيلُ، وجمعه رِباحٌ مثل جَمَل وجِمال. والرَّبَحُ: الشَّحْم؛ قال خُفَافُ بن نُدْبَة: قَرَوْا أَضيافَهم رَبَحاً بِبُحٍّ، يَعِيشُ بفضلِهِنَّ الحَيُّ، سُمْرِ البُحُّ: قِداحُ المَيْسر؛ يعني قداحاً بُحّاً من رزانتها. والرَّبَحُ هنا يكون الشَّحْمَ ويكون الفِصالَ، وقيل: هي ما يَرْبَحون من المَيْسِر؛ الأَزهري: يقول أَعْوَزَهم الكِبارُ فتقامروا على الفِصال. ويقال:أَرْبَحَ الرجلُ إِذا نَحر لِضيفانه الرَّبَحَ، وهي الفُصْلان الصغار، يقال: رابح ورَبَحٌ مثل حارس وحَرَسٍ؛ قال: ومن رواه رُبَحاً، فهو ولد الناقة؛ وأَنشد: قد هَدِلَتْ أَفواه ذي الرُّبُوحِ وقال ابن بري في ترجمة بحح في شرح بيت خُفافِ بن نُدْبَة، قال ثعلب: الرَّبَحُ ههنا جمع رابح كخادم خَدَم، وهي الفصال. والرُّبَحُ: من أَولاد الغنم، وهو أَيضاً طائر يشبه الزَّاغ؛ قال الأَعشى: فترى القومَ نَشاوَى كلَّهم، مثلما مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ وقيل: الرَّبَحُ، بفتح أَوله، طائر يشبه الزَّاغَ؛ عن كراع.والرُّبَحُ والرُّبَّاحُ، بالضم والتشديد جميعاً: القِرْد الذكر، قاله أَبو عبيد في باب فُعَّال؛ قال بشر بن المعتمر: وإِلْقَةٌ تُرْغِثُ رُبَّاحَها، والسهلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ الإِلْقة ههنا القِرْدَة. ورُبَّاحها: ولدها. وتُرغِثُ: تُرْضِع. والسهل: الغراب. والنوفل: البحر. والنضر: الذهب؛ وقبله: تبارك الله وسبحانه، مَنْ بيديه النَّفْعُ والضَّرُّ مَنْ خَلْقُه في رزقه كلُّهم: الذِّيخُ والتَّيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوِّ إِذا ما عَلا فيه، ومَنْ مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ، وجأْبَةٌ مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيَّةُ الصَّمَّاءُ في جُحْرِها، والتَّتْفُلُ الرائغُ والذَّرُّ الذيخ: ذكر الضباع. والتَّيتل: المُسِنُّ من الوُعُول. والغُفْر: ولد الأُرْوِيَّة، وهي الأُنثى من الوعول أَيضاً. والأَعْصَم: الذي في يديه بياض. والجَأْبَةُ: بقرة الوحش، وإِذا قلت: جَأْبَةُ المِدْرَى، فهي الظبية. والتَّتْفُل: ولد الثعلب. ورأَيت في حواشي نسخة من حواشي ابن بري بخط سيدنا الإِمام العلامة الراوية الحافظ رَضِيِّ الدين الشاطبي، وفقه الله، وإِليه انتهى علم اللغة في عصره نقلاً ودراية وتصريفاً؛ قال أَول القصيدة:الناسُ دَأْباً في طِلابِ الثَّرَى، فكلُّهمْ من شأْنِه الخَتْرُ كأَذؤُبٍ تَنْهَسُها أَذؤُبٌ، لها عُواءٌ، ولها زَفْرُ تَراهُمُ فَوْضَى، وأَيْدِي سَبَا، كلٌّ له، في نَفْسِهِ، سِحْرُ تبارك الله وسبحانه . . . وقال: بِشْرُ بن المُعْتَمِر النَّضْرِيٌّ أَبو سهل كان أَبرص، وهو أَحد رؤساء المتَكلمين، وكان راوية ناسباً له الأَشعار في الاحتجاج للدين وفي غير ذلك، ويقال إِن له قصيدة في ثلثمائة ورقة احتج فيها، وقصيدة في الغول؛ قال: وذكر الجاحظ أَنه لم ير أَحداً أَقوى على المُخَمَّس المزدوج منه؛ وهو القائل: إِن كنتَ تَعْلَمُ ما تقو ل وما أَقولُ، فأَنتَ عالِمْ أَو كنتَ تَجْهَلُ ذا وذا ك، فكنْ لأَهلِ العلمِ لازِمْ وقال: هذا من معجم الشعراء للمَرْزُبانيِّ. الأَزهري: قال الليث: رُبَّاحٌ اسم للقرد، قال: وضرب من التمر يقال له زُبُّ رُبَّاحٍ؛ وأَنشد شمر للبَعِيث: شَآمِيَةٌ زُرْقُ العُيون، كأَنها رَبابِيحُ تَنْزُو، أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ قال ابن الأَعرابي: الرُّبَّاحُ القِرْدُ، وهو الهَوْبَرُ والحَوْدَلُ، وقيل: هو ولد القرد، وقيل: الجَدْيُ، وقيل: الرُّبَّاحُ الفصيل، والحاشيةُ الصغير الضَّاوِيّ؛ وأَنشد: حَطَّتْ به الدَّلْوُ إِلى قَعْرِ الطَّوِي، كأَنما حَطَّتْ برُبَّاحٍ ثَني قال أَبو الهيثم: كيف يكون فصيلاً صغيراً، وقد جعله ثَنِيّاً، والثنيّ ابن خمس سنين؟ وأشنشد شمر لِخِداش بن زهير: ومَسَبُّكم سُفْيانَ ثم تُرِكْتُم، تَتَنَتَّجونَ تَنَتُّجَ الرُّبّاحِ والرَّبَاحُ: دُوَيبَّة مثل السِّنَّوْر؛ هكذا في الأَصل الذي نقلت منه. وقال ابن بري في الحواشي: قال الجوهري: الرَّبَاحُ أَيضاً دُوَيبَّة كالسنور يجلب منه الكافور، وقال: هكذا وقع في أَصلي، قال: وكذا هو في أَصل الجوهري بخطه، قال: وهو وَهَمٌ، لأَن الكافور لا يجلب من دابة، وإِنما هو صمغ شجر بالهند. ورَباحٌ: موضع هناك ينسب إِليه الكافور، فيقال كافور رَباحِيٌّ، وأَما الدُّوَيْبَّةُ التي تشبه السنور التي ذكر أَنها تجلب للكافور فاسمها الزَّبادة، والذي يجلب منها من الطيب ليس بكافور، وإِنما يسمى باسم الدابة، فيقال له الزَّبادة؛ قال ابن دريد: والزبادة التي يجلب منها الطيب أَحسبها عربية، قال: ووقع في بعض النسخ: والرَّباح دويبَّة، قال: والرَّباحُ أَيضاً بلد يجلب منه الكافور؛ قال ابن بري: وهذا من زيادة ابن القطاع وإصلاحه، وخط الجوهري بخلافه. وزُبُّ الرُّبَّاح: ضرب من التمر. والرَّبَاحُ: بلد يجلب منه الكافور. ورَبَاحٌ: اسم؛ ورَبَاح في قول الشاعر: هذا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ اسم ساقٍ. والمُرَبِّحُ: فرسُ الحرث بن دُلَفٍ. والرُّبَحُ: الفصيل كأَنه لغة في الرُّبَع، وأَنشد بيت الأَعشى: مثلما مُدَّت نِصاحاتُ الرُّبَحْ قيل: إِنه أَراد الرُّبَعَ، فَأَبدل الحاء من العين. والرَّبَحُ: ما يَرْبَحون من المَيْسِر. @رجح: الرَّاجِحُ: الوازِنُ. ورَجَحَ الشيءَ بيده: رَزَنشه ونَظر ما ثِقْلُه. وأَرْجَحَ الميزانَ أَي أَثقله حتى مال. وأَرْجَحْتُ لفلان ورَجَّحْت تَرْجيحاً إِذا أَعطيته راجِحاً. ورَجَح الشيءُ يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجوحاً ورَجَحاناً ورُجْحاناً، ورَجَح الميزان يَرْجَحُ ويَرْجِحُ ويَرْجُحُ رُجْحاناً: مال. ويقال: زِنْ وأَرْجِحْ، وأَعْطِ راجِحاً. ورَجَحَ في مجلِسه يَرْجُح: ثَقُل فلم يَخِفَّ، وهو مَثَل. والرَّجَاحة: الحِلم، على المَثَل أَيضاً، وهم ممن يصفون الحِلم بالثِّقَل كما يصفون ضده بالخِفَّة والعَجَل. وقوم رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَراجِيحُ ومَراجِحُ: حُلَماءُ؛ قال الأَعشى: من شَبابٍ تَراهُمُ غَيرَ مِيلٍ، وكُهولاً مَراجِحاً أَحْلاما واحدهم مِرْجَحٌ ومِرْجاح؛ وقيل: لا واحد للمَراجِح ولا المَراجِيح من لفظها. والحِلْمُ الراجِحُ: الذي يَزِنْ بصاحبه فلا يُخِفُّه شيء. وناوَأْنا قوماً فَرَجَحْناهم أَي كنا أَوْزَنَ منهم وأَحلم. وراجَحْته فَرَجَحْته أَي كنتُ أَرْزَنَ منه؛ قال الجوهري: وقوم مَراجِيحُ في الحِلم. وأَرْجَحَ الرجلَ: أَعطاه راجِحاً. وامرأَة رَجاحٌ وراجِحٌ: ثقيلة العَجيزة من نسوة رُجَّح؛ قال: إِلى رُجَّح الأَكفالِ، هِيفٍ خُصُورُها، عِذابِ الثنايا، رِيقُهُنَّ طَهُورُ الأَزهري: ويقال للجارية إِذا ثَقُلَتْ روادفُها فَتَذَبْذَبَتْ: هي تَرْتَجِحُ عليها؛ ومنه قوله: ومَأْكَماتٍ يَرْتَجِحْنَ رُزَّما وجمعُ المرأَة الرَّجاح رُجُح، مثل قَذال وقُذُل؛ قال رؤْبة: ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ وجِفانٌ رُجُحٌ: مَلأَى مُكْتَنِزة؛ قال أُمَيَّة بنُ أَبي الصَّلْتِ: إِلى رُجُحٍ من الشِّيزَى، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ وقال الأَزهري: مملوءة من الزُّبْدِ واللحم؛ قال لبيد: وِذا شَتَوْا، عادَتْ على جِيرانهم رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ أَي قصاع يملؤُها نُوق مَرابع. وكتائبُ رُجُحٌ: جَرَّارة ثقيلة؛ قال الشاعر: بكتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها نَطْحَ الكِباشِ، كأَنهنَّ نُجُومُ ونَخِيلٌ مَراجِيحُ إِذا كانت مواقير؛ قال الطرماح: نَخْلُ القُرَى شالَتْ مَراجِيحُه بالوِقْرِ، فانْزالَتْ بأَكْمامِها انزالت: تدلت أَكمامها حين ثقلت ثمارها. وقال الليث: الأَراجِيحُ الفَلَواتُ كأَنها تَتَرَجَّحُ بمن سار فيها أَي تُطَوِّحُ به يميناً وشمالاً؛ قال ذو الرمة: بِلالٍ أَبي عَمْرٍو، وقد كان بيننا أَراجيحُ، يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّواجِيا أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ برُكْبانها. والأُرْجُوحَة والمَرْجُوحة: التي يُلْعَبُ بها، وهي خشبة تؤْخذ فيوضع وسطها على تَلٍّ، ثم يجلس غلامٌ على أَحد طرفيها وعلامٌ آخر على الطرف الآخر، فَتَرَجَّحُ الخشبة بهما ويتحرّكان، فيميل أَحدهما بصاحبه الآخر. وتَرَجَّحَتِ الأُرْجُوحة بالغلام أَي مالت. ويقال للحبل الذي يُرْتَجَحُ به: الرُّجَّاحةُ والنُّوَّاعةُ والنُّوَّاطةُ والطُّوَّاحةُ. وأَراجِيحُ الإِبل: اهتزازها في رَتَكانِها، والفعل الارْتِجاحُ؛ قال: على رَبِذٍ سَهْوِ الأَراجِيحِ مِرْجَمِ قال أَبو الحسن: ولا أَعرف وجه هذا لأَن الاهتزاز واحد والأَراجيح جمع، والواحد لا يخبر به عن الجمع، وقد ارْتَجَحَتْ. وناقة مِرْجاحٌ، وبعير مِرْجاحٌ. والمِرْجاحُ من الإِبل: ذو الأَرَاجِيح.والتَّرَجُّحُ: التَّذَبْذُبُ بين شيئين عامٌّ في كل ما يشبهه. @رحح: عَيش رَحْرَاح أَي واسع. والرَّحَحُ: انبساطُ الحافر في رِقَّةٍ. أَبو عمرو: الأَرَحُّ الحافر العريض والمَصْرُورُ المُتَقَبِّضُ، وكلاهما عيب؛ قال: لا رَحَحٌ فيها، ولا اصْطِرارُ، ولم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطارُ يعني لا فيها عِرَضٌ مُفْرِط ولا انقباض وضِيق، ولكنه وَأْبٌ، وذلك محمود؛ وقيل: الرَّحَحُ سعة في الحافر، وهو محمود لأَنه خلاف المُصْطَرّ، وإِذا انْبَطح جداً، فهو عيب. والرَّحَحُ: عِرَضُ القَدَمِ في رِقَّةٍ أَيضاً وهو أَيضاً في الحافر عيب. ويقَدَمٌ رَحَّاء: مستوية الأَخْمَصِ بصدر القَدَم حتى لا يَمَسَّ الأَرضَ. ورجل أَرَحُّ أَي لا أَخْمَصَ لقدميه كأَرْجُلِ الزِّنْجِ؛ الليث: الرَّحَحُ انبساطُ الحافر وعِرَضُ القدم وكل شيء كذلك، فهو أَرَحُّ، والوَعِلُ المُنْبَسِطُ الظِّلْف أَرَحُّ؛ قال الأَعشى: فلو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْسِ صَخْرةٍ مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيي الأَرَحِّ المُخَدَّما لأَعْطاك ربُّ الناسِ مِفتاحَ بابِها، ولو لم يكنْ بابٌ، لأَعْطاك سُلَّما أَراد بالأَرَحِّ الوَعِلَ، وبالمُخَدَّمِ الأَعْصَمَ من الوُعُول، كأَنه الذي في رجليه خَدَمَة، وعَنَى الوَعِلَ المنبسط الظِّلْفِ؛يصفه بانبساط أَظلافه. الأَزهري: الأَرَحّ من الرجال الأَرَحّ من الرجال الذي يستوي باطن قدميه حتى يَمَسَّ جميعُه الأَرضَ، وامرأَة رَحَّاءُ القَدمين؛ ويستحب أَن يكون الرجلُ خَمِيصَ الأَخْمَصَينِ، وكذلك المرأَة. وبعير أَرَحُّ: لاصِقُ الخُفِّ بالخُفِّ، وخُفٌّ أَرَحُّ كما يقال: حافر أَرَحُّ؛ وكِرْكِرَة رَحَّاء: واسعة. وشيءٌ رَحْراحٌ أَي فيه سَعة ورِقَّة. وعَيْشٌ رَحْراحٌ أَي واسع. وجَفْنة رَحَّاء واسعة كَرَوْحاء عريضة ليست بقَعِيرة، والفعل من ذلك: رَحَّ يَرَحُّ. ابن الأَعرابي: الرُّحُحُ الجفان الواسعة. وطَسْتٌ رَحْراحٌ: منبسط لا قَعْرَ له، وكذلك كلُّ إِناءٍ نحوه. وإِناءٌ رَحْرحٌ ورَحْراحٌ ورَحْرَحانُ ورَهْرَهٌ ورَهْرَهانُ: واسع قصير الجدار؛ قال: ليْستْ بأَصْفارٍ لمنْ يَعْفُو، ولا رُحُّ رَحارِحْ وقال أَبو عمرو: قَصْعة رَحْرَحٌ ورَحْرَحانِيَّة، وهي المبسِطة في سَعَةٍ. وقال الأَصمعي: رَحْرَحَ الرجلُ إِذا لم يبالغ قَعْرَ ما يريد كالإِناء الرَّحْراح؛ وفي الحديث في صفة الجنة وبُحْبُوحَتها: رَحْرَحانِيَّةٌ أَي وَسَطُها فَيَّاحٌ واسِع، والأَلف والنون زيدتا للمبالغة؛ وفي حديث أَنس: فأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْراحٍ فوضع فيه أَصابعه؛ الرَّحْراحُ: القريب القَعْر مع سَعة فيه. قال: وعَرَّضَ (* قوله «قال وعرَّض إلخ» ليس من عبارة ابن الأَثير.) لي فلانٌ تَعْريضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يُبَيِّن. وتَرَحْرَحَتِ الفرسُ إِذا فَحَّجَتْ قوائمها لِتَبُولَ. وحافر أَرَحُّ: منفتح في اتساع، والاسم من كل ذلك الرَّحَحُ والرَّحَّةُ: الحية إِذا انطوت. ويقال: رَحْرَحْتُ عنه إِذا سَتَرْتَ دونه. ورَحْرَحانُ: اسم وادٍ عريض في بلاد قيس. وقيل: رَحْرَحانُ موضع، وقيل: اسم جبل قريب من عُكاظَ؛ ومنه يوم رَحْرَحان لبني عامر على بني تميم؛ قال عوف بن عطية التميمي: هَلاَّ فَوارِسَ رَحْرَحانَ هَجَوْتُمُ (* قوله «هجوتم» كذا بالأَصل والصحاح، والذي في معجم ياقوت هجوتهم اهـ.) عُشَراً، تَناوَحُ في سَرارةِ وادي يقول: لهم مَنْظَر وليس لهم مَخْبَرٌ؛ يعير به لَقِيطَ ابن زُرارة، وكان قد انهزم يومئذ. @ردح: الرَّدْحُ والتَّرْديحُ، بَسْطُك الشيء بالأَرض حتى يستوي، وقيل: إِنما جاء الترديح في الشعر. الأَزهري: الرَّدْحُ بسطك الشيء فيستوي ظَهْرُه بالأَرض كقول أَبي النجم: بيتَ حُتُوفِ مُكْفأَ مَرْدُوحا وهذا البيت أَورده الجوهري: مُكْفَحاً مَرْدُوحا، وقال: هو لأَبي النجم يصف بيت الصائد؛ قال ابن بري: صوابه بيتَ بالنصب على معنى سَوَّى بيتَ حُتوف، قال: ومُكْفَحاً غلطٌ وصوابه مُكْفأ، والمُكْفأُ: المُوسَّعُ في مؤخره؛ وقبله: في لَجَفٍ، غَمَّدَهُ الصَّفِيحا تَلْجيفُه، للمَيِّتِ،الضَّرِيحا قال: واللَّجَفُ حفير ليس بمستقيم، وغَمَّده الصفيح لئلا يصيبه المطر. والصفيح: جمع صَفِيحة الحجر العريض، قال: وقد يجيء في الشعر مردحاً مثل مبسوط ومُبْسَطٍ. وامرأَة رَدَاحٌ ورَدَاحَة ورَدُوحٌ: عَجْزاء ثقيلة الأَوراك تامَّة الخَلْق، وقال الأَزهري: ضخمة العجيزة والمَآكِم؛ وقد رَدُحَتْ رَداحَةً، وكذلك ناقة رَداحٌ، وكَبْشٌ رَدَاحٌ: ضَخْم الأَلْيَة؛ قال: ومَشَى الكُماةُ إِلى الكما ةِ، وقُرِّبَ الكبشُ الرَّداحْ ودوْحةٌ رَداحٌ: عظيمة. وجَفْنة رَجاح: عظيمة، والجمع رُدُحٌ؛ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصَّلْت: إِلى رُدُحٍ من الشِّيزَى، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ وكتيبة رَداحٌ: صخمةٌ مُلَمْلَمَة كثيرى الفُرْسان ثقيلة السير لكثرتها؛ قال لبيد يصف كتيبة: ومِدْرَهِ الكَتِيبةِ الرَّدَاحِ وروي عن عليّ، عليه السلام، أَنه قال: إِنَّ مِنْ ورائِكم أُموراً مُتَماحِلةً رُدُحاً، وبَلاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً؛ فالمتماحلة: المُتطاوِلة. والرُّدُحُ: العظيمة؛ يعني الفتن، جمعُ رَداحٍ، وهي الفتنة العظيمة. وروي حديث عليّ، رضي الله عنه: إِن من ورائكم فتناً مُرْدِحة؛ قال: والمُرْدِحُ له معنيان: أَحدهما المُثْقِلُ، والآخر المُغَطِّي على القلوب، من أَرْدَحْت البيت إِذا أَرسلتَ رُدْحَتَه، وهي سُتْرة في مؤَخر البيت، قال: ومن رواه فتناً رُدَّحاً، فهي جمع الرَّادِحَة، وهي الثِّقالُ التي لا تكاد تَبْرَحُ. وفي حديث ابن عمر في الفتن: لأَكُوننَّ فيها مثل الجَمل الرَّدَاح أَي الثقيل الذي لا انبعاث له. والرَّادحة في بيت الطِّرِمَّاح: هو الغَيْثُ للمُعْتَفِين، المُفِيضُ بفضلِ مَوائِدِه الرادِحهْ قال: هي العظام الثقال. ومائدة رادحة: وهي العظيمة الكثيرة الخير؛ وروي عن أَبي موسى أَنه ذكر الفتن فقال: وبقيت الرَّداحُ المظلمة التي مَن أَشْرَفَ لها أَشْرَفَتْ له؛ أَراد الفتنة الثقيلة العظيمة. وفي حديث أُمِّ زَرْع: عُكُومُها رَداحٌ وبيتها فَيَاح؛ العُكُومُ: الأَحمالُ المُعَدَّلَة. والرداح: الثقيلة الكثيرة الحشو من الأَثاثِ والأَمتعة. والرَّدَاحةُ والرِّداحةُ: دِعامة بيت هي من حجارة فَيُجْعلُ على بابه حَجَرٌ يقال له السَّهْمُ، والمُلْسِنُ يكون على الباب، ويجعلون لَحْمة السَّبُع في مُؤَخر البيت، فإِذا دخل السبع فتناول اللحمة سقط الحجر على الباب فَسَدّه. والرُّدْحة: سُتْرة في مؤخر البيت، وقيل: قطعة تُدْخَلُ فيه؛ رَدَحَه يَرْدَحُه رَدْحاً، وأَرْدَحَه؛ وقال الأَزهري: هي قطعة تُدْخَلُ فيها بَنِيقة تزاد في البيت؛ وأَنشد الأَصمعي: بيتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمائِرُهْ قال: ورُدْحة بيت الصائد وقُتْرَتُه حجارة ينصبها حول بيته، وهي الحَمائر، واحدتها حِمارَة. ورَدَحَ البيتَ بالطين يَرْدَحُه رَدْحاً، وأَرْدَحه: كاثَفَه عليه؛ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ يصف صائداً: بِناءُ صَخْرٍ مُرْدَحٍ بِطينِ قال ابن بري: صوابه بناءَ، بالنصب، لأَن قبله: أَعَدَّ في مُحْتَرَسٍ كَنِينِ الأَزهري: الرُّدْحِيُّ الكاسُورُ، وهو بَقَّالُ القُرَى. ورَدَحَ بالمكان: أَقام به. ورَدَحَه: صَرَعَه. ورُدَيْحٌ ورَدْحانُ: اسمان. @رزح: الرَّازِحُ والمِرْزاحُ من الإِبل: الشديد الهُزال الذي لا يتحرك، الهالك هُزالاً، وهو الرَّازِمُ أَيضاً، والجمع رَوازِحُ ورُزَّحٌ ورَزْحَى ورَزاحَى ومَرازِيحُ. رَزَحَ يَرْزَحُ رَزْحاً ورَزاحاً ورُزُوحاً: سقط من الإِعياءِ هُزالاً؛ وقد رَزَحَتِ الناقةُ تَرْزَحُ رُزُوحاً ورَزَّحْتُها أَنا تَرْزِيحاً؛ وقولهم رَزَحَ فلانٌ معناه ضَعُف وذهب ما في يده، وأَصله من رَزاحِ الإِبل إِذا ضَعُفَتْ ولَصِقَتْ بالأَرض فلم يكن بها نُهوض؛ وقيل: رَزَحَ أُخِذَ من المَرْزَحِ، وهو المطمئن من الأَرض، كأَنه ضعف عن الارتقاء إِلى ما علا منها. والمِرْزَحُ: الصوتُ، صفة غالبة. ورَزَحَ العنبَ وأَرْزَحه إِذا سقط فرفعه. والمِرْزَحَة: الخشبة التي يُرفع بها. والمِرْزَحُ، بالكسر: الخشب يرفع به الكرم عن الأَرض، وفي التهذيب: يرفع بها العنب إِذا سقط بعضه على بعض. والمِرْزَحُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض؛ قال الطرمَّاح: كأَنَّ الدُّجَى دونَ البلادِ مُوَكَّلٌ، يَنِمُّ بِجَنْبَيْ كلِّ عُلْوٍ ومِرْزَحِ ورِزاحٌ: اسم رجل. والمَرْزَحُ: المَقْطَعُ البعيد. والمِرْزِيحُ: الشديد الصوت (* قوله «والمرزيح الشديد الصوت» هذه عبارة الجوهري، قال المجد: والمرزيح، بالكسر، الصوت لا شديد.)؛ وأَنشد لزياد المِلْقَطيّ: ذَرْ ذا ولكنْ تَبَصَّرْ، هل تَرَى ظُعُناً تُحْدَى لساقَتِها بالدَّوِّ مِرْزِيحُ؟ والساقة: جمع سائق، كالباعة جمع بائع. @رسح: الرَّسَحُ: خِفَّةُ الأَلْيَتَين ولصوقهما. رجل أَرْسَحُ بَيِّنُ الرَّسَح: قليل لحم العجز والفخذين، وامرأَة رَسْحاءُ؛ وقد رَسِحَ رَسَحاً. وفي حديث الملاعنة: إِن جاءت به أَرْسَحَ، فهو لفلان؛ الأَرْسَحُ: الذي لا عَجُزَ له؛ وفي الحديث: لا تَسْتَرْضِعُوا أَولادكم الرُّسْحَ ولا العُمْشَ، فإِن اللبن يُورثُ الرَّسَحَ؛ الليث: الرَّسَحُ أَن لا يكون للمرأَة عجيزة، وقد رَسِحَتْ رَسَحاً، وهي الزَّلاَّء والمِزْلاجُ. والأَرْسَحُ: الذئب، لذلك، وكل ذئب أَرْسَحُ لأَنه خفيف الوَرِكَينِ، وقيل لامرأَةٍ من العرب: ما بالُنا نراكُنَّ رُسْحاً؟ فقالت: أَرْسَحَتْنا نارُ الزَّحْفَتَينِ. وقيل للسِّمْع الأَزَلِّ: أَرْسَحُ. والرَّسْحاءُ: القبيحة من النساء، والجمع رُسْحٌ. @رشح: الرَّشْحُ: نَدَى العَرَقِ على الجَسَدِ. يقال: رَشَحَ فلانٌ عَرَقاً؛ قال الفراء: يقال أَرْشَحَ عَرَقاً وتَرَشَّحَ عَرَقاً، بمعنى واحد. وقد رَشَحَ يَرْشَحُ رَشْحاً ورَشَحاناً: نَدِيَ بالعَرَق. والرَّشِيحُ: العَرَق. والرَّشْحُ: العَرَقُ نفسه؛ قال ابن مُقْبِل: يَخْدِي بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِع وفي حديث القيامة: حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانَهم؛ الرَّشْحُ: العَرَق لأَنه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يَرْشَحُ الإِناءُ المُتَخَلْخِلُ الأَجزاء. والمِرْشَحُ والمِرْشَحَة: البطانة التي تحت لِبْدِ السَّرْج، سمِّيت بذلك لأَنها تُنَشِّفُ الرَّشْح؛ يعني العَرَق؛ وقيل: هي ما تحت المِيثَرَة.وبئر رَشُوحٌ: قليلة الماء، ورَشَحَ النِّحْيُ بما فيه كذلك. ورَشَّحَتِ الأُمُّ ولدها باللبن القليل إِذا جعلته في فيه شيئاً بعد شيء حتى يقوى على المَصِّ، وهو الرَّشِيحُ. ورَشَحَتِ الناقةُ وَلَدَها ورَشَّحَتْه وأَرْشَحَتْهُ: وهو أَن تحك أَصل ذنبه وتدفعه برأْسها وتُقَدِّمه وتَقِفَ عليه حتى يلحقها وتُزَجِّيه أَحياناً أَي تُقَدِّمه وتتبعه، وهي راشِحٌ ومُرْشِحٌ ومُرَشِّحٌ، كل ذلك على النَّسَبِ. وتَرَشَّحَ هو إِذا قَوِيَ على المشي مع أُمه. وأَرْشَحَتِ الناقةُ والمرأَة، وهي مُرْشِحٌ إِذا خالطها ولدها ومشى معها وسعى خلفها ولم يُعَنِّها؛ وقيل: إِذا قَوِيَ ولد الناقة، فهي مُرْشِحٌ وولدها راشِحٌ، وقد رَشَح رُشُوحاً؛ قال أَبو ذؤَيب، واستعاره لصغار السحاب: ثلاثاً، فلما اسْتُحِيلَ الجَها مُ، واسْتَجْمَعَ الطِّفْلُ فيه رُشوحا والجمع رُشَّحٌ؛ قال: فلما انْتَهى نِيُّ المَرابيعِ، أَزْمَعَتْ جُفُوفاً، وأَولادُ المَصاييفِ رُشَّحُ وكل ما دَبَّ على الأَرض من خَشاشها: راشِحٌ. قال الأَصمعي: إِذا وضعت الناقة ولدها، فهو شَليل، فإِذا قَوِيَ ومَشَى، فهو راشح وأُمه مُرْشِحٌ، فإِذا ارتفع عن الرَّاشِح، فهو خالٌ. والتَّرَشُّحُ والتَّرْشِيحُ: لَحْسُ الأُمِّ ما على طِفْلها من النُّدُوَّةِ حين تَلِدُه؛ قال: أُمُّ الظِّبا تُرَشِّحُ الأَطفالا والتَّرْشِيحُ أَيضاً: التربية والتهيئة للشيء. ورُشِّحَ للأَمر: رُبِّيَ له وأُهِّل؛ ويقال: فلان يُرَشَّح للخلافة إِذا جُعِل وليّ العهد. وفي حديث خالد بن الوليد: أَنه رَشَّحَ وَلده لولاية العهد أَي أَهَّله لها. وفلان يُرَشَّحُ للوزارة أَي يُرَبَّى ويُؤَهَّل لها. ورَشَّحَ الغيثُ النباتَ: رَبَّاه؛ قال كثير: يُرَشِّحُ نَبْتاً ناعِماً، ويُزينُه نَدًى، ولَيالٍ بعدَ ذاكَ طَوالِقُ والاسْتِرْشاحُ كذلك؛ قال ذو الرمة: يُقَلِّبُ أَشْباهاً كأَنَّ ظُهورَها، بمُسْتَرْشَحِ البُهْمى، من الصَّخْرِ، صَرْدَحُ أَي بحيث رَشَّحَتِ الأَرضُ البُهْمَة؛ يعني رَبَّتها وبَلَغت بها. وفي حديث ظَبْيانَ: يأْكلون حَصيدَها ويُرَشِّحُون خَضِيدَها؛ الخضيد: المقطوع من شجر الثمر. وتَرْشِيحُهم له: قيامُهم عليه وإِصلاحهم له إِلى أَن تعود ثمرته تَطْلُع كما يُفْعل بشجر الأَعناب والنخيل. والرَّشِيحُ: ما على وجه الأَرض من النبات. ويقال: بنو فلان يَسْتَرْشِحُونَ البقلَ أَي ينتظرون أَن يطول فَيَرعَوْه. ويَسْتَرْشِحُونَ البُهْمَى: يُرَبُّونه ليَكْبُرَ، وذلك الموضع مُسْتَرْشَح؛ وتقول: لم يَرْشَحْ له بشيء إِذا لم يُعْطِه شيئاً. والرَّاشِحُ والرَّواشِحُ: جبال تَنْدى فربما اجتمع في أُصولها ماء قليل، فإِن كثر سمي وَشَلاً، وإِن رأَيته كالعَرَق يجري خِلالَ الحجارة سُمّي راشِحاً. @رصح: الرَّصَحُ: لغة في الرَّسَح؛ رجل أَرْصَحُ وامرأَة رَصْحاء. وروى ابن الفَرَج عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: الأَرْصَحُ والأَرْصَعُ والأَزَلُّ واحدٌ. ويقال: الرَّصَعُ قُرْبُ ما بين الوَرِكَيْنِ، وكذلك الرَّصَحُ والرَّسَحُ والزَّلَلُ. وفي حديث اللعان: إِن جاءَت به أُرَيْصِحَ؛ هو تصغير الأَرْصَحِ، وهو النَّاتئُ الأَلْيَتين؛ قال ابن الأَثير: ويجوز بالسين، هكذا قال الهَرَوِيُّ، والمعروف في اللغة أَن الأَرْصَحَ والأَرْسَح هو الخفيف لحم الأَلْيَتين، وربما كانت الصاد بدلاً من السين، وقد تقدم ذلك في موضعه. @رضح: رَضَحَ رأْسَه بالحجر يَرْضَحُه رَضْحاً: رَضَّه. والرَّضْحُ: مثل الرَّضْخ، وهو كَسْرُ الحصى أَو النَّوَى؛ قال أَبو النجم: بكلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ، ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ الوَأْبُ: الشديد القَوِيُّ، وهو يصف حافراً؛ تقديره بكل حافر وَأْبٍ رَضَّاح للحصى. والمُصْطَرّ: الضَّيِّقُ. والفِرْشاحُ: المُنْبَطِحُ. ورَضَح النواةَ يَرْضَحُها رَضْحاً: كَسَرَها بالحجر. ونَوًى رَضِيحٌ: مَرْضُوحٌ، واسم الحجر المِرْضاحُ (* قوله «واسم الحجر المرضاح» كالمرضحة، بكسر الميم، كما في شرح القاموس.)، والخاء لغة ضعيفة؛ قال: خَبَطْناهم بكلِّ أَرَحَّ لأْمٍ، كمِرْضاحِ النَّوى عَبْلٍ وَقاحِ المِرْضاحُ: الحجر الذي يُرْتَضَحُ به النَّوى أَي يُدَقُّ. والرَّضِيح: النَّوَى المرضوح. والرُّضْحُ، بالضم: النوى المرضوح. ونَوى الرَّضْح: ما نَدَرَ منه؛ قال كعب بن مالك الأَنصاري: وتَرْعَى الرَّضْحَ والوَرَقا وتقول: رَضَحْتُ الحَصَى فَتَرَضَّحَ؛ قالْ جِرانُ العَوْدِ: يَكادُ الحَصَى من وَطْئِها يَتَرَضَّحُ والرَّضْحَةُ: النواة التي تطير من تحت الحجر. وبلغنا رَضْحٌ من خبر أَي يسير منه. والرَّضْحُ أَيضاً: القليل من العطية. @رفح: الأَزهري خاصة: قال أَبو حاتم: من «قرون» البقر الأَرْفَحُ، وهو الذي يذهب قرناه قِبَلَ أُذنيه في تباعد ما بينهما، قال: والأَرْفى الذي تأْتي أُذناه على قرنيه. ابن الأَثير: وفي الحديث: كان إِذا رَفَّحَ إِنساناً قال: بارك الله عليك؛ أَراد رَفَّأَ، أَي دعا له بالرِّفاء، فأَبدل الهمزة حاء، وبعضهم يقول: رَقَّحَ، بالقاف. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، لمَّا تزوّج أُم كلثوم بنت علي، رضي الله عنهما، قال: رَفِّحُوني؛ أَي قولوا لي ما يقال للمتزوّج؛ ذكره ابن الأَثير في ترجمة رفح، بالفاء. @رقح: التَّرْقِيح والتَّرَقُّحُ: إِصلاح المعيشة؛ قال الحرثُ بن حِلِّزَة: يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه، يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وتَرَقَّح لعياله: كَسَبَ وطلب واحتال، هذه عن اللحياني. والتَّرَقُّح: الاكتساب. وتَرْقِيحُ المال: إِصلاحه والقيام عليه. ويقال: فلان رَقاحِيُّ مال؛ والرَّقاحِيّ: التاجر القائم على ماله المصلح له؛ قال أَبو ذؤَيب يصف دُرَّةً: بِكَفَّيْ رَقاحيٍّ يُريد نَماءَها، فيُبْرِزُها للبيع، فهي قَرِيحُ يعني: بارزة ظاهرة، والاسم الرَّقاحةُ. ويقال: إِنه ليُرَقِّحُ معيشته أَي يصلحها. والرَّقاحةُ: الكَسْبُ والتجارة؛ ومنه قولهم في تلبية بعض أَهل الجاهلية: جئناك للنَّصاحة ولم نأْت للرَّقاحة. وفي حديث الغار: والثلاثة الذين أَوَوْا إِليه حتى كَثُرَتْ وارْتَقَحَتْ؛ أَي زادتْ، من الرَّقاحة الكَسْبِ والتجارة. وتَرْقِيحُ المال: إِصلاحُه والقيامُ عليه؛ وفي الحديث: كان إِذا رَقَّح إِنساناً؛ يريد رَفَّأَ، وقد تقدم في الراء والفاء. @ركح: الرُّكْحُ، بالضم، من الجبل: الركن أَو الناحية المُشْرِفة على الهواء؛ وقيل: هو ما علا عن السَّفْح واتسع. ابن الأَعرابي: رُكْحُ كلِّ شيء جانبُه. والرُّكْحُ أَيضاً: الفِناءُ، وجمعه أَرْكاحٌ ورُكُوحٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي: ولقد تُقِيمُ، إِذا الخُصُومُ تَنافَدُوا أَحْلامَهم، صَعَرَ الخَصِيمِ المُجْنِفِ حتى يَظَلَّ كأَنه مُتَثَبِّتٌ، بِرُكُوحِ أَمْعَزَ ذي رُيُودٍ مُشْرِفِ قال: معناه يَظَلُّ من فَرَقِ أَن يتكلم فُيخْطِئَ ويَزِلَّ كأَنه يمشي بِرُكْحِ جبلٍ، وهو جانبه وحرفه، فيخاف أَن يَزِلَّ ويَسْقُط. ورُكْحة الدار ورُكْحُها: ساحتها؛ وتَرَكَّح فيها: تَوَسَّع. ويقال: إِن لفلان ساحةً يَتَرَكَّحُ فيها أَي يتوسع. وفي النوادر: تَركَّحَ فلان في المعيشة إِذا تصرف فيها. وتَرَكَّحَ بالمكان: تَلَبَّثَ. ورَكَحَ الساقي على الدلو إِذا اعتمد عليها نَزْعاً. والرَّكْحُ: الاعتمادُ؛ وأَنشد الأَصمعي: فَصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ، أَجْرَدَ بالدَّلْوِ شَديدَ الرَّكْحِ والرُّكْحَة: البقيَّة من الثريد تبقى في الجَفْنَة. وجَفْنَةٌ مُرْتَكِحَة: مُكْتَنِزة بالثريد. ورَكَح إِلى الشيء رُكُوحاً: رَكَنَ وأَنابَ؛ قال: رَكَحْتُ إِليها بعدَما كنت مُجْمِعاً على وا* . . . . ها، وانْسَبْتُ بالليل فائزا (* كذا في بياض بالأصل.) وأَرْكَحَ إِليه: استند إِليه. وأَرْكَحْتُ إِليه: لجأْت إِليه؛ يقال: أَرْكَحْتُ ظهري إِليه أَي أَلجأْت ظهري إِليه. والرُّكُوح إِلى الشيء: الركونُ إِليه. وفي حديث عمر قال لعمرو بن العاص: ما أُحب أَن أَجعل لك عِلَّةً تَرْكَحُ إِليها أَي ترجع وتلجأُ إِليها؛ يقال: رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْتُ وارْتَكَحْتُ؛ وأَرْكَحَ إِلى غِنًى، منه على المثل. والمِرْكاحُ من الرِّحال والسُّروج: الذي يتأَخر فيكون مَرْكَبُ الرجلِ على آخِرَةِ الرَّحْل؛ قال: كأَنَّ فاه، واللجامُ شاحِي، شَرْجا غَبِيطٍ سَلِسٍ مِرْكاحِ الجوهري: سَرْجٌ مِركاحٌ إِذا كان يتأَخر عن ظهر الفرس، وكذلك الرحل إِذا تأَخر عن ظهر البعير. ابن سيده: والرُّكْحُ أَبيات النصارى، ولست منها على ثقة. والرَّكْحاءُ: الأَرض الغليظة المرتفعة. وفي الحديث: لا شُفْعَة في فِناء ولا طريق ولا رُكْحٍ؛ قال أَبو عبيد: الرُّكْحُ، بالضم، ناحية البيت من ورائه كأَنه فضاء لا بناء فيه؛ قال القُطامِيُّ: أَما تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكاحا؟ لم يَدَعِ الثَّلْجُ لهم وَجاحا الأَركاح: الأَفنية. والوَجاح: السير، بفتح الواو وضمها وكسرها. قال ابن بري: الرُّكْحُ جمع رُكْحةٍ مثل بُسْر وبُسْرَة، وليس الرُّكْحُ واحداً، والأَرْكاحُ جمع رُكْحٍ لا رُكْحةٍ؛ وفي الحديث: أَهلُ الرُّكْحِ أَحق برُكْحِهم؛ وقال ابن ميادة: ومُضَبَّر عَرِد الزِّجاجِ، كأَنه إِرَمٌ لِعادَ، مُلَزَّزُ الأَرْكاحِ أَراد بعَرِدِ الزِّجاج أَنيابه. وإِرَمٌ: قبر عليه حجارة. ومضبر: يعني رأْساً كأَنه قبر. والأَرْكاحُ: الأَساسُ والأَركان والنواحي؛ قال وروى بعضهم شعر القطامي: أَلا تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكاحا؟ قال: وهي بيوت الرُّهْبان؛ قال الأَزهري: ويقال لها الأُكَيْراحُ، قال: وما أُراها عربيَّة. @رمح: الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، وجمعه أَرْماح؛ وقيل لأَعرابي: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح؛ والكثيرُ: رِماحٌ. ورجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة. ورجل رامِحٌ ورَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ، ولا فعل له. ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. وفي الحديث: السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه؛ استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على الوالي للرعية: أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة، لأَن الظل يُلجأُ إليه من الحرارة والشدّة، ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم؛ والآخر إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر، والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع؛ وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ: بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنها هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَيْبى مُعَجّلِ (* قوله «من شعيبى إلخ» كذا بالأصل.) قيل في تفسيره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من الرَّمْحِ. ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو الرمة: وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ، بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ (* قوله «بلاد العدى» كذا بالأصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأساس: بلاد الورى.) وثورٌ رامِحٌ: له قرنان. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ: مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع، من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل. الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ. وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على الراعية. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من نحرها؛ يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل. الأَزهري: إِذا امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ. ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح، وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق: فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها، غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها. وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره، وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال: إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ. وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد يكون ذلك من الغضب أَيضاً. وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. ورِماحُ الجنّ: الطاعونُ: أَنشد ثعلب: لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ، ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ (* قوله «أو اياك حار» كذا بالأصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في الأساس «أَو أَنزال جار» وقال: الأنزال أصحاب الحمر دون الخيل.) يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة: أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ، تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة. وذو الرُّمْحَين، قال ابن سيده: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة؛ قال القُرَشِيُّون: سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمحين، وقيل: سمي بذلك لطول رمحه. وابن رُمْح: رجل من هذيل، وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ بقوله:وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ، لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ ويروى ابن رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة، وكانت إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وفي ذلك يقول شاعرهم: إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً، والاسم الرِّماحُ؛ يقال: أَبْرَأُ إِليك من الجِماحِ والرِّماحِ؛ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها. الأَزهري: وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ؛ قال الهذلي: بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً جَواذِبُها، تَأْبَى على المُتَغَيِّر وقد يقال: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ، حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى برجله؛ قال ذو الرمة: ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ قَلُوصِي بها، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ والرَّمَّاحُ: اسم ابن مَيَّادة الشاعر. وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال يرثيه، وهو عمه: قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ، وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ، أَبا بَراءٍ مِدَْرَهَ الشِّياحِ، في السَّلَبِ السُّودِ، وفي الأَمْساحِ وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها: الأَرماحُ. وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها. @رنح: التَّرَنُّحُ: تَمَزُّزُ الشراب؛ عن أَبي حنيفة. ورَنَّحَ الرجلُ وغيره وتَرَنَّح: تمايل من السُّكْرِ وغيره. وتَرَنَّح إِذا مال واستدار؛ قال امرؤ القيس يصف كلب صيد طعنه الثور الوحشي بقرنه، فظل الكلب يستدير كما يستدير الحمار الذي قد دخلت النُّعَرة في أَنفه، والنُّعَرُ ذباب أَزرق يَتَتَبَّع الحُمُر ويَلْسَعُها، والغَيْطَلُ شجر، الواحدة غَيْطَلة (* قوله «ويلسعها والغيطل إلخ» هكذا في الأصل بهذا الترتيب.): فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيْطَلٍ، كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِرْ وقيل: رُنِّح به إِذا دِيرَ به كالمَغْشِيِّ عليه. وفي حديث الأَسود بن يزيد: أَنه كان يصوم في اليوم الشديد الحَرِّ الذي إِن الجَمَل الأَحمر ليُرَنَّح فيه من شدّة الحر أَي يُدارُ به ويختلِط؛ يقال: رُنِّح فلانٌ تَرْنِيحاً إِذا اعتراه وَهْنٌ في عظامه من ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر؛ ومنه قولهم: رَنَّحه الشرابُ، ومَن رواه يُرِيح، بالياء، أَراد يَهْلِك مِن أَراحَ الرجلُ إِذا مات، وسيأْتي ذكره؛ ومنه حديث يزيد الرَّقاشِيِّ: المريضُ يُرَنَّحُ والعَرَق من جبينه يَتَرَشَّحُ. ورُنِّحَ على فلان تَرْنِيحاً، ورُنِّحَ فلان على ما لم يُسَمَّ فاعله إِذا غُشِيَ عليه واعتراه وَهْنٌ في عظامه وضَعْفٌ في جسده عند ضرب أَو فزع، حتى يَغْشاه كالمَيْدِ، وتمايل فهو مُرَنَّحٌ، وقد يكون ذلك من هَمٍّ وحُزْنٍ؛ قال: تَرَى الجَلْدَ مغموراً يَمِيدُ مُرَنَّحاً، كأَنَّ به سُكْراً، وإِن كان صاحِيا وقال الطِّرِمَّاحُ: وناصِرُكَ الأَدْنَى عليه ظَعِينةٌ تَمِيدُ، إِذا اسْتَعْبَرْتَ، مَيْدَ المُرَنَّحِ وقوله: وقد أَبِيتُ جائعاً مُرَنَّحا هو من هذا. الأَزهري: والمَرْنَحَة صدرُ السفينة. قال: والدَّوطِيرَة كَوْثَلُها، والقَبُّ رأْسُ الدَّقَل، والقَرِيَّةُ خشبة مُرَبَّعَةٌ على رأْس القَبِّ. وفي حديث عبد الرحمن بن الحرث: أَنه كان إِذا نظر إِلى مالك ابن أَنس قال: أَعوذ بالله من شَرِّ ما تَرَنَّح له أَي تحرَّك له وَطَلَبه. والمُرْنَحُ: ضرب (* قوله «والمرنح ضرب إلخ» كذا ضبط بالأصل، بضم الميم وسكون الراء وفتح النون مخففة. ويؤيده قوله: وهو اسم، ونظيره المخدع، إذ المخدع بهذا الضبط، اسم للخزانة. وضبط المجد المرنح كمعظم، وبهامش شارحه المرنح كمعظم كما في منتهى الأرب والأوقيانوس.) من العُود من أَجوده يُسْتَجْمَرُ به، وهو اسم ونظيره المُخْدَعُ. @روح: الرِّيحُ: نَسِيم الهواء، وكذلك نَسيم كل شيء، وهي مؤنثة؛ وفي التنزيل: كَمَثَلِ رِيحٍ فيها صِرٌّ أَصابت حَرْثَ قوم؛ هو عند سيبويه فَعْلٌ، وهو عند أَبي الحسن فِعْلٌ وفُعْلٌ. والرِّيحةُ: طائفة من الرِّيح؛ عن سيبويه، قال: وقد يجوز أَن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع، وحكى بعضهم: رِيحٌ ورِيحَة مع كوكب وكَوكَبَةٍ وأَشعَر أَنهما لغتان، وجمع الرِّيح أَرواح، وأَراوِيحُ جمع الجمع، وقد حكيت أَرْياحٌ وأَرايِح، وكلاهما شاذ، وأَنكر أَبو حاتم على عُمارة بن عقيل جمعَه الرِّيحَ على أَرْياح، قال فقلت له فيه: إِنما هو أَرْواح، فقال: قد قال الله تبارك وتعالى: وأَرسلنا الرِّياحَ؛ وإِنما الأَرْواحُ جمعُ رُوح، قال: فعلمت بذلك أَنه ليس ممن يؤْخذ عنه. التهذيب: الرِّيح ياؤُها واو صُيِّرت ياء لانكسار ما قبلها، وتصغيرها رُوَيْحة، وجمعها رِياحٌ وأَرْواحٌ. قال الجوهري: الرِّيحُ واحدة الرِّياح، وقد تجمع على أَرْواح لأَن أَصلها الواو وإِنما جاءَت بالياء لانكسار ما قبلها، وإِذا رجعوا إِلى الفتح عادت إِلى الواو كقولك: أَرْوَحَ الماءُ وتَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة؛ ويقال: رِيحٌ ورِيحَة كما قالوا: دارٌ ودارَةٌ. وفي الحديث: هَبَّتْ أَرواحُ النَّصْر؛ الأَرْواحُ جمع رِيح. ويقال: الرِّيحُ لآِل فلان أَي النَّصْر والدَّوْلة؛ وكان لفلان رِيحٌ. وفي الحديث: كان يقول إِذا هاجت الرِّيح: اللهم اجعلها رِياحاً ولا تجعلها ريحاً؛ العرب تقول: لا تَلْقَحُ السحابُ إِلاَّ من رياح مختلفة؛ يريج: اجْعَلْها لَقاحاً للسحاب ولا تجعلها عذاباً، ويحقق ذلك مجيءُ الجمع في آيات الرَّحمة، والواحد في قِصَصِ العذاب: كالرِّيح العَقِيم؛ ورِيحاً صَرْصَراً. وفي الحديث: الرِّيحُ من رَوْحِ الله أَي من رحمته بعباده. ويومٌ راحٌ: شديد الرِّيح؛ يجوز أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وأَن يكون فَعْلاً؛ وليلة راحةٌ. وقد راحَ يَراحُ رَيْحاً إِذا اشتدّت رِيحُه. وفي الحديث: أَن رجلاً حضره الموت، فقال لأَِولاده: أَحْرِقوني ثم انظروا يوماً راحاً فأَذْرُوني فيه؛ يومٌ راحٌ أَي ذو رِيح كقولهم: رجلٌ مالٌ. ورِيحَ الغَدِيرُ وغيرُه، على ما لم يُسَمَّ فاعله: أَصابته الرِّيحُ، فهو مَرُوحٌ؛ قال مَنْظُور بنُ مَرْثَدٍ الأَسَدِيُّ يصف رَماداً: هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذي القُورْ؟ قد دَرَسَتْ غيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ القُور: جُبَيْلات صغار، واحدها قارَة. والمكفور: الذي سَفَتْ عليه الريحُ الترابَ، ومَرِيح أَيضاً؛ وقال يصف الدمع: كأَنه غُصْنٌ مَرِيح مَمْطُورْ مثل مَشُوب ومَشِيب بُنِيَ على شِيبَ. وغُصْنٌ مَرِيحٌ ومَرُوحٌ: أَصابته الريح؛ وكذلك مكان مَريح ومَرُوحٌ، وشجرة مَرُوحة ومَريحة: صَفَقَتْها الريحُ فأَلقت ورقها. وراحَتِ الريحُ الشيءَ: أَصابته؛ قال أَبو ذؤيب يصف ثوراً: ويَعُوذ بالأَرْطَى، إِذا ما شَفَّهُ قَطْرٌ، وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ وراحَ الشجرُ: وجَدَ الريحَ وأَحَسَّها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: تَعُوجُ، إِذا ما أَقْبَلَتْ نَحْوَ مَلْعَبٍ، كما انْعاجَ غُصْنُ البانِ راحَ الجَنائبا ويقال: رِيحَتِ الشجرةُ، فهي مَرُوحة. وشجرة مَرُوحة إِذا هبَّت بها الريح؛ مَرُوحة كانت في الأَصل مَرْيوحة. ورِيحَ القومُ وأَراحُوا: دخلوا في الريح، وقيل: أَراحُوا دخلوا في الريح، ورِيحُوا: أَصابتهم الريحُ فجاحَتْهم. والمَرْوَحة، بالفتح: المَفازة، وهي الموضع الذي تَخْترقُه الريح؛ قال: كأَنَّ راكبها غُصْنٌ بمَرْوَحةٍ، إِذا تَدَلَّتْ به، أَو شارِبٌ ثَمِلْ والجمع المَراوِيح؛ قال ابن بري: البيت لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقيل: إِنه تمثل به، وهو لغيره قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأَسرعت؛ يقول: كأَنَّ راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تَخْتَرِقُ فيه الريح، كالغصن لا يزال يتمايل يميناً وشمالاً، فشبّه راكبها بغصن هذه حاله أَو شارِبٍ ثَمِلٍ يتمايلُ من شدّة سكره، وقوله إِذا تدلت به أَي إِذا هبطت به من نَشْزٍ إِلى مطمئن، ويقال إِن هذا البيت قديم. وراحَ رِيحَ الروضة يَراحُها، وأَراح يُريحُ إِذا وجد ريحها؛ وقال الهُذَليُّ: وماءٍ ورَدْتُ على زَوْرَةٍ، كمَشْيِ السَّبَنْتَى يَراحُ الشَّفِيفا الجوهري: راحَ الشيءَ يَراحُه ويَرِيحُه إِذا وجَدَ رِيحَه، وأَنشد البيت «وماءٍ ورَدتُ» قال ابن بري: هو لصَخرْ الغَيّ، والزَّوْرةُ ههنا: البعد؛ وقيل: انحراف عن الطريق. والشفيف: لذع البرد. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ. والمِرْوَحَةُ، بكسر الميم: التي يُتَرَوَّحُ بها، كسرة لأَنها آلة؛ وقال اللحياني: هي المِرْوَحُ، والجمع المَرَاوِحُ؛ وفي الحديث: فقد رأَيتهم يَتَرَوَّحُون في الضُّحَى أَي احتاجوا إِلى التَّرْويحِ من الحَرِّ بالمِرْوَحة، أَو يكون من الرواح: العَودِ إِلى بيوتهم، أَو من طَلَب الراحة.والمِرْوَحُ والمِرْواحُ: الذي يُذَرَّى به الطعامُ في الريح. ويقال: فلان بِمَرْوَحةٍ أَي بمَمَرِّ الريحِ. وقالوا: فلان يَميلُ مع كل ريح، على المثل؛ وفي حديث عليّ: ورَعاعُ الهَمَج يَميلون على كلِّ ريح. واسْتَرْوح الغصنُ: اهتزَّ بالريح. ويومٌ رَيِّحٌ ورَوْحٌ ورَيُوحُ: طَيِّبُ الريح؛ ومكانٌ رَيِّحٌ أَيضاً، وعَشَيَّةٌ رَيِّحةٌ ورَوْحَةٌ، كذلك. الليث: يوم رَيِّحٌ ويوم راحٌ: ذو ريح شديدة، قال: وهو كقولك كَبْشٌ صافٍ، والأَصل يوم رائح وكبش صائف، فقلبوا، وكما خففوا الحائِجةَ، فقالوا حاجة؛ ويقال: قالوا صافٌ وراحٌ على صَوِفٍ ورَوِحٍ، فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت أَلفاً. ويومٌ رَيِّحٌ: طَيِّبٌ، وليلة رَيِّحة. ويوم راحٌ إِذا اشتدَّت ريحه. وقد راحَ، وهو يرُوحُ رُؤُوحاً وبعضهم يَراحُ، فإِذا كان اليوم رَيِّحاً طَيِّباً، قيل: يومٌ رَيِّحٌ وليلة رَيِّحة، وقد راحَ، وهو يَرُوحُ رَوْحاً. والرَّوْحُ: بَرْدُ نَسِيم الريح؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان الناسُ يسكنون العالية فيحضُرون الجمعةَ وبهم وَسَخٌ، فإِذا أَصابهم الرَّوْحُ سطعت أَرواحهم فيتأَذى به الناسُ، فأُمروا بالغسل؛ الرَّوْح، بالفتح: نسيم الريح، كانوا إِذا مَرَّ عليهم النسيمُ تَكَيَّفَ بأَرْواحِهم، وحَمَلها إِلى الناس. وقد يكون الريح بمعنى الغَلَبة والقوة؛ قال تَأَبَط شرًّا، وقيل سُلَيْكُ بنُ سُلَكَةَ: أَتَنْظُرانِ قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهمْ، أَو تَعْدُوانِ، فإِنَّ الرِّيحَ للعادِي ومنه قوله تعالى: وتَذْهَبَ رِيحُكُم؛ قال ابن بري: وقيل الشعر لأَعْشى فَهْمٍ، من قصيدة أَولها: يا دارُ بينَ غُباراتٍ وأَكْبادِ، أَقْوَتْ ومَرَّ عليها عهدُ آبادِ جَرَّتْ عليها رياحُ الصيفِ أَذْيُلَها، وصَوَّبَ المُزْنُ فيها بعدَ إِصعادِ وأَرَاحَ الشيءَ إِذا وجَد رِيحَه. والرائحةُ: النسيم طيِّباً كان أَو نَتْناً. والرائحة: ريحٌ طيبة تجدها في النسيم؛ تقول لهذه البقلة رائحة طيبة. ووَجَدْتُ رِيحَ الشيء ورائحته، بمعنًى. ورِحْتُ رائحة طيبة أَو خبيثة أَراحُها وأَرِيحُها وأَرَحْتُها وأَرْوَحْتُها: وجدتها. وفي الحديث: من أَعانَ على مؤمن أَو قتل مؤمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجنة، من أَرَحْتُ، ولم يَرَحْ رائحة الجنة من رِحْتُ أَراحُ؛ ولم يَرِحْ تجعله من راحَ الشيءَ يَرِيحُه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من قتل نفساً مُعاهدةً لم يَرِحْ رائحةَ الجنة أَي لم يَشُمَّ ريحها؛ قال أَبو عمرو: هو من رِحْتُ الشيءَ أَرِيحه إِذا وجَدْتَ ريحه؛ وقال الكسائي: إِنما هو لم يُرِحْ رائحة الجنة، مِن أَرَحْتُ الشيء فأَنا أُرِيحَه إِذا وجدت ريحه، والمعنى واحد؛ وقال الأَصمعي: لا أَدري هو مِن رِحْتُ أَو من أَرَحْتُ؛ وقال اللحياني: أَرْوَحَ السبُعُ الريحَ وأَراحها واسْتَرْوَحَها واستراحها: وَجَدَها؛ قال: وبعضهم يقول راحَها بغير أَلف، وهي قليلة. واسْتَرْوَحَ الفحلُ واستراح: وجد ريح الأُنثى. وراحَ الفرسُ يَراحُ راحةً إِذا تَحَصَّنَ أَي صار فحلاً؛ أَبو زيد: راحت الإِبلُ تَراحُ رائحةً؛ وأَرَحْتُها أَنا. قال الأَزهري: قوله تَرَاحُ رائحةً مصدر على فاعلة؛ قال: وكذلك سمعته من العرب، ويقولون: سمعتُ راغِيةَ الإِبل وثاغِيةَ الشاء أَي رُغاءَها وثُغاءَها. والدُّهْنُ المُرَوَّحُ: المُطَيَّبُ؛ ودُهْن مُطَيَّب مُرَوَّحُ الرائحةِ، ورَوِّحْ دُهْنَكَ بشيء تجعل فيه طيباً؛ وذَرِيرَةٌ مُرَوَّحة: مُطَيَّبة، كذلك؛ وفي الحديث: أَنه أَمرَ بالإِثْمِد المُرَوَّحِ عند النوم؛ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَهَى أَن يَكْتَحِلَ المُحْرِمُ بالإِثْمِدِ المُرَوَّح؛ قال أَبو عبيد: المُرَوَّحُ المُطَيَّبُ بالمسك كأَنه جُعل له رائحةٌ تَفُوحُ بعد أَن لم تكن له رائحة، وقال: مُرَوَّحٌ، بالواو، لأَن الياءَ في الريح واو، ومنه قيل: تَرَوَّحْتُ بالمِرْوَحة. وأَرْوَحَ اللحمُ: تغيرت رائحته، وكذلك الماءُ؛ وقال اللحياني وغيره: أَخذتْ فيه الريح وتَغَيَّر. وفي حديث قَتَادةَ: سُئِل عن الماء الذي قد أَروَحَ، أَيُتَوَضَّأُ منه؟ فقال: لا بأْس. يقال: أَرْوَحَ الماءُ وأَراحَ إِذا تغيرت ريحه؛ وأَراح اللحمُ أَي أَنْتَنَ. وأَرْوَحَنِي الضَّبُّ: وجد ريحي؛ وكذلك أَرْوَحَني الرجلُ. ويقال: أَراحَني الصيدُ إِذا وجَدَ رِيحَ الإِنْسِيِّ. وفي التهذيب: أَرْوَحَنِي الصيدُ إِذا وجد ريحَك؛ وفيه: وأَرْوَحَ الصيدُ واسْتَرْوَحَ واستراح إِذا وجد ريح الإِنسان؛ قال أَبو زيد: أَرْوَحَنِي الصيجُ والضبُّ إِرْواحاً، وأَنْشاني إِنشاءً إِذا وجد ريحَك ونَشْوَتَك، وكذلك أَرْوَحْتُ من فلان طِيباً، وأَنْشَيْتُ منه نَشْوَةً. والاسْتِرْواحُ: التَّشَمُّمُ. الأَزهري: قال أَبو زيد سمعت رجلاً من قَيْس وآخر من تميم يقولان: قَعَدْنا في الظل نلتمس الراحةَ؛ والرَّوِيحةُ والراحة بمعنى واحد. وراحَ يَرَاحُ رَوْحاً: بَرَدَ وطابَ؛ وقيل: يومٌ رائحٌ وليلة رائحةٌ طيبةُ الريح؛ يقال: رَاحَ يومُنا يَرَاحُ رَوْحاً إِذا طابَت رِيحهُ؛ ويوم رَيِّحٌ؛ قال جرير: محا طَلَلاً، بين المُنِيفَةِ والنِّقا، صَباً راحةٌ، أَو ذو حَبِيَّيْنِ رائحُ وقال الفراء: مكانٌ راحٌ ويومٌ راحٌ؛ يقال: افتح البابَ حتى يَراحَ البيتُ أَي حتى يدخله الريح؛ وقال: كأَنَّ عَيْنِي، والفِراقُ مَحْذورْ، غُصْنٌ من الطَّرْفاءِ، راحٌ مَمْطُورْ والرَّيْحانُ: كلُّ بَقْل طَيِّب الريح، واحدته رَيْحانة؛ وقال: بِرَيْحانةٍ من بَطْنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ، لها أَرَجٌ، ما حَوْلها، غيرُ مُسْنِتِ والجمع رَياحين. وقيل: الرَّيْحانُ أَطراف كل بقلة طيبة الريح إِذا خرج عليها أَوائلُ النَّوْر؛ وفي الحديث: إِذا أُعْطِيَ أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا يَرُدَّه؛ هو كل نبت طيب الريح من أَنواع المَشْمُوم. والرَّيْحانة: الطَّاقةُ من الرَّيحان؛ الأَزهري: الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح، والطاقةُ الواحدةُ: رَيْحانةٌ. أَبو عبيد: إِذا طال النبتُ قيل: قد تَرَوَّحتِ البُقُول، فهي مُتَرَوِّحةٌ. والريحانة: اسم للحَنْوَة كالعَلَمِ. والرَّيْحانُ: الرِّزْقُ، على التشبيه بما تقدم. وقوله تعالى: فَرَوْحٌ ورَيْحان أَي رحمة ورزق؛ وقال الزجاج: معناه فاستراحة وبَرْدٌ، هذا تفسير الرَّوْح دون الريحان؛ وقال الأَزهري في موضع آخر: قوله فروح وريحان، معناه فاستراحة وبرد وريحان ورزق؛ قال: وجائز أَن يكون رَيحانٌ هنا تحيَّة لأَهل الجنة، قال: وأَجمع النحويون أَن رَيْحاناً في اللغة من ذوات الواو، والأَصل رَيْوَحانٌ (* قوله «والأصل ريوحان» في المصباح، أصله ريوحان، بياء ساكنة ثم واو مفتوحة، ثم قال وقال جماعة: هو من بنات الياء وهو وزان شيطان، وليس تغيير بدليل جمعه على رياحين مثل شيطان وشياطين.) فقلبت الواو ياء وأُدغمت فيها الياء الأُولى فصارت الرَّيَّحان، ثم خفف كما قالوا: مَيِّتٌ ومَيْتٌ، ولا يجوز في الرَّيحان التشديد إِلاَّ على بُعْدٍ لأَنه قد زيد فيه أَلف ونون فخُفِّف بحذف الياء وأُلزم التخفيف؛ وقال ابن سيده: أَصل ذلك رَيْوَحان، قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء، ثم أُدغمت ثم خففت على حدّ مَيْتٍ، ولم يستعمل مشدَّداً لمكان الزيادة كأَنَّ الزيادة عوض من التشديد فَعْلاناً على المعاقبة (* قوله «فعلاناً على المعاقبة إلخ» كذا بالأصل وفيه سقط ولعل التقدير وكون أصله روحاناً لا يصح لان فعلاناً إلخ أَو نحو ذلك.) لا يجيء إِلا بعد استعمال الأَصل ولم يسمع رَوْحان. التهذيب: وقوله تعالى: فروح وريحان؛ على قراءة من ضم الراء، تفسيره: فحياة دائمة لا موت معها، ومن قال فَرَوْحٌ فمعناه: فاستراحة، وأَما قوله: وأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ منه؛ فمعناه برحمة منه، قال: كذلك قال المفسرون؛ قال: وقد يكون الرَّوْح بمعنى الرحمة؛ قال الله تعالى: لا تَيْأَسُوا من رَوْح الله أَي من رحمة الله؛ سماها رَوْحاً لأَن الرَّوْحَ والراحةَ بها؛ قال الأَزهري: وكذلك قوله في عيسى: ورُوحٌ منه أَي رحمة منه، تعالى ذكره. والعرب تقول: سبحان الله ورَيْحانَه؛ قال أَهل اللغة: معناه واسترزاقَه، وهو عند سيبويه من الأَسماء الموضوعة موضع المصادر، تقول: خرجت أَبتغي رَيْحانَ الله؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: سلامُ الإِله ورَيْحانُه، ورَحْمَتُه وسَماءٌ دِرَرْ غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العبادِ، فأَحْيا البلادَ، وطابَ الشَّجَرْ قال: ومعنى قوله وريحانه: ورزقه؛ قال الأَزهري: قاله أَبو عبيدة وغيره؛ قال: وقيل الرَّيْحان ههنا هو الرَّيْحانُ الذي يُشَمّ. قال الجوهري: سبحان الله ورَيْحانَه نصبوهما على المصدر؛ يريدون تنزيهاً له واسترزاقاً. وفي الحديث: الولد من رَيْحانِ الله. وفي الحديث: إِنكم لتُبَخِّلُون (* قوله «انكم لتبخلون إلخ» معناه أن الولد يوقع أباه في الجبن خوفاً من أن يقتل، فيضيع ولده بعده، وفي البخل ابقاء على ماله، وفي الجهل شغلاً به عن طلب العلم. والواو في وانكم للحال، كأنه قال: مع انكم من ريحان الله أي من رزق الله تعالى. كذا بهامش النهاية.) وتُجَهِّلُون وتُجَبِّنُونَ وإِنكم لمن رَيْحانِ الله؛ يعني الأَولادَ. والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة؛ وبالرزق سمي الولد رَيْحاناً. وفي الحديث: قال لعليّ، رضي الله عنه: أُوصيك بِرَيْحانَتَيَّ خيراً قبل أَن يَنهَدَّ رُكناك؛ فلما مات رسول الله، ، قال: هذا أَحدُ الركنين، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر؛ وأَراد بريحانتيه الحسن والحسين، رضي الله تعالى عنهما. وقوله تعالى: والحَبُّ ذو العَصْفِ والرَّيحانُ؛ قيل: هو الوَرَقُ؛ وقال الفراء: ذو الوَرَق والرِّزقُ، وقال الفرّاء: العَصْفُ ساقُ الزرعِ والرَّيْحانُ ورَقهُ. وراحَ منك معروفاً وأَرْوَحَ، قال: والرَّواحُ والراحةُ والمُرايَحةُ والرَّوِيحَةُ والرَّواحة: وِجْدَانُك الفَرْجَة بعد الكُرْبَة. والرَّوْحُ أَيضاً: السرور والفَرَحُ، واستعاره عليّ، رضي الله عنه، لليقين فقال: فباشِرُوا رَوْحَ اليقين؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه أَراد الفَرْحة والسرور اللذين يَحْدُثان من اليقين. التهذيب عن الأَصمعي: الرَّوْحُ الاستراحة من غم القلب؛ وقال أَبو عمرو: الرَّوْحُ الفَرَحُ، والرَّوْحُ؛ بَرْدُ نسيم الريح. الأَصمعي: يقال فلان يَراحُ للمعروف إِذا أَخذته أَرْيَحِيَّة وخِفَّة. والرُّوحُ، بالضم، في كلام العرب: النَّفْخُ، سمي رُوحاً لأَنه رِيحٌ يخرج من الرُّوحِ؛ ومنه قول ذي الرمة في نار اقْتَدَحَها وأَمر صاحبه بالنفخ فيها، فقال: فقلتُ له: ارْفَعْها إِليك، وأَحْيِها برُوحكَ، واجْعَله لها قِيتَةً قَدْرا أَي أَحيها بنفخك واجعله لها؛ الهاء للرُّوحِ، لأَنه مذكر في قوله: واجعله، والهاء التي في لها للنار، لأَنها مؤنثة. الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: يقال خرج رُوحُه، والرُّوحُ مذكر. والأَرْيَحِيُّ: الرجل الواسع الخُلُق النشيط إِلى المعروف يَرْتاح لما طلبت ويَراحُ قَلْبُه سروراً. والأَرْيَحِيُّ: الذي يَرْتاح للنَّدى. وقال الليث: يقال لكل شيء واسع أَرْيَحُ؛ وأَنشد: ومَحْمِل أَرْيَح جَحاحِي قال: وبعضهم يقول ومحمل أَرْوَح، ولو كان كذلك لكان قد ذمَّه لأَن الرَّوَحَ الانبطاح، وهو عيب في المَحْمِلِ. قال: والأَرْيَحِيُّ مأْخوذ من راحَ يَرَاحُ، كما يقال للصَّلْتِ المُنْصَلِتِ: أَصْلَتِيٌّ، وللمُجْتَنِبِ: أَجْنَبِيٌّ، والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَلِيّ فيصر كأَنه نسبة. قال الأَزهري: وكلام العرب تقول رجل أَجْنَبُ وجانِبٌ وجُنُبٌ، ولا تكاد تقول أَجْنَبِيٌّ. ورجل أَرْيَحِيٌّ: مُهْتَزٌّ للنَّدى والمعروف والعطية واسِعُ الخُلُق، والاسم الأَرْيَحِيَّة والتَّرَيُّح؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن التَّرَيُّح مصدر تَريَّحَ، وسنذكره؛ وفي شعر النابغة الجعدي يمدح ابن الزبير: حَكَيْتَ لنا الصِّدِّيقَ لمّا وَلِيتَنا، وعُثمانَ والفارُوقَ، فارْتاحَ مُعْدِمُ أَي سَمَحَت نفسُ المُعْدِم وسَهُلَ عليه البَذل. يقال: رِحْتُ المعروف أَراحُ رَيْحاً وارْتَحْتُ أَرْتاحُ ارْتِياحاً إِذا مِلْتَ إِليه وأَحببته؛ ومنه قولهم: أَرْيَحِيٌّ إِذا كان سخيّاً يَرْتاحُ للنَّدَى. وراحَ لذلك الأَمر يَراحُ رَواحاً ورُؤُوحاً، وراحاً وراحةً وأَرْيَحِيَّةً ورِياحةً: أَشْرَق له وفَرِحَ به وأَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّةٌ؛ قال الشاعر: إِنَّ البخيلَ إِذا سأَلْتَ بَهَرْتَه، وتَرَى الكريمَ يَراحُ كالمُخْتالِ وقد يُستعارُ للكلاب وغيرها؛ أَنشد اللحياني: خُوصٌ تَراحُ إِلى الصِّياحِ إِذا غَدَتْ فِعْلَ الضِّراءِ، تَراحُ للكَلاَّبِ ويقال: أَخذته الأَرْيَحِيَّة إِذا ارتاح للنَّدَى. وراحتْ يَدُه بكذا أَي خَفَّتْ له. وراحت يده بالسيف أَي خفت إِلى الضرب به؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذ الهذلي يصف صائداً: تَراحُ يَداه بِمَحْشُورة، خَواظِي القِداحِ، عِجافِ النِّصال أَراد بالمحشورة نَبْلاَ، للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسرع لها في الرمي عن القوس. والخواظي: الغلاظ القصار. وأَراد بقوله عجاف النصال: أَنها أُرِقَّتْ. الليث: راحَ الإِنسانُ إِلى الشيء يَراحُ إِذا نَشِطَ وسُرَّ به، وكذلك ارتاحَ؛ وأَنشد: وزعمتَ أَنَّك لا تَراحُ إِلى النِّسا، وسَمِعْتَ قِيلَ الكاشِحَ المُتَرَدِّدِ والرِّياحَة: أَن يَراحَ الإِنسانُ إِلى الشيء فيَسْتَرْوِحَ ويَنْشَطَ إِليه.والارتياح: النشاط. وارْتاحَ للأَمر: كراحَ؛ ونزلت به بَلِيَّةٌ فارْتاحَ اللهُ له برَحْمَة فأَنقذه منها؛ قال رؤبة: فارْتاحَ رَبي، وأَرادَ رَحْمَتي، ونِعْمَةً أَتَمَّها فتَمَّتِ أَراد: فارتاح نظر إِليَّ ورحمني. قال الأَزهري: قول رؤبة في فعل الخالق قاله بأَعرابيته، قال: ونحن نَسْتَوْحِشُ من مثل هذا اللفظ لأَن الله تعالى إِنما يوصف بما وصف به نفسه، ولولا أَن الله، تعالى ذكره، هدانا بفضله لتمجيده وحمده بصفاته التي أَنزلها في كتابه، ما كنا لنهتدي لها أَو نجترئ عليها؛ قال ابن سيده: فأَما الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأَعراب، كما قال: لا هُمَّ إِن كنتَ الذي كعَهْدِي، ولم تُغَيِّرْكَ السِّنُونَ بَعْدِي وكما قال سالمُ بنُ دارَةَ: يا فَقْعَسِيُّ، لِمْ أَكَلْتَه لِمَهْ؟ لو خافَكَ اللهُ عليه حَرَّمَهْ، فما أَكلتَ لَحْمَه ولا دَمَهْ والرَّاحُ: الخمرُ، اسم لها. والراحُ: جمع راحة، وهي الكَفُّ. والراح: الارْتِياحُ؛ قال الجُمَيحُ ابنُ الطَّمَّاح الأَسَدِيُّ: ولَقِيتُ ما لَقِيَتْ مَعَدٌّ كلُّها، وفَقَدْتُ راحِي في الشَّبابِ وخالي والخالُ: الاختيال والخُيَلاءُ، فقوله: وخالي أَي واختيالي. والراحةُ: ضِدُّ التعب. واسْتراحَ الرجلُ، من الراحة. والرَّواحُ والراحة مِن الاستراحة. وأَراحَ الرجل والبعير وغيرهما، وقد أَراحَني، ورَوَّح عني فاسترحت؛ ويقال: ما لفلان في هذا الأَمر من رَواح أَي من راحة؛ وجدت لذلك الأَمر راحةً أَي خِفَّةً؛ وأَصبح بعيرك مُرِيحاً أَي مُفِيقاً؛ وأَنشد ابن السكيت: أَراحَ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ، إِراحةَ الجِدَايةِ النَّفُوزِ الليث: الراحة وِجْدانُك رَوْحاً بعد مشقة، تقول: أَرِحْنُ إِراحةً فأَسْتَريحَ؛ وقال غيره: أَراحهُ إِراحةً وراحةً، فالإِراحةُ المصدرُ، والراحةُ الاسم، كقولك أَطعته إِطاعة وأَعَرْتُه إِعَارَةً وعارَةً. وفي الحديث: قال النبي، ، لمؤذنه بلال: أَرِحْنا بها أَي أَذّن للصلاة فتَسْتَريحَ بأَدائها من اشتغال قلوبنا بها؛ قال ابن الأَثير: وقيل كان اشتغاله بالصلاة راحة له، فإِنه كان يَعُدُّ غيرها من الأَعمال الدنيوية تعباً، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى، ولذا قال: وقُرَّة عيني في الصلاة، قال: وما أَقرب الراحة من قُرَّة العين. يقال: أَراحَ الرجلُ واسْتراحَ إِذا رجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء؛ قال: ومنه حديث أُمِّ أَيْمَنَ أَنها عَطِشَتْ مُهاجِرَةً في يوم شديد الحرّ فَدُلِّيَ إِليها دَلْوٌ من السماء فشربت حتى أَراحتْ. وقال اللحياني: أَراحَ الرجلُ اسْتراحَ ورجعت إِليه نفسه بعد الإِعياء، وكذلك الدابة؛ وأَنشد: تُرِيحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِ أَي تَسترِيحُ. وأَراحَ: دخل في الرِّيح. وأَراحَ إِذا وجد نسيم الريح. وأَراحَ إِذا دخل في الرَّواحِ. وأَراحَ إِذا نزل عن بعيره لِيُرِيحه ويخفف عنه. وأَراحه الله فاستَراحَ، وأَراحَ تنفس؛ وقال امرؤ القيس يصف فرساً بسَعَةِ المَنْخَرَيْنِ: لها مَنْخَرٌ كوِجارِ السِّباع، فمنه تُريحُ إِذا تَنْبَهِرْ وأَراحَ الرجلُ: ماتَ، كأَنه استراحَ؛ قال العجاج: أَراحَ بعد الغَمِّ والتَّغَمْغُمِ (* قوله «والتغمغم» في الصحاح ومثله بهامش الأصل والتغمم.) وفي حديث الأَسود بن يزيد: إِن الجمل الأَحمر لَيُرِيحُ فيه من الحرّ؛ الإِراحةُ ههنا: الموتُ والهلاك، ويروى بالنون، وقد تقدم. والتَّرْوِيحةُ في شهر رمضان: سمِّيت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات؛ وفي الحديث: صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. والتراويح: جمع تَرْوِيحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تَفْعِيلة منها، مثل تسليمة من السَّلام. والراحةُ: العِرْس لأَنها يُسْتراح إِليها. وراحةُ البيت: ساحتُه.وراحةُ الثوب: طَيُّه. ابن شميل: الراحة من الأَرض: المستويةُ، فيها ظَهورٌ واسْتواء تنبت كثيراً، جَلَدٌ من الأَرض، وفي أَماكن منها سُهُولٌ وجَراثيم، وليست من السَّيْل في شيء ولا الوادي، وجمعها الرَّاحُ، كثيرة النبت. أَبو عبيد: يقال أَتانا فلان وما في وجهه رائحةُ دَمٍ من الفَرَقِ، وما في وجهه رائحةُ دَمٍ أَي شيء. والمطر يَسْتَرْوِحُ الشجرَ أَي يُحْييه؛ قال: يَسْتَرْوِحُ العِلمُ مَنْ أَمْسَى له بَصَرٌ وكان حَيّاً كما يَسْتَرْوِحُ المَطَرُ والرَّوْحُ: الرحمة؛ وفي الحديث عن أَبي هريرة قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: الريحُ من رَوْحِ الله تأْتي بالرحمة وتأْتي بالعذاب، فإِذا رأَيتموها فلا تَسُبُّوها واسأَلوا من خيرها، واستعذوا بالله من شرِّها؛ وقوله: من روح الله أَي من رحمة الله، وهي رحمة لقوم وإِن كان فيها عذاب لآخرين. وفي التنزيل: ولا تَيْأَسُوا من رَوْحِ الله؛ أَي من رحمة الله، والجمع أَرواحٌ. والرُّوحُ: النَّفْسُ، يذكر ويؤنث، والجمع الأَرواح. التهذيب: قال أَبو بكر بنُ الأَنْباريِّ: الرُّوحُ والنَّفْسُ واحد، غير أَن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب. وفي التنزيل: ويسأَلونك عن الرُّوح قل الروح من أَمر ربي؛ وتأْويلُ الروح أَنه ما به حياةُ النفْس. وروى الأَزهري بسنده عن ابن عباس في قوله: ويسأَلونك عن الروح؛ قال: إِن الرُّوح قد نزل في القرآن بمنازل، ولكن قولوا كما قال الله، عز وجل: قل الروح من أَمر ربي وما أُوتيتم من العلم إِلا قليلاً. وروي عن النبي، ، أَن اليهود سأَلوه عن الروح فأَنزل الله تعالى هذه الآية. وروي عن الفراء أَنه قال في قوله: قل الروح من أَمر ربي؛ قال: من عِلم ربي أَي أَنكم لا تعلمونه؛ قال الفراء: والرُّوح هو الذي يعيش به الإِنسان، لم يخبر الله تعالى به أَحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد. قال: وقوله عز وجل: ونَفَخْتُ فيه من رُوحي؛ فهذا الذي نَفَخَه في آدم وفينا لم يُعْطِ علمه أَحداً من عباده؛ قال: وسمعت أَبا الهيثم يقول: الرُّوحُ إِنما هو النَّفَسُ الذي يتنفسه الإِنسان، وهو جارٍ في جميع الجسد، فإِذا خرج لم يتنفس بعد خروجه، فإِذا تَتامَّ خروجُه بقي بصره شاخصاً نحوه، حتى يُغَمَّضَ، وهو بالفارسية «جان» قال: وقول الله عز وجل في قصة مريم، عليها السلام: فأَرسلنا إِليها روحَنا فتمثل لها بَشَراً سَوِيّاً؛ قال: أَضافِ الروحَ المُرْسَلَ إِلى مريم إِلى نَفْسه كما تقول: أَرضُ الله وسماؤه، قال: وهكذا قوله تعالى للملائكة: فإِذا سوَّيته ونَفَخْتُ فيه من روحي؛ ومثله: وكَلِمَتُه أَلقاها إِلى مريم ورُوحٌ منه؛ والرُّوحُ في هذا كله خَلْق من خَلْق الله لم يعط علمه أَحداً؛ وقوله تعالى: يُلْقِي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَن الرُّوح الوَحْيُ أَو أَمْرُ النبوّة؛ ويُسَمَّى القرآنُ روحاً. ابن الأَعرابي: الرُّوحُ الفَرَحُ. والرُّوحُ: القرآن. والرُّوح: الأَمرُ. والرُّوح: النَّفْسُ. قال أَبو العباس (* قوله «قال أبو العباس» هكذا في الأصل.): وقوله عز وجل: يُلْقي الرُّوحَ من أَمره على من يشاء من عباده ويُنَزِّلُ الملائكةَ بالرُّوحِ من أَمره؛ قال أَبو العباس: هذا كله معناه الوَحْيُ، سمِّي رُوحاً لأَنه حياة من موت الكفر، فصار بحياته للناس كالرُّوح الذي يحيا به جسدُ الإِنسان؛ قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الرُّوح في الحديث كما تكرَّر في القرآن ووردت فيه على معان، والغالب منها أَن المراد بالرُّوح الذي يقوم به الجسدُ وتكون به الحياة، وقد أُطلق على القرآن والوحي والرحمة، وعلى جبريل في قوله: الرُّوحُ الأَمين؛ قال: ورُوحُ القُدُس يذكَّر ويؤنث. وفي الحديث: تَحابُّوا بذكر الله ورُوحِه؛ أَراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم، وقيل: أَراد أَمر النبوَّة، وقيل: هو القرآن. وقوله تعالى: يوم يَقُومُ الرُّوحُ والملائكةُ صَفّاً؛ قال الزجاج: الرُّوحُ خَلْقٌ كالإِنْسِ وليس هو بالإِنس، وقال ابن عباس: هو ملَك في السماء السابعة، وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة؛ وجاء في التفسير: أَن الرُّوحَ ههنا جبريل؛ ورُوحُ الله: حكمُه وأَمره. والرُّوحُ: جبريل عليه السلام. وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال في قول الله تعالى: وكذلك أَوحينا إِليك رُوحاً من أَمرنا؛ قال: هو ما نزل به جبريل من الدِّين فصار تحيا به الناس أَي يعيش به الناس؛ قال: وكلُّ ما كان في القرآن فَعَلْنا، فهو أَمره بأَعوانه، أَمر جبريل وميكائيل وملائكته، وما كان فَعَلْتُ، فهو ما تَفَرَّد به؛ وأَما قوله: وأَيَّدْناه برُوح القُدُس، فهو جبريل، عليه السلام. والرُّوحُ: عيسى، عليه السلام. والرُّوحُ: حَفَظَةٌ على الملائكة الحفظةِ على بني آدم، ويروى أَن وجوههم مثل وجوه الإِنس. وقوله: تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ؛ يعني أُولئك. والرُّوحانيُّ من الخَلْقِ: نحوُ الملائكة ممن خَلَقَ اللهُ رُوحاً بغير جسد، وهو من نادر معدول النسب. قال سيبويه: حكى أَبو عبيدة أَن العرب تقوله لكل شيء كان فيه رُوحٌ من الناس والدواب والجن؛ وزعم أَبو الخطاب أَنه سمع من العرب من يقول في النسبة إِلى الملائكة والجن رُوحانيٌّ، بضم الراء، والجمع روحانِيُّون. التهذيب: وأَما الرُّوحاني من الخلق فإِنَّ أَبا داود المَصاحِفِيَّ روى عن النَّضْر في كتاب الحروف المُفَسَّرةِ من غريب الحديث أَنه قال: حدثنا عَوْفٌ الأَعرابي عن وَرْدانَ بن خالد قال: بلغني أَن الملائكة منهم رُوحانِيُّون، ومنه مَن خُلِقَ من النور، قال: ومن الرُّوحانيين جبريل وميكائيل وإِسرافيل، عليهم السلام؛ قال ابن شميل: والرُّوحانيون أَرواح ليست لها أَجسام، هكذا يقال؛ قال: ولا يقال لشيء من الخلق رُوحانيٌّ إِلا للأَرواح التي لا أَجساد لها مثل الملائكة والجن وما أَشبههما، وأَما ذوات الأَجسام فلا يقال لهم رُوحانيون؛ قال الأَزهري: وهذا القول في الرُّوحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله ابن المُظَفَّر ان الرُّوحانيّ الذي نفخ فيه الرُّوح. وفي الحديث: الملائكة الرُّوحانِيُّونَ، يروى بضم الراء وفتحها، كَأَنه نسب إِلى الرُّوح أَو الرَّوْح، وهو نسيم الريح، والَلف والنون من زيادات النسب، ويريد به أَنهم أَجسام لطيفة لا يدركها البصر. وفي حديث ضِمامٍ: إِني أُعالج من هذه الأَرواح؛ الأَرواح ههنا: كناية عن الجن سمُّوا أَرواحاً لكونهم لا يُرَوْنَ، فهم بمنزلة الأَرواح. ومكان رَوْحانيٌّ، بالفتح، أَي طَيِّب. التهذيب: قال شَمرٌ: والرِّيحُ عندهم قريبة من الرُّوح كما قالوا: تِيهٌ وتُوهٌ؛ قال أَبو الدُّقَيْش: عَمَدَ مِنَّا رجل إِلى قِرْبَةٍ فملأَها من رُوحِه أَي من رِيحِه ونَفَسِه. والرَّواحُ: نقيضُ الصَّباح، وهو اسم للوقت، وقيل: الرَّواحُ العَشِيُّ، وقيل: الرَّواحُ من لَدُن زوال الشمس إِلى الليل. يقال: راحوا يفعلون كذا وكذا ورُحْنا رَواحاً؛ يعني السَّيْرَ بالعَشِيِّ؛ وسار القوم رَواحاً وراحَ القومُ، كذلك. وتَرَوَّحْنا: سِرْنا في ذلك الوقت أَو عَمِلْنا؛ وأَنشد ثعلب: وأَنتَ الذي خَبَّرْتَ أَنك راحلٌ، غَداةً غَدٍ، أَو رائحُ بهَجِيرِ والرواح: قد يكون مصدر قولك راحَ يَرُوحُ رَواحاً، وهو نقيض قولك غدا يَغْدُو غُدُوًّا. وتقول: خرجوا بِرَواحٍ من العَشِيِّ ورِياحٍ، بمعنًى. ورجل رائحٌ من قوم رَوَحٍ اسم للجمع، ورَؤُوحٌ مِن قوم رُوحٍ، وكذلك الطير.وطير رَوَحٌ: متفرقة؛ قال الأَعشى: ماتَعِيفُ اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ، من غُرابِ البَيْنِ، أَو تَيْسٍ سَنَحْ ويروى: الرُّوُحُ؛ وقيل: الرَّوَحُ في هذا البيت: المتفرّقة، وليس بقوي، إِنما هي الرائحة إِلى مواضعها، فجمع الرائح على رَوَحٍ مثل خادم وخَدَمٍ؛ التهذيب: في هذا البيت قيل: أَراد الرَّوَحةَ مثل الكَفَرَة والفَجَرة، فطرح الهاء. قال: والرَّوَحُ في هذا البيت المتفرّقة. ورجل رَوَّاحٌ بالعشي، عن اللحياني: كَرَؤُوح، والجمع رَوَّاحُون، ولا يُكَسَّر. وخرجوا بِرِياحٍ من العشيّ، بكسر الراءِ، ورَواحٍ وأَرْواح أَي بأَول. وعَشِيَّةٌ: راحةٌ؛ وقوله: ولقد رأَيتك بالقَوادِمِ نَظْرَةً، وعليَّ، من سَدَفِ العَشِيِّ، رِياحُ بكسر الراء، فسره ثعلب فقال: معناه وقت. وقالوا: قومُك رائحٌ؛ عن اللحياني حكاه عن الكسائي قال: ولا يكون ذلك إِلاَّ في المعرفة؛ يعني أَنه لا يقال قوم رائحٌ. وراحَ فلانٌ يَرُوحُ رَواحاً: من ذهابه أَو سيره بالعشيّ. قال الأَزهري: وسمعت العرب تستعمل الرَّواحَ في السير كلَّ وقت، تقول: راحَ القومُ إِذا ساروا وغَدَوْا، ويقول أَحدهم لصاحبه: تَرَوَّحْ، ويخاطب أَصحابه فيقول: تَرَوَّحُوا أَي سيروا، ويقول: أَلا تُرَوِّحُونَ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأَخبار الصحيحة الثابتة، وهو بمعنى المُضِيِّ إِلى الجمعة والخِفَّةِ إِليها، لا بمعنى الرَّواح بالعشي. في الحديث: مَنْ راحَ إِلى الجمعة في الساعة الأُولى أَي من مشى إِليها وذهب إِلى الصلاة ولم يُرِدْ رَواحَ آخر النهار. ويقال: راحَ القومُ وتَرَوَّحُوا إِذا ساروا أَيَّ وقت كان. وقيل: أَصل الرَّواح أَن يكون بعد الزوال، فلا تكون الساعات التي عدَّدها في الحديث إِلاَّ في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال كقولك: قعدت عندك ساعة إِنما تريد جزءاً من الزمن، وإِن لم يكن ساعة حقيقة التي هي جزء من أَربعة وعشرين جزءاً مجموع الليل والنهار،وإِذا قالت العرب: راحت الإِبل تَرُوحُ وتَراحُ رائحةً، فَرواحُها ههنا أَن تأْوِيَ بعد غروب الشمس إِلى مُراحِها الذي تبيت فيه. ابن سيده: والإِراحةُ رَدُّ الإِبل والغنم من العَشِيِّ إِلى مُرَاحها حيث تأْوي إِليه ليلاً، وقد أَراحها راعيها يُرِيحُها. وفي لغة: هَراحَها يُهْرِيحُها. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: رَوَّحْتُها بالعشيّ أَي رَدَدْتُها إِلى المُراحِ. وسَرَحَتِ الماشية بالغداة وراحتْ بالعَشِيِّ أَي رجعت. وتقول: افعل ذلك في سَراحٍ ورَواحٍ أَي في يُسرٍ بسهولة؛ والمُراحُ: مأْواها ذلك الأَوانَ، وقد غلب على موضع الإِبل. والمُراحُ، بالضم: حيث تأْوي إِليه الإِبل والغنم بالليل. وقولهم: ماله سارِحةٌ ولا رائحةٌ أَي شيء؛ راحتِ الإِبلُ وأَرَحْتُها أَنا إِذا رددتُها إِلى المُراحِ؛ وقي حديث سَرِقَة الغنم: ليس فيه قَطْعٌ حتى يُؤْوِيَهُ المُراح؛ المُراحُ، بالضم: الموضع الذي تَرُوحُ إِليه الماشية أَي تأْوي إِليه ليلاً، وأَما بالفتح، فهو الموضع الذي يروح إِليه القوم أَو يَروحُونَ منه، كالمَغْدَى الموضع الذي يُغْدَى منه. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: وأَراحَ عَلَيَّ نَعَماً ثَرِيّاً أَي أَعطاني، لأَنها كانت هي مُراحاً لِنَعَمِه، وفي حديثها أَيضاً: وأَعطاني من كل رائحة زَوْجاً أَي مما يَرُوحُ عليه من أَصناف المال أَعطاني نصيباً وصِنْفاً، ويروى: ذابِحةٍ، بالذال المعجمة والباء، وقد تقدم. وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مالٌ رائحٌ أَي يَرُوحُ عليك نَفْعُه وثوابُه يعني قُرْبَ وُصوله إِليه، ويروى بالباء وقد تقدم. والمَراحُ، بالفتح: الموضع الذي يَرُوحُ منه القوم أَو يَرُوحُون إِليه كالمَغْدَى من الغَداةِ؛ تقول: ما ترك فلانٌ من أَبيه مَغدًى ولا مَراحاً إِذا أَشبهه في أَحوالِه كلها. والتَّرْوِيحُ: كالإِراحةِ؛ وقال اللحياني: أَراحَ الرجل إِراحةً وإِراحاً إِذا راحت عليه إِبلُه وغنمه وماله ولا يكون ذلك إِلاّ بعد الزوال؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبَّ الرُّؤُو سِ، في دارِ صِرْمٍ، تُلاقس مُرِيحا يمكن أَن يكون أَراحتْ لغة في راحت، ويكون فاعلاً في معنى مفعول، ويروى: تُلاقي مُرِيحاً أَي الرجلَ الذي يُرِيحُها. وأَرَحْتُ على الرجل حَقَّه إِذا رددته عليه؛ وقال الشاعر: أَلا تُرِيحي علينا الحقَّ طائعةً، دونَ القُضاةِ، فقاضِينا إِلى حَكَمِ وأَرِحْ عليه حَقَّه أَي رُدَّه. وفي حديث الزبير: لولا حُدُودٌ فُرِضَتْ وفرائضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلها أَي تُرَدُّ إِليهم وأَهلُها هم الأَئمة، ويجوز بالعكس وهو أَن الأَئمة يردُّونها إِلى أَهلها من الرعية؛ ومنه حديث عائشة: حتى أَراحَ الحقَّ على أَهله. ورُحْتُ القومَ رَوْحاً ورَواحاً ورُحْتُ إِليهم: ذهبت إِليهم رَواحاً أَو رُحْتُ عندهم. وراحَ أَهلَه ورَوَّحَهم وتَرَوَّحَهم: جاءهم رَواحاً.وفي الحديث: على رَوْحةٍ من المدينة أَي مقدار رَوْحةٍ، وهي المرَّة من الرَّواح. والرَّوائح: أَمطار العَشِيّ، واحدتُها رائحة، هذه عن اللحياني. وقال مرة: أَصابتنا رائحةٌ أَي سَماء. ويقال: هما يَتَراوحان عَمَلاً أَي يتعاقبانه، ويَرْتَوِحان مثلُه؛ ويقال: هذا الأَمر بيننا رَوَحٌ ورَِوِحٌ وعِوَرٌ إِذا تَراوَحُوه وتَعاوَرُوه. والمُراوَحَةُ: عَمَلانِ في عَمَل، يعمل ذا مرة وذا مرة؛ قال لبيد:ووَلَّى عامِداً لَطَياتِ فَلْجٍ، يُراوِحُ بينَ صَوْنٍ وابْتِذالِ يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مرة ويصون أُخرى أَي يكُفُّ بعد اجتهاد. والرَّوَّاحةُ: القطيعُ (* قوله «والرواحة القطيع إلخ» كذا بالأصل بهذا الضبط.) من الغنم. ورَواحَ الرجلُ بين جنبيه إِذا تقلب من جَنْب إِلى جَنْب؛ أَنشد يعقوب: إِذا اجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُراوِحُ، هِلْباجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ وراوَحَ بين رجليه إِذا قام على إِحداهما مرَّة وعلى الأَخرى مرة. وفي الحديث: أَنه كان يُراوِحُ بين قدميه من طول القيام أَي يعتمد على إِحداهما مرة وعلى الأُخرى مرة ليُوصِلَ الراحةَ إِلى كلٍّ منهما؛ ومنه حديث ابن مسعود: أَنه أَبْصَرَ رجلاً صافًّا قدميه، فقال: لو راوَحَ كان أَفضلَ؛ ومنه حديث بكر بن عبد الله: كان ثابتٌ يُراوِحُ بين جَبْهَتِه وقَدَمَيه أَي قائماً وساجداً، يعني في الصلاة؛ ويقال: إِن يديه لتَتراوَحانِ بالمعروف؛ وفي التهذيب: لتَتَراحانِ بالمعروف. وناقة مُراوِحٌ: تَبْرُكُ من وراء الإِبل؛ الأَزهري: ويقال للناقة التي تبركُ وراءَ الإِبلِ: مُراوِحٌ ومُكانِفٌ، قال: كذلك فسره ابن الأَعرابي في النوادر. والرَّيِّحةُ من العضاه والنَّصِيِّ والعِمْقَى والعَلْقى والخِلْبِ والرُّخامَى: أَن يَظْهَر النبتُ في أُصوله التي بقيت من عامِ أَوَّلَ؛ وقيل: هو ما نبت إِذا مسَّه البَرْدُ من غير مطر، وحكى كراع فيه الرِّيحة على مثال فِعْلَة، ولم يَلْحك مَنْ سِواه إِلاَّ رَيِّحة على مِثال فَيِّحة. التهذيب: الرَّيِّحة نبات يَخْضَرُّ بعدما يَبِسَ ورَقُه وأَعالي أَغصانه. وتَرَوَّحَ الشجرُ وراحَ يَراحُ: تَفَطَّرَ بالوَرَقِ قبل الشتاء من غير مطر، وقال الأَصمعي: وذلك حين يَبْرُدُ الليل فيتفطر بالورق من غير مطر؛ وقيل: تَرَوَّحَ الشجر إِذا تَفَطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدبار الصيف؛ قال الراعي: وخالَفَ المجدَ أَقوامٌ، لهم وَرَقٌ راحَ العِضاهُ به، والعِرْقُ مَدْخولُ وروى الأَصمعي: وخادَعَ المجدُ أَقواماً لهم وَرِقٌ أَي مال. وخادَعَ: تَرَكَ، قال: ورواه أَبو عمرو: وخادَعَ الحمدَ أَقوام أَي تركوا الحمد أَي ليسوا من أَهله، قال: وهذه هي الرواية الصحيحة. قال الأَزهري: والرَّيِّحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تَتَرَوَّحُ وتَراحُ إِذا بَرَدَ عليها الليلُ فتتفطرُ بالورق من غير مطر، قال: سمعت العرب تسمِّيها الرَّيِّحة. وتَرَوُّحُ الشجر: تَفَطُّره وخُروجُ ورقه إِذا أَوْرَق النبتُ في استقبال الشتاء، قال: وراحَ الشجر يَراحُ إِذا تفطر بالنبات. وتَرَوَّحَ النبتُ والشجر: طال. وتَرَوَّحَ الماءُ إِذا أَخذ رِيحَ غيره لقربه منه.وتَرَوَّحَ بالمِرْوَحةِ وتَرَوَّحَ أَي راحَ من الرَّواحِ. والرَّوَحُ، بالتحريك: السَّعَةُ؛ قال المتنخل الهُذَليّ: لكنْ كبيرُ بنُ هِنْدٍ، يومَ ذَلِكُمُ، فُتْحُ الشَّمائل، في أَيْمانِهِم رَوَحْ وكبير بن هند: حيٌّ من هذيل. والفتخ: جمع أَفْتَخَ، وهو اللَّيِّنُ مَفْصِلِ اليدِ؛ يريد أَن شمائلهم تَنْفَتِخُ لشدَّة النَّزْعِ، وكذلك قوله: في أَيمانهم رَوَح؛ وهو السَّعَة لشدَّة ضربها بالسيف، وبعده: تَعْلُو السُّيوفُ بأَيْدِيهِم جَماجِمَهُم، كما يُفَلَّقُ مَرْوُ الأَمْعَز الصَّرَحُ والرَّوَحُ: اتساعُ ما بين الفخذين أَو سَعَةٌ في الرجلين، وهو دون الفَحَج، إِلاَّ أَن الأَرْوح تتباعَدُ صدورُ قدميه وتَتَدانى عَقِباه. وكل نعامة رَوْحاء؛ قال أَبو ذؤيب: وزَفَّتِ الشَّوْلُ من بَرْدِ العَشِيِّ، كما زَفَّ النَّعامُ إِلى حَفَّانِه الرُّوحِ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه كان أَرْوَحَ كأَنه راكبٌ والناس يمشونَ؛ الأَروَحُ: الذي تتدانى عَقِباه ويتباعد صدرا قدميه؛ ومنه الحديث: لكأَنِّي أَنْظُرُ إِلى كِنانةَ بن عبدِ يالِيلَ قد أَقبلَ يضرِبُ دِرْعُه رَوْحَتَيْ رجليه. والرَّوَحُ: انقلابُ القَدَمِ على وَحْشِيِّها؛ وقيل: هو انبساط في صدر القدم. ورجل أَرْوَحٌ، وقد رَوِحَتْ قَدَمُه رَوَحاً، وهي رَوْحاءُ. ابن الأَعرابي: في رجله رَوَحٌ ثم فَدَحٌ ثم عَقَلٌ، وهو أَشدّها؛ قال الليث: الأَرْوَحُ الذي في صدر قدميه انبساط، يقولون: رَوِحَ الرجلُ يَرْوَحُ رَوَحاً. وقصعة رَوْحاءُ: قريبة القَعْر، وإِناءٌ أَرْوَحُ. وفي الحديث: أَنه أُتيَ بقدحٍ أَرْوَحَ أَي مُتَّسع مبطوح. واسْتراحَ إِليه أَي اسْتَنامَ، وفي الصحاح: واسْتَرْوَحَ إِليه أَي استنام. والمُسْتَراحُ: المَخْرَجُ. والرَّيْحانُ: نبت معروف؛ وقول العجاج:عالَيْتُ أَنْساعِي وجَلْبَ الكُورِ، على سَراةِ رائحٍ مَمْطُورِ يريد بالرائِح: الثورَ الوحشي، وهو إِذا مُطِرَ اشتدَّ عَدْوُه. وذو الراحة: سيف كان للمختار بن أَبي عُبَيْد. وقال ابن الأَعرابي قي قوله دَلَكَتْ بِراحِ، قال: معناه استُريح منها؛ وقال في قوله: مُعاوِيَ، من ذا تَجْعَلُونَ مَكانَنا، إِذا دَلَكَتْ شمسُ النهارِ بِراحِ يقول: إِذا أَظلم النهار واسْتُريحَ من حرّها، يعني الشمس، لما غشيها من غَبَرة الحرب فكأَنها غاربة؛ كقوله: تَبْدُو كَواكِبُه، والشمسُ طالعةٌ، لا النُّورُ نُورٌ، ولا الإِظْلامُ إِظْلامُ وقيل: دَلَكَتْ براح أَي غَرَبَتْ، والناظرُ إِليها قد تَوَقَّى شُعاعَها براحته. وبنو رَواحةَ: بطنٌ. ورِياحٌ: حَيٌّ من يَرْبُوعٍ. ورَوْحانُ: موضع. وقد سَمَّتْ رَوْحاً ورَواحاً. والرَّوْحاءُ: موضع، والنسب إِليه رَوْحانيٌّ، على غير قياس: الجوهري: ورَوْحاء، ممدود، بلد. @ريح: الأَرْيَحُ: الواسعُ من كل شيء. والأَرْيَحِيُّ: الواسعُ الخُلُق المنبسِطُ إِلى المعروف، والعرب تحمل كثيراً من النعت على أَفْعَليٍّ كأَرْيَحِيٍّ وأَحْمَرِيّ، والاسم الأَرْيَحِيَّةُ. وأَخَذَتْه لذلك أَرْيَحيَّة أَي خِفَّةٌ وهَشَّةٌ؛ وزعم الفارسي أَنَّ ياء أَرْيَحيَّة بَدَلٌ من الواو، فإِن كان هذا فبابه روح. والحديث المَرْوِيُّ عن جعفر: ناوَلَ رجلاً ثوباً جديداً فقال: اطْوِه على راحته أَي طَيِّه الأَوّلِ. والرِّياحُ، بالفتح: الرَّاحُ، وهي الخمر، وكلُّ خمر رَياحٌ وراحٌ، وبذلك عُلم أَن أَلفها منقلبة عن ياء؛ قال امرؤ القيس: كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواء، غُدَيَّةً، نَشاوى، تَساقَوْا بالرِّياحِ المُفَلْفَلِ (* في معلقة امرئ القيس: «صبِحنَ سُلافاً من رحيقٍ مُفَلفل») وقال بعضهم: سمِّيت راحاً لأَن صاحبها يَرْتاحُ إِذا شربها، وذلك مذكور في روح. وأَرْيَحُ: موضع بالشام؛ قال صَخْر الغَيّ يصف سيفاً: فَلَوْتُ عنه سُيُوفَ أَرْيَحَ، إِذ باءَ بِكَفِّي، فلم أَكَدْ أَجِدُ وأَورد الأَزهري هذا البيت، فقال: قال الهذلي: فَلَوتُ عنه سيوف أَرْيحَ، حَتْـ ـتَى باءَ كفي، ولم أَكد أَجد وقال: أَرْيَحُ حَي من اليمنِ. باءَ كفي له مَباءَةً أَي مَرجِعاً. وكفي: موضع؛ نصب لم أَكد أَجد لعِزَّته. والأَرْيَحِيُّ: السيفُ، إِما أَن يكون منسوباً إِلى هذا الموضع الذي بالشام، وإِما أَن يكون لاهتزازه؛ قال:وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ، مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ، سابِحاً نَزِقا وأَرِيحاءُ وأَرْيَحاءُ: بلد، النسب إِلىه أَرْيَحِيٌّ، وهو من شاذ معدول النسب. وفي الحديث ذكر الرِّيحِ والرِّياحِ، وأَصلها الواو وقد ذكرت في روح، والله أَعلم. @رتخ: الرَّتْخُ: قِطَعٌ صغار في الجِلْدِ خاصةً. وقُرادٌ راتِخٌ: يابس الجلد؛ قال الليث: قُراد رَتْخٌ وهو الذي شَقَّ أَعلى الجلد فَلَزِقَ به رُتوخاً؛ وأَنشد في ترجمة زنخ: فَقُمْنا، وزيدٌ راتِخٌ في خِبائِها، رُتوخَ القُرادِ، لا يَرِيمُ إِذا زَنَخْ ويقال: رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إِذا ثبت. وأَرْتَخَ الحَجَّامُ: لم يبالغ في الشَّرْط، والاسم الرَّتْخُ؛ قال: رَشْحاً من الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا ابن الأَعرابي: التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ؛ يقال: ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي؛ قال الأَزهري: هما لغتان: التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجَذْبِ. ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إِذا رَقَّ فلم يَنْخَبِزْ، وكذلك الطين، فهو راتخٌ زَلِقٌ. والرُّتُوخُ: اللُّصُوق. @رجخ: رُجَّخ: رُجَّخ: اسم كُورَةٍ. @رخخ: رَخَّة الشيءُ رَخّاً: شَدَخَه وأَرْخاه؛ قال ابن مقبل: فَلَبَّدَه مَسُّ القِطارِ، ورَخَّه نِعاجُ رُوءافٍ، قبل أَن يَتَشَدَّدا (* قوله «فلبده مس» الذي في ياقوت: مرّ، بالراء يدل مس، ورؤاف، بضم الراء: جبل). وروي: ورَجَّه، بالجيم، والأَوّل أَكثر. وفي التهذيب: رَخَّه ووَطِئَه فأْرْخاه. ورخَّ العجينُ يَرِخُّ رَخّاً: كثر ماؤُه؛ وأَرَخَّه هو. ابن الأَعرابي: ارْتَخَّ رأْيه إِذا اضطرب. وسكران مُرْتَخٌّ ومُلْتخٌّ، بالراء واللام. ورَخَخْتُ الشرابَ: مَزَجْتُه. والرَّخَخُ: السهولة واللين. وأَرضٌ رَخَّاءُ: منتفخة تُكْسَرُ تحت الوَطء، والجمع رَخاخِيُّ، والنَّفْخاءُ مثلها؛ وهي الرَّخَّاءُ والسَّخَّاء والمَسْوَخةُ والسُّوَّاخَى. أَبو عمرو: الرَّخاخُ هو الرِّخْوُ من الأَرض؛ ابن الأَعرابي: أَرض رَخَّاء رِخْوَة لينة، وأَرض رَخاخٌ: لينة واسعة؛ وقيل: هي الرِّخْوَةُ. ورَخاخُ الثَّرى: ما لانَ منه؛ قال ابن مقبل: رَبِيبَةُ حُرٍّ دافعتْ، في حُقُوفِها، رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّما (* قوله «ربيبة حر إلخ» كذا بالأصل هنا وأنشده في دوم كشارح القاموس ربيبة رمل دافعت في حقوقها إلخ. وقوله ربيبة لعوة كذا بالأصل). أَي أَنه لم يصبها من الرَّخاخِ شيء. وربيبة: لعوِة. وقوله والأُقْحُوانَ أَي وثَغْراً كالأُقحوان. ورَخاخُ العيش: خَفْضُه ورَغَدُه وسعَتُه ويوصف به فيقال: عَيْشٌ رَخاخٌ أَي واسع ناعم؛ وفي الحديث: يأْتي على الناس زمان أَفضلُهم رَخَاخاً أَقصدُهم عيشاً؛ قال: الرَّخَاخُ لينُ العَيْشِ؛ ابن شميل: رَخَاخُ الأَرض ما اتسع منها ولانَ ولا يضرك أَسْتَوى أَو لم يَسْتَوِ. وطينٌ رَخْرَخٌ: رقيق. والرَّخَاخُ: نبات لَيِّن هَشٌّ؛ قال ابن سيده: وأَحسب الرُّخَّ لغة فيه؛ وقال أَبو حنيفة: الرُّخُّ، بالضم، نبات هَشّ، والرُّخُّ من أَداة الشطرنج والجمع رِخاخ؛ الليث: الرُّخّ معرب من كلام العجم من أَدوات لُعْبَة لهم. @ردخ: المَرْدَخُ: الشَّدْخ. والرَّدَخُ: مثل الرَّدع، عُمانِيَّة. @رزخ: رَزَخه بالرمح يَرْزَخُه رَزْخاً: زَجَّه به. والمِرْزَخَةُ: كل ما رُزِخَ به. @رسخ: رَسَخَ الشيءُ يَرْسَخُ رُسُوخاً: ثبت في موضعه، وأَرسخه هو. والراسخ في العلم: الذي دخل فيه دخولاً ثابتاً. وكل ثابت: راسخ؛ ومنه الراسخون في العلم. وأَرْسَخْته إِرساخاً كالحِبْرِ رَسَخَ في الصحيفة. والعِلم يَرْسَخُ في قلب الإِنسان. والراسخون في العِلم في كتاب الله: المُدارسون؛ ابن الأَعرابي: هم الحُفَّاظُ المذاكرون؛ قال مَسْرُوقٌ: قَدِمْتُ المدينة فإِذا زيدز بن ثابت من الراسخين في العلم. خالد بن جَنْبَة: الراسخ في العلم البعيد العلم. ورَسَخ الدِّمْنُ: ثبت. ورَسَخَ الغديرُ رُسُوخاً: نَضَب ماوءه. ورَسَخ المَطَرُ رُسوخاً إِذا نَضَبَ نداه في داخل الأَرض فالتَقى الثَّريَانِ. @رصخ: رَصَخَ الشيءُ ثَبَت مثل رَسَخ بمعنى واحد. @رضخ: الرَّضْخُ مثل (* قوله «الرضخ مثل إلخ» وبابه ضرب ومنه كما في القاموس) الرَّضْح، والرَّضْخُ: كسر الرأْس، ويستعمل الرَّضْخُ في كسر النَّوَى والرأْس للحيات وغيرها؛ وَرَضَخْتُ رأْسَ الحية بالحجارة. ورَضَخ النوى والحصى والعظم وغيرها من اليابس يَرْضَخُه رضخاً: كسره. والرَّضْخُ: كسر رأس الحية. وفي الحديث: فَرَضَخ رأْسَ اليهودي قاتِلها بين حجرين. وفي حديث بدر: شَبَّهْتُها النواةَ تَنْزُو من تحت المَراضِخ؛ هي جمع مِرْضَخَة وهي حجر يُرْضَخ به النوى وكذلك المِرْضاخُ. وظَلُّوا يَتَرَضَّخُون أَي يكسرون الخُبْز فيأْكلونه ويتناولونه. وهم يَتراضَخُون بالسهام أَي يَتَرامَوْنَ، وراضَخْته: رَامَيْتُه بالحجارة. والتَّراضُخُ: تَرامِي القوم بينهم بالنُّشَّاب، والحاء في جميع ذلك جائزة إِلا غي الأَكل، يقال: كنا نَتَرضَّخُ. وفي حديث العَقَبةِ قال لهم: كيف تقاتلون؟ قالوا: إذا دنا القومُ منا كانت المُراضَخَةُ، وهي المراماة بالسهام من الرَّضْخِ الشَّدْخ. والرَّضْخُ أَيضاً: الدَّقُّ والكسر وكذلك العطاء. يقال: فيه الرَّضْخُ، بالخاء المعجمة، ورَضَخَ له من ماله يَرْضَخُ رَضْخاً: أَعطاه. ويقال: رَضَخْت له من مالي رَضِيخَةً وهو القليل. والرَّضِيخةُ العطية المُقارَبة. وفي الحديث: أَمَرْتُ له برَضْخٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَمرنا لهم برَضْخٍ؛ الرَّضْخُ: العطية القليلة. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وتَرْضَخُ له على ترك الدِّينِ رَضِيخَةً؛ هي فعيلة من الرَّضْخ أَي عطيةً.ويقال: راضَخَ فلانٌ شيئاً إِذا أَعطى وهو كاره. وراضَخْنا منه شيئاً: أَصبنا ونلنا؛ وقيل: المراضَخة العطاء على كُرْه. والرَّضْخُ والرَّضْخة: الشيء اليسير تسمعه من الخَبَر من غير أَن تَسْتَبينه. المبرد: يقال فلان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً عجميةً إِذا نشأَ مع العجم يسيراً ثم صار مع العرب، فهو يَنْزِعُ إِلى العجم في أَلفاظ من أَلفاظهم لا يستمر لسانه على غيرها ولو اجتهد؛ قال وفي حديث صُهَبُب: كان يَرْتَضِخُ لُكْنَةً رومِيَّةً، وكان سَلْمان يَرْتَضِخُ هذا ينزع في نفطه إلى لكْنَةً فارسية أي كان الروم وهذا إِلى الفُرْسِ، ولا يستمر لسانهما على العربية استمراراً، وكان صُهَيْبُ سَبِيَ وهو صغير، سباه الروم فبقيت لُكْنَة في لسانه، وكان عَبْدُ بني الحسحاس يَرْتَضِخُ لُكْنَة حبشية مع جَوْدةِ شِعْره. @رفخ: (* زاد المجد: الرفوخ، بالضم، الدواهي. وعيش رافخ: رافغ): @رمخ: شمر: هو السَّدا والسَّداءُ، ممدود، بلغة أَهل المدينة، وهو السَّيَابُ بلغة وادي القُرَى، وهو الرُّمْخ بلغة طيئ، واحدته رُمْخَةٌ، والخَلالُ بلغة أَهل البصرة؛ قال الطائي: تحت أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ والرِّمْخُ: الشجر المجتمع. والرِّمَخُ والرُّمَخُ. البَلَحُ، واحدته رِمَخَة، لغة طائية؛ ومنه أَرْمَخَ النخلُ وهو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج. ابن الأَعرابي: والرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ. ورُماخُ: موضع. رمخ: (* زاد المجد: وأرمخ الرجل: لان وذل والدابة أخذت في السن) @رنخ: رَنَّخَ الرجلَ: ذَلَّله. @ريخ: راخَ يَريخ رَيْخاً ورُيُوخاً ورَيَخاناً: ذَلَّ، وقيل: لانَ واسترخى، وكذلك داخَ. ورَيَّخه: أَوْهَنه وأَلانه. والتَّرْيِيخُ: ضَعْفُ الشيء ووَهْنُه. ويقال: ضربوا فلاناً حتى رَيَّخُوه أَي أَوهَنُوه؛ وأَنشد: بِوَقْعِها يُرَيَّخُ المُرَيَّخُ، والحَسَبُ الأَوْفَى وعزٌّ جُنْيُخُ والمُرَيَّخُ: العظم الهَش في جَوف القَرْن؛ الليث: ويسمى العُظَيمُ الهَش الداخل في جوف القرن مُرَيَّخَ القَرْنِ. والمُرَيَّخُ: المُرْداسَنْجُ، ذكره الأَزهري ههنا؛ قال الأَزهري: أَما العظيم الهش الوالج في جوف القرن فإِن أَبا خيرة قال: هو المَرِيخُ والمَريج القَرْنُ الداخل، ويجمعان أَمْرِخَةً وأَمْرِجَةً، حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتقاب، قال: وسأَلت عنهما أَبا سعيد فلم يعرفهما، قال: وعرف غيره المَرِيخ القَرْن الأَبيض الذي يكون في جوف القرن؛ قال الأَزهري: وذكر الليث هذا الحرف في ترجمة مرخ فجعله مَريخاً وجَمَعَه أَمْرِخَةً وجعله في هذا الباب مُرَيَّخاً، بتشديد الياء؛ قال: ولم أَسمعه لغيره؛ وأَما التَّرْييخِ بمعنى التليين، فهو صحيح. ابن سيده: وراخَ رَيْخاً: جارَ، كذلك رواه كراع ورواية ابن السكيت وابن دريد وأَبي عبيد في مصنفه: زاخَ، بالزاي، وسيأْتي ذكره. وراخَ الرجلُ يَرِيخُ إِذا باعد ما بين الفخذين منه وانْفَرَجتا حتى لا يقدرَ على ضمهما؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: أَمْسى حبِيبٌ كالفُرَيْخِ رائِخا، بات يُماشِي قُلُصاً مخَائِخا، صَوَادِراً عن شُوكَ أَو أُضايِخا @رأد: غُصن رَؤودٌ: وهو أَرطب ما يكون وأَرخصه، وقد رَؤُدَ وتَرَأَّدَ وقيل: تَرَؤُّدُه تَفَيُّؤه وتذبُّله وتراؤده، كقولك تَواعُدُه: تميُّلُه وتميُّحه يميناً وشمالاً. والرَّأْدَةُ، بالهمز، والرُّؤْدَة والرؤْدَةُ، على وزن فَعُولة: كله الشابة السريعة الشباب مع حسن غذاء وهي الرؤْدُ أَيضاً، والجمع أَرآد. وتَرَأَّدَت الجارية تَرَؤُّداً: وهو تثنيها من النعمة. والمرأَة الرَّؤُود: الشابة الحسنة الشباب. وامرأَة رَادة: في معنى رُؤْد. والجارية الممشوقة قد تَرَأَدُ في مشيها، ويقال للغصن الذي نبت من سنته أَرطب ما يكون وأَرخصه: رُؤْدٌ، والواحدة رُؤْدَةٌ، وسميت الجارية الشابة رُؤْداً تشبيهاً به. الجوهري: الرأْدُ والرُّؤْدُ من النساء الشابة الحسنة؛ قال أَبو زيد: هما مهموزان، ويقال أَيضاً: رَأْدَة ورُؤْدَةٌ. والتَّرؤُّد: الاهتزاز من النعمة، تقول منه: تَرَأَدَ وارْتَأَدَ بمعنى: والرِّئْدُ: التِّرْبُ، يقال: هو رِئْدُها أَي تِرْبُها، والجمع أَرْآد؛ وقال كثير فلم يهمز: وقد دَرَّعُوها وهي ذاتُ مؤَصَّدٍ مَجُوبٍ، ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّئْدُ: فَرْخُ الشجرة، وقيل: هو ما لان في أَغصانها، والجمع رِئْدانٌ، ورِئْدُ الرجل: تِرْبُه وكذلك الأُنثى وأَكثر ما يكون في الإِناث؛ قال: قالت سُلَيمى قَوْلةً لِرِيدِها أَراد الهمزه فخفف وأَبدل طلباً للرِّدف والجمع أَرْآدٌ، والرَّأْدُ: رونق الضحى، وقيل: هو بعد انبساط الشمس وارتفاع النهار، وقد تَراءَدَ وتَرَأْدَ؛ وقيل: رَأْدُ الضحى ارتفاعه حين يعلو النهار، أَو الأَكثر: أَن يمضي من النهار خُمسه، وفَوْعَةُ النهار بعد الرَّأْدِ، وأَتيته غُدْوَةَ غير مُجْرًى ما بين صلاة الغداة إِلى طلوع الشمس وبكرةَ نحوها، وجاءَنا حَدَّ الظهيرة: وقتها، وعندها أَي عند حضورها، ونحْرُ الظهيرة: أَوَّلها، وقال الليث: الرَّأْدُ رأْدُ الضحى وهو ارتفاعها؛ يقال: تَرَجَّلَ رَأْدَ الضحى، وترَأَّدَ كذلك، والرَّأْدُ والرُّؤْدُ أَيضاً رَأْدُ اللَّحْيِ وهو أَصل اللَّحْيِ الناتئ تحت الأُذن؛ وقيل: أَصل الأَضراس في اللَّحْيِ، وقيل: الرَّأْدانِ طَرَفا اللَّحْيَينِ الدقيقان اللذان في أَعلاهما وهما المحدَّدانِ الأَحْجَنانِ المعلقان في خُرْتَينِ دون الأُذنين؛ وقيل: طرفُ كل غضن رُؤْدٌ والجمع أَرآد وأَرَائد نادر، وليس بجمع جمع إِذ لو كان ذلك لقيل أَرائيد؛ أَنشد ثعلب: ترى شؤُونَ رأْسه العَوارِدا: الخَطْمَ واللَّحيين والأَرائدا والرُّؤْدُ: التُّؤَدَةُ؛ قال: كأَنه ثَمِلٌ يمشي على رُودِ احتاج إِلى الردف فخفف همزة الرؤْد، ومن جعله تكبير رُوَيْد لم يجعل أَصله الهمز؛ ورواه أَبو عبيد: كأَنها مِثلُ من يمشي على رُود فقلب ثمل وغير بناءَه؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ، وترَأْدَ الرجل في قيامه تَرَؤُّداً: قام فأَخذته رِعْدَةٌ في قيامه حتى يقوم، وترأَّدت الحية: اهتزت في انسيابها؛ وأَنشد: كأَنَّ زمامها أَيمٌ شُجاع، تَرَأَّدَ في غُصونٍ مُغْطَئِلَّه وتَرَأَّدَ الشيءُ: التوى فذهب وجاءَ، وقد تَرَأَّدَ إِذا تفيأَ وتثنى، وتَرَأَّدَ وتَمايحَ إِذا تميَّل يميناً وشمالاً، والرِّئْدُ: التِّرب، وربما لم يهمز وسنذكره في ريد. @ربد: الرُّبْدَةُ: الغُبرة؛ وقيل: لون إِلى الغبرة، وقيل: الرُّبْدَةُ والرُّبْدُ في النعام سواد مختلط، وقيل هو أَن يكون لونها كله سواداً؛ عن اللحياني، ظليم أَرْبَدُ ونعامة ربداءُ ورَمْداءُ: لونها كلون الرماد والجمع رُبْدٌ؛ وقال اللحياني: الرَّبداءُ السوداء؛ وقال مرة: هي التي في سوادها نقط بيض أَو حمر؛ وقد ارْبَدَّ ارْبِداداً. ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ سوادٍ وبياض، وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض خفي.والرَّبْداءُ من المعزى: السوادءُ المنقطة بحمرة وهي المنقطة الموسومة موضعَ النِّطاق منها بحمرة، وهي من شِيَاتِ المعز خاصة، وشاة ربداء: منقطة بحمرة وبياض أَو سواد. وارْبَدَّ وجهه وتَرَبَّدَ: احمرَّ حمرة فيها سواد عند الغضب، والرُّبْدَةُ: غُبرة في الشفة؛ يقال: امرأَة رَبْداءُ ورجل أَرْبَدُ، ويقال للظليم:الأَرْيَدُ للونه. والرُّبْدَةُ والرُّمْدَة: شبه الورقة تضرب إِلى السواد، وفي حديث حذيفة حين ذكر الفتنة: أَيُّ قلب أُشرِبَها صار مُرْبَدّاً، وفي رواية: مُرْبادّاً، هما من ارْبَدَّ وارْبادَّ وتَرَبَّد؛ ارْبِدادُ القلب من حيث المعنى لا الصورة، فإِن لون القلب إِلى السواد ما هو، قال أَبو عبيدة: الرُّبْدَةُ لَون بين السواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: رِبْدٌ جمع رَبْداءَ. وقال أَبو عدنان: المُرَبَّد المُوَلَّع بسواد وبياض، وقال ابن شميل: لما رآني تَرَبَّد لونه، وتربُّده: تلونه، تراه أَحمر مرة ومرة أَخضر ومرة أَصفر، ويَترَبَّد لونه من الغضب أَي يتلوّن، والضرع يتربد لونه إِذا صار فيه لُمَعٌ؛ وأَنشد الليث في تَرَبَّدَ الضرع: إِذا والد منها تَرَبَّد ضَرعُها، جعلتُ لها السكينَ إِحدى القلائد وتَرَبَّد وجهه أَي تغير من الغضب، وقيل: صار كلون الرماد، ويقال ارْبَدَّ لونه كما يقال احمرَّ واحمارّ، وإِذا غضب الإِنسان تَرَبَّد وجهه كأَنه يسودّ منه مواضع، وارْبَدَّ وجهه وارْمَدَّ إِذا تغير، وداهية رَبْداءُ أَي منكرة، وتَرَبَّد الرجل: تَعَبَّس، وفي الحديث: كان إِذا نزل عليه الوحي ارْبَدَّ وجهه أَي تغير إِلى الغُبرة؛ وقيل: الرُّبْدة لون من السواد والغبرة، وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قام من عند عمر مُرْبَدَّ الوجه في كلام أُسمعه، وترَبَّدت السماءُ: تغيمت. والأَرْبَدُ: ضرب من الحيات خبيث، وقيل: ضرب من الحيات يَعَضُّ الإِبل. وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً: حبسها، والمِرْبَدُ: مَحْبِسُها، وقيل: هي خشبة أَو عصا تعترض صدور الإِبل فتمنعها عن الخروج؛ قال: عواصِيَ إِلاَّ ما جعلْتُ وراءَها عَصَا مِرْبَدٍ، تَغْشَى نُحوراً وأَذْرُعا قيل: يعني بالمريد ههنا عصا جعلها معترضة على الباب تمنع الإِبل من الخروج، سماها مربداً لهذا؛ قال أَبو منصور: وقد أَنكر غيره ما قال، وقال: أَراد عصا معترضة على باب المربد فأَضاف العصا المعترضة إِلى المربد ليس أَن العصا مربد. وقال غيره: الرَّبْد الحبس، والرابد: الخازن، والرابدة: الخازنة، والمِربد: الموضع الذي تحبس فيه الإِبل وغيرها. وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير: أَنه كان يعمل رَبَداً بمكة. الربد، بفتح الباء: الطين، والرَّبَّادُ: الطيَّان أَي بناءٌ من طين كالسِّكْر، قال: ويجوز أَن يكون من الرَّبْد الحبس لأَنه يحبس الماءَ ويروى بالزاي والنون، وسيأْتي ذكره؛ ومِرْبَد البصرة: مِن ذلك سمي لأَنهم كانوا يحبسون فيه الإِبل؛ وقول الفرزدق: عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان، كلاهما، عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره، ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن كان مجازاً، وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً. وقال الجوهري في بيت الفرزدق: إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التي تليها من ناحية بني تميم جعلهما المربدين، كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص وعوف بن الأَحوص. وفي حديث النبي، : أَن مسجده كان مِرْبَداً ليتيمين في حَجْر معاذ بن عَفْراء، فجعله للمسلمين فبناه رسول الله، ، مسجداً. قال الأَصمعي: المِرْبد كل شيء حبست به الإِبل والغنم، ولهذا قيل مِرْبد النعم الذي بالمدينة، وبه سمي مِرْبَد البصرة، إِنما كان موضع سوف الإِبل وكذلك كل ما كان من غير هذه المواضع أَيضاً إِذا حُبست به الإِبل، وهو بكسر الميم وفتح الباء، من رَبَد بالمكان إِذا أَقام فيه؛ وفي الحديث: أَنه تَيَمَّمَ بِمِرْبد الغنم. ورَبَدَ بالمكان يَرْبُدُ ربوداً إِذا أَقام به؛ وقال ابن الأَعرابي: ربده حبسه. والمِرْبد: فضاء وراء البيوت يرتفق به. والمِرْبد: كالحُجرة في الدار. ومِرْبد التمر: جَرِينه الذي يوضع فيه بعد الجداد لييبس؛ قال سيببويه: هو اسم كالمَطْبَخ وإِنما مثله به لأَن الطبخ تيبيس؛ قال أَبو عبيد: والمربد أَيضاً موضع التمر مثل الجرين، فالمربد بلغة أَهل الحجاز والجرين لهم أَيضاً، والأَنْدَر لأَهل الشام، والبَيْدَر لأَهل العراق؛ قال الجوهري: وأَهل المدينة يسمون الموضع الذي يجفف فيه التمر لينشف مربداً، وهو المِسْطَح والجرين في لغة أَهل نجد، والمربد للتمر كالبيدَر للحنطة؛ وفي الحديث: حتى يقوم أَبو لبابة يسد ثعلب مِربده بإِزاره؛ يعني موضع تمره. ورَبد الرجلُ إِذا كنز التمر في الربائد وهو الكراحات (* قوله «الكراحات إلخ» كذا بالأصل ولم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.) وتمر رَبِيد: نُضِّدَ في الجرار أَو في الحُب ثم نضح بالماء. والرُّبَد: فِرِنحد السيف. ورُبْد السيف: فرنده، هذلية؛ قال صخر الغي: وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه، أَبيضَ مَهْوٍ، في مَتْنِهِ رُبَد وسيف ذو رُبَد، بفتح الباء، إِذا كنت ترى فيه شبه غبار أَو مَدَبّ نمل يكون في جوهره، وأَنشد بيت صخر الغي الهذلي وقال: الخشيبة الطبيعة أَخلصتها المداوس والصقل. ومهو: رقيق. وأَربَدَ الرجل: أَفسد ماله ومتاعه. وأَرْبَد: اسم رجل. وأَربد بن ربيعة: أَخو لبيد الشاعر. والرُّبيدان: نبت. @رثد: الرَّثْد: مصدر رَثَد المتاع يَرْثُدُه رَثْداً فهو مَرْثود ورَثيد: نَضَّده ووضع بعضه فوق بعض أَو إِلى جنب بعض وتركه مُرْتَثِداً ما تَحَمَّل بعد أَي ناضداً متاعه. يقال: تركت بني فلان مُرْتَثِدين ما تحملوا بعد أَي ناضدين متاعهم. الكسائي: أَرثَدَ القوم أَي أَقاموا. واحتفر القوم حتى أَرثدوا أَي بلغوا الثرى؛ قال ابن السكيت: ومنه اشتق مَرْثَد وهو اسم رجل. والمَرْثَد: اسم من أَسماءِ الأَسد. والرَّثَد: ما رُثِدَ من المتاع،وطعام مَرْثود ورَثِيد؛ وقال ثعلبة بن صُعَير المازني وذكر الظليم والنعامة وأَنهما تذكرا بيضهما في أُدْحِيِّهما فأَسرعا إِليه: فَتَذكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً، بَعدما أَلْقَتْ ذِكاءُ يَمِينَها في كافِر والرثَد: بالتحريك: متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض، والمتاع رَثيد ومَرْثود. وفي حديث عمر: أَن رجلاً ناداه فقال: هل لك في رجل رَثَدْت حاجته وطال انتظاره؟ أَي دافعْتَ بحوائجه ومَطَلْتَه، من قولك رَثَدْتُ المتاع إِذا وضعت بعضه فوق بعض، وأَراد بحاجته حوائجه فأَوقع المفرد موقع الجمع كقوله تعالى: فاعترفوا بذنبهم، أَي بذنوبهم. ورَثَدُ البيت: سَقَطُه. ورُثِدَتِ القصعة بالثَّريد: جمع بعضه إِلى بعض وسُوّي. ورَثَدَت الدجاجة بيضها: جمعته؛ عن ابن الأَعرابي. والرِّئْدَة واللثدة، بالكسر: الجماعة الكثيرة من الناس وهم المقيمون ولا يطعنون. والرَّثَدُ: ضَعَفَة الناس. يقال: تركنا على الماء رَثَداً ما يظيقون تحملاً، وأَما الذين ليس عندهم ما يتحملون عليه فهم مرتثدون وليسوا بِرَثَدٍ. ومَرْثَدٌ: اسم. وأَرْثَدُ: موضع؛ قال: أَلا نَسْأَلُ الخَيْماتِ من بَطْنِ أَرْثَدٍ، إِلى النخلِ من وَدَّانَ: ما فَعَلَتْ نُعْمُ؟ @رجد: الإِرجادُ: الإِرعادُ. وقد أُرِجدَ إِرجاداً إِذا أُرعِدَ. وأُرجِدَ وأُرعِدَ بمعنى؛ قال: أُرجدَ رأْسُ شيخه عَيْصوم ويروى عيضوم وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: رُجِدَ رأْسُه وأُرجِدَ ورُجِّدَ بمعنى. والرَّجْدُ: الارتعاش. @رخد: الرِّخْوَدُّ من الرجال: اللَّيِّنُ العظام الرِّخْوُها الكثير اللحم. يقال: رجل رِخْوَدُّ الشباب ناعمه. وامرأَة رِخوَدَّةٌ ناعمة، وجمعُها رَخاوِيدُ؛ قال أَبو صخر الهذلي: عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطلالاً بذي البِيدِ قَفْراً، وجاراتها البيضِ الرَّخاوِيدِ قال أَبو الهثيم: الرِّخْوَدُّ الرِّخْوُ، زيدت فيه دال وشددت، كما يقال فَعْمٌ وفَعْمَدّ. @ردد: الرد: صرف الشيء ورَجْعُه. والرَّدُّ: مصدر رددت الشيء. ورَدَّهُ عن وجهه يَرُدُّه رَدّاً ومَرَدّاً وتَرْداداً: صرفه، وهو بناء للتكثير؛ قال ابن سيده: قال سيبويه هذا باب ما يكثر فيه المصدر من فَعَلْتُ فتلحق الزائد وتبنيه بناء آخر، كما أَنك قلت في فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حين كثرت الفعل، ثم ذكر المصادر التي جاءت على التَّفْعال كالترداد والتلعاب والتهذار والتصفاق والتقتال والتسيار وأَخوانها؛ قال: وليس شيء من هذا مصدر أَفعلت، ولكن لما أَردتَ التكثير بنيت المصدر على هذا كما بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ. والمَرَدُّ: كالردّ. وارْتَدَّه: كَرَدَّه؛ قال مليح: بَعَزْمٍ كوَقْعِ السيف لا يستقله ضعيفٌ، ولا يَرْتَدُّه، الدهرَ، عاذِلُ وردَّه عن الأَمر ولَدَّه أَي صرفه عنه برفق. وأَمر الله لا مردَّ له، وفي التنزيل العزيز: فلا مردَّ له؛ وفيه: يوم لا مردَّ له؛ قال ثعلب: يعني يوم القيامة لأَنه شيءٌ لا يُرَدُّ. وفي حديث عائشة: من عمل عملاً ليس عليه أَمرنا فهو رَدٌّ أَي مردودٌ عليه. يقال: أَمْدٌ رَدٌّ إذا كان مخالفاً لما عليه السنَّة، وهو مصدر وصف به. وشيءٌ رَدِيدٌ: مَرْدودٌ؛ قال: فَتىً لم تَلِدْهُ بِنتُ عَمٍّ قريبةٌ فَيَضْوَى، وقد يَضْوَى رَدَيِدُ الغَرائب وقد ارتدَّ وارتدَّ عنه: تحوّل. وفي التنزيل: من يرتدد منكم عن دينه؛ والاسم الرِّدّة، ومنه الردَّة عن الإِسلام أَي الرجوع عنه. وارتدَّ فلان عن دينه إِذا كفر بعد إِسلامه. وردَّ عليه الشيء إِذا لم يقبله، وكذلك إِذا خَطَّأَه. وتقول: رَدَّه إِلى منزله ورَدَّ إِليه جواباً أَي رجع. والرِّدّة، بالكسر: مصدر قولك ردَّه يَرُدُّه رَدّاً ورِدَّة. والرِّدَّةُ: الاسم من الارتداد. وفي حديث القيامة والحوض فيقال: إِنهم لم يزالوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي متخلفين عن بعض الواجبات. قال: ولم يُرِدْ رِدَّةَ الكفر ولهذا قيده بأَعقابهم لأَنه لم يَرْتَدَّ أَحد من الصحابة بعده، إِنما ارتد قوم من جُفاة الأَعراب. واسَتَردَّ الشيءَ وارْتَدَّه: طلب رَدَّه، عليه؛ قال كثير عزة: وما صُحْبَتي عبدَ العزيز ومِدْحتي بِعارِيَّةٍ، يَرتدُّها مَن يُعِيرُها والاسم: الرَّداد والرِّداد؛ قال الأَخطل: وما كلُّ مَغْبونٍ، ولو سَلْفَ صَفْقَةٍ، يُراجِعُ ما قد فاته بِرَدادِ ويروى بالوجهين جميعاً، ورُدُود الدارهم: ما رُدَّ، واحدها رِدُّ، وهو ما زِيفَ فَرُدَّ على ناقده بعدما أُخذ منه، وكل ما رُدَّ بغير أَخذ: رَدٌّ. والرِّدُّ: ما كان عماداً للشيء يدفعه ويَرُدُّه؛ قال: يا رب أَدعوك إِلهاً فَرْداً، فكن له من البلايا رِدَّا أَي مَعْقِلاً يُردُّ عنه البلاء. والرِّدُّ: الكهف؛ عن كراع. وقوله تعالى: فأَرسله معي رِدّاً يصدّقني؛ فيمن قرأَ به يجوز أَن يكون من الاعتماد ومن الكهف، وأَن يكون على اعتقاد التثقيل في الوقف بعد تحفيف الهمز. ويقال: وهب هبة ثم ارتدَّها أَي استردَّها. وفي الحديث: أَسأَلك إِيماناً لا يَرْتَدُّ أَي لا يرجع. والمردودة: المطلقة وكله من الرَّدّ. وفي حديث النبي، ، أَنه قال لسراقة بن جُعْشُمٍ: أَلا أَدلك على أَفضل الصدقة؟ ابنتك مردودة عليك ليس لها كاسب غيرك؛ أَراد أَنها مطلقة من زوجها فترد إِلى بيت أَبيها فأَنفق عليها، وأَراد: أَلا أَدلك على أَفضل أَهل الصدقة؟ فحذف المضاف. وفي حديث الزبير في دارٍ له وقفها فكتب: وللمردودة من بناتي أَن تسكنها؛ لأَن المطلقة لا مسكن لها على زوجها. وقال أَبو عمرو: الرُّدَّى المرأَة المردودة المطلقة. والمردودة: المُوسَى لأَنها ترد في نصابها. والمردود: الردّ، وهو مصدر مثل المحلوف والمعقول؛ قال الشاعر: لا يَعْدَمُ السائلون الخيرَ أَفْعَلُه، إِمَّا نَوالاً، وإِمَّا حُسْنَ مَرْدودِ وقوله في الحديث: رُدُّوا السائل ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ أَي أَعطوه ولو ظلفاً محرقاً. ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمان والمنع كقولك سَلَّم فردَّ عليه أَي أَجابه. وفي حديث آخر: لا تردوا السائل ولو بِظِلفٍ أَي لا تردّوه ردَّ حرمات بلا شيء ولو أَنه ظلف؛ وقول عروة بن الورد: وزَوَّد خيراً مالكاً، إِنَّ مالكاً له رَدَّةٌ فينا، إِذا القوم زُهَّدُ قال شمر: الرَّدَّةُ العَطْفَة عليهم والرغبة فيهم. وردَّده ترديداً وتَرْداداً فتردد. ورجل مُردِّدٌ: حائر بائر. وفي حديث الفتن: ويكون عند ذلكم القتال رَدَّةٌ شديدة، وهو بالفتح، أَي عطفة قوية. وبحر مُرِدٌّ أَي كثير الموج. ورجل مُرِدٌّ أَي شَبِق. والارتداد: الرجوع، ومنه المُرْتَدّ. واستردَّه الشيء: سأَله أَن يَرُدَّه عليه. والرِّدِّيدَى: الرد. وتَرَدَّدَ وتَرادَّ: تراجع. وما فيه رِدِّيدَى أَي احتباس ولا تَرْداد. وروي عن عمر بن عبدالعزيز أَنه قال: لا رِدِّيدَى في الصدقة؛ يقول لا تردّ، المعنى أَن الصدقة لا تؤْخذ في السنة مرتين لقوله، عليه السلام: لا ثِنى في الصدقة. أَبو عبيد: الرِّدِّيدَى من الردِّ في الشيء. ورِدِّيدَى، بالكسر والتشديد والقصر: مصدر من رد يرد كالقَتِّيت والخِصِّيصى. والرِّدُّ: الظهر والحَمُولة من الإِبل؛ قال أَبو منصور: سميت رِدّاً لأَنها تُردُّ من مرتعها إِلى الدار يوم الظعن؛ قال زهير: رَدَّ القِيانُ جِمالَ الحيِّ، فاحتُمِلوا إِلى الظَّهيرَةِ، أَمرٌ بينهم لَبِكُ ورادَّه الشيءَ أَي رده عليه. وهما يتَرادَّان البيعَ: من الرد والفسخ. وهذا الأَمر أَرَدُّ عليه أَي أَنفع له. وهذا الأَمر لا رادَّة له أَي لا فائدة له ولا رجوع. وفي حديث أَبي إِدريسَ الخولاني: قال لمعاوية إِن كان دَاوَى مَرْضاها ورَدَّ أُولادها على أُخْراها أَي إِذا تقدمت أَوائلها وتباعدت عن الأَواخر، لم يَدَعْها تتفرق، ولكن يحبس المتقدمة حتى تصل إِليها المتأَخرة. ورجلٌ مُتردِّد: مجتمع قصير ليس بِسَبْطِ الخَلْقِ. وفي صفته، : ليس بالطويل البائن ولا القصير المتردِّد أَي المتناهي في القصر، كأَنه تردد بعض خْلَقه على بعض وتداخلت أَجزاؤُه. وعُضْو رِدِّيدٌ: مكتز مجتمع، قال أبو خراش: مكتنز الحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ، كِنازُ اللحْمِ، فائلُهُ رَدِيدُ والرَّدَد والرِّدَّة: أَن تشرب الإِبل الماء عَلَلاً فترتد الأَلبان في ضروعها. وكل حامل دنت ولادتها فعظم بطنها وضرعها: مُرِدّ. والرِّدَّة: أَن يُشْرِقَ ضرع الناقة ويقع فيه اللبن، وقد أَردّتْ. الكسائي: ناقة مُرْمِدٌ على مثال مُكرِم، ومُرِدٌّ مثال مُقِل إِذا أَشْرَقَ ضرعها ووقع فيه اللبن. وأَردّت الناقة: بركت على نَدًى فَورِم ضرعها وحياؤها، وقيل: هو ورم الحياء من الضَّبَعَة، وقيل: أَرَدَّتِ الناقة وهي مُردّ وَرمت أَرفاغها وحياؤها من شرب الماء. والرَّدَدُ والرَّدَّة: ورم يصيبها في أَخلافها، وقيل: ورمها من الحَفْل. الجوهري: الرِّدَّة امتلاء الضرع من اللبن قبل النتاج؛ عن الأَصمعي؛ وأَنشد لأَبي النجم: تَمْشِي من الرِّدَّة مَشْيَ الحِفَّل، مَشْيَ الرَّوايا بالمَزادِ المُثْقِل ويروى بالمزاد الأَثقل، وتقول منه: أَردَّتِ الشاة وغيرها، فهي مُرِدّ إِذا أَضرعت. وناقة مُرِدٌّ إِذا شربت الماء فورم ضرعها وحياؤها من كثرة الشرب. يقال: نوق مَرادُّ، وكذلك الجمال إِذا أَكثرت من الماء فثقلت. ورجل مُرِدٌّ إِذا طالت عُزْبَتُه فترادّ الماء في ظهره. ويقال: بحر مُرِدٌّ أَي كثير الماء؛ قال الشاعر: ركِبَ البحر إِلى البحرِ، إِلى غَمَراتِ الموتِ ذي المَوْجِ المُرِدّ وأَردّ البحر: كثرت أَمواجه وهاج. وجاء فلان مُرِدَّ الوجه أَي غضبانَ. وأَرَدَّ الرجلُ: انتفخ غضباً، حكاه صاحب الأَلفاظ؛ قال أَبو الحسن: وفي بعض النسخ اربَدَّ. والرِّدَّة: البقية؛ قال أَبو صخر الهذلي: إِذا لم يكن بين الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ، سِوىِ ذكر شيء قد مَضى، دَرَسَ الذِّكر والرَّدَّة: تَقاعُس في الذقن إِذا كان في الوجه بعض القباحة ويعتريه شيء من جمال؛ وقال ابن دريد: في وجهه قبح وفيه رَدَّة أَي عيب. وشيء رَدٌّ أَي رديء. ابن الأَعرابي: يقال للإِنسان إِذا كان فيه عيب: فيه نَظْرة ورَدَّة وخَبْلَة؛ وقال أَبو ليلى: في فلان رَدَّة أَي يرتد البصر عنه من قبحه؛ قال: وفيه نَظْرَة أَي قبح. الليث: يقال للمرأَة إِذا اعتراها شيء من خبال وفي وجهها شيء من قباحة: هي جميلة ولكن في وجهها بعض الرَّدَّة. وفي لسانه رَدٌّ أَي حُبسة. وفي وجهه رَدَّة أَي قبح مع شيء من الجمال. ابن الأَعرابي: الرُّدُدُ القباح من الناس. يقال: في وجهه ردَّة، وهو رادّ. ورَدَّادٌ: اسم رجل، وقيل: اسم رجل كان مُجَبِّراً نسب إِليهَ المُجَبِّرون، فكل مُجَبِّر يقال له ردَّاد. ورُؤيَ رجل يوم الكُلاب يَشُدُّ على قوم ويقول: أَنا أَبو شدَّاد، ثم يردّ عليهم ويقول: أَنا أَبو رَدَّاد. ورجل مِرَدٌّ: كثير الردّ والكرّ؛ قال أَبو ذؤَيب: مِرَدٌّ قد نَرى ما كان منه، ولكن إِنما يُدْعى النجيب @رشد: في أَسماء الله تعالى الرشيدُ: هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم أَي هداهم ودلهم عليها، فَعِيل بمعنى مُفْعل؛ وقيل: هو الذي تنساق تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد مُسَدِّد. الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد: نقيض الغيّ. رَشَد الإِنسان، بالفتح، يَرْشُد رُشْداً، بالضم، ورَشِد، بالكسر، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً، فهو راشِد ورَشيد، وهو نقيض الضلال، إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق. وفي الحديث: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد يَرُشُد رُشْداً، وأَرْشَدته أَنا. يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً، رحمة الله عليهم ورضوانه، وإِن كان عامّاً في كل من سار سِيرَتَهم من الأَئمة. ورَشِدَ أَمرَه، وإِن لم يستعمل هكذا. ونظيره: غَبِنْتَ رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ نفسَك.وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده: هداه. واستَرْشَده: طلب منه الرشد. ويقال: استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له، وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد. وفي الحديث: وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه. والرَّشَدى: اسم للرشاد. إِذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل: لا يَعْمَ (* قوله «لا يعم إلخ» في بعض الأصول لا يعمى؛ قاله في الاساس.) عليك الرُّشْد. قال أَبو منصور: ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد في الغيّ والضلال. والابرشاد: الهداية والدلالة. والرَّشَدى: من الرشد؛ وأَنشد الأَحمر: لا نَزَلْ كذا أَبدا، ناعِمين في الرَّشَدى ومثله: امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير. وقوله تعالى: يا قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد، أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون. والمَراشِدُ: المقاصد؛ قال أُسامة بن حبيب الهذلي:تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ، ومن لم يكن له من الله واقٍ، لم تُصِبْه المَراشِد وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ. والمراشِدُ: مقاصِدُ الطرق. والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد. وهو لِرِشْدَة، وقد يفتح، وهو نقيض زِنْيَة. وفي الحديث: من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث. يقال: هذا وعلى رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: وَلد زِنْية، بالكسر فيهما، ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين؛ الفراء في كتاب المصادر: ولد فلان لغير رَشْدَةٍ، وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ، كلها بالفتح؛ وقال الكسائي: يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ؛ قال: وهو اختيار ثعلب في كتاب الفصيح، فأَما غَيَّة، فهو بالفتح. قال أَبو زيد: قالوا هو لِرَشْدة ولِزِنْية، بفتح الراء والزاي منهما، ونحو ذلك؛ قال الليث وأَنشد: لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة، فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ ويقال: يا رَِشْدينُ بمعنى يا راشد؛ وقال ذو الرمة: وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة، ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ يقول: كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه. وبنو رَشدان: بطن من العرب كانوا يسمَّوْن بني غَيَّان فأَسماهم سيدنا رسول الله، ، بني رَشْدان؛ ورواه قوم بنو رِشْدان، بكسر الراء؛ وقال لرجل: ما اسمك؟ فقال: غَيَّان، فقال: بل رَشدان، وإِنما قال النبي، ، رَشْدان على هذه الصيغة ليحاكي به غَيَّان؛ قال ابن سيده: وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدَعون غيره إِليه، أَعني أَنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الأَلفاط تاركين لطريق القياس، كقوله، : ارجِعْنَ مأْزورات غير مأْجورات، وكقولهم: عَيْناء حَوراء من الحير العين، وإِنما هو الحُور فآثَروا قلب الواو ياء في الحور إِتباعاً للعين، وكذلك قولهم: إِني لآتيه بالغدايا والعشايا، جمعوا الغداة على غدايا إِتباعاً للعشايا، ولولا ذلك لم يجز تكسير فُعْلة على فَعائل، ولا تلتفتنّ إِلى ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن الغدايا جمع غَدِيَّة فإِنه لم يقله أَحد غيره، إِنما الغدايا إِتباع كما حكاه جميع أَهل اللغة، فإِذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر القياس، فأَن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أَسوغ، أَلا تراهم يقولون: رأَيت زيداً، فيقال: من زيداً؟ ومررت بزيد، فيقال: من زيد؟ ولا عذر في ذلك إِلا محاكاة اللفظ؛ ونظير مقابلة غَيَّان بِرَشْدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم تعليق فِعْل على فاعِل لا يليق به ذلك الفعل، لتقدم تعليق فِعْل على فاعل يليق به ذلك الفِعْل، وكل ذلك على سبيل المحاكاة، كقوله تعالى: إِنما نحن مستهزئُون، الله يستهزئ بهم؛ والاستهزاء من الكفار حقيقة، وتعليقه بالله عز وجل مجاز، جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء بل هو الحق ومنه الحق؛ وكذلك قوله تعالى: يخادعون الله، وهو خادعهم؛ والمُخادَعة من هؤلاء فيما يخيل إِليهم حقيقة، وهي من الله سبحانه مجاز، إِنما الاستهزاء والخَدع من الله عز وجل، مكافأَة لهم؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم: أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا، فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا أَي إِنما نكافئهُم على جَهْلهم كقوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم؛ وهو باب واسع كبير. وكان قوم من العرب يسمَّوْن بني زِنْية فسماهم النبي، ، ببني رِشْدة. والرَّشاد وحب الرشاد: نبت يقال له الثُّفَّاء؛ قال أَبو منصور: أَهل العراق يقولون للحُرْف حب الرشاد يتطيرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فيقولون حب الرشاد؛ قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول للحجر الذي يملأُ الكف الرَّشادة، وجمعها الرَّشاد، قال: وهو صحيح. وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد: أَسماء. @رصد: الراصِدُ بالشيء: الراقب له. رَصَدَه بالخير وغيره يَرْصُدُه رَصْداً ورَصَداً: يرقبه، ورصَدَه بالمكافأَة كذلك. والتَّرَصُّدُ: الترقب. قال الليث: يقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتى أُكافئك به؛ قال: والإِرصاد في المكافأَة بالخير، وقد جعله بعضهم في الشر أَيضاً؛ وأَنشد: لاهُمَّ، رَبَّ الراكب المسافر، احْفَظْه لي من أَعيُنِ السواحر، وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر فالحية لا تُرْصِدُ إِلا بالشر. ويقال للحية التي تَرْصُد المارة على الطريق لتلسع: رصيد. والرَّصِيدُ: السبع الذي يَرْصُد لِيَثِب. والرَّصُود من الإِبل: التي تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هي. والرَّصَدُ: القوم يَرْصُدون كالحَرَس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربما قالوا أَرصاد. والرُّصْدَة، بالضم: الزُّبْية. وقال بعضهم: أَرصَدَ له بالخير والشر، لا يقال إِلا بالأَلف، وقيل: تَرَصَّدَه ترقبه. وأَرصَدَ له الأَمر: أَعدّه. والارتصاد: الرَّصْد. والرَّصَد: المرتَصِدُون، وهو اسم للجمع. وقال الله عز وجل: والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإِرصاداً لمن حارب الله ورسوله؛ قال الزجاج: كان رجل يقال له أَبو عامر الراهب حارَب النبيَّ، ، ومضى إِلى هِرَقْلَ وكان أَحد المنافقين، فقال المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار: نبني هذا المسجد وننتظر أَبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه. والإِرصاد: الانتظار. وقال غيره: الإِرصاد الإِعداد، وكانوا قد قالوا نَقْضي فيه حاجتنا ولا يعاب علينا إِذا خلونا، ونَرْصُده لأَبي عامر حتى مجيئه من الشام أَي نعدّه؛ قال الأَزهري: وهذا صحيح من جهة اللغة. روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والكسائي: رصَدْت فلاناً أَرصُدُه إِذا ترقبته. وأَرْصَدْت له شيئاً أُرْصِدُه: أَعددت له. وفي حديث أَبي ذر: قال له النبي، : ما أُحِبُّ عِندي (* قوله «ما أحب عندي» كذا بالأصل ولعله ما أحب ان عندي والحديث جاء بروايات كثيرة) . مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه في سبيل الله، وتمُسي ثالثةٌ وعندي منه دينارٌ إِلاَّ دينار أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لدين؛ يقال: أَرصدته إِذا قعدت له على طريقه ترقبه. وأَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له، وحقيقتُه جعلتها له على طريقه كالمترقبة له؛ ومنه الحديث: فأَرْصَدَ الله على مَدْرجته ملَكاً أَي وكله بحفظ المدرجة، وهي الطريق. وجعله رَصَداً أَي حافظاً مُعَدّاً. وفي حديث الحسن بن علي وذكر أَباه فقال: ما خَلَّف من دنياكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم. وروي عن ابن سيرين أَنه قال: كانوا لا يَرْصُدون الثمار في الدَّيْن وينبغي أَن يُرْصَد العينُ في الدَّيْن؛ قال: وفسره ابن المبارك فقال إِذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة عليه، وإِن كان عليه دين وأَخرجت أَرضه ثمرة يجب فيها العشر لم يسقط العشر عنه من أَجل ما عليه من الدين، لاختلاف حكمهما وفيه خلاف. قال أَبو بكر: قولهم فلان يَرْصُد فلاناً معناه يقعد له على طريقه. قال: والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عند العرب الطريق؛ قال الله عز وجل: واقعدوا لهم كل مَرصد؛ قال الفراء: معناه واقعدوا لهم على طريقهم إِلى البيت الحرام، وقيل: معناه أَي كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم في أَيّ وجه توجهوا؛ قال أَبو منصور: على كل طريق؛ وقال عز وجل: إِنَّ ربك لبالمرصاد؛ معناه لبالطريق أَي بالطريق الذي ممرّك عليه؛ وقال عديّ: وإِنَّ المنايا للرجالِ بِمَرْصَد وقال الزجاج: أَي يرصد من كفر به وصدّ عنه بالعذاب؛ وقال ابن عرفة: أَي يَرْصُد كل إِنسان حتى يجازِيَه بفعله. ابن الأَنباري: المِرصاد الموضع الذي ترصد الناس فيه كالمضمار الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل من ميدان السباق ونحوه، والمَرْصَدُ: مثل المِرصاد، وجمعه المراصد، وقيل: المرصاد المكان الذي يُرْصَدُ فيه العدوّ. وقال الأَعمش في قوله: إِنَّ ربك لبالمرصاد؛ قال: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر عليه الأَمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الربّ؛ وقال تعالى: إِن جهنم كانت مرصاداً، أَي تَرْصُد الكفار. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً أَي إِذا نزل الملَك بالوحي أَرسل الله معه رصداً يحفظون الملك من أَن يأْتي أَحد من الجنّ، فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس، فيساووا الأَنبياء. والمَرْصَد: كالرصَد. والمرصاد والمَرْصَد: موضع الرصد. ومراصد الحيات: مكامنها؛ قال الهذلي: أَبا مَعْقَلٍ لا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي رُؤوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْم وليث رصيد: يَرْصُدُ ليثب؛ قال: أَسليم لم تعد، أَم رصِيدٌ أَكلَكْ؟ والرَّصْد والرَّصَد: المطر يأْتي بعد المطر، وقيل: هو المطر يقع أَوّلاً لما يأْتي بعده، وقيل: هو أَوّل المطر. الأَصمعي: من أَسماء المطر الرصْد. ابن الأَعرابي: الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها، قال: فإِن أَصابها مطر فهو العشب، واحدتها عِهْدَة، أَراد: نَبَت العُشْب أَو كان العشب. قال: وينبت البقل حينئذ مقترحاً صُلْباً، واحدته رَصَدَة ورَصْدة؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ قال أَبو عبيد: يقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة؛ والرَّصْدة، بالفتح: الدُّفعة من المطر، والجمع رصاد، وتقول منه: رُصِدَت الأَرض، فهي مرصودة. وقال أَبو حنيفة: أَرض مُرصِدة مطرت وهي ترجى لأَن تنبت، والرصد حينئذ: الرجاء لأَنها ترجى كما ترجى الحائل (* قوله «ترجى الحائل» مرة قالها بالهمز ومرة بالميم، وكلاهما صحيح.) وجمع الرصد أَرصاد. وأَرض مرصودة ومُرْصَدة: أَصابتها الرَّصْدة. وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال مرصودة ولا مُرْصَدَة، إِنما يقال أَصابها رَصْد ورَصَد. وأَرض مُرصِدة إِذا كان بها شيء من رصَد. ابن شميل: إِذا مُطرت الأَرض في أَوّل الشتاء فلا يقال لها مَرْت لأَنّ بها حينئذ رصداً، والرصد حينئذ الرجاء لها كما ترجى الحامل. ابن الأَعرابي: الرَّصْدة ترصد وَلْياً من المطر. الجوهري: الرصَد، بالتحريك، القليل من الكلإِ والمطر. ابن سيده: الرصد القليل من الكلإِ في أَرض يرجى لها حَيَا الربيع. وأَرض مُرْصِدة: فيها رَصَدٌ من الكلإِ. ويقال: بها رصد من حيا. وقال عرّام: الرصائد والوصائد مصايدُ تُعدّ للسباع. @رضد: الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعرابي رضَدْت المتاح فارتَضَد ورَضَمْتُه فارتَضَم إِذا نَضَدْته. @رعد: الرِّعْدَة: النافض يكون من الفزع وغيره، وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ. وتَرَعْدَد: أَخَذته الرعدة. والارتعاد: الاضطراب، تقول: أَرعده فارتعد. وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع. وفي حديث زيد بن الأَسود: فجيء بهما تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف. ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة: جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً؛ قال أَبو العيال: ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْديـ دَةٌ رَعِشٌ، إِذا ركبوا ورجل رِعْشيش: مثل رَعْديد، والجمع رعاديد ورعاشِيشُ، وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ. ونبات رعديد: ناعم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا وقد تَرَعَّد. وامرأَة رِعديدة: يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه، فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد الأَليَة؛ قال العجاج: فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة. وقيل لأَعرابي: أَتعرف الفالوذ؟ قال: نعم أَصفر رِعْديد. وجارية رِعْديدة: تارّة ناعِمة، وجَوارٍ رعاديدُ. ابن الأَعرابي: وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال، وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً؛ وأَنشد: وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْسَدِ، كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد أَي ما تمهد من الرمل. والرعد: الصوت الذي يسمع من السحاب. وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا: أَصابهم رعد وبرق. ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت: صوّتت للإِمطار. وفي المثل: رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ يضرب للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. وسحابة رعَّادة: كثيرة الرعد. وقال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا رعادة. وأَرْعَدنا: سمعنا الرَّعْدَ. ورُعِدْنا: أَصابنا الرعد. وقال اللحياني: لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد. وقوله تعالى: يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه ملك يزجر السحاب؛ قال: وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من عظيم الأَشياء. وقال ابن عباس: الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإِبل بحُدائه. وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أَعلم. وقيل: الرعد صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب. قالوا: وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل: ويسبح الرعد بحمده والملائكة، يدل على أَن الرعد ليس بملك. وقال الذين قالوا الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة، كما يذكر الجنس بعد النوع. وسئل عليّ، رضي الله عنه، عن الرعد فقال: مَلَك، وعن البرق فقال: مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد. وقال الليث: الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح؛ قال: ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد. وقال الأَخفش: أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك. ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تحسنت وتعرّضت. ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد. وإِذا أَوْعد الرجل قيل: أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قال ابن أَحمر: يا جَلَّ ما بَعُدَت عليك بِلادُنا وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد الأَصمعي: يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إِذا أَوعده، ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء؛ وكان أَبو عبيدة يقول: رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت: أَرْعِدْ وأَبرِقْ يا يزيـ دُ، فما وعِيدُك لي بضائر ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت. وقال الفراء: رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف. وفي حديث أَبي مليكة: إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده. ويقال للسماء المنتظَرَة إِذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أَرعدت وأَبرقت؛ ويقال في ذلك كله: رعَدَت وبَرَقَت. ويقال: هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال. ورجل رَعَّادة ورَعَّاد: كثير الكلام. والرُّعَيْداءُ: ما يرمى من الطعام إِذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه، وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء، والغين أَصح (* قوله «والغين أصح» كذا بالأصل بإعجام الغين، وفي شرح القاموس والعين أصح باهمالها ونسبها للفراء.) والرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إِذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً. وقولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يعني بها الحرب. وذاتُ الرَّواعِدِ: الداهية. وبنو راعِد: بطن، وفي الصحاح: بنو راعِدة. @رغد: عيش رغْد: كثير. وعيش رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ؛ الأَخيرة عن اللحياني: مُخْصِبٌ رفِيهٌ غزير. قال أَبو بكر: في الرَّغْد لغتان: رَغْد ورَغَد؛ وأَنشد: فيا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هنيئاً ولا تَخَف، فإِنِّي لكم جارٌ، وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا وقوم رَغَد ونسوة رَغَد: مُخْصبون مغزرون. تقول: رَغِدَ عيشُهم ورَغُد، بكسر الغين وضمها، وأَرغَد فلان: أَصاب عيشاً واسعاً. وأَرغد القوم: أَخْصَبوا. وأَرغَد القوم: صاروا في عيش رغد. وأَرغد ماشيته: تركها وسَوْمَها. وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي واسعة طيبة. والرغْدُ: الكثير الواسع الذي لا يُعييك من مال أَو ماء أَو عيش أَو كلإٍ. والمَرْغَدة: الروضة. والرَّغِيدة: اللبن الحليب يُغْلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط ويُساط فيلعق لعقاً. وارْغادَّ اللبن ارْغيداداً أَي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خُثورتُه بعدُ. والمُرْغادُّ: اللبن الذي لم تتم خُثورته. ورجل مُرْغادٌّ: استيقظ، ولم يقض كراه ففيه ثَقلة. والمُرْغادُّ: الشاك في رأْيه لا يدري كيف يُصْدِرُه، وكذلك الإِرغِيداد في كل مختلط. والمُرْغادُّ: الغضبان المتغير اللون غضباً؛ وقيل: هو الذي لا يجيبك من الغيظ. والمُرْغادُّ: الذي أَجهده المرض؛ وقيل: هو إِذا رأَيت فيه خَمْصاً وفتوراً في طَرْفه وذلك في بَدْءِ مرضه. وتقول ارغادَّ المريض إِذا عرفت فيه ضعضعة من هزال؛ وقال النضر: ارغادَّ الرجل ارغِيداداً، فهو مُرغادٌّ وهو الذي بدأَ به الوجع فأَنت ترى فيه خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة؛ وقيل: ارغادَّ ارغيداداً، وهو المريض الذي لم يُجْهد والنائم الذي لم يَقْضِ كراه، فاستيقظ وفيه ثقلة. @رفد: الرِّفْد، بالكسر: العطاء والصلة. والرَّفْد، بالفتح: المصدر. رَفَدَه يَرْفِدُه رَفْداً: أَعطاه، ورَفَدَه وأَرْفَده: أَعانه، والاسم منهما الرِّفْد. وترافدوا: أَعان بعضهم بعضاً. والمَرْفَدُ والمُرْفَدُ: المعونة؛ وفي الحواشي لابن برّي قال دُكين: خير امرئٍ قد جاء مِن مَعَدِّهْ مِن قَبْلِهِ، أَو رافِدٍ من بعدِهْ الرافد: هو الذي يلي المَلِك ويقوم مقامه إِذا غاب. والرِّفادة: شيء كانت قُرَيش تترافد به في الجاهلية، فيُخْرج كل إِنسان مالاً بقدر طاقته فيجمعون من ذلك مالاً عظيماً أَيام الموسم، فيشترون به للحاج الجُزر والطعام والزبيب للنبيذ، فلا يزالون يُطْعِمون الناس حتى تنقضي أَيام موسم الحج؛ وكانت الرِّفادَة والسِّقاية لبني هاشم، والسِّدانة واللِّواء لبني عبد الدار، وكان أَوّلَ من قام بالرِّفادة هاشمُ بن عبد مناف وسمي هاشماً لهَشْمِه الثريد. وفي الحديث: من اقتراب الساعة أَن يكون الفيءُ رِفْداً أَي صلة وعطية؛ يريد أَن الخراج والفَيء الذي يحْصُل، وهو لجماعة المسلمين أَهلِ الفَيء، يصير صلات وعطايا، ويُخَص به قوم دون قوم على قدر الهوى لا بالاستحقاق ولا يوضع مواضعه. والرِّفْدُ: الصلة؛ يقال: رَفَدْتُه رَفْداً، والاسم الرِّفْد. والإِرْفاد: الإِعطاء والإِعانة. والمرافَدة: المُعاونة. والتَّرافد: التعاون. والاستِرفاد: الاستعانة. والارتفاد: الكسب. والتَّرفيدُ: التَّسويدُ. يقال: رُفِّدَ فلان أَي سُوِّدَ وعظم. ورَفَّد القومُ فلاناً: سَوَّدوه ومَلَّكوه أَمرهم. والرِّفادة: دِعامة السرج والرحل وغيرهما، وقد رَفَده وعليه يَرْفِده رَفْداً. وكلُّ ما أَمسك شيئاً: فقد رَفده. أَبو زيد: رَفَدتُ على البعير أَرْفِدُ رَِفْداً إِذا جعلت له رِفادة؛ قال الأَزهري: هي مثل رفادة السرج. والرَّوافِدُ خشب السقف؛ وأَنشد الأَحمر: رَوافِدُه أَكرَمُ الرافِداتِ، بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَم وارتَفَد المالَ: اكتسبه؛ قال الطرماح: عَجَباً ما عَجِبْتُ من واهِبِ الما لِ، يُباهي به ويَرْتَفِدُه ويُضِيعُ الذي قد آوْجَبَه اللَّـ ـهُ عليه، فليس يَعْتَمِدُه (* قوله «فليس يعتمده» الذي في الأساس: يعتهده أي يتعهده، وكل صحيح). والرَّفْد والرِّفْد والمِرْفَد والمَرْفِدُ: العُسُّ الضخم؛ وقيل: القدح العظيم الضخم. والعُسُّ: القَدَح الضخم يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، وهو أَكبر من الغُمَر، والرَّفْدُ أَكبر منه، وعمَّ بعضهم به القدَح أَي قَدْرٍ كان. والرَّفودُ من الإِبل: التي تملَو ه في حلبة واحدة؛ وقيل: هي الدائمة على مِحْلَبها؛ عن ابن الأَعرابي. وقال مرة: هي التي تُتابِعُ الحَلَب. وناقة رَفُود: تَمْلأُ مِرْفَدها؛ وفي حديث حفر زمزم: أَلم نَسْقِ الحَجِيجَ، ونَنْـ ـحَرِ المِذْلاقَةَ الرُّفُدَا الرُّفُدُ، بالضم: جمع رَفُود وهي التي تملأُ الرَّفْد في حلبة واحدة. الصحاح: والمِرْفَدُ الرَّفْد وهو القدح الضخم الذي يقرى فيه الضيف. وجاء في الحديث: نعم المِنْحة اللِّقْحَةُ تَرُوحُ بِرِفْدٍ وتَغْدُو بِرِفْدٍ قال ابن المبارك: الرِّفْد القَدح تُحتلَب الناقة في قدح، قال: وليس من المعونة؛ وقال شمر: قال المُؤَرِّجُ هو الرِّفد للإِناء الذي يحتلب فيه؛ وقال الأَصمعي: الرَّفد، بالفتح؛ وقال شمر: رَفْد ورِفْد القدح؛ قال: والكسر أَعرب. ابن الأَعرابي: الرَّفْد أَكبر من العُسِّ. ويقال: ناقة رَفُود تَدُوم على إِنائها في شتائها لأَنها تُجالِحُ الشجر. وقال الكسائي: الرَّفْد والمِرْفَد الذي تُحْلَبُ فيه. وقال الليث: الرَّفد المعونة بالعطاء وسقْي اللبن والقَوْل وكلِّ شيءٍ. وفي حديث الزكاة: أَعْطَى زكاةَ ماله طَيِّبَةً بها نفسُه رافِدَةً عليه؛ الرَّافدة، فاعلة؛ من الرِّفْد وهو الإِعانة. يقال: رَفَدْته أَي أَعَنْتُه؛ معناه إِن تُعِينَه نَفْسُه على أَدائها؛ ومنه حديث عُبادة: أَلا ترون أَن لا أَقُوم إِلاَّ رِفْداً أَي إِلا أَن أُعان على القيام؛ ويروى رَفْداً، بفتح الراء، وهو المصدر. وفي حديث ابن عباس: والذين عاقدت أَيمانُكم من النصرة والرِّفادة أَي الإِعانة. وفي حديث وَفْد مَذْحِج: حَيّ حُشَّد رُفَّد، جمع حاشد ورافد. والرَّفْد: النصيب. وقال أَبو عبيدة في قوله تعالى: بِئْسَ الرِّفْدُ المرفود؛ قال: مجازُه مجازُ العون المجاز، يقال: رَفَدْتُه عند الأَمير أَي أَعنته، قال: وهو مكسور الأَول فإِذا فتحتَ أَوَّله فهو الرَّفد. وقال الزجاج: كل شيء جعلته عوناً لشيء أَو استمددت به شيئاً فقد رَفَدْته. يقال: عَمَدْت الحائط وأَسْنَدْته ورَفَدْته بمعنى واحد. وقال الليث: رفدت فلاناً مَرْفَداً: قال: ومن هذا أُخذت رِفادَة السرج من تحته حتى يرتفع. والرِّفْدَة: العُصبة من الناس؛ قال الراعي: مُسَأْل يَبْتَغِي الأَقْوامُ نائلَه، من كل قَوْم قَطين، حَوْلَه، رِفَدُ والمِرْفَد: العُظَّامةُ تَتَعَظَّم بها المرأَة الرَّسْحاء. والرِّفادة: خرقة يُرْفَدُ بها الجُرْح وغيره. والتَّرْفِيدُ: العجيزة: اسم كالتَّمْتِين والتَّنْبيت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تقول خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها، ذاتُ وِشاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُها: مَتى تَرانا قائِمٌ عَمُودُها؟ أَي نقيم فلا نظعن، وإِذا قاموا قامت عمد أَخبيتهم، فكأَنّ هذه الخَوْد ملت الرحلة لنعمتها فسأَلت: متى تكون الإِقامة والخفض؟ والترفيد: نحو من الهَمْلَجة؛ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي: وإِن غُضَّ من غَرْبِها رَفَّدَتْ وشيجاً، وأَلْوَتْ بِجَلْسٍ طُوالْ أَراد بالجَلس أَصل ذنبها. والمرافيد: الشاءُ لا ينقطع لبنها صيفاً ولا شتاء. والرَّافدَان: دجلة والفرات؛ قال الفرزدق يعاتب يزيد بن عبد الملك في تقديم أَبي المثنى عمر بن هبيرة الفزاري على العراق ويهجوه: بَعَثْتَ إِلى العراقِ ورافِدَيْه فَزَاريّاً، أَحَذَّ يَدِ القَمِيص أَراد أَنه خفيف، نسبه إِلى الخيانة. وبنو أَرْفِدَة الذي في الحديث: جنس من الحبش يرقصون. وفي الحديث أَنه قال للحبشة: دونكم يا بني أَرْفِدَة؛ قال ابن الأَثير. هو لقب لهم؛ وقيل: هو اسم أَبيهم الأَقدم يعرفون به، وفاؤه مكسورة وقد تفتح. ورُفَيدة: أَبو حيّ من العرب يقال لهم الرفيدات، كما يقال لآل هُبَيْرة الهُبَيْرات. @رقد: الرُّقاد: النَّوْم. والرَّقْدَة: النومة. وفي التهذيب عن الليث: الرُّقود النوم بالليل، والرُّقادُ: النوم بالنهار؛ قال الأَزهري: الرُّقاد والرُّقُود يكون بالليل والنهار عند العرب؛ ومنه قوله تعالى: قالوا يا ويلنا من بعثنا من مَرْقدِنا؛ هذا قول الكفار إِذا بعثوا يوم القيامة وانقطع الكلام عند قوله من مرقدنا، ثم قالت لهم الملائكة: هذا ما وعَد الرحمنُ، ويجوز أَن يكون هذا من صفة المَرْقَد، وتقول الملائكة: حق ما وعَد الرحمن؛ ويحتمل أَن يكون المَرْقَد مصدراً، ويحتمل أَن يكون موضعاً وهو القبر، والنوم أَخو الموت. ورَقَدَ يَرْقُدُ رَقْداً ورُقُوداً ورُقاداً: نام. وقوم رُقُود أَي رُقَّد. والمَرْقَد، بالفتح: المضجع. وأَرْقَدَهُ: أَنامه. والرَّقُود والمِرْقِدَّى: الدائم الرُّقاد؛ أَنشد ثعلب: ولقد رَقَيْتَ كِلابَ أَهلِكَ بالرُّقَى، حتى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودا ورجل مِرْقِدَّى مثل مِرْعِزَّى أَي يَرْقَدُّ في أُموره. والمُرْقِدُ: شيء يُشرب فينوِّم مَن شربه ويُرْقِدُه. والرَّقْدَة: هَمْدة ما بين الدنيا والآخرة. ورَقَدَ الحَرُّ: سكن. والرَّقْدَة: أَن يصيبك الحرّ بعد أَيام ريح وانكسار من الوَهَج. ورَقَدَ الثوبُ رَقْداً ورُقاداً: أَخلق. وحكى الفارسي عن ثعلب: رَقَدَتِ السوقُ كَسَدت، وهو كقولهم في هذا المعنى نامت. وأَرْقَد بالمكان: أَقام به. ابن الأَعرابي: أَرْقَدَ الرجل بأَرض كذا إِرْقاداً إِذا أَقام بها. والارقِدادُ والارْمِدادُ: السير، وكذلك الإِغْذاذُ. ابن سيده: الارقداد سرعة السير؛ تقول منه: ارْقَدَّ ارْقِداداً أَي أَسرع؛ وقيل: الارقداد عدو الناقِزِ كأَنه نَفَرَ من شيء فهو يَرْقَدُّ. يقال: أَتيتك مُرْقَدّاً؛ وقيل: هو أَن يذهب على وجهه؛ قال العجاج يصف ثوراً: فظلَّ يَرْقَدُّ من النَّشاط، كالبَرْبَريّ لَجَّ في انخِراط وقول ذي الرمة يصف ظليماً: يَرْقَدُّ في ظِلِّ عَرَّاصٍ، ويَتْبَعُه حَفِيفُ نافجَة، عُثْنُونها حَصِب يرقدّ: يسرع في عدوه؛ قال ابن سيده: وروي عن الأَصمعي المُرْقِدُ مخفف، قال: ولا أَدري كيف هو. والراقُودُ: دَنٌّ طويل الأَسفل كهيئة الإِرْدَبَّة يُسَيَّع داخله بالقار، والجمع الرواقيد معرَّب، وقال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً. وفي حديث عائشة: لا يشرب في راقود ولا جرَّة؛ الراقُود: إِناءُ خزف مستطيل مقيَّر، والنهي عنه كالنهي عن الشرب في الحناتم والجرار المقيرة. ورُقاد والرُّقاد: اسم رجل؛ قال: أَلا قُلْ للأَمير: جُزِيتَ خيراً أَجِرْنا من عُبَيدةَ والرُّقادِ ورَقْد: موضع، وقيل: واد في بلاد قيس، وقيل: جبل وراء إِمَّرَةَ في بلاد بني أَسد؛ قال ابن مقبل: وأَظْهَرَ في عِلانِ رَقْدٍ، وسَيْلُه عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ وقيل: هو جبل تنحت منه الأَرْحِية؛ قال ذو الرمة يصف كِرْكِرَة البعير ومَنْسِمَه: تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِرات وَقِيعِه، كَأَرْحاءِ رَقْدٍ، زَلَّمَتْها المَناقِرُ قال ابن بري: إِنما وصف ذو الرمة مناسم الإِبل لا كركرة البعير كما ذكر الجوهري. وتَفُضُّ: تفرّق أَي تفرق الحصى عن مناسمها. والمجمرات: المجتمعات الشديدات. وزَلَّمَتها المناقر: أَخَذت من حافاتها. والرُّقادُ: بطن من جَعْدة؛ قال: مُحافَظَةً على حَسَبي، وأَرْعَى مَساعِي آلِ ورْدٍ والرُّقاد @ركد: ركد القوم يَرْكُدون رُكوداً: هدأُوا وسكنوا؛ قال الطرماح: لها، كُلَّما رِيعَتْ، صلاةٌ ورَكْدَةٌ بِمُصْدانَ، أَعْلى اثْنَيْ شمام البوائن ورَكَدَ الماءُ والريحُ والسفينةُ والحرُّ والشمسُ إِذا قامَ قائمُ الظهيرة. وكل ثابت في مكان: فهو راكد. وروي عن النبي، ، أَنه نهى أَن يُبالَ في الماء الراكد ثم يُتوضأَ منه؛ قال أَبو عبيد: الراكد هو الدائم الساكن الذي لا يجري. يقال: رَكَدَ الماءُ رُكُوداً إِذا سكن؛ ومنه حديث الصلاة: في ركوعها وسجودها ورُكودها؛ هو السكون الذي يفصل بين حركاتها كالقيام والطمأْنينة بعد الركوع والقَعْدة بين السجدتين وفي التشهد؛ ومنه حديث سعد ابن أَبي وقاص: أَركُدُ بهم في الأُولَيَيْن وأَحْذِفُ في الأَخيرَتَيْن أَي أَسكن وأُطيل القيام في الركعتين الأُولَيين من الصلاة الرباعية، وأُخفِّف في الأَخيرتين. ورَكَدت الريح إِذا سكنت فهي راكدة. وركَد الميزان إِذا استوى؛ وأَنشد: وقوّم الميزان حين يَرْكُد، هذا سميريٌّ، وهذا مولد قال: هما درهمان. ورَكَد العَصير من العنب: سَكَن غَلَيانه. وكل ما ثبت في شيء، فقد رَكَد. والرواكِدُ: الأَثافي، مشتق من ذلك لثباتها. ورَكَدت البكرة: ثبتت ودارت، وهو ضد؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كما رَكَدَتْ حَوَّاءُ، أُعْطِيَ حُكْمَه بها القَيْنُ من عُودٍ، تَعَلَّلَ جاذبه ثم فسره فقال: ركدت؛ وتكون بمعنى وقفت، يعني بَكْرة من عود. والقين: العامل. والمَراكِدُ: المواضع التي يَرْكُدُ فيها الإِنسان وغيره. والمراكد: مَغامِض الأَرض؛ قال أُسامة بن حبيب الهذلي يصف حماراً طردته الخيل فَلَجأَ إِلى الجبال في شعابها وهو يرى السماء طرائق: أَرَتْهُ من الجَرْباء في كلِّ موطن طِباباً، فَمثْواهُ، النهارَ، المراكِدُ وجفنة رَكُود: ثقيلة مملوءة؛ وأَنشد: المُطْعِمِينَ الجَفْنَةَ الرَّكُودا، ومَنعُوا الرَّيْعانَة الرَّفودا يعني بالرَّيْعانة الرَّفود: ناقة فَتِيَّة تُرِفدُ أَهلها بكثرة لبنها. @رمد: الرَّمَدُ: وجع العين وانتفاخُها. رَمِدَ، بالكسر، يَرْمَدُ رَمَداً وهو أَرْمَدُ ورَمِدٌ، والأُنثى رَمْداء: هاجَتْ عَينُه؛ وعين رَمْداء ورَمِدَة، ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً، وقد أَرمَدَها الله فهي رَمِدة. والرَّمادُ: دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار دُقاقاً، والطائفة منه رَمادة؛ قال طُريح: فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَما خاوِيةً، كالتِّلال دامِرُها وفي حديث أُم زرع: زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن الرماد يكثر بالطبخ، والجمع أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ؛ عن كراع، الأَخيرة اسم للجمع؛ قال ابن سيده: ولا نظير لإِرْمِداءَ البتة؛ وقيل: الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد. ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ: كثير دقيق جداً. الجوهري: رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هالك جعلوه صفة؛ قال الكميت: رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا وفي الحديث: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً، لا تَذَرُ من عادٍ أَحداً؛ الرِّمْدِد، بالكسر: المتناهي في الاحتراق والدِّقة؛ يقال: يَوْم أَيْوَمُ إِذا أَرادوا المبالغة. سيبويه: إِنما ظهر المثْلان في رِمْدِد لأَنه ملحق بِزهْلِق، وصار الرّمادُ رِمْدِداً إِذا هَبا وصار أَدَقَّ ما يكون. والرمْدِداءُ، مكسور ممدود: الرماد. ورَمَّد الشَّواءَ: أَصابه بالرماد. وفي المثل: شَوى أَخُوك حتى إِذا أَنضَجَ رَمَّدَ؛ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه، وقد ورد ذلك في حديث عمر، رضي الله عنه؛ قال ابن الأَثير: وهو مثل يضرب للذي يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه. والتَّرْمِيدُ: جعل الشيءِ في الرماد. ورَمَّد الشَّواءَ: مَلَّه في الجمر. والمُرَمَّدُ من اللحم: المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر. أَبو زيد: الأَرْمِداءُ الرَّماد؛ وأَنشد:لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ، من ثَرْيائه، غيرَ أَثافِيه وأَرمِدائِه وثياب رُمْدٌ: وهي الغُبْر فيها كدورة، مأْخوذ من الرَّماد، ومن هذا قيل لضرب من البعوض: رُمْدٌ؛ قال أَبو وجزة يصف الصائد: تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى، وسامِرُه رُمْدٌ، به عاذِرٌ منهن كالجَرَب والأَرْمَدُ: الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة؛ ومنه قيل للنعامة رَمداءُ، وللبعوض رُمْدٌ. والرمدة: لون إِلى الغُبْرَة. ونعامة رَمْداءُ: فيها سواد منكسف كلَون الرّماد. وظليم أَرمد كذلك، وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد وقد تقدم. وروي عن قتادة أَنه قال: يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ وبالماءِ الطَّرِدِ؛ فالطرد الذي خاضته الدواب، والرَّمِدُ الكَدِر الذي صار على لون الرماد. وفي حديث المعراج: وعليهم ثياب رُمْد أَي غبر فيها كدرة كلون الرماد، واحدها أَرمد. والرَّماديُّ: ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر. والرَّمْد: الهلاك. والرَّمادة: الهلاك. ورَمَدَ القوم رَمْداً: هلكوا؛ قال أَبو وجزة السعدي: صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم كأَصْرام عادٍ، حين جَلَّلها الرَّمْدُ وأَرمَدوا كَرَمَدُوا. ورمَّدَهم الله وأَرمَدَهم: أَهلكهم، وقد رَمَدَهم يَرْمِدُهم فجعله متعدياً؛ قال ابن السكيت: يقال قد رَمَدْنا القوم نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عليهم. وأَرمدَ الرجل إِرماداً: افتقر. وأَرمد القوم إِذا جهدوا. والرَّمادة: الهلكة. وفي الحديث: سأَلت ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تهلكهم. يقال: رَمَدَه وأَرمَدَه إِذا أَهلكه وصيره كالرماد. ورَمِدَ وأَرمَدَ إِذا هلك. وعام الرَّمادة: معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً؛ وقيل: هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد، والأَول أَجود؛ وقيل: هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. وفي حديث عمر: أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم؛ وقيل: سمي به لأَنهم لما أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد. ويقال: رَمِدَ عيشُهم إِذا هلكوا. أَبو عبيد: رَمِدَ القوم، بكسر الميم، وارمَدُّوا، بتشديد الدال؛ قال: والصحيح رَمَدُوا وأَرْمَدوا. ابن شميل: يقال للشيء الهالك من الثياب: خَلوقة قد رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ. والرامد: البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية، وقد رَمَدَ يَرْمُدُ رُمودة. ورمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هلكت من برد أَو صقيع. رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَمِّد: استبان حملها وعظم بطنها وورم ضَرْعها وحياؤها؛ وقيل: هو إِذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله؛ وفي التهذيب: إِذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج. والتَّرْميدُ: الإِضراع. ابن الأَعرابي: والعرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ، رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ على رأْس الولد. وأَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، وكذلك البقرة والشاة. وناقة مُرْمِد ومُرِدٌّ إِذا أَضرعت. اللحياني: ماء مُرمِدٌ إِذا كان آجناً. والارْمِداد: سرعة السير، وخص بعضهم به النعام. والارْمِيداد: الجِدُّ والمَضاءُ. أَبو عمرو: ارقَدَّ البعِيرُ ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً، وهو شدة العدو. قال الأَصمعي: ارقَدّ وارمَدّ إِذا مضى على وجهه وأَسرع. وبالشَّواجِن ماء يُقال له: الرَّمادة؛ قال الأَزهري: وشربت من مائها فوجدته عذباً فراتاً. وبنو الرَّمْدِ وبنو الرَّمداء: بطنان. ورَمادانُ: اسم موضع؛ قال الراعي: فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَها رَعانٌ وقِيعانٌ، من البِيدِ، سَمْلَق وفي الحديث ذكر رَمْد، بفتح الراء، وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جميلاً العُذري حين وفد عليه. @رند: الرَّنْد: الآس؛ وقيل: هو العود الذي يُتبخر به، وقيل: هو شجر من أَشجار البادية وهو طيب الرائحة يستاك به، وليس بالكبير، وله حب يسمى الغارَ، واحدته رَنْدَة؛ وأَنشد الجوهري: ورَنْداً ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتِّرا قال أَبو عبيد: ربما سموا عود الطيب الذي يتبخر به رنداً، وأَنكر أَن يكون الرند الآس. وروي عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى أَنه قال: الرند الآس عند جماعة أَهل اللغة إِلا أَبا عمرو الشيباني وابن الأَعرابي، فإِنهما قالا: الرند الحَنْوَة وهو طيب الرائحة. قال الأَزهري: والرَّند عند أَهل البحرين شبه جوالَِق واسع الأَسفل مخروط الأَعلى، يُسَفُّ من خوص النخل، ثم يُخَيَّط ويضرب بالشُّرُط المفتولة من الليف حتى يَتَمَتَّن، فيقوم قائماً ويُعَرَّى بعُرىً وثيقة ينقل فيه الرطب أَيام الخِراف، يحمل منه رندان على الجمل القَويّ، قال: ورأَيت هَجَريّاً يقول له النَّرْد، وكأَنه مقلوب، ويقال له القَرْنة أَيضاً. والرِّيْوَندُ (* قوله «والريوند» في القاموس والروند كسجل، يعني بكسر ففتح فسكون، والاطباء يزيدونها الفاً، فيقولون راوند.) الصيني: دواء بارد جيد للكبد، وليس بعربي محض. @رهد: رَهَّدَ الرجلُ إِذا حَمُقَ حماقةُ محكَمَة. ورهَدَ الشيءَ يَرْهَدُه رَهْداً: سحقه سحقاً شديداً، والكاف أَعرف. والرَّهادة: الرَّخاصَة. والرَّهِيدُ: الناعم الرَّخْصُ. وفتاة رَهِيدة: رَخْصة. والرَّهيدة: بُرٌّ يدق ويصب عليه لبن. @رود: الرَّوْدُ: مصدر فعل الرائد، والرائد: الذي يُرْسَل في التماس النُّجْعَة وطلب الكلإِ، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة الصحابة، رضوان الله عليهم أَجمعين: يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة أَي يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم من عنده ويخرجون أَدلة هُداة للناس. وأَصل الرائد الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث؛ ومنه حديث الحجاج في صفة الغيث: وسمعت الرُّوَّاد يدعون إِلى ديارتها أَي تطلب الناس إِليها، وفي حديث وفد عبد القيس: إِنَّا قوم رادَةٌ؛ وهو جمع رائد كحاكة وحائك، أَي نرود الخير والدين لأَهلنا. وفي شعر هذيل: رادَهم رائدهم (* قوله «والريوند» في القاموس والروند كسجل، يعني بكسر ففتح فسكون، والاطباء يزيدونها الفاً، فيقولون راوند)، ونحو هذا كثير في لغتها، فإِما أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه، وإِما أَن يكون فَعَلاً، إِلا أَنه إِذا كان فَعَلاً فإِنما هو على النسَب لا على الفعل؛ قال أَبو ذؤيب يصف رجلاً حاجّاً طلب عسلاً: فباتَ بِجَمْعٍ، ثم تمَّ إِلى مِنًى، فأَصبح راداً يَبتِغي المزْجَ بالسَّحْل أَي طالباً؛ وقد راد أَهله منزلاً وكلأً، وراد لهم رَوْداً وارتاد واستراد. وفي حديث معقل بن يسار وأُخته: فاستَراد لأَمر الله أَي رجع ولان وانقاد، وارتاد لهم يرتاد. ورجل رادٌ: بمعنى رائد، وهو فَعَل، بالتحريك، بمعنى فاعل كالفَرَط بمعنى الفارط. ويقال: بعثنا رائداً يرود لنا الكلأَ والمنزل ويرتاد والمعنى واحد أَي ينظر ويطلب ويختار أَفضله. قال وجاءَ في الشعر: بعثوا رادهم أَي رائدهم؛ ومن أَمثالهم: الرائدُ لا يَكْذب أَهَله؛ يضرب مثلاً للذي لا يكذب إِذا حدّث، وإِنما قيل له ذلك لأَنه إِن لم يَصْدُقهم فقد غرّر بهم. وراد الكلأَ يَرُدوه رَوْداً ورِياداً وارتاده ارتياداً بمعنى أَي طلبه. ويقال: راد أَهلَه يرودهم مَرْعىً أَو منزلاً رياداً وارتاد لهم ارتياداً؛ ومنه الحديث: إِذا أَراد أَحدكم أَن يبول فليَرتَدْ لبوله أَي يرتاد مكاناً دَمِثاً ليناً منحدراً، لئلا يرتد عليه بوله ويرجع عليه رَشاشُه. والرائد: الذي لا منزل له. وفي الحديث: الحمى رائدُ الموت أَي رسول الموت الذي يتقدّمه، كالرائد الذي يبعث ليَرتاد منزلاً ويتقدم قومه؛ ومنه حديث المولد: أُعيذُك بالواحد، من شر كلِّ حاسد وكلِّ خَلْقٍ رائد أَي يتقدم بمكروه. وقولهم: فلان مُسترادٌ لمثله، وفلانة مستراد لمثلها أَي مِثلُه ومثلها يُطلب ويُشَحُّ به لنفاسته؛ وقيل: معناه مُسترادُ مِثلِه أَو مِثلِها، واللام زائدة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: ولكنَّ دَلاًّ مُستراداً لمِثلِه، وضرباً للَيْلى لا يُرى مِثلُه ضربا ورادَ الدارَ يَرُودُها: سأَلها؛ قال يصف الدار: وقفت فيها رائداً أَرُودُها ورادث الدوابُّ رَوْداً وَرَوَداناً واسترادتْ: رَعَتْ؛ قال أَبو ذؤيب: وكان مِثلَينِ أَن لا يَسرحَوا نَعَماً، حيثُ استرادَتْ مواشيهمْ، وتسريحُ ورُدْتُها أَنا وأَردتها. والروائدُ: المختلفة من الدواب؛ وقيل: الروائدُ منها التي ترعى من بينها وسائرها محبوس عن المرتع أَو مربوط. التهذيب: والروائد من الدواب التي ترتع؛ ومنه قول الشاعر: كأَنَّ روائدَ المُهْراتِ منها ورائدُ العين: عُوَّارُها الذي يَرُودُ فيها. ويقال: رادَ وِسادُه إِذا لم يستقرّ. والرِّيادُ وذَبُّ الرِّياد: الثور الوحشي سمي بالمصدر؛ قال ابن مقبل: يُمَشِّي بها ذَبُّ الرِّيادِ، كأَنه فتًى فارسيٌّ في سراويلِ رامح وقال أَبو حنيفة: رادتِ الإِبلُ ترودُ رِياداً احتلفت في المرعى مقبلة ومدبرة وذلك رِيادُها، والموضه مَرادٌ؛ وكذلك مَرادُ الريح وهو المكان الذي يُذهَبُ فيه ويُجاء؛ قال جندل: والآلُ في كلِّ مَرادٍ هَوْجَلِ وفي حديث قس: ومَراداً لمَحْشرِ الخَلْق طُرّا أَي موضعاً يحشر فيه الخلق، وهو مَفْعل من رادَ يَرْودُ. وإِن ضُمَّت الميم، فهو اليوم الذي يُرادُ أَن يحشر فيه الخلق. ويقال: رادَ يَرودُ إِذا جاء وذهب ولم يطمئن. ورجل رائد الوِسادِ إِذا لم يطمئن عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه وبات رائدَ الوساد؛ وأَنشد: تقول له لما رأَت جَمْعَ رَحلِه: (* قوله «تقول له لما رأت جمع رحله» كذا بالأصل ومثله في شرح القاموس. والذي في الأساس: لما رأت خمع رجله، بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي عرج رجله.) أَهذا رئيسُ القومِ رادَ وِسادُها؟ دعا عليها بأَن لا تنام فيطمئن وسادها. وامرأَة رادٌ ورَوادٌ، بالتخفيف غير مهموز، ورَو ود؛ الأَخيرة عن أَبي علي: طوّافة في بيوت جاراتها، وقد رادتْ تَرودُ رَوْداً وَروَدَاناً ورُؤوداً، فهي رادَة إِذا أَكثرت الاختلاف إِلى بيوت جاراتها. الأَصمعي: الرادَة من النساء؛ غير مهموز، التي تَرودُ وتطوف، والرَّأَدة، بالهمز. السريعة الشباب، مذكور في موضعه. ورادت الريحُ تَرودُ رَوْداً ورُؤوداً وروَدَاناً: جالت؛ وفي التهذيث: إِذا تحركت، ونَسَمَتْ تَنْسِمِ نَسَماناً إِذا تحركت تحركاً خفيفاً. وأَراد الشيءَ: شاءَه؛ قال ثعلب: الإِرادَة تكون مَحَبَّة وغير محبة؛ فأَما قوله: إِذا ما المرءُ كان أَبوه عَبْسٌ، فَحَسْبُكَ ما تزيدُ إِلى الكلام فإِنما عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى الذي يحوجك أَو يجيئك إِلى الكلام؛ ومثله قول كثير: أُريدُ لأَنسى ذِكرَها، فكأَنما تَمثَّلُ لي لَيْلى بكلِّ سبيلِ أَي أُريد أَن أَنسى. قال ابن سيده: وأُرى سيبويه قد حكى إِرادتي بهذا لك أَي قصدي بهذا لك. وقوله عز وجل: فوجدا فيها جداراً يريد أَن ينقضَّ فأَقامه؛ أَي أَقامه الخَضِرُ. وقال: يريد والإِرادة إِنما تكون من الحيوان، والجدارُ لا يريد إِرادَة حقيقية لأَنَّ تَهَيُّؤه للسقوط قد ظهر كما تظهر أَفعال المريدين، فوصف الجدار بالإِرادة إِذ كانت الصورتان واحدة؛ ومثل هذا كثير في اللغة والشعر؛ قال الراعي: في مَهْمَةٍ قَلِقَتْ به هاماتُها، قَلَقَ الفُؤُوسِ إِذا أَردنَ نُضولا وقال آخر: يُريدُ الرمحُ صدرَ أَبي بَراء، ويَعدِلُ عن دِماءِ بَني عَقيل وأَرَدْتُه بكلِ ريدَة أَي بكل نوع من أَنواع الإِرادة. وأَراده على الشيء: كأَداره. والرَّودُ والرُّؤْدُ: المُهْلَة في الشيء. وقالوا: رُؤَيْداً أَي مَهلاً؛ قال ابن سيده: هذه حكاية أَهل اللغة، وأَما سيبويه فهو عنده اسم للفعل. وقالوا رُوْيداً أَي أَمهِلْه ولذلك لم يُثن ولم يُجْمع ولم يؤنث. وفلان يمشي على رُودٍ أَي على مَهَل؛ قال الجَموحُ الظَّفَرِيُّ: تَكادِ لا تَثلِمُ البَطحاءَ وَطْأَتُها، كأَنها ثَمِلٌ يَمِشي على رُودِ وتصغيره رُوَيد. أَبو عبيد عن أَصحابه: تكبير رويدٍ رَوْدٌ وتقول منه أَرْوِدْ في السيرِ إِرْواداً ومُرْوَداً أَي ارفق؛ وقال امرُؤ القيس: جَوَادُ المَحَصَّةِ والمُرْوَدِ وبفتح الميم أَيضاً مثل المُخْرَج والمَخرج؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده جوادَ، بالنصب، لأَن صدرَه: وأَعدَدْتُ للحرب وثَّابَةً والجَواد هنا الفرس السريعة. والمَحَثَّة: من الحث؛ يقول إِذا استحثثتها في السير أَو رفقت بها أَعطتك ما يرضيك من فعلها. وقولهم: الدهرُ أَرودُ ذُو غِيَرٍ أَي يَعمل عمله في سكون لا يُشَعر به. والإِرواد: الإِمهال، ولذلك قالوا رُوَيداً بدلاً من قولهم إِرْواداً التي بمعنى أَرْوِدْ، فكأَنه تصغير الترخيم بطرح جميع الزوائد، وهذا حكم هذا الضرب من التحقير؛ قال ابن سيده: وهذا مذهب سيبويه في رويد لأَنه جعله بدلاً من أَرُوِدْ، غير أَن رُويداً أَقرب إِلى إِرْوادٍ منها إِلى أَرْوِدْ لأَنها اسم مثل إِرواد، وذهب غير سيبوية إِلى أَن رُويداً تصغير رُود؛ وأَنشد بيت الجموح الظفري: كأَنها ثَمِلٌ يمشي على رُود قال: وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضع موضع الفعل كما وضعت إِرواد بدليل أَرود. وقالوا: رُويدك زيداً فلم يجعلوا للكاف موضعاً، وإِنما هي للخطاب ودليل ذلك قولهم: أَرَأَيتك زيداً أَبو من؟ والكاف لا موضع لها لأَنك لو قلت أَرأَيت زيداً أَبو من هو لا يستغني الكلام؛ قال سيبويه: وسمعنا من العرب من يقول: والله لو أَردتَ الدراهم لأَعطيتك رُوَيْدَ ما الشِّعرِ؛ يريد أَرْوِدِ الشعر كقول القائل لو أَردت الدارهم لأُعْطِيَنَّك فدع الشعر؛ قال الأَزهري: فقد تبين أَن رُويد في موضع الفعل ومُتَصَرَّفِهِ يقول رُويدَ زيداً، وإِنما يقول أَرود زيداً؛ وأَنشد: رُويدٍ عَلِيًّا، جُدَّ ما ثَدْيُ أُمِّهم إِلينا، ولكن وُدُّهم مُتَماينُ قال: رواه ابن كيسان «ولكن بعضهم مُتيامِنُ» وفسره أَنه ذاهب إِلى اليمن. قال: وهذا أَحب إِليّ من متماين. قال ابن سيده: ومن العرب من يقول رويد زيد كقوله غَدْرَ الحي وضَرْبَ الرِّقاب؛ قال: وعلى هذا أَجازوا رُويدك نفسك زيداً. قال سيبويه: وقد يكون رويد صفة فيقولون ساروا سيراً رُويداً، ويحذفون السير فيقولون ساروا رُويداً يجعلونه حالاً له، وصف كلامه واجتزأَ بما في صدر حديثه من قولك سار عن ذكر السير؛ قال الأَزهري: ومن ذلك قول العرب ضعه رويداً أَي وضعاً رويداً، ومن ذلك قول الرجل يعالج الشيء إِنما يريد أَن يقول علاُجاً رويداً، قال: فهذا على وجه الحال إِلا أَن يظهر الموصوف به فيكون على الحال وعلى غير الحال. قال: واعلم أَن رويداً تلحقها الكاف وهي في موضع أَفعِلْ، وذلك قولك رويدك زيداً ورويدكم زيداً، فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً، ولا موضع لها من الإِعراب لأَنها ليست باسم، ورويد غير مضاف إِليها، وهو متعد إِلى زيد لأَنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأَفعال، وتفسير رويد مهلاً، وتفسير رويدك أَمهِلْ، لأَن الكاف إِنما تدخله إِذا كان بمعنى أَفعِل دون غيره، وإِنما حركت الدال لالتقاء الساكنين فنُصبَ نَصْبَ المصادر، وهو مصغر أَرْوَدَ يُرْوِد، وله أَربعة أَوجه: اسم للفعل وصفة وحال ومصدر، فالاسم نحو قولك رويد عمراً أَي أَروِدْ عمراً بمعنى أَمهِلْه، والصفة نحو قولك ساروا سيراً رُويداً، والحال نحو قولك سار القومُ رُويداً لما اتصل بالمعرفة صار حالاً لها، والمصدر نحو قولك رويد عَمْرٍو بالإِضافة، كقوله تعالى: فضرب الرقاب. وفي حديث أَنْجَشَةَ: رُويدَك رِفْقاً بالقوارير أَي أَمهل وتأَنّ وارفُق؛ وقال الأَزهري عند قوله: فهذه الكاف التي أُلحقت لتبيين المخاطب في رويداً، قال: وإِنما أُلحقت المخصوص لأَن رويداً قد يقع للواحد والجمع والذكر والأُنثى، فإِنما أَدخل الكاف حيث خِيف التباس من يُعْنى ممن لا يُعْنى، وإِنما حذفت في الأَول استغناء بعلم المخاطب لأَنه لا يعنى غيره. وقد يقال رويداً لمن لا يخاف أَن يلتبس بمن سواه توكيداً، وهذا كقولك النَّجاءَكَ والوَحاك تكون هذه الكاف علماً للمأْمورين والمنهبين. قال وقال الليث: إِذا أَردت بِرُوَيد الوعيد نصبتها بلا تنوين؛ وأَنشد: رُويدَ تَصَاهَلْ بالعِراقِ جِيادَنا، كأَنك بالضحَّاك قد قام نادِبُه قال ابن سيده، وقال بعض أَهل اللغة: وقد يكون رويداً للوعيد، كقوله: رُويدَ بني شيبانَ، بعضَ وَعيدِكم تُلاقوا غداً خَيْلي على سَفَوانِ فأَضاف رويداً إِلى بني شيبان ونصب بعضَ وعيدكم بإِضمار فعل، وإِنما قال رويد بني شيبان على أَن بني شيبان في موضع مفعول، كقولك رويد زيدٍ وكأَنه أَمر غيرهم بإِمهالهم، فيكون بعض وعيدكم على تحويل الغيبة إِلى الخطاب؛ ويجوز أَن يكون بني شيبان منادى أَي أَملهوا بعضَ وعيدكم، ومعنى الأَمر ههنا التأْهير والتقليل منه، ومن رواه رويدَ بني شيبانَ بعضَ وعيدهم كان البدل لأَن موضع بني شيبان نصب، على هذا يتجه إِعراب البيت؛ قال: وأَما معنى الوعيد فلا يلزم وإِنما الوعيد فيه بحسب الحال لأَنه يتوعدهم باللقاء ويتوعدونه بمثله. قال الأَزهري: وإِذا أَردت برُويد المهلة والإِرواد في الشيء فانصب ونوّن، تقول: امش رويداً، قال: وتقول العرب أَروِدْ في معنى رويداً المنصوبة. قال ابن كيسان في باب رويداً: كأَنّ رويداً من الأَضداد، تقول رويداً إِذا أَرادوا دَعْه وخَلِّه، وإِذا أَرادوا ارفق به وأَمسكه قالوا: رويداً زيداً أَيضاً، قال: وتَيْدَ زيداً بمعناها، قال: ويجوز إِضافتها إِلى زيد لأَنهما مصدران كقوله تعالى: فضرب الرقاب. وفي حديث علي: إِن لبني أُمية مَرْوَداً يَجرون إِليه، هو مَفْعَل من الإِرْوادِ الإِمهال كأَنه شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون إِليه، والميم زائدة. التهذيب: والرِّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة، وأَراد الشيء: أَحبه وعُنِيَ به، والاسم الرِّيدُ. وفي حديث عبد الله: إِن الشيطان يريد ابن آدَم بكل ريدة أَي بكل مَطْلَب ومُراد. يقال: أَراد يريد إِرادة، والريدة الاسم من الإِرادة. قال ابن سيده: فأَما ما حكاه اللحياني من قولهم: هَرَدْتُ الشيء أَهَريدُه هِرادةً، فإِنما هو على البدل، قال سيبويه: أُريد لأَن تفعل معناه إِرادتي لذلك، كقوله تعالى: وأُمِرتُ لأَنْ أَكونَ أَوَّلَ المسلمين. الجوهري وغيره: والإِرادة المشيئة وأَصله الواو، كقولك راوده أَي أَراده على أَن يفعل كذا، إِلا أَن الواو سكنت فنقلت حركتها إِلى ما قبلها فانقلبت في الماضي أَلفاً وفي المستقبل ياء، وسقطت في المصدر لمجاورتها الأَلف الساكنة وعوّض منها الهاء في آخره. قال الليث: وتقول راوَدَ فلان جاريته عن نفسها وراوَدَتْه هي عن نفسه إِذا حاول كل واحد من صاحبه الوطء والجماع؛ ومنه قوله تعالى: تراود فتاها عن نفسه؛ فجعل الفعل لها. وراوَدْتُه على كذا مُراوَدَةً ورِواداً أَي أَردتُه. وفي حديث أَبي هريرة: حيث يُراوِدُ عمَّه أَبا طالب على الإِسلام أَي يُراجعه ويُرادُّه؛ ومنه حديث الإسراء: قال له موسى، صلى الله عليهما وسلم: قد والله راودْتُ بني إِسرائيل على أَدنى من ذلك فتركوه. وراودْته عن الأَمر وعليه: داريته. والرائد: العُود الذي يقبض عليه الطاحن إِذا أَداره. قال ابن سيده: والرائدُ مَقْبِضُ الطاحن من الرحى. ورائدُ الرحى: مَقْبِضُها. والرائد: يد الرحى. والمِرْوَدُ: الميل وحديدة تدور في اللجام ومِحورُ البكرة إِذا كان من حديد. وفي حديث ماعز: كما يدخل المِرْوَدِ في المكحُلةِ؛ المِرْوَدُ، بكسر الميم: الميل الذي يكتحل به، والميم زائدة. والمِرْوَدُ أَيضاً: المَفْصِل. والمِرْوَدُ: الوَتِدُ؛ قال: داوَيْتُه بالمَحْضِ حتى شتا، يَجتذِبُ الأَرِيَّ بالمِرْوَد أَراد مع المِروَد. ويقال: ريح رَوْدٌ لينة الهُبوب. ويقال: ريح رادة إِذا كانت هَوْجاء تَجيءُ وتذهب. وريح رائدة: مثل رادة، وكذلك رُواد؛ قال جرير: أَصَعْصَعَ إِن أُمَّكَ، بعد ليلي، رُوادُ الليلِ، مُطْلَقَةُ الكِمام وكذلك امرأَة رواد ورَادة ورائدة. @ريد: الرَّيْد: حرف من حروف الجبل. ابن سيده: الرَّيْدُ الحَيْدُ في الجبل كالحائط، وهو الحرف الناتئُ منه؛ قال أَبو ذؤيب، وقيل صخر الغيّ، يصف عُقاباً: فمرّت علىِ رَيْدٍ وأَعْنَتْ ببعضِها، فخرّت على الرجلين أَخيَبَ خائبِ والجمع أَرياد؛ قال صخر الغي: بِنا إِذا اطَّرَدَت شهراً أَزِمَّتُها، ووازنَتْ من ذُرى فَوْدٍ بأَرْيادِ والجمع الكثير رُيود. والرِّئْدُ: التِّرْبُ، بالهمز؛ يقال: هو رئِدُها أَي تِرْبُها؛ قال: وربما لم يهمز؛ قال كثير فلم يهمز: وقد دَرَّعوها وهي ذاتُ مُؤَصَّد مَجُوبٍ، ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُها والرِّيدُ، بلا همز: الأَمر الذي تُريدُه وتزاوله. والرَّيْدانة: الريح اللينة؛ وأَنشد: هاجتْ به رَيْدانَةٌ مُعَصْفَرُ والرَّيْدَة: الريح اللينة أَيضاً. وريح رَيْدة ورادة وريَدانة: لَيِّنَة الهبوب؛ قال: وهبَّت له ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت له رَيْدَةٌ، يُحيي المُماتَ نَسِيمُها وأَنشد الليث: إِذا رَيدة من حيثما نَفَحَتْ له، أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله وأَنشد الجوهري لهميان بن قحافة: جرت عليها كلُّ ريحٍ رَيْدَه، هَوْجاءَ سَفْواءَ، نَو وجِ العَوْدَه قال ابن بري: البيت لعلقمة التيمي وليس لهميان بن قحافة. وقيل: ريح رَيْدة كثيرة الهبوب، وريح رادة إِذا كانت هوجاء تجيء وتذهب. وريح رائدة: مثل رادة وكذلك رُواد. والتَّرييدُ في الحرب: رفع الأَعضاد بالمِجْنَب. التهذيب: والرَّيدة اسم يوضع موضع الارتياد والإِرادة. وفي الحديث ذِكْرُ رَيدان، بفتح الراءِ وسكون الياءِ، أُطُم من آطام المدينة لآل حارثة بن سهل. @ربذ: الرَّبَذُ: خفة القوائم في المشي وخفة الأَصابع في العمل؛ تقول: إِنه لَرَبِذٌ. ورَبِذَتْ يده بالقداح تَرْبَذُ رَبَذاً أَي خفت. والرَّبِذُ: الخفيف القوائم في مشيه، والرَّبَذُ: خفة اليد والرجل في العمل والمشي. رَبِذَ رَبَذاً، فهو رَبِذٌ. والرَّبَذُ: العِهْنُ يعلق على الناقة. الفراء: الرَّبَذُ العُهُون التي تعلق في أَعناق الإِبل، واحدتها رَبَذَةٌ. قال ابن سيده: الرَّبَذَةُ والرِّبْذَةُ العهنة تعلق في أُذن الشاة أَو البعير والناقة؛ الأُولى عن كراع، قال: وجمعها رَبَذٌ؛ قال: وعندي أَنه اسم للجمع كما حكاه سيبوبه من حَلَق في جمع حَلْقَةٍ. الجوهري: والرِّبْذَة واحدة الرِّبَذ، وهي عهون تعلق في أَعناق الإِبل؛ حكاه أَبو عبيد في باب نوادر الفعل. والرَّبَذَة: الخرقة يُهْنأُ بها، تميمية، وقيل هي الصوفة يُهْنأُ بها الجرب. والرِّبْذَةُ: خرقة الحائض وخرقة الصائغ التي يجلو بها الحلى؛ قال النابغة:قَبَّحَ اللَّهُ ثم ثَنَّى بِلَعْنٍ رِبْذَةَ الصَّائِغ الجَبانِ الجَهولا وقيل: هي الصوفة يطلى بها الجَرْبَى ويهنأُ بها البعير؛ قال الشاعر: يا عَقِيدَ اللُّؤمِ لَوْلا نِعْمَتي، كنتَ كالرِّبْذَةِ مُلْقًى بالفِناء وفي حديث عمر بن عبد العزيز: كتب إِلى عامله عدي بن أَرطاة: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ؛ قال هو بمعنى إِنما نُصِبت عاملاً لتعالج الأُمور برأْيك وتجلوَها بتدبيرك، وقيل: هي خرقة الحائض فيكون قد ذمه على هذا القول ونال من عرضه، وقيل: هي صوفة من العهن تعلق في أَعناق الإِبل وعلى الهوادج ولا طائل لها، فشبهه بها أَنه من ذوي الشارة والمنظر مع قلة النفع والجدوى. وكلُّ شيء قذِرٍ: رِبْذَةٌ. وقال اللحياني: إِنما أَنت رِبْذَةٌ من الرِّبَذِ أَي منتن لا خير فيك. وقال بعضهم: رجل رِبْذَة لا خير فيه، ولم يذكر النتن. والرِّبْذَةُ: صِمامة القارورة، وجمع ذلك كله رِبَذٌ ورِباذ. والرِّبْذَةُ: الشدّة والشر الذي يقع بين القوم. وبينهم رَباذِية أَي شر؛ قال زياد الطماحي: وكانَتْ بين آلِ أَبي أُبَيٍّ رَباذِيَةٌ، فَأَطْفَأَها زِيادُ قوله: فأَطفأَها زياد يعني نفسه. وجاء رَبِذَ العِنانِ أَي مُنْفرداً مُنْهَزماً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقول هشام المزني: تَرَدَّدُ في الديار تَسُوقُ ناباً، لهَا حَقَبٌ تَلَبَّسَ بالبِطانِ ولم تَرْمِ ابنَ دارَةَ عن تمِيم، غَداةَ تَرَكْته رَبِذَ العِنانِ فسره فقال: تركته خالياً من الهِجاء؛ يقول: إِنما عملك أَن تبكي في الديار ولا تذب عن نفسك. أَبو سعيد: لِثة رَبِذَة قليلة اللحم؛ وأَنشد قول الأَعشى: تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَهُ على رَبَذاتِ النِّيِّ، حُمْشٌ لِثاتها قال: النِّيُّ اللحم. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: رَبَذاتِ النِّيّ: من الرُّبْذَةِ وهي السواد. قال ابن الأَنباري: النِّيُّ الشحم من نوت الناقة إِذا سَمِنت. قال: والنِّيءُ، بالهمز، اللحم الذي لم يُنْضَجْ؛ قال: وهذا هو الصحيح. وفرس رَبِذٌ: سريع. وفلان ذو رَبِذاتٍ أَي كثير السَّقَطِ في كلامه. والرَّبَذَةُ: قرية قرب المدينة، وفي المحكم: موضع به قبر أَبي ذرّ الغفاري، رضي الله تعالى عنه. وقال أَبو حنيفة: الرَّبَذِيّ الوتر يقال له ذلك ولم يُصنع بالرَّبَذَةِ؛ قال: والأَصل ما عمل بها؛ وأَنشد لعبيد بن أَيوب وهو من لصوص العرب:أَلم تَرَني حالفتُ صَفْراءَ نَبْعَةً، لها رَبَذِيٌّ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه؟ والرَّبَذِيَّةُ: الأَصبحِيَّة من السِّياط. وأَرْبَذَ الرجلُ إِذا اتخذ السِّياط الرَّبَذِية؛ وهي معروفة؛ وقال ابن شميل: سوط ذو رُبَذٍ، وهي سيور عند مقدّم جلد السوط. @رذذ: الرَّذاذ، المطر، وقيل: الساكن الدائم الصغار القطر كأَنه غبار، وقيل: هو بَعْدَ الطَّلِّ. قال الأَصمعي: أَخف المطر وأَضعفه الطل ثم الرَّذاذُ، والرَّذاذُ فوق القِطْقِطِ؛ قال الراجز: كأَنَّ هَفْتَ القِطْقِطِ المنثورِ، بَعْدَ رَذَاذ الدِّيمَةِ الدَّيْجُورِ، على قَرَاهُ فِلَقُ الشُّذُورِ فجعل الرَّذَاذَ للديمة، واحدته رذاذة. وفي الحديث: ما أَصاب أَصحاب محمد يوم بدر إِلا رَذاذٌ لَبَّد لهم الأَرض؛ الرَّذَاذُ: أَقل المطر، قيل: هو كالغبار؛ وأَما قول بخدج يهجو أَبا نخيلة: لاقى النخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا مِنِّي، وشَلاًّ للأَعادي مِشْقَذَا وقافِياتٍ عارماتٍ شُمَّذَا، من هاطِلاتٍ وابلاً ورَذَذَا فإِنه أَراد رذاذاً فحذف للضرورة كقول الآخر: منازل الحيّ تعفّي الطِّلَل أَراد الطِّلالَ فحذف، وشبه بخدج شعره بالرذاذ في أَنه لا يكاد ينقطع، لا أَنه عنى به الضعيف بل يشتد مرة فيكون كالوابل، ويسكن مرة فيكون كالرذاذ الذي هو دائم ساكن. ويومٌ مُرِذٌّ وقد أَرَذَّت السماء وأَرض مُرَذٌّ عليها ومُرَذَّةٌ ومَرْذوذَةٌ؛ الأَخيرة عن ثعلب، وقد أَرَذَّتْ، فهي تُرِذُّ إِرْذَاذاً ورَذَاذاً، وأَرَذَّتِ العينُ بمائها وأَرَذَّ السّقاءُ إِرْذَاذاً إِذا سال ما فيه. وأَرَذَّتِ الشَّجَّةُ إِذا سالت؛ وكل سائل: مُرذٌّ. قال الأَصمعي: لا يقال أَرض مُرَذَّة ولا مرذوذة، ولكن يقال: أَرض مُرَذٌّ عليها. وقال الكسائي: أَرض مُرَذَّةٌ ومَطْلُولَةٌ. الأُموي: يوم مُرِذ وذو رَذاذٍ. @روذ: الرَّوْذَةُ: الذهاب والمجيء؛ قال أَبو منصور: هكذا قيد الحرف في نسخة مقيدة بالذال؛ قال: وأَنا فيها واقف ولعلها رَوْدَةٌ من رادَ يَرُودُ.وَراذانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي، وأَلِفها واو لأَنها عين، وانقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء. وأَصل رَاذانَ رَوَذَان، ثم اعتلت اعتلال ماهان وداران، وكل ذلك مذكور في مواضعه في الصحيح على قول من اعتقد نونها أَصلاً، كطاء ساباط، وإِنه إِنما ترك صرفه لأَنه اسم للبقعة. @رير: مُخٌّ رارٌ ورَيرٌ ورِيرٌ: ذائب فاسد من الهزال. أَبو عمرو: مُخٌّ رِيْرٌ ورَيْرٌ للرقيق، وأَرَار اللهُ مُخَّهُ أَي جعله رقيقاً. وفي حديث خزيمة: وذكر السَّنَةَ فقال: تَرَكَتِ المُخَّ رَاراً أَي ذائباً رقيقاً للهزال وشدة الجَدْبِ. وقال اللحياني: الرَّيْرُ الذي كان شحماً في العظام ثم صار ماء أَسود رقيقاً؛ قال الراجز: أَقولُ بالسَّبْتِ فُوَيْقَ الدَّيْرِ، إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قليلُ الغَيْرِ، والسَّاقُ مِنِّي بادِياتُ الرَّيْرِ أَي أَنا ظاهر الهزال لأَنه دق عظمه ورق جلده فظهر مخه، وإِنما قال باديات، والساق واحدة، لأَنه أَراد الساقين والتثنية يجوز أَن يخبر عنها بما يخبر به عن الجمع لأَنه جمع واحد إِلى آخر، ويروى: باردات؛ وقد رَارَ وأَرَارَهُ الهُزَالُ.والرَّيْرُ: الماء يخرج من فم الصبي.