لا تفسدن نصيحتى بشقاق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تُفسِدَنَّ نَصيحتى ِ بشِقَاقِ

​لا تُفسِدَنَّ نَصيحتى ِ بشِقَاقِ​ المؤلف أسامة بن منقذ


لا تُفسِدَنَّ نَصيحتىِ بشِقَاقِ
وأبيكَ ما السُّلوانُ من أخْلاقى
حظر الوفاء علي أن أسلو فلا
فكَّ السُّلوُّ من الغرامِ وَثَاقي
لا ترجوَنَّ لي الشفاءَ من الجوَى
واليأسُ كلُّ اليأسِ من إفراقي
كيف الإفاقةُ للَّديغِ أخي الهوَى
من دائه والسم في الدرياق
سُقْمُ الجُفون سَقَامُه، وشفاؤُه
فيها فمنها الداء وهي الراقي
وأغن راعتني النوى بفراقه
ولكم فجعت ولا كذا بفراق
أخلُو بأفكارِي، لتُدنِىَ شخصَه
خدع المنى من قلبي الخفاق
وأكرر التسآل عنه لجاهل
علِمى، وتلك عُلالةُ المشتاقِ
فإذا تسامحَ لي الزّمانُ بقُربِه
من بعد بيني فرقة وشقاق
باثثته وجدي وقلت يرق لي
فأجابني بالصمت والإطراق
ويلو مني فيه رفيقُ يدَّعى
نُصحي، أضاعَ النُّصحُ حقَّ رِفاقِي
إيهاً كلانا يشتكي حَرَّ الهَوى
لكن جهلت تباين العشاق
أنت استضأْتَ بنارِه متبصّراً
وأنا صلِيتُ بجمرِهِ المِحراقِ
أتلومني بعد الهبوب من الكرى
وحشاكَ مثلوجٌ ودمعُك راقِ
لا در درك سوف يفردك الهوى
مني فلا تتعجلن فراقي
أسلمتني للوجد إن أرضاك أن
أضنى فكل رضاي أنك باقي
إن جُرْتَ عن نهجِ الكرامِ فمرشِدٌ
لك مرشد بمكارم الأخلاق
فاعمد لمجدالدين تلق المجد ما
لاقيتَه، أكرِم به من لاَقِ
فإذا وصلتَ إلى أغرَّ محجَّبٍ
مخلوقة كفاه للإنفاق
فاربع بربع لا يزال نزيله
حسن الثناء وخشية الخلاق
وابلغ تحية نازح قذفت به
أيدِي النَّوَى في أسحَقِ الآفاقِ
قد كانَ بالشَّامِي يُعرفُ بُرهةً
من دَهرِهِ، والآنَ فهو عِرَاقي
أنضَى الوجيفُ رِكابَه وجيادَه
فكأنهن قلائد الأعناق
وهو الجليدُ على خُطوب زمانِه
لا يشتكِي منها سوَى الأشواقِ
ينزُو لذكر أبي سلاَمَةَ قلبُهُ
فيكادُ يمرُق مِن حَشاً وصِفَاقِ
واهتِفْ به: يا خيرَ من أرجوه لِـ
ـلأْوَاءِ أو أدعُوهُ يومَ تَلاقِ
بي لوعتان عليك يضعف عنهما
جلدي من الأشواق والإشفاق
فالشوقُ أنت به العليمُ، وغالبُ الإ
شفاقِ مما أنْتَ في مُلاقِ
وإذا آخطأَتْك الحادثاتُ، فكُّل ما
ألقَاهُ محمولٌ على الأَحدَاقِ
أتظن أني بعد بعدك باقي
أجزِي عن الأشواقِ بالأْشواقِ
أأبا المظّفِر دعوة تشفِي الظّما
مِنّي، وإن أضحَى بها إحْراقِي
لم أستكن أبداً لخطب نازل
إلاّ لبُعدك، فهو غَيرُ مُطاقِ
فإذا أطعتُ الوجدَ فيك أطاعني
قلبِي، ويُبدي، إن عصَيْتُ، شِقاقِي
فإذا ذكرتك خلت أني شارب
ثمل سقاه من المدامة ساقي
يا راكبَ الشِّدَنيةِ الغَيْداقِ
ومتابع الزملان بالإعناق
في فتيةٍ وصَلُوا السُّرَى حتى انبَرت
أجسامُهم أخفَى من الأَرماقِ
من كل مهتَزٍّ بكف نُعاسِه
هز الوليد ثناية المخراق
وضَع النُّعاسُ على الأكف خُدودَهم
فكأنهم خلقوا بلا أعناق
إمَّا بلغُم سالمين، فبِلِّغوا
أوفَى تحيّةِ مُشئمٍ لِعَراقِي
وتوسموا ذاك المحيا وامتروا
تِلكَ البنانَ مفاتِحَ الأَرزاق
من آل مُنقِذٍ الذين عِراصُهم
ملأَى من الزُّوَّارِ والطُّرَّاقِ
اللابسين من المكارم جنةً
ما للمعايب غيرها من واق
يتهلَّلُون لدَى النَّوالِ، وفي الوغَى
يَسطُون بالإرعاد والإبرَاقِ
يأيها المولى الذي ببعاده
عنِّي، قَرُبتُ من الرَّدى المُعتَاقِ
لي أنَّةُ الشَّاكِي الشجي لما به
إمَّا ذُكِرتَ، ولوعةُ المشتاق
وإذا الجفون نظرن بعدك نزهةً
عاقبتهن بدمعي المهراق
لا تطلُبَنْ منِّي المسَّرةَ، إنّها
عَذراءُ، قد متَّعتُها بطَلاقِ
أما أبوك فداؤه مستحكمٌ
ما إن له بسِواكَ من إفراقِ
كيف السلو له وأنى صبره
عن مُصطفىً بمكارِم الأخلاقِ
ذو مهجة تنزو إليك ومقلة
تبكي عليك إليك بالأشواق
لمَّا علمتُ بعجزِه عن نظِم ما
ينهي إليك وذاك باستحقاق
أجريت طرفي في سباقك دونه
وعهدته أبداً من السباق
وبذلتُ جَهِدي بالنّيابَةِ عنه بالـ
ـنَّزرِ القليلِ من الكثير الباقِي
جرياً على شغفي بكم ومحبتي
لكم وحفظ العهد والميثاق