لا تظن الله معنا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تظن الله معنا

​لا تظن الله معنا​ المؤلف عبد الغني النابلسي


لا تظن الله معنا
ههنا في ذا الوجود
هو معنا بالتجلي
بتقادير القيود
وتقادير القيود الكل
فان هالك
عدم لكن له يظهر
بالله وجود
إنما الكون جميعا
حادث إذ لم يكن
ثم قد كان وربي
كان من غير جحود ليس شيء معه من قبل أن يخلق لا
داخل أو خارج أو
ذو اتصال أو نفود
لا زمان لا مكان
لا فلان كان في
أزل الآزال فافهم
وانتبه من ذا الرقود
وتأمل في كلامي
وانتظر إن لم تكن
فاهما فالله ربي
سوف بالفهم يجود
أنت مخلوق وما تفهم
مخلوقا فكن عارفا نفسك خلقا كلها دون جمود
لا تجل بالفكر في ربك
لن تقدر أن
تعرف المطلق بالداخل
في قيد الحدود
رفع الله السموات
الطباق السبع في
نظر العين كما قد
قال من غير عمود
وهو لا يظهر إلا
بعد أن يفنى الورى
كلهم يظهر بالإيمان
منه في الشهود
فيراه القلب غيبا
مطلقا عن كل ما
كان من قبل يراه
وهو مولانا الودود
واجعل الحس يراه
فهو محسوس ولا
شيء معه من جميع الخلق
من بيض وسود وجود الشيء شاء بشي شيئا فكان الشيء عن ذاك الوجود
فسموا الشيء موجودا وقالوا
وجود ذاك ثان في الشهود
وقد قسموا الوجود إلى قديم
يجل وحادث هو للنفود
وكيف يصير من عدم وجود
ويدركه الفنا مثل القيود
ألا يا قوم كم هذا العمى من
ولادتكم إلى يوم اللحود
تنبهت العوام الغر لما
رأوا قولي وأنتم في رقود
هو الله الذي لا شيء معه
وهل ظل يكون مع العمود