لا تسأل المرء ما تجني عشيرته

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ

​لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ​ المؤلف الشريف المرتضى


لا تسأل المرءَ ما تجني عشيرتهُ
عليه ما بين ضراءٍ وإضرارِ
و ربما كان من قومي وما شعروا
ذنبٌ تضيقُ به ساحاتُ أعذاري
ما زالَ أهلُ الحِجا والحلمِ كلُّهُمُ
مطالبين عن الأعمار بالثارِ
كنْ كيف شئتَ ولم تدنسْ بفاحشةٍ
تُلقي على الذَّمِّ أو تُدني منَ العارِ
من أين لي والمنى ليستْ بتافعةٍ
خلٌّ أرى فيه أغراضي وأوطاري؟
يمسهُ الخطبُ قبلي ثمّ يصرفهُ
عني ولو خاض فيه لجةَ النارِ
وواحدٌ عندَه عَزْلي وتَولِيَتي
ومُستوٍ عندَه فقري وإيساري
ما ودَّني لانتفاعٍ بي ولا عَلِقَتْ
بنانهُ بإزاري خوفَ أحذاري
مالي بليتُ وما قصرتُ في طلبٍ
بكلَّ خبٍّ خلوعِ العهد غدارِ
أخفي له السرَّ عن نفسي وليس له
في النّاس دَأْبٌ سِوى إفشاءِ أسراري
إنّ الديارَ التي كنا نسرُّ بها
ما عجتُ فيها وقد أقوتْ بديارِ
مرابعٌ عطلتْ منها وأنديةٌ
لارِجْسَ فيها ولا بأسٌ لسَمَّارِ
من بعدما امتلأتْ من كلّ ممتعضٍ
من النيةِ في الغرائِ صبارِ
كانت مسايلَ أيدٍ بالنَّدى سُمُحٌ
فالآنَ هنَّ مُسيلاتٌ لأمطارِ
يعطي الكثيرَ إذا ما المال ضنّ به
مُعطٍ ويَقري إذا مالم يكنْ قارِ
تَزْوَرُّ عنهنَّ أيدي العِيس واخدةً
و لا يعوج بهنّ المدلجُ الساري
و قد عرينَ على رغم الأنوف لنا
من كلِّ نفعٍ وإحلاءٍ وإمرارِ