لا تسألوا في الحب عن شأني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تسألوا في الحب عن شأني

​لا تسألوا في الحب عن شأني​ المؤلف ابن نباتة المصري


لا تسألوا في الحب عن شأني
فقد كفى تعبير أجفاني
هويت من طلعته روضة
ففاضت العين بغدران
غصن من البان اذا ماانثنى
أبصرت فيه ألف بستان
أشبهت في حبيه ورق الحمى
فكلنا نبكي على البان
بالروح أفدي وجنتي مالكٍ
كأنه من حور رضوان
فرّ عن الجنات من تيهه
وعذب الصبّ بنيران
ظبيٌ الى القاني له نسبةٌ
واحرباً من خدّه القاني
تقول لي نشطة أعطافه
ظلّ الذي بالرمح حاكاني
حلوانِ من عطفيّ قد أينعا
فكيف تحكيها بمران
يا فارغ الفكرة من شقوتي
يعينني من فيك أشقاني
لا وندى ابن الافضل المرتجي
لا نكثت بيعة أشجاني
ذاك الذي أنقذني جوده
من مخلب الدهر فأحياني
ولم يزل تنويه تنويله
حتى حمى وجهي وأغناني
قالت لآمالي يداهُ انفذي
لا تنفذي إلاّ بسلطان
أفضي لاسماعيل بيت العلى
فشاد منه أيّ أركان
مؤيد تفصح يوم الوغى
في مدحه ألسن خرسان
ذو راحة في البذل تعبانه
وما العلى إلا لتعبان
تجني على المال فتجني الثنا
يا حبذا المجنى ّ واالجاني
تجري على كفه نظم الرجا
ما بين سيحانٍ وجيحان
أكرم به في الدهر من أوحدٍ
لم يختلف في فضله اثنان
لو أن للبدر سنا مجده
ما روّع البدر بنقصان
ولو دعاه حيّ عدوان ما
رماهمُ الدهر بعدوان
للدين والدنيا جمال به
كأنه روحٌ لجثمان
يلقاك من علياه أو علمه
بملء أبصارٍ وأذهان
باسط كفيه لطلابه
فهو الورى وهيَ البسيطان
له اذا حاولت نهب اللهى
خزائن ليست بخزان
للجود في أموالها مثلما
في قصتي عبس وذبيان
أصبحت من غلمان أبوابه
والسعد من جملة غلماني
أطوي على محض الولا مهجتي
وأنشر المدح بتبيان
فكلّ أمداحي في فضله
أبيات سلمان وحسان
يا ربّ هبه عمر نوحٍ فقد
جاء من الجود بطوفان