لا تبن أيها المحيا الوسيم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لا تبن أيها المحيا الوسيم

​لا تبن أيها المحيا الوسيم​ المؤلف جبران خليل جبران


لا تبن أيها المحيا الوسيم
لا تهن أيها الفؤادالكريم
لا تمح أيها الصديق المفدى
لا تزل أيها الفقيدا لمقيم
أبدا في ضميرنا طيب ذكراك
وفي الفكر وجهك المرسوم
لهف نفسي عليك هل ذاك مغن
من بقاء إن الردى لذميم
لا لعمري لا نجحدن المنايا
منة تنتهي لديها الهموم
إن هذه الحياة سخرية تقضي
بجد بئس الطباق الأليم
آه لولا البنون ما كانأرشاك
بنأي عنها وأنت حكيم
اقوي وبعد آن ضعيف
أصحيح وفي ثوان سقيم
أنهوض كالليث ثم لقى
يبضع بضعا فجثة فرميم
صر الى الله ثمة الراحة الكبرى
وثم الخلود يا نعوم
تلك بعدالشقاء والدار دار
لك فيها نضارة ونعيم
إن أمرا دهى بموتك أحيا
عامل بين قومه لجسيم
كم فؤاد كسرته أيها الجابر
منذ ارتحلت فهو كليم
يا لقومي إنا إذا ما تواصينا بصبر
فالخطب خطب عميم
قد رزئنا فتى على وعلوم
أكبرت رزءه العلى والعلوم
شاعر ناثر يطاوعه المنثور
أعصى ما كان والمنظوم
كلمة في الطور آثار مجد
خرست بعد أن تولى الكليم
يا لقومي مات الشجاع الذي كان يفدى
حماه وهو مضيم
صانع الخير دافع الضير كشاف
الظلامات إن دعا المظلوم
الأب الراشد الذي في بنيه
خلقه السمح والضمير القويم
فعزاء يا آله ما استطعتم
يهن العزم والمصاب عظيم
سقت الدمع الغزار ثراه
وتلقاه في رضاه الرحيم