كتاب المواقف/موقف العزة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​كتاب المواقف​ المؤلف النفري

موقف العزة



موقف العزة


أوقفني في العزة وقال لي لا يجاورني وجد بسواى ولا بسوى الآني ولا بسوى ذكراي ولا بسوى نعماي.

وقال لي أذهب عنك وجد السوى وما من السوى بالمجاهدة.

وقال لي إن لم تذهبه بالمجاهدة أذهبته النار السطوة.

وقال لي كما تنقل المجاهدة عن وجد السوى إلى الوجد بي وبما مني كذلك النار تنقل عن وجد السوى إلى الوجد بي وبما منى.

وقال لي آليت لا يجاورني إلا من وجد بي أو بما منى.

وقال لي وجدك بالسوى من السوى والنار سوى ولها على الأفئدة مطلع فإذا أطلعت على الأفئدة فرأت فيها السوى رأت ما منها فاتصلت به، وإذا لم تر هي منه لم تتصل به.

وقال لي ما أدرك الكون تكوينه ولا يدركه.

وقال لي كل خلقة هي مكان لنفسها وهي حد لنفسها.

وقال لي رجعت العلوم إلى مبالغها من الجزاء، ورجعت المعارف إلى مبالغها من الرضا.

وقال لي أنا أظهرت القولية بمحتمل الأسماع والأفكار وما لا يحمل أكثر مما يحمل، وأنا أظهرت الفعلية بمحتمل العقول والأبصار وما لا يحتمل أكثر مما يحمل.

وقال لي أنظر إلى الإظهار تنعطف بعضيته على بعضيته وتتصل أسباب جزئيتة بأسباب جزئيته فما له عنه مدار وأن جال، ولا له مستند إذا مال.

وقال لي أنظر إلي فأني لا يعود علي عائدة منك ولكن تثبت بثباتي الدائم فلا تستطيعك الاغيار.

وقال لي لو اجتمعت القلوب بكنه بصائرها المضيئة ما بلغت حمل نعمتي.

وقال لي العقل آلة تحمل حدها من معرفة، والمعرفة بصيرة تحمل حدها من اشهادي، والإشهاد قوة تحمل حدها من مرادي.

وقال لي إذا بدت العظمة رأى العارف معرفته نكره وأبصر المحسن حسنته سيئة.

وقال لي لا تحمل الصفة ما يحمله العلم فأحفظ العلم منك وقف صفة على حدها منه ولا تقفها على حدها منها.

قالب:كتاب المواقف