كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الطهارة/باب ذكر المياه وبئر بضاعة وما جاء أن الماء طهور لا ينجسه شيء
باب ذكر المياه وبئر بضاعة وما جاء أن الماء طهور لا ينجسه شيء[عدل]
الترمذي: حدثنا هناد والحسن الخلال وغيره قالوا: ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب، عن عبيد الله بن عبد الله بن رافع بن خديج، عن أبي سعيد الخدري قال: " قيل: يا رسول الله، أنتوضأ من بئر بضاعة - وهي بئر يلقي فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن -؟ فقال رسول الله ﷺ: إن الماء طهور لا ينجسه شيء ".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، وقد وجود أبو أسامة هذا الحديث، فلم يرو أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد. وفي الباب عن ابن عباس وعائشة.
أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء والحسن بن علي ومحمد بن سليمان الأنباري قالوا: ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير بهذا الإسناد مثله وقال: " لحم الكلاب " وقال: فقال رسول الله ﷺ: " الماء طهور ".
قال أبو داود: وقال بعضهم: عبد الرحمن بن رافع. وزاد أبو داود في حديث آخر: " وعذر الناس " رواه عن أحمد بن أبي سعيد وعبد العزيز بن يحيى، قالا: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سليط بن أيوب، عن عبيد الله بإسناده. سليط لم يرو عنه إلا ابن إسحاق فيما ذكر ابن أبي حاتم.
وروى أبو عمر بن عبد البر قال: ثنا عبد الوارث بن سفيان، ثنا قاسم بن أصبغ، ثنا محمد بن وضاح، ثنا أبو علي عبد الصمد بن أبي سكينة الحلبي بحلب، قال: ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد: " قالوا: يا رسول الله، إنك تتوضأ من بئر بضاعة، وفيها ما ينجي الناس والمحائض والجنب. فقال رسول الله ﷺ: الماء لا ينجسه شيء ".
قال: وهذا اللفظ غريب في حديث (سهل) ومحفوظ من حديث أبي سعيد، لم يأت به في حديث سهل [غير ابن أبي حازم].
أبو داود: سمعت قتيبة بن سعيد قال: سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقلت: أكثر ما يكون فيها الماء؟ قال: إلى العانة. قلت: فإذا نقص؟ قال: دون العورة.
قال أبو داود: وقدرت بئر بضاعة بردائي، مددته عليها ثم ذرعته، فإذا عرضها ستة أذرع، وسألت الذي فتح لي باب البستان فأدخلني إليه، هل غير بناؤها عما كانت عليه؟ فقال: لا، ورأيت فيها ماء متغير اللون.
أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي وغيرهم قالوا: ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر [عن] أبيه: " سئل النبي ﷺ عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ".
وهذا لفظ ابن العلاء، وقال عثمان والحسن بن علي: محمد بن عباد بن جعفر. قال أبو داود: وهو الصواب.
النسائي: حدثنا هناد بن السري والحسين بن حريث، عن أبي أسامة بإسناد أبي داود وحديثه، وقال: محمد بن جعفر.
تابع عثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي على قولهما: عبد الله بن الزبير الحميدي، ومحمد بن حسان الأزرق، ويعيش بن الجهم، ومحمد بن عثمان بن كرامة، والحسين بن علي بن الأسود، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وأحمد ابن زكريا بن سفيان الواسطي، وعلي بن شعيب، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب، ومحمد بن الفضيل البلخي، وأبو [مسعود] أحمد بن الفرات.
وقال يعقوب وأبو عبيدة بن أبي السفر وحاجب بن سليمان، وأحمد بن جعفر الوكيعي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهوية، وهارون - يعني الحمال - وهناد بن السري، والحسين بن حريث، ومحمد بن العلاء، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير. ذكر ذلك أبو [الحسن] الدارقطني وقال: فنظرنا في ذلك فإذا شعيب بن أيوب قد رواه عن أبي اسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ثم أتبعه عن محمد بن عباد بن جعفر، فصح القولان جميعا عن أبي أسامة، وصح أن الوليد بن كثير رواه عن محمد بن جعفر بن الزبير، وعن محمد بن عباد بن جعفر جميعا عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، والله أعلم.
قال: فأما حديث شعيب بن أيوب، عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن الرجلين جميعا فحدثناه أبو بكر أحمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني بواسط، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد ابن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر " أن رسول الله ﷺ سئل عن الماء وما ينوبه من السباع والدواب، فقال رسول الله ﷺ: إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ".
وحدثنا ابن سعدان، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عن النبي ﷺ بمثله. انتهى كلام أبي الحسن الدارقطني - رحمه الله.
ومحمد بن عباد بن جعفر هو المخزومي مكي، روى عن ابن عمر وابن جابر بن عبد الله وأبي هريرة، روى عنه ابن جريح وابنه جعفر بن محمد بن عباد وغيرهما.
ومحمد بن جعفر هو ابن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، روى عنه الوليد ابن كثير وعروة بن الزبير وعبيد الله بن أبي جعفر وابن جريح وعبد الرحمن بن الحارث وغيرهم.
أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا عاصم بن المنذر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال: حدثني أبي أن رسول الله ﷺ قال " إذا كان الماء قلتين فإنه لا ينجس ".
قال أبو داود: أوقفه حماد بن زيد عن عاصم.
البزار: حدثنا عمرو بن علي، ثنا أبو أحمد، ثنا شريك، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: " الماء لا ينجسه شيء ". قال: هذا الحديث لا نعلم رواه إلا شريك. انتهى كلام أبي بكر قال يحيى بن معين: شريك ثقة ثقة. وهو شريك بن عبد الله النخعي.