قفوا ساعة إن المحب له عهد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قفوا ساعة ٌ إن المحب له عهد

​قفوا ساعة ٌ إن المحب له عهد​ المؤلف أحمد محرم


قفوا ساعةٌ إن المحب له عهد
ولا تعجلوا بالبين إن لم يكن بد
أفي كل يومٍ نحن للبين وقفٌ
أما للهوى حقٌ ولا للنوى حد
ترامت بنا أحداث دهرٍ نروضها
فتطغى ونرجو أن تلين فتشتد
صبرنا لها حتى إذا ما تذأبت
عبأنا لها بأساً تراع له الأسد
رضينا ببعض الأمر حتى إذا أبى
غضبنا وبعض الأمر ليس له رد
غضبنا فبات الجيش يرميه بأسه
وبات الحسام العضب يلفظه الغمد
قفوا ساعةً إن القلوب بحاجةٍ
إلى وقفةٍ يخفى بها الوجد أو يبدو
وما وقفةٌ منكم وإن طال حينها
بشافيةٍ ما يعقب النأي والبعد
لنا ذمةٌ فيكم ولله ذمةٌ
فسيروا وإن أدمى جوانحنا الوجد
أخذتم سبيل الله تستبقونه
إلى غايةٍ فيها المثوبة والحمد
وما العقد إلا حبةٌ عند حبةٍ
فإن لم يكن سلكٌ يضم فلا عقد
وأضيع ما فوق البسيطة أمةٌ
يمزقها جهلٌ ويأكلها حقد
إذا أمةٌ كانت فضاضاً قلوبها
تهدم عالي مجدها وكبا الجد
سمعتم أنين الآخذين على الثرى
مضاجعهم والذئب من حولهم يعدو
فما ملك الفرش الوثير جنوبكم
ولا راعكم عيش لذيذ الجنى رغد
حرامٌ علينا أن تنام عيوننا
وثم عيونٌ ما يفارقها السهد
فسيروا على نور الهلال يحوطكم
من الله جندٌ ما يغالبه جند
وعودوا إلى أوطانكم في غضارةٍ
من العيش مقرونٌ بها العز والمجد