قالوا هجاك أبو المزاق قلت لهم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم

​قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم​ المؤلف ابن الرومي


قالوا هجاكَ أبو المزَّاق قلتُ لهم
ولمْ هجاني فقالوا للذي بَلَغَهْ
أَنْهى إليه نصيحٌ غيرُ متَّهمٍ
أنْ قد تركتُ مَغيضَي عِرْسه رَدَغهْ
فقلتُ ما ناك مثلي مثل زوجته
لكنْ إخال عدوّاً كاشحاً نَزَغَهْ
وما أراه على حالٍ تعفُّ له
أنثى ولو حَمُقتْ حتى تكونَ دُغَه
تاللَّه تَغنَى بذاك القردِ غانيةٌ
وإن أجدَّ لها ثوباً وإن صبغَهْ
لا يهجونِّي فإني لستُ هاجيَه
ولا يرى ذاك مني أو يرى صُدُغَهْ
وما امتهاني به شعري وخِلقتُهُ
تهجوه عنِّي وعن غيري بكل لغة
سيَّان عندي أنالتني عَضِيهتُه
أم مصَّ بظْرَ التي أدته أمْ مَضَغَهْ
لا تَعجبوا أنَّ طولَ الصفع هوَّسَهُ
بل اعجبوا أن طول الصفع ما دَمَغَهْ
أبيْهقيٌّ تقولُ الشعرَ في زمني
أولى له ما لمثلي تنْبعُ النَّبغَهْ
لئن تصدَّى لِنَابَيْ حيَّةٍ ذكرٍ
نضْنَاضةٍ لا يبلُّ الدهرَ من لَدغَهْ
لمَا أدلَّ بمجلودٍ ولا كرمٍ
لكن بعرضٍ طويلِ الهونِ قد دبغَهْ
هاجيك يا نائك الحولاءِ في حرجٍ
ما قتْلُه وَزغاً يأوي إلى وزَغَه
أراه حياً وإن طالَ النقيقُ به
أقلَّ منه إذا ما فادغٌ فدغه
يَحمي من القتلِ أوزاغاً تنقُّ لنا
دمٌ لهنَّ يعافُ الكلبُ أن يلَغَهْ