فديتك يا من قد خفيت فلاحا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

فديتك يا من قد خفيت فلاحا

​فديتك يا من قد خفيت فلاحا​ المؤلف عبد الغني النابلسي


فديتك يا من قد خفيت فلاحا
وشوقي إليه لا يزال فلاحا
ولا عجب إن طرت في رويتي له
فمن لطفه أني وجدت جناحا
ولما بدا وجه له من ورا الورى
رأيت جميع الكائنات ملاحا
تباركت من سر خفي عن السوى
أباح لنا جهرا لقاه أباحا
يقول لشي كن وما لشيء غيره
إذا كان لكن قد سترت وباحا
وما صبغة الأشياء إلا شؤونه
بها يتجلى للأنام كفاحا
تعاليت يا ساقي القلوب شرابه
برؤية وجه منه ساعة لاحا
لئن كانت الأكوان في الناس ظلمة
فإنك عندي قد ظهرت صباحا
وشمس سماء الذات منك لنا بدت
وروض التجلي من صفاتك فاحا
هو الكل إلا أن صولة فعله
حجاب له يسقي البرية راحا
فتسكر أرباب العقول فلا ترى
سوى ما لها منها الخيال أتاحا
وما الحسن إلا وهو للعقل تابع
يرى ما يراه قبضة وسراحا
ألا يا وحيد الذات أنت وجودنا
وما نحن إلا الحكم منك متاحا
خطوط بأقلام العقول تخيلا
عن القلم الأعلى صدرن صحاحا
وما القلم الأعلى سوى عن إرادة
تجل انبعاثا إذ علت ورواحا
إرادة غيب من مقام مقدس
ببيدائه فهم المنزه ساحا
قديمة عهد والجميع حوادث
فليس لنا فيها الكلام مباحا