فديتك من ظالم منصف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

فديتك من ظالم منصف

​فديتك من ظالم منصف​ المؤلف عماد الدين الأصبهاني


فديتك من ظالم منصف
وناهيك من باخل مسعف
بلقياك يشفى سقامي الممض
ولكن بسفك دمي تشتفي
وتخلف وعدك لي بالوصال
حناتيك من واعد مخلف
وتستحسن العذر طبعا ومن
وفى من ذوي الحسن حتى تفي
أمثلك كل حبيب جفا
ومثلي كل حبيب جفي
أيا لين العطف قاسي الفؤاد
بعيشك بالله لن واعطف
فما ترك الوجد لي مسكة
ولا منة لي لم تضعف
تلاف قصدك لي متلف
فؤادي من الأسف المتلف
وإن كنت لا بد لي قاتلا
بما صنع الوجد بي فاكتف
تناهيت في قتلتي عامدا
فحيث انتهيت بقتلي قف
ثناياك برئي في رشفها
وقد طال سقمي ولم أرشف
أنجو ومن قدك السمهري
لحيني وفي جفنك المشرفي
أيا مسرفا في عذابي اقتصد
أعيذك من شطط المسرف
نحولي من خصرك الناحل
السقيم كعاشقك المدنفف
ومن سقم لحظك ذاك المريض
شفائي وأشفى أنا لو شفي
على خطف قلبي يحل الشباك
عقد وشاحك في مخطف
أنا المستهام بذاك القوام
وذاك الموشح والمعطف
وذاك المقبل والمبسم المفدى
المقدم والقرقف
بخدك من وهج شعلة
أحاطت بقلبي فما تنطقي
فإن تخف الحاظك القاتلات
دمي فبخديك ما يختفي
غدا عاذلي عاذرا مذ رأى
عذارك كالقمر الأكلف
وقال أرى خده مرهفا
ولا عيب في خصره المرهف
أقاح وآس وورد لها اجتماع
على غصن أهيف
ترفق رفيقي فليت الذي
يعنف في الحب لم يعنف
عرام عرا وزمان عدا
فهل ظالم منهما منصفي
زمان خلا من جميل فليس
لغير ذوي نقصه يصطفي
جنى ظلمة الفضل حظي المنير
ولولا سنا الشمس لم تكسف
ويا ليت دهري إذا لم يكن
بسؤلي يسعف لم يعسف
أيبلغ دهري قصدي وقد
قصدت بمصر ذرى يوسف
ويوسف مصر بغير التقى
وبذل الصنائع لم يوصف
فسر وافتح القدس واسفك به
دماء متى تجرها ينظف
وأهد إلى الأسبتار البتار
وهد السقوف على الأسقف
وخلص من الكفر تلك البلاد
يخلصك الله في الموقف