غفرت للأيام ذنب الفراق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

غفرت للأيام ذنب الفراق

​غفرت للأيام ذنب الفراق​ المؤلف ابن الزقاق البلنسي


غفرت للأيام ذنب الفراق
أَنْ فزتُ من توديعهم بالعناقْ
ما أنس لهم وقفة
كالشهدِ والعلقمِ عندَ المذاق
مزجت فيها درّ أسلاكهم
اذ أزف البين بدرّ المآق
ساروا وقلبي بين أظعانهمْ
فلينشدوه بين تلك الرفاق
لامرحباً بالبرق ما لم يكن
تسقي عزاليه رسوم البراق
تحملُ في أثنائها غادةً
حاليةً تبسمُ عن مبسمٍ
كم ليلة لي بعقيق الحمى
قَصَّرتها باللثمِ والإعتناق
ما ادَّرعَ الليلُ بظلمائه
حتى كساه الصبح منه رواق
فانجفلت أنجمه فاشتكى
للبعض منها البعض وشك الفراق
وطار في إثر غراب الدجى
نسرُ النجومِ الزُّهرِ يبغي اللحاق
ويا زهرة أذوى الحمام رياضها
لقد فجعت كفّ الحمام رباك
وانتبَه الصبحُ بُعَيْدَ الكرى
كذي هوىً مِنَ غَشيَةٍ قد أفاق
سقاك الندى حتى تعودي نضيرة
إذا لم يكنْ إلاَّ المنايا مَسالك
وما لحظاتُ الغيدِ إلاَّ صوارمٌ
عقيلة هذا الحيّ يوم رماك
ورجَّع المُكَّاءُ تَحْنِينَهُ
حتى حسِبناهُ حليفَ کشتياق
في روضةٍ علَّم أغصانُها
أهل الهوى العذريِّ كيف العناق