-٢٠٧- غزة ونابليون عندما وطد نابليون اقدامه في مصر ، أخذ يفكر في الاستيلاء على فلسطين وسوريا ، فغادر مصر . في ربيع ( ۱۲۱۳ هـ - ۱۷۹۹م) ، واجتاز الصحراء ثم أم غزة بصفتها أهم مركز حربي واقتصادي في نظر الجيوش التي تعبر الصحراء . إذ أنه كان يعتقد انها ذات قيمة حربية من حيث الدفاع عن مصر و ( وادي النيل ) . حتى أنه قال عنها في هذا الصدد : « انها المخفر الأمامي أفريقيا وباب آسيا » .
٢ - وقبل أن يشتبك بقتال فيها أو حولها أذاع منشوراً نقتبس منه الشذرات التالية : (١)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين »
من طرف بونابرته أمير الجيوش الفرنسية إلى كافة المفتين والعلماء وكافة أهالي نواحي غزة والرملة ويافا حفظهم الله . بعد السلام نعرفكم اننا حررنا لكم هذه السطور لنعلكم اننا حضرنا إلى هذا الطرف بقصد طرد المماليك وعسكر الجزار عنكم . وإلى إي سبب حضور عسكر الجزار ، وتعديه على بلاد يافا وغزة التي ما كانت في حكمه ؟ إلى أي سبب أرسل عسكره إلى قلعة العريش ؟ بذلك هجم على أرض مصر فلا شك كل مراده اجراء الحروب معنا ونحن حضرنا التحاربه ».
وبعد أن أمنهم على ارواحهم وعيالهم قال :
وقصدنا أن القضاة لا يتركون وظائفهم ، وأن دين الإسلام لا يزال معتزاً ومعتبراً ، والجوامع عامرة بالصلاة وزيارة المؤمنين . والذي يتظاهر لنا بالحب يفلح ، والذي يتظاهر لنا بالغدر يهلك » .
إنه وان قال في البيان الذي أذاعه على السكان إنه ما جاء إلى هذه البلاد إلا
(1) راجع كتاب ( إسلام نابليون) ليعقوب العودات الملقب بالبدوى الملم . وكتاب ( فتح مصر الحديث ) لأحمد حافظ عوض . ويعتقد أحمد حافظ عوض أن التركيب الركيك الذي يلاحظه المرء في هذا المنشور من انشاء ( فنتور ) المستشرق الذى صحب نابليون في حملة سوريا ومات أمام عكا بالطاعون ، أو أنه من بعض كتبة الدواوين الذين أخذهم معه.