و مسائل غالباً "و خاتمة" بها يتم الكتاب "سميته تحفة" أي هدية "الأحباي في الحساب" و إذا أردت معرفة أن المقدمة في أي شيء هي "فالمقدمة في موضوع علم الحساب" و في "بيان" تعريف "العدد" و أسمائه و أقسامه من حيث مناله و تركبه من مراتبه و عدمه و اعلم أنه يجي على كل شارع في علم أن يتصوره بوجه ما إما بتعريفه أو موضوعه أو غايته* و إما بغير ذلك و إلا لكان شروعه فيه عبثاً و الأولى بتعريفه ليكون على بصيرة في تطلبه فلذلك صدر المصنف كتابه بذكر موضوع هذا العلم فقال "أما موضوع علم الحساب" و هو في اللغة معرفة العد يقال حسب الشيء أي عده و في الاصطلاح علم بأصول أي قواعد و ضوابط يتوصل بها أي الأصول إلى استخراج المجهولات العددية فهو أي موضوعه "العدد" لا مطلقاً بل "من حيث تحليله" بالقسمة و الطرح و التنصيف و التجذير و التكعيب أي أخذ جذر العدد أو كعبه من حيث "تركيبه" بالضرب و الجمع و التضعيف و التربيع " و أما العدد" لغة فهو من عد الشيء يعده حسبه ز الاسم العدد و أما تعريفه اصطلاحاً "فهو" أي العدد حقيقة "عند الجمهور" من الحساب "ما تألف" أي اجتمع "من الآحاد" أو الكثرة المجتمعة من الآحاد أو ماساوى نصف مجموع حاشيتيه المستوي بعداهما عنه و هذا تعريف بالخاصة كالاثنين مثلاً لأنها تألفت من أحدين أو كثرت مجتمعة من أحدين و ساوت نصف مجموع الواحد و الثلاثة و كالخمسة فإنها ساوت نصف مجموع الأربعة و الستة و نصف مجموع الثلاثة و السبعة و نصف مجموع الاثنين و الثمانية و نصف مجموع الواحد و التسعة و أَخَص من هذا
- غايته مَلَكة رياضية يقتدر بها على سرعة الجواب على وجه الصحة و الصواب غالباً و الله أعلم