صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 6-7, 15-12-1924.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بسائط العلوم


الذرة

تابع ما قبله
لعبد المسيح وزير

ذكرنا فيما تقدم رأي القدماء في حالات المادة الثلاث اما رأي العلماء الالتصاقفي هذه الحالات الآن فهو ان للغازات الحرية التامة في الانتشار ودقائقها غير متلاصقة وهي شديدة الحركة ولا نستطيع الصاقها الا بالضغط الشديد الذي لا يتم بغير تخفيض درجة الحرارة تخفيضاً عظيما جداً وقد فعل العلماء ذلك في مختبراتهم الكيمياوية ولاشك في ان القراء قد طالعوا شيئاً عن الهواء السائل في المجلات والجرائد. فاذا انخفضت حرارة الشمس فهبطت درجة حرارة الارض الى ٢٠٠ درجة تحت الصفر ( تحت درجة حرارة الجليد ) بمقياس سنتغراد باتت حرارة ارضنا كحرارة القمر وامسى جلدنا اوقيانوساً عظيما من الهواء المائع المحيط بالارض عمقه 35 قدماً فوق اوقيانوسات الماء التي تتحول حينئذ الى جليد صلد. اما دقائق الماء فمتلاصقه بعض التلاصق ولكن بعضها ينفصل عن البعض الآخر على اهون سبيل وكذلك يجري بعضها على بعض.

والجمادات شديدة التلاصق الا انها ليست جامدة الجمود كله فإذا غطسنا قطعة ذهب في الزئبق تخلل الزئبق نسيج الذهب كما يتخلل الماء الاسفنج فاذا اتيحت لنا واسطة بصرية خارقة بقوتها الشاهدنا اصلب المواد الجامدة كالشبكات في بنائها.

حركة
«برون »
وليست دقائق المادة ثابتة بل تتحرك حركة عنيفة جداً مرتجة مشاهدة على مراكز توازنها ( مراكز ثقلها ) فلو تمكنا من قطعة فولاذ على حالتها الحقيقية لشاهدنا دقائقها متباعدة وهي