امل مستقبل البلاد. ولم تكتف المرأة العربية العصرية بان تدين الرجل في عالم التهذيب والتربية بل رأت ان تنزل معه الى ميدان الاعمال الاقتصادية . وقد رأينا المرأة السورية تفكر في الموضوعات الحيوية وتعني بمعالجة الازمة الحالة بالبلاد السورية ، فتعقد جمعية النهضة النسائية في بيروت في اواخر حزيران الماضي حفلتين كبيرتين لمعرضين عظيمين رمت بهما إلى تحقيق الغايات الاولى من غاياتها وهي تشويق الوطنيين الى تنشيط المصنوعات الوطنية والاقبال عليها وترويجها ، وما برحت جمعية النهضة النسائية دائبة على عملها بكل جد ونشاط ونؤمل ان تقتدي بها نساء البلاد العربية كلها لنقتطف غرة مسلمين قريباًز
فحق لنا اذن ان نقول ان المرأة العربية اخذت تشتغل مع الرجل العربي في بناء صرح النهضة القومية الجديد ، وقددالت دولة الجمود الذي كان مخيما على عالمنا النسائي ، ولم تعد المرأة في نظر بعضهم متاعاً وملهاة فحسب .فان للمرأة جسمها وان كان جميلا رخصاً لكنه يصلح للشغل ولها فوق ذلك روح تشعر ونحس وعقل يعي و يفكر .ونحن في فجر نهضتنا الحاضرة بحاجة ماسة إلى أن نستخدم جسم المرأة وروحها وعقلها في حياتنا الاجتماعية واذاما سمحنا للمرأة بان تشتغل وتوفرت لها وسائل التربية والتهذيب وقامت للعمل بكل قواهاومواهبها، فخدمتها للمجتمع لاتقل عن خدمة الرجل له ان لم نقل انها تبزه في بعض الشؤون . والشواهد على مانقول يخطئها العد في بلاد الغرب ، حيث تشتغل المرأة كما يشتغل الرجل، وحيث للمرأة المقام الاول في حياتهم الاجتماعية وحيث لا« مذهب بسامي » عندهم ، مع أنهم لا يقصرون في الاستمتاع بجسم المرأة ولكنهم يستمتعون كذلك بما تعمله يداها وما ينتجه عقلها .