وعلى رأي البسامي ان المرأة ماهي الا مناع يلهو به الرجل هذه وظيفة التي قيل عنها « انها تهز العالم بيسراها .
واذا كان مؤلف صبح الاعشى قد روى هذه الفكرة في القرن التاسع الهجري ، ففي القرن الرابع عشر كثير من الرجال في الشرق العربي لا يزالون معتنقين هذا المذهب الاجتماعي النسوي .
لهذا لا نعجب اذا رأينا امتنا وصلت الى هذا الدرك من الانحطاط فهي امة شلاء، نصفها مصاب بالعطل. فمازال بعضنا يعتقد ان الباري القدير على كل شيء لما رأى ان في طبيعة الرجل شهوة غريزية خلق له هذه المخلوقة اللطيفة لاشباع شهواته والاستمتاع منها بالجسم اللطيف . اما روحها ففي اعتقاد الكثير بن أنها مفقودة لذلك لا تفكر في ان نغذى روحها بشيء من العلوم والمعارف . واما عقلها فنحن لا نعترف بوجوده لذلك لانراها تحتاج الى تعليم او تهذيب . بل قد يبلغ الافراط ببعض الرجال الى ان يعتقد ان المرأة لا يحق لها ان تشعر وتحس بل تظل طوع هذا الرب المستبد .
من هنا تدرك السر في بقاء الامة العربية محكومة للغريب نحو ستة قرون اذا ما وقفت على عقلية بعض ابنائها على هذا النحو الذي وصفت .
ولما أن الآن لهذه الامة ان تتعرف مكانها بين امم الارض ، نهضت نهضتها السياسية الكبرى التي رددت صداها ارجاء المشرق والمغرب . ثم كان ان اصاب المرأة العربية شرر من قبس هذه النهضة ، لاقى منها الاستعداد كله للنهوض لاسيما وقد حظيت المرأة بنصيب من التربية والتعليم في فجوعصر اليقظة. وها اننا نرى المرأة العربية اليوم تعمل في عالمها النسائي اعمالا تدعم بها اعمال الرجل في خدمة النهضة القومية بالتعليم والارشاد وتهذيب النشء الذي فيه