صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٩
الحرية

الموسومة بغرائب الغرب دليل ناطق بذلك ، وشد ما لهج الكتاب والادباء به ایام حسر بالنشر القناع عن محاسنه التي افتتنوا بها طويلا ، وما انس لا أنس انصاف صاحب المقتطف العلامة في تقريظه والتعريف به وهو ممن يزين الاقوال ،بالمثقال ، ولا يكيل المصنفين بالمكيال.

ابي الله ان يكون الجزء الاول اعضب لا أخ له بحذو حذوه في خلابة الكتابة البينة المناهج، والسهلة المخارج ،الى تحقيق في المطالب لا يخامره ويب، ولطف في المسالك يطلعك به على كثير من الغيب ،فقيض لاخيه الجزء الثاني مولعاً بنشر ذخائر الكتب العربية وهو صاحب المكتبة الاهلية بمصر فجاء كما تهوى العقول يجاري اخاه في مزاياه ويمتاز عنه بالتحدث عن مدنية فرنسة وانكلترة والمانية وايطالية واسبانية وسويسرة والبلجيك وهولندة والنمسة والمجر والبلقان واليونان والاستانة ومصر والشام مع مقالات في علائق الشرق بالغرب والغرب بالشرق منذ الزمن الاطول ولا سيما صلات الغرب مع العالم الاسلامي والعربي منه خاصة في جنوبي ايطالية وفرنسة والانداس .

ه واذا اتسع لك الوقت ارجو ان تكتب عنه جملة انتقاد لا تقريظ في احدى صحف العراق فاغدوشاكراً ، كلمة تدل على مبلغ ولع الاستاذ بالنقد الذي لا يتسع الا باتساع العلم الصحيح نطاقه ، ولا يكثر الا مع استبدار الحضارة عشاقه : اذ هو مهماز التحسين في العمران ،وداعية التبهيج في البيان ، وانه لخليق بمن صح نظره وبعـد مرماه ، ان يألف النقد ولا يخشاه ،غير ملتفت لقولهم لا من الف ، فقد استهدف ، فان صالح السلف لو ترك التصنيف والتحبير تفادياً من الاستهداف ،وحذراً من نقد اولى الانصاف،لانقطع من العلم سنده ولخفيت عنا صنائع و بدائع كثيرة ؛ واقل ما يقال ان اهمال ما يجب نقده مما يجعل هفوات الالسن وزلات الاقدم ملكة في نفوس المبتدئين والشادين،