صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
16
الحرية

قد اصيبا بشيء من ذلك ؛ ثم ما زال الأمر يتفاقم ، والادران تتضاعف حتى ضاع لباب الحق بين قشور الباطل ، ولم يعرف الحالي من العاطل . وهذا المؤلف كافل بتمييز الاصيل من الدخيل، والصحيح من العليل؛ يريد الاصلاح ولا يعبأ بالاصطلاح . فما كل سوداء تمرة ، ولا كل بيضاء شحمة . كذلك ما كل من تسمى بالامير عادلا ، وما كل من لبس الطيلسان عالماً . وانما هناك حقيقة ومجاز ، وصدور واعجاز .

فاما امراء الحق وعلماء الحقيقة فاولئك صفوة الخلق ، وملح الارض ، ونبراس الهدى ، اولئك هم ظل الله في ارضه ، واولئك هم ورثة الانبياء . واما امراء الاهواء ، وعلماء القيافة : فاولئك الجراثيم السامة ، والأصلال المشؤومة ، والعقارب القاتلة ؛ اولئك هم علة الملل في موت الملة وفساد حال الامة، ولهم يساق الحديث من قديم وحديث،عسى ان ينهض القاعدو يستيقظ الراقد ويمتاز الخبيث من الطيب ؛ فيدور الفلك دورته الأولى ، وتعود المياه الى مجاريها ، والأواخر الى مباديها فاذا بالامة وقد بعثت من مرقدها واذا بشموس مجدها وقد ملأت الأكوان نوراً

وهذه الاماني هي التي بعثتني على تأليف هذا الكتاب

اماني عاقت دون ضوء نهارها
دياجر ليل كاد يخبو به الزند
سأرعى نجوماد ثبات على اسرى
وارقب فجراً ليس من ليله بد
فياوطني ان لم ترق فيك عيشتي
فسوف بروق العيش يومآلمن بعد
ويا امة حنت السالف مجدها
ليهنأ برغم الدهر يوما لك المجد

وكيف تكذب الأمنية اذا كان رائدها حسن النية . وكيف يخيب الامل اذا شفع بالعمل : ولعل هذا المؤلف يكون نبراساً للاجيال المقبلة ومقياساً يمشون على صوته مو يميزون به امراء الحق من أمراء الأهواء وعدد الحقيقة من شام منذ عاق إلى رأس الشه الى - ادة العزا وذك