صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١١
الجراثيم الثلاث

سلكوا طريقة واهتدوا بأنوار الحق والحقيقة فكانوا نجوم الاهتداء ومصابيح الاقتداء ونالوا شرف الارض وعز السماء ، اولئك الذين انعم الله عليهم في الآخرة والأولى واولئك هم الفائزون .

أما بعـد : فهذه مباحث انضحتها فكرة باحث وروية ناقـد ودربة مجرب وحنكة مفاد ثم عاطفة مستبصر وحمية مستيقظ لم يأل جهداً في اجتناء ازهار الهدى من خلال اشواك الهوى واجتلا، صورة الحق من مرايا الباطل تم اقتناء لب الحقيقة من بين قشور الخيال .

فان أصابت هذه الحبة صعيدا طيب المنبت عذب المنهل فيا قرة العين بجنة تؤتي أكلها مرتين . والا فما ضرها الصعيد الجرز حتى يأذن الله بأرض صالحة ومنبت زكي فاذا هي «كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ، وكذلك الكلمة الطيبة وكشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ؟ .

فياحبذا امة المستقبل . . . وبارك الله في الاصلاب والارحام !..

أخط هذه السطور السود وانا على ثقة من لقاح الليالي بأيام بيض إذا استل سيف الحق من غمد الباطل وانجلت عن وجـه الحقيقة غمرات الخيال وكشف الله عن قلوب عماها واتبعت النفوس هداها لا هواها ، ألا وإن هذا المؤلف إحدى ابتسامات ذاك الفجر الوضىء وطلائع يومه السعيد . . فالله أسأل أن يجعله لسان صدق وتذكرة خير وصلة عمل وأن يجعل تقعهُ عميما راطة مستقها ، عليه اتكالي راليه مثابي .

زرت مدرسة كبرى حديثة عهد بالوجود والدهر قد كشر عن نابه والارض مضطربة بأفلاذها والامم يموج بعضها في بعض على أبواب خطب جسيم وانقلاب عظيم وان شئت فقل : يوم شبت نار الحرب العامة .