صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بين التزمت والاباحة

في قواعد اللغة

عقب بعض الأداء على كتابي - عبقرية الإمام - - ومن ذلك قوله : و بقيت أشياء لابد من ذكرها والإبانة عنها حتى نبلغ من كلامنا ما نريد . . ذلك أني عثرت وأنا أقرأ بعض ألفاظ كنت أقف عندها مثل لفظ ( يقلاه ص 40 ) و (حا تقين صهه ) و ( فشل ص ۸۱ وده و ۱۱۰ و ۱۲۶ )؛ وقد رجعت إلى معاجم اللغة التي بين يدي في اللفظ الأول فوجدته من لغة طيء ، وإذن يكون استعماله جائزة . أما اللفظان الآخران فإنى أرجع فيهما إلى الأستاذ العقاد وأسأله : هل يجوز استعمال كلة فشل في معنى أخفق وخاب ، وأن يأتي إسم الفاعل من حنق على حانق ؟ »

( وجوابي : نعم يجوز أن تأتي باسم الفاعل من حنق على حانق ، لأنه لا يكون اسم فاعل إلا إذا كان على هذا الوزن - وجوازه ثابت بالنص وثابت بالقياس الذي لا يرد ، وهو في بعض الأقوال أقوى من النصوص . فالزمخشري في كتابه «المفصل » يقول في باب الصفة المشبهة : « وهي تدل على معنی ثابت . فإن قصد الحدوث قيل هو حاسن الآن أوغدا وكارم وطائل ، ومنه قوله تعالى وضائق به صدرك ... الخ » وجاراه موفق الدين بن يعيش شارح المفصل كما جاراه في هذا الحكم جلة النحاة . فإذا صح في (كرم) التي تدل على الثبوت أن يقال كارم للدلالة على الحدوث، فذلك أصح وأولى في حنق التي ليس فيها معنى من معاني الثبوت . بل إذا كانت كلمة غدا أو الآن لا تكفي للدلالة على الحدوث ولا تغنى عن الأتيان باسم الفاعل على صيفته الشائعة ، فن الحق ألا نستغني عن هذه الصيغة حين لا تقترن بلفظ يمين الحدوث في المال أو الاستقبال