في الشعر العربي
الرز به گیر « قرأت في الرسالة كلاما عن « الشعر المرسل وشعرائنا الذين حاولوه و» للأستاذ درینی خشة يقول فيه بعد الإشارة إلى بعض الأدباء والشعراء : «... لست أدري أي الرائدين فكر الأول مرة في موضوع الشعر المرسل في مصر خاصة وفي العالم العربي عامة ، أهو الأستاذ الشاعری عبد الرحمن شكري أم الأستاذ الشاعر محمد فريد أبو حديد ...» )
والذي نذكره على التحقيق أن الابتداء بالشعر المرسل في العصر الحديث محصور في ثلاثة من الشعراء لا يعدوهم إلى آخر، وهم السيد توفيق البكرى ، وجميل صدقي الزهاوي ، وعبد الرحمن شکری . ولكني لا أذكر على التحقيق من منهم البادىء الأول قبل زميليه . ولعلى لا أخالف الحقيقة حين أرجح أن البادىء الأول منهم هو السيد توفيق البكري في قصيدته « ذات القوافي »، ثم تلاه الزهاوي في قصيدة نشرت بالمؤيد، فعبدالرحمن شكري في قصائد شتي نشرت بالجريدة وجمعت بعد ذلك في دواوينه وكانت مشكلة القافية في الشعر العربي على أشدها قبل ثلاثين سنة ، ولم تكن هذه المشكلة قد عرفت قط في العصر الحديث قبل استفاضة العلم بالآداب الأوربية واطلاع الشعراء على القصائد المطولة التي تصعب ترجمتها في قصيدة في قافية واحدة ، كما يصعب النظم في معناها مع وحدة البحر والقافية . وكان زميلنا الأستاذ عبد الرحمن شكري يعالج حلها باهمال القافية ونظم القصائد المطولة من بحر واحد وقوافي شتى وكنت وزميلي الأستاذ المازني نشایعه بالرأي ولانستطيب إهمال القافية بالأذن . فنظمت القصائد الكثار من شتى القوافي ثم طويتها ولم أنشر بيت واحدة منها ، لأنني لم أكن أستسيغها ولا أطيق تلاوتها بصوت مسموع ، و إن قلت النفرة منها وهي تقرأ صامتة على القرطاس .