صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القراءة في زمن الحرب

« هل للاقبال على القراءة في زمن الحرب أسباب حقيقية ؟ وإن كانت لها أسباب حقيقية فيا هي ؟ وكيف يستفاد من هذا الإقبال خير فائدة ؟

تلك بعض الأسئلة التي استخلصها من خطاب مطول في هذا الموضوع ، وأحسبه من أحق الموضوعات بالدراسة في الوقت الحاضر ، لأنه موضوع القراءة الذي تنطوي فيه سائر الدراسات . فأما أن الإقبال على القراءة له أسباب حقيقية فذلك ما ليس فيه شك ولا يحتاج إلى بينة إذ كل شيء حاصل فله لا محالة أسبابه الحقيقية ، وإلا لم يحصل ولم يكن له وجود ، و إنما يجوز الخلاف في دوام هذه الأسباب و زوالها ، أو في قوتها وضعفها ، أو في خلوصها وما قد يشوبها من العوارض الغريبة عنها . فأما أنها حقيقية فذلك أمر لا محل فيه لخلاف . والأسباب التي تدعو إلى الإقبال على القراءة في هذه الفترة كثيرة لا تنحصر في ناحية واحدة ، وقد تنحصر في جملة الأسباب التالية : قتها أن البريد الأوربي لا يحمل إلى مضمر كل ما كان يحمله إليها من الكتب والصحف والمجلات من معظم البلدان . بريد" حافل بهذه المطبوعات في كل أسبوع، وكان له قراء مثابرون على مطالعته كما وصلت رسالة من رسالاته . فانقطع بعض الذي كان يصل من فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا ، وقل وصول بعض الذي كان يصل من انجلترا وأمريكا، وتحول قراؤه إلى مراجع أخرى يشغلون بها وقت القراءة ، ومعظمها من المراجع العربية الحديثة أو القديمة . فقد كان يرد إلى مصر :