صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٣٠–

٣ – ترجم الأستاذ كلمة Torch بالعنان وهذا غريب، ولو أنه قال: شعلة النضال لكان أصدق؛ لأن الشاعر يقول على لسان الموتى: إن الشعلة أسلمناها إليكم من أيدينا المتخاذلة.

٤ – ويقول المترجم: «وارفعوا الشعلة عالية … ارفعوها ولو بقيت في أيديكم سنوات، وليس في كلام الشاعر الكندي مطلقًا ما يشير إلى هذا الشرط الأخير؛ أي: بقاء الشعلة سنوات، وأظن أن الأستاذ العقاد قرأ years yours وشتان بين الاثنين …»

فأما أن تردد البنش في استحسان القراء للقصيدة ليس صحيحًا، فهو ليس بصحيح. وقد يفيد صاحب الخطاب أن يرجع إلى (الصفحة ٧٢١) من كتاب «بعد عشرين عامًا» في فصل الشعر والحرب العظمى، فيقرأ هناك ما نصه بالإنجليزية:

It is most unlikely that either he or the editor of Punch who first printed it, in any degree foresaw the hold which it was to take on the imagination of the nation.

وترجمته: «إنه بعيد جدًّا أن الناظم أو محرر البنش الذي نشرها أول مرة توقعا أي توقع ما سيكون لها من السلطان على خيال الأمة.»

وأما أن قولنا: «كنا أحياءً نحيا.» تكرار لا معنى له، فهو خطأ يدركه من يدرك أن اللغة العربية لغة المفعول المطلق، ولغة التوكيد بتكرار اللفظ والمعنى، وأن قولنا: «كنا أحياءً.» غير قولنا: «كنا أحياء نحيا.»

وأما أن ترجمة Torch بالعنان غريب، فقد يكون ذلك صحيحًا لو كان هناك عنان حقيقي أو شعلة حقيقية؛ ولكنها حين تكون مجازًا لا غرابة فيها، ولا سيما إذا كان المترجم لا يجهل أن Torch معناها الشعلة كما ترجمها في السطر التالي حين قال: «وارفعوا الشعلة عالية.»

ونحن نترجم إلى اللغة العربية، والعرب يعرفون الأخذ بالعنان حين يراد به