صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
–٢٩–

ما هو أهم من ذلك في آلام مصر والشرق وآمال مصر والشرق … قد كان يقول حافظ بذلك كله، ثم لم نجد له خلفًا.»

ويسألني الطالب رأيي فيما أفتى به الأستاذ أحمد أمين، ورأيي أنه كان أولى به أن يسأل أستاذه: علام اعتمد في هذه الفتوى التي قرر بها أن ميزان الشاعرية هو النظم في الغارات وبطاقات البترول والهجرة إلى الريف؟

إن مشاكلنا التي من هذا القبيل لتغرق في نظائرها من مشاكل الأوروبيين كما يغرق الجدول في العيلم الزاخر، فما بالهم لم يفرغوا همهم للنظر في تلك الموضوعات، التي يقترحها الأستاذ أحمد أمين؟ أليس في أوروبا كلها شاعر في طبقة حافظ — رحمه الله؟

نحن لا نحرم على الشاعر النظم في بطاقات البترول وما إليها، ولكننا نحرم على الناقد أن يجعل بطاقات البترول ميزان الشاعرية، ونحسب أن إيمان الأستاذ أحمد أمين بخطئه أحرى به من هذا الجزم العجيب بخطأ الشعراء الذين لا يجارونه في فهمه للشعر … وليس هو بشاعر ولا ناقد، ولا صاحب سند فيما يرتئيه، وليست له إحاطة بما نظم الشعراء في مختلف المقاصد ومختلف المناسبات.

***

وعلق أحد الأدباء على مقالي — الحرب والشعر — بما يأتي:

١ – ليس صحيحًا أن مجلة البنش الإنجليزية نشرت قصيدة جون ماك كراي، التي عنوانها «في سهول الفلاندرز» إلا وهي تتردد في استحسان القراء لها، بل في التفاتهم إليها كما قال الأستاذ العقاد. والحق والواقع كما قال برنهارد راجنر الأمريكي في مجلة نيويورك تيمس: إن محرر المجلة قدر ما في القصيدة من جمال، ونشرها بالحروف الكبيرة التي لا تستعملها البنش إلى في المناسبات الأدبية العظيمة.

٢ – ذكر الأستاذ العقاد في الترجمة ما يأتي: «كنا أحياءً وكنا نحيا.» والواقع أن هذا تكرار من الأستاذ المترجم لا معنى له؛ لأن الأصل الإنجليزي هكذا We Lived فقط.