صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

فقد يفسر في موضع آخر. وما اختصر في مكان فقد يبسط في موضع آخر. ولا يجوز افتراض التناقض في كلام السيد. فإذا قلنا بتمييز بطرس على أساس ما جاء في لوقا وعلى أساس قول بولس كما ورد أعـلاه فماذا نقول في تقديم ذكر التلاميذ على ذكر بطرس في إنجيل مرقس (٧:١٦): «فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس» وليس في توجيه السؤال ثلاثة إلى سمعان وحده (يوحنا ١٥:٢١-١٨): «يا سمعان ابن يونا أتحبني؟» تمييزاً له بل قد يكون هذا الكلام عتاباً بالإنكار وتشجيعاً وتثبيتاً لتلميذ عرف بالاندفاع الشديد وبالتراجع السريع أيضاً. وأمبروسيوس وأوغوسطينوس وغيرهما من الآباء الأولين ربطوا تثليث السؤال بتثليث الإنكار1!

ولم يبنِ السيــد كنيسته على بطرس (متى ١٦) وإنما بناها على صخرة الإيمان على قول بطرس: «أنت المسيح ابن الله الحي». فليس في أدب القرنين الأول والثاني ما ينم عن اهتمام الآباء بهذه الآية اهتمام رومة لها في ما بعد. وأقدم الإشارات الواضحة إلى هذه الآية ما جاء في الفصل المئـة من ذيالوغوس بوستينوس مع تريفون في حوالي السنة ١٣٣. وهنالك إشارة أخرى في رسائل إقليمس المنتحلة. ويرى العلامـة ماسو إشارتين في رسائل أغناطيوس المتوشح بالله وفي مزامير سليمان وتسابيحه التي تعزى إلى برديصان2. وهو قول ضعيف. وليس في هذه الإشارات كلها ما يربط تفكير الآباء الأولين بنظم الكنيسة أو مقر السلطة العليا فيها3. ويعالج أوريجانس هذه الآية فيفرق بين ظاهر النص وباطنه فيرى النص في ظاهره موجهاً إلى بطرس وفي حقيقته إلى أي شخص تشابه حالته حالة بطرس4. وتدخل ترتليانوس (+ ٢٢٠) في النزاع بين أسقفي رومة كليستوس وإيبوليتوس فرفض أن يكون الربط والحل الواردان في متى (١٩:١٦) منوطين بالأساقفة المتأخرين سواء أكانوا من أساقفة رومة أو


  1. Bernard, J., Commentary of the Gospel according to Saint John, (1928), 690.
  2. Massaux, E., Influence de l'Evangile de Saint Mathieu sur la Lit. Chrét. avant Saint Irénée, (1950).
  3. Cullmann, O.. Saint Pierre, 144.
  4. Origène, Ad Mat.. 16: 18.
- ٦ -