صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
موقف معاوية من قضية عثمان

دیار في جنح الليل فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه، فقال: أذهب إلى أبي ذر فقل له: أنقذ جسدي من عذاب معاوية! ... فإنه أرسلني إلى نغيرك وإني أخطأت بك، ففعل ذلك، فقال له أبو ذر: يا بني قل له: والله ما أصبح عندنا من دنانيرك دينار، ولكن أخرنا ثلاثة أيام حتى نجمعها، فلما رأى معاوية أن فعله يصدق قوله كتب إلى عثمان: إن أبا ذر قد ضيق علي، وقد كان كذا وكذا للذي يقوله للفقراء، فكتب إليه عثمان: إن الفتنة قد أخرجت خطمها وعينيها، ولم يبق إلا أن تثب، فلا تنكأ القرح وجهز أبا ذر إلي وأبعث معه دليلا وزوده وارفق به، وكفكف الناس ونفسك ما استطعت. ولما خرج الشاغبون بالفتنة من الكوفة إلى الشام بأمر عثمان كتب عثمان إلى معاوية، كما جاء في ابن الأثير: «إن نفرا قد لقوا للفتنة؛ فأقم عليهم وانههم، فإن آنست منهم رشدا فأقبل، وإن أعيوك فارددهم علي » فلقيهم معاوية وزجرهم وأغلظ لهم، ثم أتاهم بعد ذلك، فقال لهم: «إني قد أذنت لكم فاذهبوا حيث شئتم لا ينفع الله بكم أحدا ولا يضره، ولا أنتم برجال منفعة ولا مضرة، فإن أردتم النجاة فالزموا جماعتكم ولا يبطونكم الإنعام، فإن البطر لا يعتري الخيار، اذهبوا إلى حيث شئتم فسأكتب إلى أمير المؤمنين فيكم.» وكتب إلى أمير المؤمنين يهون له من شأنهم ويقول عنهم: إنهم ليسوا لأكثر من شغب ونكير .» ولم يكن أمرهم ليعييه، فإنهم ذهبوا حين سرحهم يقصدون الجزيرة، فعلم بهم عبد الرحمن بن خالد فما أعياه أمرهم، ودعاهم إليه ولم يذهب إليهم كما فعل معاوية؛ فتوعدهم عبد الرحمن وعيدا لا يشكون فيه، وقال لهم: «يا آلة الشيطان لا مرحبا بكم ولا أهلا، قد رجع الشيطان محسوا وأنتم - بعد الرحمن إن لم يؤد بكم ... يا معشر من لا أدري أعرب هم أم عجم، لا تقولوا لي ما بلغني أنكم قلتم لمعاوية، أنا أبن خالد بن الوليد، أنا أبن من قد عجمته العاجمات، أنا ابن فاقی الردة، والله لئن بلغني يا صعصعة أن أحدا ممن معي دق أنفك ثم أمصكه - أي: جعلك نشاط. خسر عبل مي جنح الليل: بكسر الجيم، طائفة وقطعة منه. العود عضه ليعلم صلابته من وره. ۲

عجمته: عجم

91