صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
خليقة أموية

ينظر إليه فيعجب منه، ثم يضع أصبعه على متن معاوية ثم يرفعها عنه مثل الشراك، فيقول: بخ بخ، نحن إذن خير الناس أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة.» فقال معاوية: «يا أمير المؤمنين! سأحدثك، أنا بأرض الحمامات والريف والشهوات.» فقال عمر: «سأحدثك ... ما بك إلا إلطافك نفسك بألطف الطعام، وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك۱ وذوو الحاجات وراء الباب؟ فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، علمني أمتثل، قال راوي الخبر: فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها، فوجد عمر منها ريكا كأنه طيب، فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجا مقلا حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما؟ فقال معاوية: إنما لبستهما لأدخل بهما على عشيرتي وقومي، قال عمر: والله لقد بلغني أذاك هنا وفي الشام» وزاد راوي الخبر، فقال: «والله يعلم إني لقد عرفت الحياء ثم نزع معاوية ثوبيه ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما.» وروى عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال: «دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء، فنظر إليها الصحابة، فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة ۱۰ فجعل يضربه بها، وجعل معاوية يقول: الله الله في يا أمير المؤمنين، فرجع عمر إلى مجلسه، فقال له القوم: لم ضربته يا أمير المؤمنين، وما في قومك مثله؟ فقال: والله ما رأيت إلا خيرا وما بلغني إلا خير، ولو بلغني غير ذلك؛ لكان مني إليه غير ما رأيتم، ولكن رأيته - وأشار بيده - فأحببت أن أضع منه ما شمخ.» ولم يكن زهوه بسمته، وسماته دون زهو سليمان، فكان يصفر لحيته كأنها الذهب وقد أصابته لوقة في آخر عمره وهي كأثر الضربة في الجلد فكان يستر وجهه، الله عبدا دعا لي بالعافية فقد رميت في أحسني، ولولا هواي في يزيد الأبصرت رشدي.» وهواه في يزيد لون من ألوان هذه الخلة الأموية، فكل الآباء يحبون الأبناء ولكن القوم لا يحسبون الأب بارا بابنه إلا إذا «نعمة»، أو شغل بتنعيمه فيما ينظر فيه الآباء ويقول: «رحم وووو ۱۲ وباص: لامع، براق متنيك: المتنان جانبا الظهر

الدرة: بكسر الدال المشددة: سوط يضرب به.

AT

83