التاريخ عرض الإنسانية …
والعرض مناط1 الحمد والذم في الإنسان …
وكذلك التاريخ بالقياس إلى الإنسانية في جملتها، لا يكون شيئًا إن لم يكن تقديرًا لما هو صادق أو كاذب، أو ما هو صواب أو خطأ، وما هو حميد أو ذميم، من الحوادث والناس.
وقد نذكر الحوادث توسعًا في التعبير، فإن الحوادث لا تعنينا لذاتها إن لم يكن معناها تقويمًا لأعمال وقيامًا بأعمال، أو لم يكن معناها في صيغة أخرى تعريفًا بأقدار الناس مما عملوه واستطاعوه …
وكل شيء في الحياة الإنسانية هين إذا هان الخلل في موازين الإنسانية، وإنها لأهون من ذلك إذا جاوز الأمر الخلل إلى انعكاس الأحكام، وانقلابها من النقيض إلى النقيض.
يهون كل شيء إذا هانت موازين الإنسانية؛ لأن موازين الإنسانية جماع ما عندها من الفكر والخلق والعقيدة والذوق والخيال.
ومن هوان الموازين الإنسانية أن يختل كل هذا، فلا يوثق بمحصول الإنسانية كافة في تاريخها القديم والحديث.
وأهون من ذلك ألا تختل وكفى … بل تختل وتنعكس، فيوضع فيها الذم موضع الحمد، والكذب موضع الصدق، والخداع موضع الإخلاص والإيمان …
- ↑ 1مناط :الموضع الذي تعلق به الأشياء