صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

معاوية بن أبي سفيان وبقيت ثوازعها، وظل شبح الشهيد الوقور پساور معاوية إلى يوم وفاته، فجاء في رواية ابن سيرين: «إن معاوية لما حضرته الوفاة، جعل يقول: يومي منك يا حجر طويل.» ولا يحاط بعوارض الفزع التي ألمت بالعالم الإسلامي من جراء هذه المقتلة الباغية، ولكنها قد تتمثل في عارض واحد يدل على كثير، فإن الخبر الذي ذاع عن تسيير حجر وأصحابه إلى دمشق لم يكد يصل إلى السيدة عائشة بالحجاز حتى أوقدت عبد الرحمن بن الحارث يتشفع فيه وفي صحبه، وهي لا تنسى أن أعوان معاوية قتلوا أخاها محمدا شر قتلة، ولا يخفى عليها غلو حجر وأصحابه في حب علي وشيعته، وبينها وبين العلويين من الجفوة ما هو معلوم وقد فات معاوية كل عذر في هذه المقتلة حتى ما كان من عذر واو كعذر ابنه يزيد في مقتلة الحسين، فإن يزيد قد أحال الذنب على عبيد الله بن زياد، وانعكست الآية في أمر معاوية وحجر، فكان زیاد هو الذي نفض يديه من وزر هؤلاء الشهداء وألقاه على مولاه، وضاق مولاه بانتحال المعذرة بعد حين، فكان جوابه لسائلية مما يخجل الطفل بين الصغار فضلا عن العاهل بين الساسة وفي ذمة التاريخ قال له عبد الرحمن بن الحارث: أين غاب عنك حلم أبي سفيان؟ ... فقال: حين غاب عني مثلك من حلماء قومي ... وحملني ابن سمية فاحتملت ... وسألته السيدة عائشة تقول: لولا أنا لم نغير شيئا إلا صارت بنا الأمور إلى ما هو أشد منه؛ لغيرنا مقتل حجر أما والله إن كان المسلما حجاجا معتمرا، وكان الحسن البصري الزاهد المعروف يقول: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة؛ لكانت موبقة، ۲۶ ثم أحصاها وذكر منها مقتل حجر: «قيا وي له من حجر، يا ويلا له من حجر، يا ويلا له من أصحاب حجر» وفي رثاء حجر تقول هند بنت زيد الأنصارية: د و ها و و YO تجرت الجبابر بعد حجر فإن يهلك فكل زعيم قوم وطاب لها الورق والسدير من الدنيا إلى هلك يصير ومعذرة معاوية هذه خليقة أن تدعونا إلى تصديق الوصية، التي أوصاه بها أبوه حين سافر إلى الشام، فقد يستكثر على معاوية أن يؤمر بمراجعة أبيه في كل كبيرة موبقة: مهلكة.

• الخورنق: بفتحتين: اسم قصر بالعراق بناه النعمان الأكبر

72