صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الحلم

الحلم أو كما قال النابغة الجعلي ۲. ولا خير في حلم إذا لم يكن له ولا خير في جهل إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا حليم متى ما أورد الأمر أصدرا أشد منه » ومن كلام الأحنف بن قيس – أحد مشاهيرهم بالحلم: «رب غيظ قد تجرعته مخافة ما هو وكان من حلمه أنه يصفح عن المسيء، وإن ظن به الذل ويقول: «ما أحب أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم.» ۲۱ ... فلما قيل له: كيف وأنت أعز العرب؟ قال: «إن الناس يرون الحلم ذلا ...) وهو القائل: «لا تكون على الإساءة أقوى منك على الإحسان ...» وسألوه: ما الحلم؟ فقال: «قول إن لم يكن فعل، وصمت إن ضر قول ...» ..

۵

وروي .. العقد الفريد أن هشام بن عبد الملك سأل خالد بن صفوان: بم بلغ فيكم الأحنف ما بلغ؟ فقال: إن شئت أخبرتك بخلة، وإن شئت بخلتين، وإن شئت بثلاث . قال: فما الخلة ؟ قال: كان أقوى الناس على نفسه. ثم قال عن الخلتين: إنه كان موقى الشر ملقى الخير، وعن الثلاث: إنه كان لا يجهل ولا يبغي ولا يبخل وأستاذ الأحنف في الحلم قيس بن عاصم المنقري كان مشهورا بالإقدام كشهرته بالحلم والإعضاء عن الذنب كبيره وصغيره، وبلغ من حلمه أنه صفح عن ابن أخيه الذي قتل ابنه، وقد أوثقه من ود أن يبطش به لساعته، فما زاد على أن قال له مؤنا: «بئس ما فعلت، نقصت عددك، وخنت عشيرتك، وأسقطت مروءتك، وأشمت عدوك، وأسأت قومك ... وأنت الذي كنا نرجو لعظائم الأمور، ثم واسى زوجته أم القتيل وأجزل لها الدية من ماله، وحسم بذلك شرا مستطيرا في القبيلة لا يجعله عنده أخطر من شر الثكل إلا الحلم الراجح، والقلب الكبير، والنظر البعيد. ۲۰ بوادر: البادرة: ما يبدر من حدة الإنسان في الغضب. ۲۱ النعم: بفتحتين: المال الراعي ويقع على ذوات الخف والظلف. وحمر النعم: أجودها.

69