صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

هجي، فيقال فيه: إنه الجاحظ العين العظيم الحاوية فما عتمه خريم أن أجابه قائلا: في مثل عجيزتك . يا أمير المؤمنین !» وأشبه بهذا المقام حواره مع الزرقاء بنت علي خطيبة صفين حين ذكرت في مجلسه بعد سنوات، فأرسل إليها يستدعيها، فقالت للرسول: إن كان أمير المؤمنين جعل الخيار لي فإني لا أذهب، فلما شدوا عليها في الذهاب دخلت المجلس، وفيه: عتبة بن أبي سفيان، والوليد، وسعيد بن العاص، وعمرو بن العاص، فهش لها ورحب بها، ثم سألها: أتدرين فیم بعثت إليك؟ قالت: وأني في بعلم ما لم أعلم ... لا يعلم الغيب إلا الله . فسكت هنيهة، ثم قال: ألست أنت الراكبة الجمل الأحمر في صفين تحضين الناس بين الصفين على القتال؟ کا ا ا قالت: نعم! قال: فما حملك على ذلك؟ قالت: يا أمير المؤمنين، مات الرأس وتر الذنب، ولن يعود ما ذهب، والدهر ذو غير، ومن تفكر أبصر، والأمر يحدث بعده الأمر قال: صدقت، أتحفظين كلامك يومئذ؟ قالت: لا والله، أنسيته. قال: لكني أحفظه، ولله أبوك حين تقولين: «أيها الناس! أرعوا وارجعوا، إنكم أصبحتم في فتنة، غشيتكم جلابيب الظلم، وجارت بكم عن قصد المحجة، فيا لها فتنة عمياء، صماء، بكماء، لا تسمع لناعقها، ولا تسلس لقائدها، إن المصباح لا يضيء في الشمس، والكواكب لا تنير مع القمر، ولا يقطع الحديد إلا الحديد.» وأسترسل في قول الرواة يعيد عليها كلامها إلى أن قال: والله يا زرقاء لقد شرکت علينا في كل ، الم سفکه قالت: أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك، فمثلك بشر بخير وسر جليه قال: أويسرك ذلك ؟

  • الحاوية: الأمعاء

اعتم: يقال: ما عتم أن فعل كذا، أي: ما لبث وما بطأ. ۱۰ العجيزة: العجز: هو ما بين الوركين، والمؤخرة.

58