صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في الميزان

ولا يختلط الحق بالباطل ثم تذهب الحيلة فيه وتثوب العقول والضمائر إلى التسليم، ويتساوى الجوهر والطلاء في ميزان الخلود والبقاء، ومعاوية في هذا الميزان، لا يخرج منه مغبونًا ولا غابنًا للحقيقة من بعده، وإنما تحسب له قدرته بتقدير، ويُعطَى من أثر قدرته، ومن أثر نيته، ما هو به حقيق.

وقد عمل بتلك القدرة ما أفاده وأفاد قومه وأفاد الأمم التي تولاها فيما تستفيده من قرار الدولة و«ضبط» الأمور، وذلك حق القدرة الذي لا حاجة معه إلى اللجاجة في أمر النية، فلو أن أحدا أراد أن يمحو من سجله كل ما عمله لنفسه ولبنيه لما بقي في ذلك السجل عمل واحد تطول فيه اللجاجة حول النيات وتعود فنقول: إنها قدرة لا ترسل على إطلاقها بغير تقدير، وإن تقديرها الحق أنها غاية القدرة إلى الشوط القصير.

لقد كان قويا لا مشاحة1 في وصفه بالقوة على مثالها، ومثالها أنك تصوغها في خيالك على صورة من الصور، فتحضرك صورة الجمل الصبور، ولا تحضرك صورة الأسد الهصور.{smallrefs}}

129
  1. مشاحة: منازعة ومناقشة.