بن قيس القهري، وبمسلم بن عقبة صاحب الأفاعيل المشهورة في حرب أهل المدينة، وقال لهما في أشهر الأسانيد: «بلغا يزيد وصيتي: انظر أهل الحجاز فإنهم أهلك، فأكرم من قدم عليك منهم وتعاهد من غاب عنك، وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل عاملا فافعل، فإن عزل عامل أحب إلي من أن يشهر عليك مائة ألف سيف، وانظر أهل الشام فليكونوا لسانك وعيبتك، ۱۲ فإن نابك شيء من عدوك فانتصر بهم، فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام إلى بلادهم، فإنهم إن أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم، وإني لست أخاف من قريش إلا ثلاثة: الحسين بن علي، وعبد بن الزبير، وعبد ۱۲ بن عمر.) قبل
ويقال إنه ألقي هذه الوصية إلى يزيد، فقال: «يا بني، إني قد كفيتك الرحلة والترحال، ووطأت لك الأشياء، وذللت لك الأعداء، وأخضعت لك أعناق العرب، وجمعت لك من جمع واحد، وإني لا أتخوف أن ينازعك هذا الأمر الذي استتب لك إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، بن عمر فرجل قد قذفته العبادة، فإذا لم يبق أحد غيره بايعك، وأما الحسين بن علي فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك فظفرت به، فاصفح عنه؛ فإن له رحما ماسة وحقا عظيما، وأما ابن أبي بكر فرجل إن رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم، ليس همه إلا في النساء واللهو، وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد، ويراوغك مراوغة الثعلب فإذا أمكنته فرصة وثب، فذاك أبن الزبير ،» وشبية أن تكون هذه الوصية في معناها آخر ما قاله، وخلاصة ما خرج به من تجارب دنياه، فإنها سياسته التي كان يعيدها كما بدأها لو أنه عاد ليبتدئ بها من جديد في أيام يزيد معرفة بالرجال وقدرة على التدبير في الشوط القصير، وإحكام العقدة بالتها في حينها، وبغير نظر إلى التها بعد ذلك الحين، ومن ذلك اختياره لإبلاغ الوصية أسوأ من يعين عليها مع الزمن: مسلم بن عقبة والضحاك بن قيس ومع ذاك مدافعته الفتن بالمجاراة والمداراة، فيوصي خليفته بعزل والي في كل يوم ولا يوصيه بالنظر فيما وراء ذلك من سخط على الحاكم، وعجز عن إرضاء المحكوم وصية رجل قدير، قدير غاية القدرة في الشوط القصير. هو ۱۲ عيبتك: العيبة: وعاء من جلد يكون فيه المتاع، ومن الرجل: موضع سره.{smallrefs}} {{rh||121124