صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/123

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

ولا أن ينكل بالقريب قصاها من البعيد، وكذلك فعل واليه زياد في البصرة حيث أعلن «شريعة» حكمه، فقال في خطبته التي افتتح بها حكمه: «... إني لأقسم بالله لآخذن الولي بالمولى، والمقيم بالظاعن، والمقبل بالمدبر، والصحيح منكم بالسقيم، حتى يلقى الرجل منكم أخاه فيقول: أن سعيد فقد هلك سعد، إياي ودلج الليل، فإني لا أوتي بمدلج إلا سفكت دمه، وقد أجلتكم في ذلك بقدر ما يأتي الخبر الكوفة ويرجع إليكم، وإياي ودعوى الجاهلية؛ فإني لا أجد أحدا أدعى بها إلا قطعت لسانه، وقد أحدثتم أحداثا لم تكن، وأحدثنا لكل ذنب عقوبة، فمن غرق قوما غرقناه، ومن حرق على قوم حرقناه ومن نقب بيا نقبت عن قلبه، ومن نبش قبرا دفنته فيه حيا، فكفوا أيديكم وألسنتكم أكفف عنكم لساني ويدي، وإياي لا يظهر لأحد منكم خلاف ما عليه عامتكم إلا ضربت الو وقد كانت بيني وبين أقوام إحن، ۱۰ فجعلت ذلك دبر أذني وتحت قدمي، فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا، ومن كان مسيئا فلينزع عن إساءته، إني ا علمت أن أحدكم قد قتله السل من بغضي؛ لم أكشف له قناعا، ولم أهتك له سترا حتى يبدي لي صفحته، فإذا فعل لم أناظره» إلى أن قال واعدا بعد هذا الوعيد: «واعلموا أنني مهما قصرت عنه، فلست بمقصر عن ثلاث: لست محتجا عن طالب حاجة منكم ولو أتاني طارقا بليل، ولا حابا رزگا ولا عطاء، ولا مجمرا۱۲ لكم بعثا، فادعوا الله بالصلاح لأئمتكم؛ فإنهم ساستكم المؤدبون، وكهفكم الذي إليه تأوون، ومتى تصلحوا يصلحوا، ولا تشربوا قلوبكم بغضهم، فيشتد لذلك غيظكم ويطول له حزنكم.» ثم عاد إلى النذير والوعيد فاختتم خطابه قائلا: . إن لي فيكم لصرعى كثيرة؛ فليحذر كل امرئ منكم أن يكون من صرعاي.» وقد أمر صاحب شرطته أن يخرج بعد صلاة العشاء وانقضاء هژيع من الليل، ثم لا يرى إنسانا إلا قتله، وجيء إليه يوما بأعرابي لم يقتله صاحب الشرطة لاشتباه أمره .و إحن: جمع وهي و الدلج: بفتحتين: السير أول الليل. إحنة الحقد. دبر أذني: وراء أذني. مجمڑا: جمر

الجيش القوم: حبسهم في أرض العدو لا يغادرونها.

122