صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

... ما كل ذي لب يصيب رأيه، ولا كل ذي رأي ينصح في مشورته، أمس عبد واليوم أمير خطة ما أرتقاها مثلك يا بن سمية، وإذا أتاك كتابي هذا. فخذ الناس بالطاعة والبيعة، وأسرع الإجابة، فإنك إن تفعل قدمك حقنت ونفسك تداركت، وإلا اختطفتك بأضعف ريش، ونلتك بأهون سعي وأقسم قسما مبرورا ألا أوتى بك إلا في زمارة۱ تمشي حافيا من أرض فارس إلى الشام، حتى أقيمك في السوق وأبيعك عبدا، وأردك إلى حيث كنت فيه وخرجت منه، والسلام ... ومن ردوده المحفوظة رده على الإمام علي حين دعاه إلى البيعة يقول فيه: العمري لو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت بريء من دم عثمان، كنت كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين، ولكنك أغريت بعثمان المهاجرين وخذلت عنه الأنصار، فأطاعك الجاهل وقوي بك الضعيف، وقد أبي أهل الشام إلا قتالك حتى تدفع إليهم قتلة عثمان، فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين، ولعمري ما حجتك علي كحجتك على طلحة والزبير؛ لأنهما بايعاك ولم أبايعك، وما حجتك على أهل الشام كحجتك على أهل العراق؛ لأن أهل العراق أطاعوك ولم يطعك أهل الشام ... وأما شرفك في الإسلام وقرابتك من رسول الله يه وموضعك من قريش فلست أدفعه وكان يتكلم مرتج فيحسن الجواب في مقامه، ومنه جوابه لعدي بن حاتم حين أتاه يدعوه إلى بيعة علي، فسمع منه دعوته على ملأ من صحبه، وأجابه قائلا: كأنما جئت مهددا ولم تأت مصلحا، هيهات يا عدي؟ كلا والله، إني لابن حرب ما يقعقع لي بالشنان، ۱۰ وإنك والله لمن المجلبين على أبن عفان رضي الله عنه - وإنك لمن قتلته، وأرجو أن تكون ممن يقتل الله - عز وجل - به، هيهات يا عدي بن حاتم! لقد حلبت بالساعد الأشد ...» وكان يحتفل بتحضير الكلام، فيقول كما قال في صفين: «الحمد لله الذي دنا في علوه وعلا في بنوه، وظهر وبطن، وارتفع فوق كل ذي منظر، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، يقضي فيفصل، ويقدر فيغفر، ويفعل ما يشاء، إذا أراد أمرا أمضاه، وإذا عزم على شيء قضاه، لا يؤامر16 أحدا فيما يملك، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والحمد زمارة: الساجور، وهو قلادة تجعل في عنق الكلب. دو الشنان: جمع شن بالفتح، وهو القرية الخلق الصغيرة.

يؤامرة يشاور.

106