صفحة:معاوية بن أبي سفيان.pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
معاوية بن أبي سفيان

.. بيدها فنثرت يدها من يده، وقالت: إليك ... والله لأحرصن أن يكون ذلك من غيرك، فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية. وقصة الكاهن هنا تسقط بحذافيرها، ويبقى من خبر هند زوجها اتهمها، فأنفت أن تعود إليه بعد أن أراد هو أن يعيدها، لأنها تغضب لكرامتها أن تعيش مع رجل ينزلها دون منزلتها من حرائر النساء وينقل عنها في أسانيد متعددة أنها بشرت بسيادة معاوية على قومه، فقالت: ثكلته إن لم يسد إلا قومه. اله و و و و و و (... قال الشافعي فيما رواه الطبري: «قال أبو هريرة: رأيت هنا بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، ومعها صبي يلعب، فمر رجل فنظر إليه فقال: إني لأرى غلاما إن عاش ليسودن قومه، فقالت هند: إن لم يشد إلا قومه فأماته وقال محمد بن سعد: أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، قال: نظر أبو سفيان يوما إلى معاوية وهو غلام، فقال لهني: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة ... فلما ولى عمر يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من أمر الشام، خرج إليه معاوية، فقال أبو سفيان الهند: كيف رأيت؟ صار ابنك تابعا لابني فقالت: إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع أبنك وربما تناثرت الأخبار في كتب الأدب والتاريخ بغير هذه الأحاديث عن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان وأم معاوية، ولا حاجة إلى نقلها أو تلخيصها جميعا؛ لأنها تتفق في صفة هند بالوسامة والجسامة والاعتداد بالنفس والحسب، وإنما توافق ما تسمية اليوم « بالشخصية» الملحوظة بين ذويها وقومها، وليست من عداد الزوجات والأمهات المنسيات في الغمار، كما كان سائر النساء في بيئتها. والقصة التي بدأنا بها هذا الفصل تبدي لنا أبا سفيان في حياته البيتية على صورة لم تذكر في قصة أخرى، فنعلم أنه سيد بيته، كما كان سيد عشيرته «وأنه شديد الغيرة لا يرفع عصاه عن أهله .» وبقية القصة الأخرى تبدي لنا أبا سفيان في صورة من صور الحياة البيتية، يقول

من شاء: إنها حياة تقدير، ويقول من شاء: إنها حياة تقتير.

102